منحت الغالبية من مواطني السلفادور، الأحد، ثقتها مجددا إلى الرئيس نجيب أبو كيلة، في ما يبدو أنها مكافأة على حملات موسعة قادها بمواجهة العصابات التي كانت تروع سكان أصغر بلد في أميركا الوسطى.

وأعلن أبو كيلة فوزه في الانتخابات بنسبة بلغت 85% من أصوات الناخبين، ليصبح بذلك أول رئيس يُعاد انتخابه لدورة رئاسية جديدة في السلفادور منذ نحو قرن.

وينحدر أبو كيلة، الذي وصل إلى السلطة لأول مرة في العام 2019، من أصول فلسطينية وتحديدا من بيت لحم.

وأنفق أرماندو أبو كيلة قطان، والد نجيب، زمنا من عمره في الدفاع عن حقوق الفلسطيين، وفي نشر الإسلام الذي اعتنقه في سنوات باكرة من حياته، على الرغم من أنه مولود لأسرة مسيحية، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

ودخل نجيب، المولود عام 1981 في مدينة سان سلفادور بجمهورية السلفادور، إلى عالم السياسية في سن مبكرة من عمره، إذ بدأ مشواره السياسي مع جبهة "فارابوندو مارتي" اليسارية، ليتمكن في العام 2012 من الوصول إلى رئاسة بلدية ضاحية نويفو كوسكاتلان.

وعقب ذلك تم طرده من الجبهة، ليُظهر بعدها اهتماما بمنصب رئيس البلاد، واعتبر كثيرون فوزه برئاسة السلفادور بمثابة زلزال سياسي، نظرا لأنه مرشح من خارج أكبر حزبين رئيسيين اعتادا تداول السلطة منذ انتهاء الحرب الأهلية في البلاد عام 1992.

وعلى مدى عقود طويلة ظل حزبا "جبهة فارابوندو مارتي" اليساري و"التحالف الوطني الجمهوري" المحافظ يهيمنان على التأييد الشعبي وعلى السلطة في البلاد.

وأضحى نجيب سادس رئيس في تاريخ السلفادور، وفور إعلان فوزه في انتخابات 2019 انخرط في حملة موسعة على العصابات التي كانت تقلق مضاجع السكان،وقد عدّ كثيرون فوزه بولاية جديدة مقايضة بين الأمن والديمقراطية، بحسب "أسوشيتد برس".

واكتسب أبو كيلة، الذي يصف نفسه بأنه "أروع دكتاتور في العالم"، شهرة بسبب حملته الوحشية على العصابات، التي تم فيها اعتقال أكثر من 1 بالمائة من سكان البلاد.

ويواجه نجيب انتقادات من حقوقيين بحجة أن الخطوات التي اتخذها طوال ولايته الأولى تضعف بنظام الضوابط والتوازنات في البلاد.

وفي حين أن إدارته متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، فقد انخفض معدل العنف أيضا في بلد كان يعرف قبل بضع سنوات فقط بأنه أحد أخطر البلدان في العالم.

وكانت السلطات الأمنية في السلفادور نقلت الآلاف من أعضاء العصابات المشتبه بهم إلى سجن عملاق، في حملة أثارت الجدل لمواجهة الجريمة، وتسببت في ارتفاع عدد نزلاء السجون بالدولة الواقعة في أميركا الوسطى.

وقالت السلطات السلفادورية وقتها، إن سجن تيكولوكو العملاق المخصص لأربعين ألفا من أفراد العصابات، التي تبثّ الرعب وتعتمد على تجارة المخدرات والابتزاز في البلاد، هو "الأكبر في القارة الأميركية".

وراهن أبو كيلة في السباق الانتخابي على ما يصفه بأنه إنجاز في خفض معدلات الجريمة وسطوة العصابات التي كانت سائدة قبل وصوله إلى السلطة.

وفي الفترة التي سبقت الانتخابات الأخيرة، لم يظهر أبو كيلة في أي حملة عامة. وبدلا من ذلك، ملأ الشعبوي وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيون في مختلف أنحاء البلاد برسالة بسيطة مسجلة من على أريكته مفادها أنه إذا لم يفز هو وحزبه - الذي يعرف باسم "أفكار جديدة" في الانتخابات هذا العام، فإن "الحرب مع العصابات سوف تتعرض للخطر".

وأضاف أن "المعارضة ستتمكن من تحقيق خطتها الحقيقية والوحيدة، المتمثلة في تحرير أفراد العصابات واستخدامهم للعودة إلى السلطة".

ومع ذلك، ينظر إلى أبو كيلة، البالغ من العمر 42 عاما، وحزبه، بشكل متزايد على أنهم حالة تستحق الدراسة في إطار تفاقم عالمي أوسع للاستبداد.

وفي السياق، قال تايلر ماتياس، الباحث في شؤون الأميركيتين في منظمة هيومن رايتس ووتش، "هناك هذا الرفض المتزايد للمبادئ الأساسية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ودعم الشعبوية الاستبدادية وسط الناس الذين يشعرون بأن مفاهيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والإجراءات القانونية الواجبة قد خذلتهم".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البلاد أبو کیلة

إقرأ أيضاً:

«الاتحاد النسائي» يختتم دورة حقوق المرأة والفتيات

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة مقر المؤثرين ومنصة «X» يطلقان «مختبر X لصناع المحتوى» «فخر الوطن»: تعزيز تماسك المجتمع ودعم التنمية الشاملة

برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اختتم الاتحاد النسائي العام دورة تدريب المدربات حول حقوق المرأة، التي تأتي ضمن البرنامج الوطني لتأهيل الكوادر الوطنية في مجال حقوق المرأة والفتيات، وذلك بالشراكة مع اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتُعدّ هذه الدورة إحدى المحطات الرئيسية في البرنامج الوطني، الذي يهدف إلى إعداد فريق وطني متخصص قادر على قيادة المبادرات التدريبية في مجال حقوق المرأة والفتيات، ودعم الجهود الوطنية في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، وتعزيز التفاعل المؤسسي مع الآليات الدولية ذات الصلة.
وشهدت الدورة تدريب المشاركات على مجموعة متكاملة من المهارات المفاهيمية والعملية في مجال حقوق المرأة وحقوق الإنسان، شملت التذكير بأهم المعايير الدولية الناظمة لحقوق المرأة، واستعراض الآليات الدولية الحامية لها، إضافة إلى التعمق في المبادئ الأساسية للتدريب في مجال حقوق الإنسان.
وأكدت نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، أن تنفيذ هذه الدورة يأتي تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة، وتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في تعزيز حقوق المرأة والفتيات وتمكين الكوادر الوطنية، مشيرة إلى أن الدورة تمثل خطوة مهمة لإعداد مدربات إماراتيات قادرات على نقل المعرفة، وتوسيع أثر البرنامج داخل المؤسسات والمجتمع.
من جانبها، أكدت عنود يوسف عبدالمحسن، مدير مشروع تأهيل الكوادر الوطنية في مجال حقوق المرأة والفتيات في الاتحاد النسائي العام، أن دورة تدريب المدربات تمثل مرحلة محورية في البرنامج، حيث تم تصميم محتوى متخصّص لبناء قدرات المشاركات لتطوير مهارات التدريب، والتفاعل مع الأطر الوطنية والدولية المعنية بحقوق المرأة، واستخدام البيانات في دعم عمليات التخطيط وصناعة القرار.

مقالات مشابهة

  • السودان.. انهيار نظام العدالة ومحاسبة دولية تلوح في الأفق
  • «الاتحاد النسائي» يختتم دورة حقوق المرأة والفتيات
  • القومي لحقوق الإنسان: المواطن استعاد الثقة في نزاهة الانتخابات
  • عصام شيحة: إعلان نتائج 20 دائرة اليوم.. وتحسن الثقة بالعملية الانتخابية
  • فصل جديد لحقوق الإنسان في سوريا – أمل حذر وتحديات
  • حقوق الإنسان: الدولة تقف على مسافة واحدة بين جميع مرشحي الانتخابات
  • الكويت تجدد التزامها بمبادئ الميثاق العربي لحقوق الإنسان
  • القصبي: بعض القوى تستغل حقوق الإنسان لأجندات خاصة
  • بدء اجتماع حقوق الإنسان بالشيوخ لمناقشة خطة عمل اللجنة
  • نجيب الشابي للجزيرة: الأمن يحاصر منزلي والقضاة موظفون لدى السلطة التونسية