علي جمعة يوضح قدرة الله اللامتناهية وعلمه اللامحدود في جريان الكون
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ان ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} هذا هو تقرير العقيدة.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى هو قيوم السماوات والأرض، وأنه ليس معه إلهٌ آخر، وأن كل ما سواه من العالم فهو على الفناء؛ لأنه يحتاج في وجوده إلى الله، واللهُ لا يحتاج في وجوده إلى شيء.
وتابع الدكتور على جمعة: لذلك فإنه مع قدرته اللامتناهية، وعلمه اللامحدود، يقول للشيء: كُنْ فيكون، هذا هو أصل العقيدة. واللهُ سبحانه وتعالى هو الذي يخلق الشرَّ، وهو الذي يخلق الخيرَ، وهو الذي يخلق الكمالَ، ويخلق النقصَ، وهو الذي يخلق الصحةَ والمرض.. وله حكمة في جريان ذلك في الكون.. وحكمته قد ندركها، وقد لا ندركها، وقد يتأخر إدراكنا لها، وقد نفهمها بعمق، وقد لا نفهمها.
وأشار إلى أن اللهُ سبحانه وتعالى: واسع، لا يحيط بعلمه أحد، وهو يحيط بنا، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ... }، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} ،{ ... وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} «رُفعت الأقلام، جفت الصحف، واعلم أن اللهَ إذا أرادك بخيرٍ فلا راد له، ولو اجتمع أهل الأرض جميعًا على أن ينفعوك بشيءٍ لا ينفعوك إِلَّا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو أجمعوا على أن يضروك بشيءٍ لن يضروك إِلَّا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف».
وأوضح أن هذا هو أساس العقيدة: أنه لا نفع في الكون، ولا ضرر في الكون، إِلَّا من عند الله؛ ولذلك إذا أردت أن تسأل فاسأل الله، وإذا أردت أن تستعين فاستعن بالله. كل هذه الرسوم وكل هذه الأسباب، في حَقِّ اللهِ سبحانه وتعالى: ليست بشيء. توكل على الله، ثِقْ فيما في يدِ الله أكثر من ثقتك فيما في يدك.
{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... } هذا الخير يصيب به مَنْ يشاء من عباده، ويمنعه مَنْ يشاء من عباده. { ... وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} . يعني: بيغفر كثير، ولو أنه حاسبنا على ما صدر منا، لهلكنا في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
الأزهر يوضح كيفية قضاء الصلوات الفائتة بطريقة سهلة وميسرة
قال مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من فاتته صلاة بسبب نوم أو نسيان أو غيرهما؛ يجب عليه أن يصلّيَها متى زال سبب فواتها؛ لما رواه أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنه، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ». [متفق عليه].
فكثير من الناس يفوتهم الصلاة ولا يعرفون هل يؤدون الحاضرة أولاً أم الفائتة، الأهم أن من كان عليه صلوات فائتة يجب عليه أن يقضيها لأنها دين فى رقبته إلى أن يصليها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا ذكرها ولا كفارة لها إلا ذلك"، فهذا الحديث يبين أن رسول الله نص على أنه يجب قضاء الصلوات الفائتة فلو كانت الفرائض كثيرة فأفضل طريقة أن يقضي الإنسان هذه الفرائض مع كل فرض حاضر فرض من الذي عليه.
وكشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن كيفية قضاء الصلوات الفائتة، حيث يتعرض البعض إلى إهمال في العبادة لفترة ثم يسأل عن كيفية قضاء الصلوات الفائتة في هذه الفترة ليعود إلى الله مرة أخرى.
▪المحافظة على أداء الصلاة في وقتها قربةٌ عظيمة من أحب الأعمال إلى الله؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، عَلَى وُضُوئِهَا، وَمَوَاقِيتِهَا، وَرُكُوعِهَا، وَسُجُودِهَا، يَرَاهَا حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهِ، حُرِّمَ عَلَى النَّارِ». [أخرجه أحمد]
▪من فاتته صلاة بسبب نوم أو نسيان أو غيرهما؛ يجب عليه أن يصلّيَها متى استطاع أداءها؛ لما رواه أَنَس بْن مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ». [متفق عليه]
▪يجوز قضاءُ فوائت الصلوات المكتوبة في أي وقت من اليوم والليلة، ولا كفارة لها إلا قضاؤها.
▪من فاتته صلوات يوم؛ قضاها مرتبة، فإذا زادت الفوائت عن خمس صلوات؛ سقط الترتيب.
▪من كان تاركًا للصلاة فترةً من عمره، ثم تاب، فعليه تقدير الفترة التي كان تاركًا للصلاة فيها، ثم قضاء ما فاته من الصلوات، مع كل فريضة حاضرة أخرى فائتة، أو قضاء صلوات يوم كامل متتاليات في أي وقت من ليل أو نهار.
▪مع فضل نوافل الصلوات، وجبرها لما قد يطرأ على الفرائض من نقص، إلا أن الإكثار منها لا يجزئ عن قضاء الفوائت على المختار للفتوى.
قضاء الصلوات الفائتةطريقة سهلة لقضاء الصلوات الفائتة، حيث طالب أمين الفتوى بالاستغفار أولًا ثم التوبة، ويعزم على قضاء الصلاة الفائتة، ويؤجل السنن لكن يصلي الفرض الحاضر، ثم فرض من الفروض الفائتة ويسير على منهج يومي حتي يقضي كل الأيام.
وقال أمين الفتوى خلال لقاء مسجل له : لو لم يعرف المصلي، الصلوات الماضية يجتهد بالتقريب ويحسب العدد الذي فاته من الصلوات بالتقريب، ثم يبدأ قضاء هذه الصلوات ويدعوا الله أن يعفو عنه ويغفر له.
وتابع: الصلاة حبل موصول بين العبد وخالقه، وهذه العلاقة يوميّة متكررّة، يشحن بها العبد همّته، ويتصل فيها بخالقه، ويرتفع بها إلى منازل القربات، فقد قال الله تعالى: إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري.
كيفية قضاء الصلوات الفائتة بطريقة سهلة وبسيطةمن ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب، قَضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات ؛ لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا ، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فإن الله يقول : {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي} [طه: 14]، هكذا قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية.
وأشار إلى أن الأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ ؛ لأنها واجبةٌ على الفور ؛ بمعنى أنه كلما وجد وقتًا ، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ ؛ إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب ؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ : " شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي القِتَالِ مَا نَزَلَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى : {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ} [الأحزاب: 25]، فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا ، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا " . وهذا مذهب الجمهور.
ويرى الحنفيَّةُ جوازَ صلاة السنن الراتبة التي لها أجرٌ منصوصٌ عليه في الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت .
والخلاصة : أنَّ عليك أنْ تقضيَ ما عليك من صلواتٍ ؛ إذ هي مُعَلَّقةٌ بِذِمَّتِك ، حتى تستشعرَ أنك قضيتها ، وذلك خُرُوجًا مِن خلاف الفقهاء ، ثم تصلي بعد ذلك ما شئتَ من الرواتبِ والنوافل.