تُعد مسألة عودة النازحين الإيزيديين إلى ديارهم والقرى التي هجروا منها ضرورة ملحة خاصة بعد وعود متكررة من المسئولين العراقيين بإنهاء أزمتهم التي بدأت مع سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على قضاء سينجار بمحافظة نينوى، في أغسطس عام 2014، مرتكبًا إبادة جماعية بحق الإيزيديين الذين يسكنون المنطقة.

في الذكرى السادسة لانتصار الجيش العراقي على التنظيم الإرهابي وطرده من المدن والمحافظات التي احتلها، في ديسمبر 2017، تظل من التحديات بالغة الصعوبة هي عودة النازحين الإيزيديين إلى قراهم ومناطقهم الذين هُجروا منها بعدما اجتاح التنظيم الإرهابي لقضاء سينجار، ويبدو أن الأمر يزداد تعقيدا بعد فشل تحقيق العودة من قبل السياسيين العراقيين الذين وعودوا بذلك خاصة المسئولين في الحكومة العراقية.


وتشير التقارير ذات الصلة أن قرابة ربع مليون إيزيدي نازح ويعيش في مخيمات بعد فشل العودة إلى الديار، خاصة وأن القرى والمناطق التي اجتاحها التنظيم الإرهابي باتت مهدمة ويستحيل العودة إليها إلا بعد إعادة بناء بيوتها وإحياء المرافق والخدمات بها، وأيضا إعادة الأمان، خاصة أن المنقطة تشهد نشاطا لجماعات مسلحة منها حزب العمال الكردستاني التركي.
وفي أكتوبر الماضي، شهد قضاء سينجار افتتاح نصبا تذكاريا لتخليد مأساة إبادة الإيزيديين على يد التنظيم الإرهابي، الذي قتل الرجل والنساء المسنة، وسبى الفتيات لاغتصابهن وتوزيعهن على جنوده وقيادات التنظيم، كما أخذ الأطفال وضمهم إلى صفوفه بعد خضوعهم لعمليات تشويه ومسح وغسيل أدمغة.
النصب التذكاري الذي نادت بتشييده الناشطة الإيزيدية نادية مراد، الناجية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي الذي سباها مع أخريات وتعرضت لعمليات قمع واغتصاب حتى تمكنت من الفرار، وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠١٨.
شُيد النصب التذكاري بدعم من قبل منظمة الهجرة الدولية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبادرة نادية، وتم تشييده فوق مقبرة جماعية ضمت نحو ٨٠ امرأة مسنة بالإضافة لعدد من الأطفال.
وقالت المهندسة العراقية الإيزيدية ديرسم خيري نعمو، مصممة النصب، أنه يتكون النصب من ٢٥ لوحة حجرية مختلفة الأطوال ما بين متر إلى ١٠ أمتار، في رمزية لجبل سينجار الذي كان شاهدا على العمليات الوحشية ضد الإيزيديين، خاصة أن الجبل يمثل ملجأ وملاذا لأهل المنطقة على مر العصور، وتعلو النصب الشمس المقدسة التي تمثل رمزا للولادة والحياة عند الإيزيدية.
وخلال افتتاح النصب، بحضور الناشطة نادية مراد التي أشارت إلى التحديات الأمنية في المنطقة حيث ألقت باللائمة على السياسيين البارزين في المنطقة، قائلة "هناك سياسيون وأمراء حرب يسعون لمنع عودة الاستقرار إلى قضاء سنجار، السياسيون والقادة أنفسهم الذين فشلوا في حماية مواطنيهم عام ٢٠١٤، فشلوا في ترجمة وعودهم وأقوالهم إلى أفعال، والدليل هنا بارز على أرض سنجار".
وحول بقاء النازحين في المخيمات بعيدا عن بلادهم وقراهم، قالت "نادية": لقد طلبنا من حكومتنا مراراً وتكراراً دعم الناجين وعوائلهم، إن العيش في مخيمات النزوح على بعد ساعات من سنجار ليس حلاّ، هذه المخيمات عبارة عن إبادة أخرى تمزق نسيج المجتمع بأكمله، إن جيل كامل من الإيزيديين بقوا دون الحصول على التعليم المناسب أو فرص عمل أو الحصول على حقوقهم الأساسية مثل الخصوصية". في إشارة إلى تأخر المسئولين في الوفاء بوعود العودة إلى الديار التي التزموا بها في عدة خطابات أمام الشعب العراقي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تنظيم داعش الإرهابي ابادة جماعية التنظیم الإرهابی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة توثق إطلاق نار إسرائيلي على فلسطينيين جائعين ينتظرون المساعدات جنوب غزة

 أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة بتاريخ 30 يوليو، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. تم توثيق الحادثة في فيديو نشرته الأمم المتحدة يظهر لحظة استهداف المدنيين أثناء انتظارهم لمركبات المساعدات.

أوضح المكتب أن نحو 1,373 فلسطينيًا قُتلوا أثناء انتظارهم للمساعدات في الفترة من 27 مايو حتى 31 يوليو 2025، بينهم 859 كانوا قرب مواقع توزيع تابعة لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) والباقون على مسارات القوافل الإنسانية.

وذكرت تقارير أن إطلاق النار لم يكن حادثًا عشوائيًا بل تكرّر على نحو منتظم، ما يعكس استخدام القوة المميتة كوسيلة لبسط السيطرة على التجمعات المدنية.

وتطور العنف المسلّح ضمن نظام توزيع مساعدات تديره المؤسسة الأمريكية الفلسطينية GHF بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة، والذي وصفته منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش بأنه تحول إلى "فخوف دموية" سرعان ما تحولت مراكز توزيع الغذاء إلى مواقع علاقات قاتلة

كما أكدت منظمة العفو الدولية ومنظمات رسمية في غزة أن ما يجري له طابع منهجي وليس مجرد عشوائية، وأن المدنيين دفعوا حياتهم الثمن للوصول لما يرام من المساعدات.

وأضافت البيانات الصادرة أن عمليات إطلاق النار استمرت رغم إعلان إسرائيل في 27 يوليو عن توقف مؤقت للعمليات العسكرية لتسهيل وصول المساعدات، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة تصريحات غير كافية أمام وتيرة التفلت على الأرض

ورصدت الوقائع مقتل 105 فلسطينيين وإصابة 680 آخرين خلال يومي 30 و31 يوليو على طول خطوط القوافل ومناطق توزيع الغذاء المختلفة.

كما نقلت مصادر من سلطات غزة أن أحد هذه الهجمات نُفّذ في جنوب خان يونس قرب ممر "موراغ"، وتسبب في سقوط نحو 7 قتلى وعشرات الجرحى، بينما تواصلت الحوادث على نطاق واسع في مناطق شمال ووسط القطاع.

وتأتي هذه التقارير في ظل أزمة إنسانية حادة يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني، يعانون من تناقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وسط تباطؤ وصول المساعدات وقيود مشدَّدة على تنقل المدنيين داخل القطاع وخارجه.

كما تشير الأرقام إلى أن أكثر من 154 وفاة ناتجة عن سوء تغذية موثقة منذ 19 يوليو، مع ارتفاع حاد في الوفيات المرتبطة بالمجاعة.

الحادث ترك انطباعًا عميقًا حول الانهيار الواضح لقوانين الحرب والقانون الدولي الإنساني، حيث تصاعد استهداف المدنيين بالعنف أثناء انتظارهم للمساعدات الأساسية، في مشاهد توضح حجم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان غزة الذين يبحثون عن بقايا الحياة وسط دمار شامل يشهده القطاع.

طباعة شارك الأمم المتحدة قوات الاحتلال الإسرائيلي المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة 30 يوليو العنف المسلّح

مقالات مشابهة

  • عطلة محددة ودقيقة صمت.. نينوى تستذكر إبادة الإيزيديين غداً
  • منتخب السلة بطلا لـ”العرب” من دون هزيمة
  • بريطانيا: إطلاق النار على مدنيين ينتظرون المساعدات بغزة "أمر مقزز"
  • بريطانيا: إطلاق النار على مدنيين ينتظرون مساعدات بغزة مقزز
  • إستياء بين سكان سيدي بشر قبلي بالإسكندرية بسبب تراكم القمامة
  • نيجيرفان بارزاني بعيد أربعينية الصيف يجدد تعهده بالدفاع عن حقوق الإيزيديين
  • الأمم المتحدة توثق إطلاق نار إسرائيلي على فلسطينيين جائعين ينتظرون المساعدات جنوب غزة
  • الحسان من مخيم للنازحين الإيزيديين: هذه ليست حياة
  • الإيزيديون يحييون الذكرى الـ11 لإبادتهم الجماعية في مخيم داي شمي بزاخو (صور)
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟