فُقِد الخميس أثرُ مركبة هبوط قمرية تابعة لشركة أميركية كانت قد أخفقت في مهمتها بعد تعرضها لتسرب وقود، ويُحتمَل أن تكون تفككت لدى دخولها الغلاف الجوي للأرض، على ما أعلنت شركة «أستروبوتيك» الناشئة التي صممتها.

وأوضحت «أستروبوتيك» عبر شبكة «إكس» أنها فقدت الاتصال بالمركبة «بيريغرين» قرابة التاسعة من مساء الخميس بتوقيت غرينتش «فوق مياه جنوب المحيط الهادئ» في نهاية رحلة عودتها إلى الأرض، مشيرة إلى أنها تنتظر تأكيداً من السلطات لتحديد مصير المركبة.

حريق في مستودع للنفط في روسيا بعد ضربة أوكرانية منذ 13 دقيقة رئيس وزراء باكستان يجري مراجعة للأمن القومي وسط التوتر مع إيران منذ ساعتين

وأقلعت «بيريغرين» في بداية الأسبوع الفائت من فلوريدا، ولكن سرعان ما تبين أنها تعرّضت لتسرب وقود، مما حال دون هبوطها بسلاسة على سطح القمر كما كان مخططاً لها.

إلا أن المركبة واصلت في الفضاء جمع بيانات مفيدة لمحاولة هبوط أخرى قريبة، وأتاحت كذلك إجراء تجارب علمية بواسطة تجهيزات أرسلتها جهات عدة أبرزها وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، من بينها قياس الإشعاع.

لكنّ الشركة اضطرت أيضاً إلى درس كيفية إنهاء المهمة مع الأخذ في الاعتبار الشكوك المرتبطة بالتسرب، ودون المخاطرة بالتسبب بمشاكل للأقمار الاصطناعية الموجودة في مدار الأرض، أو بتناثر الحطام في المدار القمري.

وأعلنت الشركة في نهاية هذا الأسبوع أنها اتخذت «القرار الصعب» بتوجيه المركبة للعودة إلى الأرض، مع أنها كانت قادرة على الاستمرار في العمل في الفضاء «لأسابيع».

وكتبت «أستروبوتيك» يومها «لا نعتقد أن عودة بيريغرين تشكل أي مخاطر أمنية»، متوقعة أن «تحترق في الغلاف الجوي للأرض». ووجهت الشركة المركبة بطريقة «تحدّ من مخاطر سقوط الحطام على الأرض».

ويبلغ حجم مركبة الهبوط حجم سيارة غولف صغيرة تقريباً.

وتعتزم الشركة عقد مؤتمر صحافي الجمعة تتناول فيه المهمة بأكملها.

وكان من المُفترض أن تصبح بيريغرين، لو نجحت في مهمتها، أول مركبة فضائية أميركية تهبط على سطح القمر منذ أكثر من 50 عاماً، وأول مركبة تابعة لشركة خاصة تحقق هذا الإنجاز.

ومن المقرر أيضاً أن تحاول وكالة الفضاء اليابانية (جاكسا) إنزال مركبة فضائية ليل الجمعة إلى السبت بتوقيت اليابان، وهو ما سيكون أول إنجاز من هذا النوع للدولة الآسيوية.

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

سباق مراكز البيانات في الفضاء.. خيال علمي أم واقع يقترب؟

أصبحت فكرة إنشاء مراكز بيانات تدور في مدار حول الأرض بدلاً من بنائها على سطحها مطروحة بقوة في الآونة الأخيرة، خاصة مع الارتفاع الكبير في استهلاك الطاقة داخل مراكز البيانات التقليدية، ولا سيما تلك المخصّصة لمهام الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، انضمّ الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، سوندار بيتشاي، إلى قائمة قادة التكنولوجيا الذين يراهنون على مستقبل الحوسبة الفضائية، في ظل اشتداد سباق الذكاء الاصطناعي عالميًا.

جوجل كانت قد كشفت عن مشروع طموح يحمل رؤية طويلة الأمد لتوسيع قدرات تعلم الآلة خارج حدود الأرض. وأشار بيتشاي في حديثه عن مشروع Project Suncatcher—الذي أعلنت عنه الشركة مؤخرًا—إلى أنه يهدف على المدى البعيد إلى تشغيل وتطوير الذكاء الاصطناعي في الفضاء.

وبالرغم من أن جوجل لم تعلن بعدُ تفاصيل تقنية دقيقة، فإنها تتوقع امتلاك أول مراكز بيانات فضائية بحلول عام 2027، وذلك وفق ما جاء في تصريحات بيتشاي خلال مشاركته في بودكاست "Google AI: Release Notes".

ولم يخلُ حديث بيتشاي من الطرافة، إذ قال مازحًا: "ربما نصادف سيارة تسلا رودستر"، في إشارة إلى السيارة التي أطلقها إيلون ماسك إلى الفضاء على متن صاروخ سبيس إكس عام 2018، والتي بقيت في أعماق الفضاء لسنوات إلى أن ظنها بعض علماء الفلك كويكبًا في وقت سابق من هذا العام.
 لماذا تفكر الشركات في الفضاء؟
التنامي المتسارع في الطلب على الحوسبة بسبب الذكاء الاصطناعي يدفع الشركات للبحث عن مصادر طاقة أكبر وأكثر استدامة.
يوفر الفضاء طاقة شمسية على مدار الساعة. وتبريدًا طبيعيًا من دون الحاجة لاستهلاك هائل للمياه، مع إمكانات توسع ضخمة تتجاوز حدود البنية التحتية على الأرض.
رؤية إيلون ماسك: خطط طموحة
إيلون ماسك طرح رؤية أكثر طموحًا تتجاوز ما تقترحه جوجل.. حيث قال إن صاروخ Starship يمكنه إطلاق ما بين 300 إلى 500 جيجاواط سنويًا من أقمار طاقة شمسية مخصّصة لتشغيل الذكاء الاصطناعي في الفضاء.ما يتيح إمكانية بناء أساطيل ضخمة من الأقمار الاصطناعية لتوفير الطاقة وتشغيل مراكز بيانات مدارية.

أخبار ذات صلة «الإمارات للفضاء»: نجاح إطلاق «فاي - 1» يدعم الاستكشاف الفضائي الروبوتات والذكاء الاصطناعي يدفعان بعجلة نمو الاقتصاد الصيني

 تنافس جديد في عصر الذكاء الاصطناعي

جيف بيزوس، مؤسس أمازون ورئيسها التنفيذي السابق، توقع أن تنتقل مراكز البيانات إلى الفضاء خلال مدة تتراوح بين 10 و 20 عامًا، مبررًا ذلك بأن حجم الطلب المتوقع قد يصبح تحمله صعبًا على الأرض.

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركةأوبن ايه اي، أشار في مقابلة في يوليو الماضي، إلى أنه يتوقع أن يُغطى العالم بالكثير من مراكز البيانات مع مرور الوقت، لكن ربما نضعها في الفضاء.

هذه التصريحات تعكس مرحلة جديدة من التنافس بين عمالقة التكنولوجيا، حيث لم تعد المسابقة تقتصر على تطوير الذكاء الاصطناعي، بل على بناء بنية حوسبية  في الفضاء لمستقبل الذكاء الاصطناعي.

 فكرة مراكز البيانات في الفضاء قد تبدو خيالية اليوم، لكنها تحوّلت إلى محور رئيسي في خطط الشركات الكبرى.
وبين خطط جوجل لإطلاق أول شريحة ذكاء اصطناعي في 2027 وطموحات ماسك، يبدو أن الفضاء قد يصبح فعلاً الوجهة التالية لتشغيل الذكاء الاصطناعي على نطاق غير مسبوق.
لمياء الصديق (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • اعتقده البعض "مركبة فضائية".. زائر "بين نجمي" في سماء الأرض وتعامل شتوي في ديسمبر
  • سباق مراكز البيانات في الفضاء.. خيال علمي أم واقع يقترب؟
  • جامعة أم القرى تطوّر قمرًا صناعيًّا بحثيًّا لرصد الطقس الفضائي وتأثير الإشعاعات الشمسية
  • ما مصير رائد الفضاء إذا مات على سطح القمر؟.. سيناريوهات غير متوقعة
  • لغز جيولوجي على عمق 1800 ميل تحت الأرض.. هياكل غامضة أسفل أفريقيا والمحيط الهادئ
  • سماء الحدود الشمالية تتزين باقتران القمر بكوكب زحل
  • الإمارات تُطلق القمر الاصطناعي «فاي 1» ضمن مبادرة أممية لإتاحة الوصول إلى الفضاء للجميع
  • من الأرض إلى المريخ.. كيف تخطط ناسا لزراعة النباتات خارج الكوكب؟
  • «محمد بن راشد للفضاء» يستعد لتطوير 5 أقمار «كيوب سات» من فئة «12U»
  • صخرة عمرها نصف قرن.. مفاجآت و أسرار جديدة حول القمر | ماذا يوجد بداخلها؟