صعّد الحوثيون في اليمن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، رغم الضربات الأميركية والبريطانية والتحذيرات الدولية، إذ أصيبت ناقلة أميركية بصاروخ في خليج عدن، الاثنين، وفشلَ صاروخ ثان في الطيران، وذلك عقب ساعات من اعتراض واشنطن صاروخاً ثالثاً كان يستهدف إحدى مدمراتها.

هجمات الحوثيين باتجاه المياه اليمنية حيث سفن الشحن والقوات الدولية المرابطة هناك واكبتها هجمات في الداخل اليمني بالطائرات المسيرة، حيث استهدفت مواقع خاضعة للحكومة الشرعية في محافظتي الضالع وشبوة، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.


وكانت واشنطن ولندن وجهتا ضربات يوم الجمعة الماضي شملت عشرات الأهداف الحوثية في صنعاء وأربع محافظات، قبل أن تعزز واشنطن منفردة هذه الضربات، السبت، باستهداف موقع حوثي قرب مطار صنعاء.

وذكرت هيئة العمليات البحرية البريطانية، الاثنين، أنها تلقت تقريرا عن حادث على بعد 95 ميلاً بحرياً جنوب شرقي عدن، حيث أبلغ الربان أن جانب الميناء من السفينة أصيب بصاروخ من الأعلى.

 

وفيما ذكر بيان الهيئة أن السلطات تقوم بالتحقيق نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، ولم تتوفر على الفور معلومات عن جنسية السفينة وحمولتها، كما لم يسارع الحوثيون إلى تبني الهجوم الذي تعتقد مصادر يمنية أنه تم بصاروخ من شمال محافظة الضالع.

من جهتها، قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري إن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال تعرضت لهجوم بصاروخ أثناء مرورها بالقرب من عدن باليمن.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية، الهجوم، وقالت في بيان إنه في 15 يناير (كانون الثاني) في حوالي الساعة 4 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن وأصابوا سفينة الحاويات «M/V Gibraltar Eagle»، التي ترفع علم جزر مارشال، وتمتلكها وتديرها الولايات المتحدة، وإنه لم تبلغ السفينة عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة، وتواصل رحلتها.

وأضاف البيان أن الجماعة الحوثية أطلقت في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر (بتوقيت صنعاء)، صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن أطلق باتجاه الممرات الملاحية التجارية بجنوب البحر الأحمر، لكنه فشل في الطيران واصطدم بالأرض. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

ونقلت قناة الجزيرة عن مصدر عسكري حوثي تأكيده القيام بقصف سفينة في البحر الأحمر، بعد أن رفضت الاستجابة لنداءات الجماعة.

هذه التطورات جاءت بعد ساعات من إعلان القيادة المركزية الأميركية إسقاط صاروخ حوثي من نوع «كروز» كان يستهدف حاملة للطائرات في البحر الأحمر.

     

وذكر بيان القيادة المركزية الأميركية أنه في 14 يناير في حوالي الساعة 4:45 مساءً (بتوقيت صنعاء)، تم إطلاق صاروخ كروز مضاد للسفن من مناطق الحوثيين المدعومين من إيران باتجاه السفينة «يو إس إس لابون» (DDG 58)، التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر. وتم إسقاط الصاروخ في محيط ساحل الحديدة من قبل مقاتلات أميركية. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.

وجدد الحوثيون تهديداتهم باستمرار مهاجمة السفن التي يزعمون أنها إسرائيلية أو متجهة من أو إلى موانئ تل أبيب، كما هدد قادة الجماعة باستهداف المصالح الأميركية في البحر الأحمر انتقاماً للضربات التي أدت إلى مقتل 15 مسلحاً حوثياً وإصابة ستة آخرين منذ 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت الجماعة الموالية لإيران، الاثنين، في بيان إنها مستمرة «في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة».

وتقول الحكومة اليمنية إن الجماعة وجدت في حرب إسرائيل على غزة فرصة لاستغلال العاطفة الشعبية، في حين أنها تخدم أهداف إيران في المنطقة، وتسعى إلى مفاقمة الأزمة الإنسانية.

وجدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الاثنين، موقف بلاده من التطورات، خلال لقائه في الرياض السفيرة البريطانية عبدة شريف، وقال إن تأمين حركة التجارة العالمية، واستقرار المنطقة لا يمكن أن يتحققا إلا باستعادة مؤسسات الدولة اليمنية بوصفها الضامن الرئيسي للحفاظ على سيادة اليمن واستقراره.

ومع المخاوف من انهيار جهود السلام اليمني الذي تقوده الأمم المتحدة بدعم سعودي وعماني، واصلت الجماعة الحوثية هجماتها في الداخل، بالطائرات المسيرة والصواريخ، حيث قُتل جنديان على الأقل في شبوة، كما قُتل ثالث في الضالع، وأصيب ثلاثة آخرين، إثر ضربات بطائرات مسيرة مفخخة.

تأثر الملاحة

وألقت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر بآثارها السلبية على الأوضاع إقليمياً ويمنياً، مع عزوف شركات الشحن عن المرور عبر قناة السويس وارتفاع تكلفة الشحن إلى ثلاثة أضعاف للوصول إلى الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي سيزيد من معاناة السكان الذين يعيش نحو 18 مليوناً منهم على المساعدات الإنسانية الدولية.

ونقلت «رويترز»، الاثنين، أن شركة الطاقة القطرية، من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، علقت مؤقتاً إرسال ناقلات عبر البحر الأحمر بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد المسلحين الحوثيين في اليمن، التي استهدفت الطريق التجارية الحيوية.

وبحسب البيانات الأميركية، شنت الجماعة أكثر من 28 هجوماً ضد السفن في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بما في ذلك القيام بقرصنة سفينة «غالاكسي ليدر» واحتجاز طاقمها وتحويلها إلى مزار لأتباعها قبالة الحديدة.

وفي حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين من الاستمرار في الهجمات وتوعد بضربات جديدة، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قبل البيان الذي ألقاه أمام البرلمان الاثنين، إن بلاده تريد «خفض التوترات» في البحر الأحمر، وإنها انضمت للغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على مواقع الحوثيين في اليمن بوصف ذلك «ملاذاً أخيراً».

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس إن بلاده سوف «تدرس» ما إذا كانت سوف «تتخذ مزيداً من الإجراءات» لردع هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.

ونقلت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية عن شابس القول إن بريطانيا في حاجة «للانتظار» لترى ما سيحدث بعد الهجمات الجوية المشتركة مع الولايات المتحدة الجمعة الماضي، التي أعقبت أسابيع من الهجمات على حركة الشحن على طول الطريق الدولية الحيوية من جانب الحوثيين المدعومين من إيران.

في سياق التصريحات البريطانية، أكد وزير الخارجية ديفيد كاميرون، عزم بلاده على وضع حد لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وقال: «ما يفعله الحوثيون خطأ، ونحن عازمون على وضع حد له»، مضيفاً أنه يجب العمل مع الحلفاء للدفاع عن حرية الملاحة وحماية الاقتصاد العالمي.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الخلاف يتزايد بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الشريكتان القديمتان للولايات المتحدة، في اليمن، مما يحول الصراع من جبهة موحدة ضد حركة الحوثيين إلى صراع بالوكالة على الأراضي والموارد الجنوبية.

 

وأشارت إلى أن هذا التنافس الجديد يُعقّد السياسة الأمريكية، ويُعطّل المساعدات الإنسانية، ويُصعّب تحقيق سلام دائم أو وقف هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر، كما يؤدي إلى إعادة توازن رئيسية في السياسة الخليجية، حيث تمنح السيطرة على جنوب اليمن نفوذًا على احتياطيات النفط الحيوية والموانئ والحدود، مما قد يُحدد مستقبل الحكم المُجزأ في البلاد.

 

وتشير المجلة التي نقل أبرز مضامين تقريرها الموقع بوست إلى العربية إلى أن ما جرى في شرق اليمن يضعف السعودية فقدان النفوذ في هذه المناطق، وقدرتها على تشكيل المسار السياسي لليمن وتأمين حدودها الجنوبية، بينما لا تزال حركة الحوثي، المدعومة من إيران، قوةً فاعلة في شمال اليمن، معتبرة هذه التنافسات بين الرياض وأبو ظبي وطهران يزيد من التعقيد الجيوسياسي لواشنطن وشركائها.

 

واعتبرت الصحيفة سيطرة الانتقالي على المحافظات الشرقية لليمن يمثل ضربة موجعة لنفوذ المملكة العربية السعودية في البلاد، التي تواجه الآن احتمال فقدان نفوذها على موانئ الجنوب الاستراتيجية وحقول النفط والمناطق الحدودية، معتبرة سحب الرياض لقواتها يشير إلى هزيمة القوات المدعومة منها، مما يُقوّض جهودها للحفاظ على جبهة موحدة ضد الحوثيين المدعومين من إيران، ويُعقّد استراتيجيتها الإقليمية الأوسع، ويجبرها على إعادة تقييم خياراتها، سواءً لجهة الرد العسكري، أو السعي إلى مفاوضات دبلوماسية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أو قبول دور مُقلّص في جنوب اليمن.

 

وأشارت المجلة إلى أن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على السلطة يعقد أيضا السياسة الأمريكية، إذ تواجه واشنطن الآن صراعًا بين حليفيها الخليجيين.

 

وتضيف بالقول: "ويبدو أن هذا التقدم مرتبط بالتوترات الناجمة عن السودان، حيث أكد الرئيس دونالد ترامب أن المملكة العربية السعودية طلبت التدخل الأمريكي في الحرب الأهلية السودانية، وهي أزمة أثارت انتقادات دولية للإمارات العربية المتحدة بزعم تسليحها قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا متهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور".

 

ورجحت المجلة أن يُرسّخ المجلس الانتقالي الجنوبي حكمه في الجنوب، مما يُمهّد الطريق لصدامات أو مفاوضات محتملة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وقالت إن على السعودية أن تُقرر ما إذا كانت سترد عسكريًا، أو تنخرط دبلوماسيًا، أو تقبل بجنوب شبه مستقل.

 

وذكرت بأن جماعة الحوثي قد تستغل هذا الانقسام لتعزيز موقفها، بينما ستحتاج الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى إلى تعديل المساعدات والتنسيق الأمني ​​والدبلوماسي لمنع اليمن من الانزلاق أكثر إلى التشرذم وعدم الاستقرار.


مقالات مشابهة

  • هدى الإتربي تتألق بإطلالة شتوية على إنستجرام
  • نيوزويك: الصراع يتفاقم بين السعودية والإمارات في اليمن والانتقالي يقوض جهود الرياض ويفيد الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصصه العائلية التي تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي لـ«اللي باقي منك»
  • إطلاق صاروخ يتجاوز مداه طول الخليج.. إيران: مستعدون لقيود على التخصيب بشرط!
  • تقارير تكشف تحوّل المعركة البحرية الأمريكية مع الحوثيين إلى كارثة.. تفاصيل مثيرة
  • عائلة مليارديرات تدفع لإعادة صياغة السردية الأميركية دعما لإسرائيل
  • “سنة 1982 أصبحت خلفنا”.. سفارة النمسا في الجزائر تصدر بيانا بعد قرعة مونديال 2026
  • أمانة الرياض تعلن تفاصيل مبادرة التطوع التي ستنطلق الاثنين القادم
  • طهران ترفض رسائل أمريكية للتفاوض حول النووي
  • تحقيقات البحرية الأميركية: اليمن وضع «هاري ترومان» على حافة الكارثة