«متحف المستقبل».. من فكرة انطلقت في القمة العالمية للحكومات إلى أجمل مبنى على وجه الأرض
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
دبي - وام
بدأت قصة «متحف المستقبل» في فبراير 2014، عندما نظمت القمة العالمية للحكومات «متحف الخدمات الحكومية المستقبلية» كمعرض مصاحب، وخلال الدورة الثالثة من القمة العالمية للحكومات في فبراير 2015، تم إطلاق اسم «متحف المستقبل» على هذا المشروع الذي تبلورت فكرته بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ونظرته الاستباقية والمستقبلية بعد اطلاعه على مختلف الأفكار المستقبلية والنقاشات المهمة، ليأتي الإعلان عن إطلاق مشروع «متحف المستقبل» في 3 مارس 2015.
وفي 8 أغسطس 2015، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قانون إنشاء متحف المستقبل رقم 19 لسنة 2015، إيماناً من سموه بأن تكون دولة الإمارات ودبي في طليعة المستعدين للمستقبل، وجاء ذلك أيضاً خلال العام نفسه الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، عاماً للابتكار.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإنشاء «مؤسسة دبي للمستقبل» التي كانت حينها الأولى من نوعها في العالم، وتشكيل مجلس أمناء للمؤسسة برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، لإدارة مأسسة استشراف المستقبل ولتكون مسؤولة عن مسيرة تصميم وصناعة مستقبل أفضل لدبي والعالم أجمع.
وبدأت أعمال البناء في «متحف المستقبل» في العام 2017، وتم استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لطباعة أجزاء كبيرة ورئيسية من المتحف، وبحلول عام 2018، اكتمل إنجاز البنية الهيكلية وجرى وضع القطعة الأخيرة خلال فعالية عقدت في 20 نوفمبر.
وفي ظل تحديات عام 2020، وسط جائحة كوفيد - 19، أبت روح التقدم التي لا تتزعزع في دبي إلا السير إلى الأمام، وفي أكتوبر 2020 وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القطعة الأخيرة من الواجهة الخارجية للمتحف، ليكتمل التصميم الخارجي بـ 1024 قطعة مصنوعة بدقة متناهية، وفي 22 فبراير 2022 فـتح متحف المستقبل أبوابه للعالم في حفل مذهل.
وبعد مرور عام على افتتاحه، أعلن محمد عبدالله القرقاوي رئيس متحف المستقبل، أن المتحف استقبل أكثر من مليون زائر من 163 دولة حول العالم خلال عام كامل منذ افتتاحه رسمياً بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في 22 فبراير 2022، في لحظة مميزة في مسيرة دبي ودولة الإمارات لتصميم وصناعة المستقبل، ويعد متحف المستقبل، بتصميمه المستدام وتقنياته المتطورة، رمزاً للإبداع البشري وروح دبي الطموحة.. ومن وضع التصورات في القمة العالمية للحكومات إلى افتتاحه الكبير، تعد رحلة المتحف شهادة على قوة الأفكار والتصميم والالتزام بصياغة مستقبل يتجاوز الخيال.
ويمثّل المتحف أعجوبة معمارية فريدة بتصميم هندسي مبتكر وغير مألوف، فقد صُنع هيكل المتحف من الفولاذ المقاوم للصدأ رقمياً باستخدام أدوات تصميم بارامترية متطورة، تستفيد من الخوارزميات الحاسوبية في تمكين المهندسين المعماريين من تصميم بناء بأسلوب مختلف وغير تقليدي، وصنع المتحف من هيكل فولاذي مقاوم للصدأ، ويتكون من 1,024 قطعة جرى تصنيعها عبر عملية تخصصية بمساعدة الروبوتات، وتغطي مساحة إجمالية قدرها 17,600 متر مربع.
ويعتمد مبنى المتحف على أحدث الوسائل البيئية والمستدامة في تطبيق أنظمة توزيع الماء والعزل الحراري والتبريد بشكل فعال ومتكامل، ما يعكس التزام المتحف بالارتقاء بمعايير المباني الخضراء في المنطقة، بما ينسجم مع الجهود العالمية للترويج للممارسات المستدامة في التصميم والإنشاء المعماري، حيث حصل المتحف على الشهادة البلاتينية من نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي للمباني الخضراء في عام 2023، الذي يمثل تصنيفاً عالمياً للمباني الصحية والمستدامة وعالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة، ليصبح المتحف الوحيد الحاصل على هذه الشهادة المرموقة في منطقة الشرق الأوسط.
كما يجري توليد أكثر من 30 في المائة من احتياجات المتحف بوساطة الطاقة الشمسية، إضافة إلى استخدام مصابيح «LED” الموفّرة للطاقة في مختلف أرجاء المتحف، فضلاً عن صنع كامل السطح الخارجي للمبنى الاستثنائي من زجاج مطوّر خصيصاً بالاعتماد على تقنيات مبتكرة لتحسين العزل الحراري.. وحصل المتحف على جوائز مثل جائزة تيكلا العالمية للتصميم المعماري، وتقدير من أوتوديسك كواحد من أكثر المباني إبداعاً في العالم.
ويقع مبنى المتحف على تلة خضراء خلّابة تحتضن طيفاً واسعاً من أنواع الأشجار والنباتات، لتمنح الزوار لمحة عن التنوع الحيوي والتراث البيئي للإمارات، وتضم الحدائق التي تزين التلة الخضراء الواسعة، التي يقع عليها المتحف، شجر الغاف والسدر والنخيل والقرط المنتشرة في البيئة المحلية.. كما يعالج التنسيق المُبتكر للنباتات الطبيعية التحديات التي تفرضها درجات الحرارة العالية في الصيف، بالاعتماد على نظام ذكي للري الموجه وعالي الكفاءة، حيث تلعب هذه المنهجية المستدامة دوراً هاماً في الحفاظ على النباتات المتنوعة، وتدعم أسراب الطيور والنحل التي تستوطن التلة لبناء بيئة متوازنة ومتناغمة في محيط المتحف.
ويحاكي الفراغ في وسط مبنى المتحف المستقبل الواعد والآفاق المعرفية غير المكتشفة، ويؤكد على الدور الذي يلعبه رواد الابتكار والإبداع في اكتشاف المجهول، وتسمح منصة المشاهدة للزوار بالتمتع بإطلالات عبر الفراغ على نصف منحنى البنى وعلى مشاهد الإمارة الآسرة.. كما يعكس التصميم الرمزي للفراغ الإمكانات اللامتناهية والآفاق الغامضة غير المكتشفة بعد، ويحتفي بالأفراد الساعين إلى دخول عوالم جديدة والارتقاء بآفاق المعارف، الذين يلعبون دوراً محورياً في تعزيز الابتكار وروح المغامرة والاكتشاف.
وتعكس العبارات التي صمم خطوطها الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونظرته إلى المستقبل، فمقولته»لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين«، و»المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم«، و»سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار«، تلخص رسالة ومهمة هذا المكان الذي يدخل عامه الثاني في الثاني والعشرين من فبراير.
ويشكل»متحف المستقبل" أيضاً حاضنة لخبراء استشراف المستقبل في مختلف القطاعات على مستوى المنطقة والعالم ومختبراً شاملاً لتقنيات المستقبل، وأفكار المستقبل، ومدن المستقبل، ويمثل ملتقى أصحاب الرؤى المستقبلية الطموحة من مختلف أنحاء العالم، ومركزاً لدراسة المستقبل وأفكاره وبحث اتجاهاته في القطاعات العلمية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، كما يعد المنصة المعرفية والعلمية الابتكارية التي تجمع أفضل المواهب والعقول والخبراء والمبدعين من مختلف أنحاء العالم في فعاليات دولية تثري الحوار والنقاش وتوليد الأفكار في مختلف قطاعات المستقبل على أرض دبي ودولة الإمارات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات متحف المستقبل إمارة دبي القمة العالمیة للحکومات متحف المستقبل المتحف على
إقرأ أيضاً:
باحث يكشف حقيقة تضرر الآثار المصرية في متحف اللوفر جراء تسرب مياه
أكد الدكتور إسلام عزت، باحث دكتوراه بجامعة «سيرجي باريس» مركز بحوث الآثار التاريخية بفرنسا، اليوم الاثنين، أنه لم يحدث أي ضرر بالمقتنيات الأثرية المتواجدة بقاعات العرض بقسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بباريس، وذلك على خلفية حادثة تسرب المياه التي وقعت بمكتبة قسم الآثار المصرية بالمتحف.
وقال إسلام عزت، وهو أيضا مدرس مساعد بكلية الآثار جامعة عين شمس والجامعة الفرنسية في مصر في تصريحات صحفية: «الواقعة ليست لها أية علاقة بقاعات العرض أو قاعات التخزين التي تضم الآثار الموجودة بقسم الآثار المصرية باللوفر»، مضيفا: «لم يحدث أي ضرر بالقطع الأثرية وإنما الحادثة وقعت بمكتبة قسم الآثار المصرية حيث تعطل أحد صمامات التدفئة المتواجدة بالقاعة، ما أدى إلى تسرب المياه من أحد الأنابيب الخاصة بالتدفئة في المكتبة».
وأشار إلى أن هذه الواقعة حدثت في 26 نوفمبر الماضي، وعلى الفور تدخلت وحدة الصيانة من أول يوم، واستطاعت تفعيل خطة تخفيف حدة المخاطر بشكل جيد، وتمت السيطرة على الوضع.. كما تم اتخاذ خطة التجفيف باستخدام الورق الياباني وهو نظام معتمد في ترميم المخطوطات على مستوى العالم ويعتبر من الوسائل الآمنة.
وأضاف إسلام: «الوضع تحت السيطرة الآن، حيث أن المشكلة التقنية تمت معالجتها، والكتب يُجرى حاليا معالجتها بشكل كامل وتعاد مرة أخرى لأن هناك بعض الكتب تأثرت بشكل طفيف.. فمجرد تجفيفها تمت معالجتها»، موضحا أن المياه التي تسربت أتلفت كتبا قديمة ما بين 300 و400 دورية عن علم المصريات، مؤكدا أنها ليست مخطوطات ولكنها كتب يعود تاريخ بعضها إلى القرن التاسع عشر، إلا أنه أكد أن المكتبة تستقبل زوارها بشكل طبيعي حاليا.
ونوه إلى أن بعض وسائل الإعلام تحدثت عن «قطع أثرية» لذا وجب التأكيد على أن هذه الواقعة ليست لها أية علاقة بالقطع الأثرية المصرية الموجودة بقاعات العرض في المتحف، داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة عند تناول الحدث، ولفت إلى أن قاعات العرض مزودة بنظام Heat Ventilation and Air Conditioning (HVAC)، وهو نظام مركزي لضبط درجات الحرارة والرطوبة النسبية في قاعات المتحف، مضيفا أن هذا النظام مركزي ونفتخر بأنه موجود حاليا في المتحف المصري الكبير، للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة في كل قاعات المتحف.
وكانت قد ذكرت مجلة «لا تريبون دو لار» الفرنسية المتخصصة في تاريخ الفن والتراث، أن متحف اللوفر تعرض لتسرب مياه شديد في 26 نوفمبر الماضي، أدى إلى إلحاق أضرار بالعديد من الكتب والوثائق في مكتبة الآثار المصرية.
ونتج تسرب المياه عن عطل في أحد الأنابيب، وجاء في تحذير صادر عن لجنة الصحة والسلامة وظروف العمل، تسبب صمام يغذي الأنابيب فوق الوثائق، وكان معطوبا، في تسرب للمياه غير النظيفة، ألحق أضرارا بالكتب والوثائق وأدى إلى تدهور ملحوظ في أماكن عمل زملائنا.
اقرأ أيضاًاعتقال مشتبه به ثالث فى قضية السطو على متحف اللوفر
العثور على تاج الإمبراطورة أوجيني المسروق من متحف اللوفر