عين ليبيا:
2024-07-27@05:23:32 GMT

فبراير في ذكراها الـ13 بين الإفراط والتفريط

تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT

عقد ونيّف مرّ على انتفاضة 17 فبراير في ليبيا، وللأسف لا يزال الوضع السياسي مأزوما، ولا تزال ليبيا تترنح على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية، ناهيك عن السياسية، و بعد مرور كل هذه السنوات الطويلة إذا ما نظرنا الى الوضع الليبي بعين الفاحص المتأمل الذي عاش ويعيش كل تفاصيل المشهد الليبي، يدرك بمسؤولية أهمية الشمولية والإلمام بما يتداخل في هذا المشهد المعقد من اعتبارات داخلية وخارجية، فيكون لزاما الأخذ في الاعتبار معطيات وظروف الواقع بكل سلبياته وإيجابياته.

وبالمناسبة يكون مهما اليوم التذكير بأن 17 فبراير 2011م كانت انتفاضة شعبية عارمة، قام بها شباب متذمر من استمرار سوء الوضع المعيشي من حيث عدم توفر فرص العمل والأزمة السكنية الخانقة، والشعور بالخوف على مستقبل وحياة الأجيال، ولابد من الإشارة أيضا إلى أن المطالب كانت في اتجاه تغيير ذلك الوضع السيء بأحسن منه، خاصة مع توفر الإمكانيات النفطية للدولة الليبية، وهي مطالب شرعية ومبررة، حتى انها لم ترتق في البدء الى المطالبة بتغيير أو إسقاط النظام، ودون الخوض في تفاصيل كيف تحولت تلك الانتفاضة الى مسلحة وكيف تمت الاستعانة بالأجنبي، جدير الإشارة الى الآثار السلبية التي ترتبت عن ذلك وعلى رأسها رهن البلد للتدخلات الأجنبية السافرة مما افقدها السيادة حتى الان.

بعد هذه السنوات المريرة، ورغم ما صاحبها من أخطاء وممارسات في حق بعضنا البعض، وصلت حد التقاتل الأهلي الذي فقدنا فيه الألاف من أبنائنا بين قتيل ومصاب، وحالات التهجير القسري والنزوح التي تعرض لها الكثير من أبناء شعبنا داخليا وخارجيا، وحجم المعاناة التي لازمت الليبيين في معيشتهم ، الا أن كل ذلك لا يبرر أن ننكر على انتفاضة فبراير حقها في كينونتها التي استوجبت تفجرها، وضرورة استمرار زخمها الأصيل الذي ينادي ويسعى الى التغيير للأحسن، وأنه ليس منصفا أن نلقي بتبعات ما حدث سلبيا خلال وبعد فبراير على روح الانتفاضة وأهدافها المشروعة في التغيير والتطوير الى الأفضل.

ومن هذه الزاوية يكون جديرا احترام انتفاضة فبراير فهي حدث تاريخي وطني يسعى إلى الانتقال بليبيا من حالة الجمود الذي كان مسيطرا لعقود، الى حالة جديدة من النهوض والتطوير والتحسين في كل مناحي حياة الليبيين، وهو ما يدفع الى التأكيد الآن على ضرورة تحقيق تلك الأهداف السامية التي قدم الليبيون من اجلها التضحيات، لقد ان الأوان لإيقاف مسيرة الانحراف والتفريط في فبراير الانتفاضة الشعبية السلمية وإعادة روحها النقية الصافية النابعة من الشعب الليبي قبل ان انحرف بها واستغلها المتربصون ومن ثم تدخل النيتو وغيره.

إن الإفراط المتعمد الذي قامت به بعض الزمر سواء من بعض من كانوا يسمون معارضة ليبية في الخارج، او ممن نقموا على النظام في الداخل، والذين تربصوا لانتفاضة فبراير فاستغلوها بكل روح انتقامية حاقدة، وتمكنوا من استغفال الكثير من الشباب والليبيين المستائين من الوضع السابق، فخلقوا بؤرا للانتقام والحقد الدفين بغية الوصول إلى أهدافهم الخبيثة في الحكم والاستحواذ على الثروة، لينحرفوا بفبراير بعد أن استعملوها ستارا لتحقيق مآربهم الشخصية، فأفرطوا في استغلال المشهد وشيطنوا كل من يخالفهم الرأي في عملية اقصاء متعمد لأغلب الليبيين، كونهم قلة متطرفة دينيا وسياسيا وعنصريا، ان هذا الإفراط وجب إيقافه الآن والتصدي له بكل قوة بل ومحاسبة تلك الزمر ومعاقبتها على كل ما سببته لليبيين من معاناة طيلة كل السنوات.

علينا الآن أن نستشعر بعمق مدى الانهيار الذي تعيشه البلد على مختلف الصعد، وأن نسعى جميعا لتصحيح الوضع لقطع الطريق على زمرة المتربصين الذين يتحكمون الآن في مصير البلد ويعيثون فيه فسادا وإفسادا، ولن يكون ذلك إلا بان نلتف جميعا الآن حول اهداف فبراير الحقيقية، والتي أساسها تحقيق حياة افضل لكل الليبيين عبر نظام حكم رشيد يتم فيه التبادل السلمي على السلطة في ليبيا من خلال الانتخابات الحرة النزيهة، وتفعيل دولة القانون والمؤسسات الضامنة لتحقيق حياة كريمة عادلة لكل الليبيين، واستمتاعهم جميعا بعدالة بثرواتهم التي حباهم الله بها، لقد آن وقت العمل وليس مقبولا الآن بعد كل هذه السنوات ان يستمر التفريط في اهداف ومكتسبات فبراير التي حالت دونها طبقة من المتربصين الانتهازيين وإن تستروا بجلباب فبراير وهي منهم براء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

مخاوف من مجاعة بـ«الأبيض» جراء حصار الدعم السريع

تنامت مخاوف سكان مدينة الأبيض بعد تطاول أمد العمليات العسكرية واستمرار حصارها من قوات الدعم السريع، ما أدى لتردي الوضع المعيشي بصورة ملفتة.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

“أعيش في ظروف صعبة منذ بداية الحرب حيث لم أتمكن من مغادرة منزلي ولا أملك مالاً لاستئجار آخر أو حتى لشراء الطعام”.. هكذا تحدثت السيدة (م. أ) وهي من سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان- وسط السودان- والتي تعمل “بائعة تسالي” لتعول أسرتها الكبيرة المكونة من تسعة أفراد.

وفرضت حرب 15 ابريل 2023م بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واقعاً مأساوياً في المناطق التي شهدت اشتباكات متكررة، فضلاً عن امتداد آثار الحرب اقتصادياً وأمنياً حتى على المناطق الآمنة.

وقالت السيدة (م. أ) في حديثها لـ(التغيير): “أصبحنا نعيش في وضع يزداد سوءاً كل يوم، لا يوجد خبز والرغيفة الواحدة لا تكفي حتى لطفل.. ونحن مرضى ولا نجد ثمن الدواء.. أطفالي يعانون من الجوع الشديد ولا نعرف مصيرنا فمع وجبة واحدة في اليوم أصبحنا نأكل ما لا يكفينا وأطفالي يشعرون بالدوار من شدة الجوع والوضع لا يبدو أنه سيتحسن قريباً”.

تفاقم المعاناة

الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه (م. أ) التي تعمل على إعالة أطفالها الستة ووالدتها وأختها وابنتها التي فقدت زوجها في إحدى المعارك ينسحب على المئات من المدنيين بحاضرة شمال كردفان، والذين أصبحوا عاجزين عن الحصول على الغذاء بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي فرضتها الحرب الحالية.

وتفاقمت معاناة سكان المدينة معيشياً واقتصادياً وأصبحوا يواجهون خطر المجاعة جراء ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وانعدام السيولة النقدية نتيجة حالة الحصار المفروضة عليهم منذ المواجهات العسكرية التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مايو الماضي.

وتواجه المدينة حصاراً محكماً من قبل قوات الدعم السريع التي وسعت من نقاط تفتيشها بعد أن فرضت “رسوم تحصيل” على جميع ناقلات البضائع في معظم الطرق المؤدية من وإلى الأبيض، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الضرورية مثل الدقيق، السكر والعدس بشكل غير مسبوق.

وقالت مصادر محلية لـ(التغيير)، إنه حتى الاثنين الماضي شهدت المواد الغذائية ارتفاعاً كبيراً داخل أسواق المدينة حيث بلغ سعر كيلو السكر 3400 جنيه، كيلو العدس 4600 جنيه، كيلو الأرز 4000 جنيه، ووصل سعر رطل الزيت إلى 2200 جنيه، رطل البن 13 ألف جنيه.

وأوضحت أن كيلو اللحمة البقري بلغ 6000 جنيه والضأن 10 آلاف جنيه، وأشارت إلى أن بعض المخابز شهدت زيادة في أسعار الخبز حيث تبيع بعض المخابز 6 قطع خبز بألف جنيه وأخرى تبيع سبعة.

مجاعة وشيكة

وفي السياق وصف المواطن رياض صديق، الأسعار بأنها “غير معقولة”، وقال لـ(التغيير)، إن المواطنين أصبحوا عاجزين عن شراء السلع خاصة النازحين في مراكز الإيواء الذين كان قد توقف دعمهم بسبب التضخم.

وأضاف أن بعض التجار لجأوا إلى تخزين السلع وبيعها بأسعار زهيدة مما تسبب في ندرتها وارتفاع أسعارها مما يجعلها صعبة المنال عليهم في ظل هذه الظروف.

من جانبها، قالت المواطنة التومة فضل الله الوضع المعيشي بأنه أوشك على إحداث كارثة إنسانية، وأضافت لـ(التغيير)، أن النازحين يعيشون في ظروف صعبة للغاية والمساعدات المقدمة لهم قليلة جدا ولا تكفي حتى لوجبة واحدة وتأتي على فترات متباعدة.

وتابعت: “إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فهناك مجاعة وشيكة تهدد سكان المدينة”.

وأشارت إلى أنه مع هطول الأمطار يزداد الوضع سوءاً بسبب المنازل المتهالكة التي تضررت من دوّي الأسلحة، والنازحون يعيشون في مدارس مكتظة، وإذا لم يتم نقلهم إلى ظروف أفضل فمن المتوقع تفشي الأوبئة والأمراض مما قد يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية، وعبرت عن أملها في الوصول إلى وثيقة مشتركة تضمن أساسيات الحياة للمواطنين.

وكانت مصادر ميدانية أوضحت أن مراكز إيواء النازحين داخل المدينة بلغت 167 مركزاً، حيث تضم ما لا يقل عن 5044 أسرة، وقالت لـ(التغيير)، إن معظم النازحين يعانون من أوضاع اقتصادية وصحية قاسية.

وأكدت تزايد عدد النساء والأطفال الذين يتسولون في الأحياء بحثًا عن المساعدة من الآخرين حيث توقفت العديد من الأعمال بشكل رسمي، وحتى الأسر التي كانت في وضع جيد سابقاً أصبحت تعاني من تدهور حاد في أوضاعها المعيشية.

وأوضحت المصادر أن بعض الأسر تعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية من أبنائها المغتربين كل عشرة أيام لتأمين وجبة واحدة في اليوم، وحتى شاي الصباح وهو تقليد يومي لم يعد في متناول الكثير من السكان بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية.

تردي صحي

ونبهت المصادر- على الصعيد الصحي- إلى أن المدينة تشهد نقصاً حاداً في الأدوية والعلاجات، وانتشار بعض الأمراض نتيجة الجوع ونقص الفيتامينات مما أدى إلى تفشي التهابات حادة بين السكان وظهور حالات من الوهن والضعف البدني الشديد.

وفي هذ الصدد قال المواطن محمد إبراهيم، إن الوضع الاقتصادي في المدينة بات خانقاً والأسعار تشهد ارتفاعاً متسارعاً مما يجعل الحالة الاقتصادية متردية بشكل كبير.

وأضاف لـ(التغيير)، أن النازحين يفتقدون للمأوى والغذاء الكافي، وحالة المواطنين في الأحياء ساءت بشدة حيث توجد مجاعة خفية تضرب الناس.

وحذر إبراهيم من أنه إذا استمرت الحرب والحصار على المدينة لشهرين آخرين فإن الأوضاع قد تتدهور إلى درجة من السوء مثلما حدث في مناطق أخرى بكردفان.

واختتم حديثه بالقول إن الحصار على المدينة لا يزال قائماً بنسبة كبيرة، باستثناء شارعي بارا وزريبة البرعي، اللذين يتم من خلالهما إدخال البضائع.

بينما قال الشاب محمد أحمد لـ(التغيير)، إن الوضع المعيشي في غاية الصعوبة، وأضاف “لا يوجد عمل وكل الشباب عاطلون عن العمل. لقد قضيت 13 شهراً بدون وظيفة، والناس باتت منهكة وتعيش على وجبة واحدة في اليوم، لا يوجد أي دخل مالي لأن العمل متوقف وهذا يجعل الوضع صعباً للغاية مما يؤدي إلى انتشار أمراض الجوع”.

ويبدي سكان المنطقة خشيتهم من الواقع المعيشي السيئ الذي باتوا يتعايشون معه على اعتبار أنه سيناريو جديد للموت إلى جانب سيناريوهات دوي الانفجارات والأسلحة الثقيلة التي شاهدوها في كثير من العمليات العسكرية الدامية التي دارت بين الأطراف المتقاتلة في مدينة الأبيض.

ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، شهدت مدينة الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.

ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

الوسومالأبيض الاقتصاد الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان كردفان

مقالات مشابهة

  • حكومتا حمّاد والدبيبة تعلنان موقفهما بشأن “معسكر الليبيين” في جنوب إفريقيا
  • الهواتف الذكية تصيب المراهقين بالقلق والاكتئاب والعزلة
  • كيف حصلوا على التأشيرة؟ جنوب إفريقيا تحقق في قضية “معسكر الليبيين”
  • إلى مدارس التحفيظ ..الوضع لا يحتمل
  • تعثر جهود تشكيل سلطة تنفيذية جديدة في ليبيا
  • فرنسا تحذر من حرب شاملة وتستعجل التمديد لـاليونيفيل
  • أبو الغيط: الوضع العربي صعب.. وها هو سبب الأزمة الاقتصادية في مصر
  • مخاوف من مجاعة بـ«الأبيض» جراء حصار الدعم السريع
  • بن غفير يعلن إنهاء الوضع القائم بالمسجد الأقصى ونتنياهو ينفي
  • الوضع أسوأ من الوصف.. أمراض تحاصر قطاع غزة