يمانيون:
2024-07-27@01:48:10 GMT

الرئيس الصماد حارس البحر الأحمر

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

الرئيس الصماد حارس البحر الأحمر

عبدالفتاح علي البنوس

بفطنته المعهودة، وفراسته المشهودة، ووعيه الواسع، ونظرته الثاقبة، وفكره المستنير، وثقافته القرآنية الغزيرة، استطاع الرئيس الشهيد صالح علي الصماد منذ وقت مبكر أن يدرك حجم المؤامرة التي تحاك ضد بلادنا، حتى قبل شن العدوان، وساهم العدوان في تنامي حالة الإدراك والفهم لديه لما يدور حوله من أحداث وما هو حاصل من متغيرات، وما يحاك ضد الوطن الغالي من مؤامرات، وما يعد من مخططات تشكل تهديدا خطيرا عليه، بهدف النيل من صموده وثباته وضرب النسيج الاجتماعي واستهداف الجبهة الداخلية التي كان الشهيد الصماد أحد عوامل وحدتها و تماسكها رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها ، حيث راهن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على حسم المعركة في غضون أسابيع ، حيث سنعلن الهزيمة و نرفع رايات الاستسلام، ونعلن العودة إلى نظام الوصاية والتبعية للسعودية والارتهان للأمريكان، ولكنه تفاجأ بحالة الصمود والثبات الأسطورية، والتحول من الدفاع إلى الهجوم، رغم الهستيريا التي أظهرها تحالف البغي والإجرام من خلال عدوانه الغاشم وحصاره الجائر .


كل ذلك دفع بهذا التحالف اللعين إلى الذهاب نحو تضييق الخناق على أبناء شعبنا من خلال الاستهداف المباشر لشريان الحياة الوحيد والرئة التي يتنفس من خلالها والمتمثلة في ميناء الحديدة، وعمدوا من خلال المرتزقة إلى شن زحوفات مكثفة عليها بهدف السيطرة عليها ليتسنى لهم خنق الشعب اليمني، ورغم كثافة الغارات، وكثرة الزحوفات، والتحشيد المتواصل في صفوفهم، واستمرار عمليات التسليح من قبل السعودية والإمارات؛ إلا أن كل ذلك لم يفت في عضد اليمنيين، بل زادهم وعيا وإدراكا وفهما واستيعابا لما يدور حولهم والأخطار المحدقة بهم في محافظة الحديدة وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، الذي كان له قصب السبق في تحصين جبهة الحديدة، ورفع مستوى اليقظة والجاهزية الأمنية والعسكرية والشعبية للتصدي لمحاولات الغزاة التسلل نحوها، والتخطيط لغزوها .
سيناريوهات نجح الرئيس الشهيد في كشف تفاصيلها والتعاطي معها بحكمة وذكاء وفطنة، حيث شرع في تحفيز المجتمع التهامي على الجهاد في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والكرامة، معتبرا معركة الحديدة هي المعركة الفاصلة مع العدو المتربص بها الدوائر، ويجب التعاطي بمسؤولية مع التهديدات الأمريكية المعلنة والاستعداد التام والجهوزية العالية لمواجهة أي حماقات قد يرتكبها، حيث أعلن وقوفه ومن خلفه كافة أبناء الشعب اليمني مع الحديدة وأهلها في مواجهة التهديدات التي تطالها والمؤامرات التي تحاك ضدها، حيث دعا إلى المشاركة الفاعلة في مسيرة البنادق التي رأى بأنها بمثابة الرد العملي على تخرصات وتهديدات الأعداء، وكان لتحركاته المكثفة داخل الحديدة تأثيراتها وانعكاساتها السلبية على التحالف الإجرامي الذي وجد نفسه أمام قائد فذ، يمتلك من الفراسة والدهاء السياسي ما يفشل كافة مخططاتهم الإجرامية وخصوصا عقب دعوته للمشاركة الفاعلة في مسيرة البنادق، حينها قرروا التآمر عليه، وخططوا لاغتياله بالتنسيق مع عملاء وخونة الداخل .
حيث ارتقى الرئيس صالح علي الصماد شهيدا وهو يقوم بمهام حراسة بوابة اليمن على البحر الأحمر محافظة الحديدة، ليتوج بوسام الشهادة الذي لطالما ظل ينشده ويمني نفسه بالظفر به والحصول عليه، لقد أحب الحديدة وأحبته، ألفها وألفته، وشاءت إرادة الله عز وجل أن يرتقي شهيدا على أراضيها، بعد أن شحذ الهمم التهامية، للوثوب في وجه الغزاة ، وإظهار البأس التهامي اليماني الشديد، وكان لفاجعة استشهاده أثرها في نفوس أبناء الحديدة، وهو ما عكسه خروجهم المبهر في مسيرة البنادق وفاء لوصية الرئيس الشهيد الذي كان يمني النفس بالمشاركة فيها .
بالمختصر، المفيد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد كان الحامي والحارس للحديدة، وظل حتى آخر لحظات حياته حاميا وحارسا لها ولأهلها، وجاد بروحه الطاهرة ورفاقه الأبطال في سبيل الله دفاعا عنها، وما من تضحية، وما من عطاء، وما من بذل، أغلى من التضحية والجود بالنفس .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الرئیس الشهید

إقرأ أيضاً:

النقب ووادي عرية في الميزان الاستراتيجي لطوفان الأقصى

جملة من الحقائق الجيوسياسية المرتبطة بحرب غزة وساحاتها المتعددة في الإقليم، سلط الضوء عليها المدير التنفيذي لميناء أم الرشراش (إيلات) "جدعون غولبر" بإعلان إفلاس الميناء نتيجة تراجع عمليات الشحن من البحر الأحمر بنسبة 85%، وهجوم المسيرة القادمة من اليمن على مدينة يافا (تل أبيب) فجر الجمعة 19 من تموز / يوليو من العام الحالي 2024.

فقدان البحر الأحمر قيمته الاستراتيجية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي يعد أبرز هذه الحقائق التي كشفها هجوم يافا وإعلان إفلاس ميناء أم الرشراش (إيلات) بتأثير من هجمات حركة أنصار الله الحوثية والفصائل العراقية، فبعد أن كان البحر الأحمر والنقب حصنا منيعا وبوابة الكيان الإسرائيلي لإفريقيا وآسيا وأستراليا ونيوزلندا، تحول إلى كابوس وعبء أمني وسياسي واقتصادي على الكيان الإسرائيلي، وعلى داعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تخوض معارك بحرية شبه يومية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي دفاعا عن أمن الكيان الإسرائيلي.

فقدان البحر الأحمر قيمته الاستراتيجية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي يعد أبرز هذه الحقائق التي كشفها هجوم يافا وإعلان إفلاس ميناء أم الرشراش (إيلات) بتأثير من هجمات حركة أنصار الله الحوثية والفصائل العراقية هجمات الحوثيين، ومعركة طوفان الأقصى، عطلت قطاعات الإنتاج المختلفة في النقب ووداي عربة وميناء أم الرشراش خصوصا تلك التي ترتكز على الزراعة في محيط غلاف غزة، فأغلب المستوطنين يعملون في الزراعة التي توفر أغلب احتياجات الكيان الإسرائيلي، ويعد القطاع الوحيد المنتح إلى جانب ميناء أم الرشراش (إيلات) الذي يزود الكيان باحتياجاته من الأسواق الآسيوية، إلى جانب منشآت حساسة كمفاعل ديمونا والقواعد العسكرية والجوية في النقب المحتل التي باتت مكشوفة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمينة والعراقية.

المواجهة في البحر الأحمر أفقدت النقب ووادي عربة قيمته الاستراتيجية تلقائيا كقاعدة خلفية للاحتلال بعمق إفريقي وآسيوي اقتصادي وأمني وسياسي؛ محولا الجنوب الفلسطيني إلى خاصرة أمنية واقتصادية وديموغرافية رخوة يصعب الدفاع عنها، رغم الموارد التي حشدت لأجل ذلك برا وبحر وجوا أمريكيا وأوروبيا، كما يصعب توظيفه في المواجهة مع المقاومة في قطاع غزة أو الضفة الغربية التي تتصاعد فيها المقاومة، وتتطور من حيث الآداء والنطاق الجغرافي، بالتوازي مع جبهة لبنان في الشمال التي باتت ضاغطة خلال الأسابيع القليلة الماضية .

فرغم أن الجنوب الفلسطيني (النقب، وادي عربة، وأم الرشراش) يمثل 70% من مساحة الكيان المعلن على الأراضي الفلسطينة المحتلة عام 1948 ما يقدر بـ 14.185كم من أصل 20 ألف كم2 من مجمل فلسطين المحتلة عام 48، فإن منطقة النقب ووادي عربة وأم الرشراش محاطة جغرافيا بقطاع غزة غربا، ومصر والبحر الأحمر واليمن جنوبا، والضفة الغربية من ناحية الشمال، والأردن من ناحية الشرق بشريط حدودي طويل ومكلف مع محيطه، فضلا عن كونه يكاد يخلو من السكان في بعض المناطق، إذ يسكنه ما يقارب المليون نسمة ثلثهم من العرب الفلسطينيين أي ما يقارب 317 ألف نسمة يتركزون في غلاف غزة ووسط النقب وأم الرشراش.

الحالة الأمنية الرخوة للنقب عمقتها عميلة طوفان الأقصى وهجمات الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء الحوثية، فالنشاط الاقتصادي بات معطلا بفعل ضربات الجيش اليمني، ذلك أن الصورايخ البالستية والمجنحة والمسيرات أصبحت روتين شبه يومي وجد طريقه إلى لواء يافا (تل أبيب) مؤخرا بقصف باغت الاحتلال من البحر المتوسط، وهو الهجوم الذي نقل المواجهة مع صنعاء وبيروت إلى مستوى جديد ارتفعت فيه المخاوف والهواجس من استهداف مفاعل ديمونا وميناء حيفا عقب الغارات العدوانية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على ميناء الحديدية اليمني، ما يعني أن انهيار قطاع الزراعة ونزوح آلاف المستوطنين من غلاف قطاع غزة من الجنوب إلى الوسط (لواء حيفا ولواء يافا) المتخم بالنازحين سيكون حدثا متواضعا أمام التصعيد القادم لما بعد حادثة الحديدة.

النقب الذي عول عليه الاحتلال ليكون عمقا استراتيجيا في حالة الحرب حولته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء الحوثية إلى سراب وقصة فشل أمني واقتصادي وديموغرافي، فحركة النزوح كبيرة نحو الوسط، والكثير من مشاريع بناء مدن (للحريديم) المتدينين اليهود تعطلت لأسباب اقتصادية ناجم عن العجوزات في موازنة الاحتلال إلى جانب المخاطر الأمنية الناجمة عن الحرب والمواجهة الدائرة في قطاع غزة والبحر الأحمر.

المواجهة في البحر الأحمر أفقدت النقب ووادي عربة قيمته الاستراتيجية تلقائيا كقاعدة خلفية للاحتلال بعمق إفريقي وآسيوي اقتصادي وأمني وسياسي؛ محولا الجنوب الفلسطيني إلى خاصرة أمنية واقتصادية وديموغرافية رخوة يصعب الدفاع عنها بهذا المعنى فإن الاحتلال الإسرائيلي فقد القدرة عل المناورة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأهم من ذلك الديموغرافية ما دفع المستوطنين إلى حركة نزوح خفية باتجاه الجانب الرومي من جزيرة قبرص، فبعد أن فقد الاحتلال عمقة في البحر الأحمر وصولا إلى إفريقيا وجنوب شرق آسيا والمحيط الهندي والهادي؛ عاد ليبحث عن عمقه في البحر المتوسط وصولا إلى أوروبا، علما أن الكيان المحتل يرزح تحت ضغوط متصاعدة تهدد عمقه شرق المتوسط باندلاع مواجهة واسعة مع المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله إلى جانب تدهور الوضع الأمني للمستوطنيين في الضفة الغربية والناجم عن الخط البياني الصاعد للمقاومة الفلسطينية.

ختاما..

الاحتلال لا يملك ترف خوض حرب استزاف طويلة، فالواقع الجغرافي والجيوستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي لطالما فرض نفسه على الواقع الأمني والاقتصادي والديموغرافي،  وهي عوامل ومحددات تتفاعل مع عامل الزمن لتنتج نزيفا اقتصاديا وديموغرفيا لم يعد بالإمكان إخفاءه مترافقا مع فشل عسكري مركب على كل الجبهات، يزيده تعمقا وتأزما فشل النظام السياسي الإسرائيلي ونخبته في اتخاذ قرار يوقف هذا النزيف فضلا عن رسم ملامح استراتيجية تسمح بوقف حالة التدهور التي لن يتمكن الاحتلال الحد من آثارها، فضلا عن تجاوزها دون تقديم تنازلات ثقيلة للمقاومة ومعسكرها مستقبلا، فكلما طالت الحرب زاد وزن وثقل التنازلات المطلوبة من الاحتلال وداعميه للتعامل مع الحقائق المتغيرة على الأرض سواء في لواء النقب او لوائي حيفا ويافا.

https://x.com/hma36

مقالات مشابهة

  • (لوموند).. الجيوش الغربية عاجزة عن وقف هجمات الحوثيين
  • غارات أمريكية بريطانية تستهدف جزيرة كمران
  • وسائل إعلام الحوثيين: أربع غارات جوية تستهدف جزيرة كمران غربي اليمن
  • غارات جديدة تستهدف مواقع للحوثيين في جزيرة كمران بالحديدة
  • النقب ووادي عرية في الميزان الاستراتيجي لطوفان الأقصى
  • رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي لـ” الثورة “: ميناء الحديدة يعود للعمل بكامل طاقته الاستيعابية
  • طوفانُ الأقصى .. ما بين الحديدة ويافا
  • تدشين العمل بمشروع طريق الرئيس الشهيد الصماد بصعدة
  • موانئ البحر الأحمر تتفقد وتكرم طواقم السفن الراسية بأرصفة ميناء الحديدة
  • رسو سفينتي بضائع على أرصفة ميناء الحديدة