بعد الهدم والنزوح: نازحو طولكرم يعلقون بين المدرسة ووعد العودة
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
صراحة نيوز-بعد عشرة أشهر من إجباره على النزوح من مخيم طولكرم في الضفة الغربية المحتلة جراء عدوان إسرائيلي، يجهل حَكم إرحيّل ما إذا كان سيتمكن من العودة يوما ما.
قائمة المحتويات“جرائم حرب”مطالبة بالعودة في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، شنت إسرائيل عدوانا واسعا على عدة مخيمات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وعلى وقع العدوان الذي طال مخيمي طولكرم ونور شمس في طولكرم ومخيم جنين، نزح إرحيّل (41 عاما) وهو أب لأربعة أطفال وهُدم منزله.ويقول “قبل العملية كان لكل طفل غرفة في منزلنا، صحيح أننا كنا في مخيم (لكن) حياتنا كانت أفضل، أفضل”.
يعيش إرحيّل اليوم مع عائلته في مدرسة قريبة ويخشى أن يتحول هذا الملجأ المؤقت إلى وضع دائم.
وفي تقرير نشرته الخميس، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، إن 32 ألف فلسطيني ما زالوا نازحين قسرا بسبب العملية الإسرائيلية.
“جرائم حرب”
ووفق تقرير “هيومن رايتس ووتش”، دمّر الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر العشرة الماضية، أكثر من 850 منزلا ومباني أخرى في ثلاثة مخيمات في شمال الضفة الغربية المحتلة، كما شق طرقا واسعة بدلا من الأزقة الضيقة التي تشتهر بها المخيمات، وذلك لتسهيل مرور آلياته العسكرية.
وخلصت المنظمة إلى أن تهجير إسرائيل القسري لسكان ثلاثة مخيمات “يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، وإن إجبار الفلسطينيين على النزوح من المخيمات يشكل “تطهيرا عرقيا”.
وعائلة إرحيّل من بين 19 عائلة تتخذ من المدرسة ملجأ لها.
ويوضح إرحيّل “لا توجد هنا خصوصية أبدا، أسكن في غرفة هي عبارة عن صف مدرسي، أنا والخمسة الذين معي (زوجته وأطفاله الأربعة)”.
ويضيف “وضعت لابنتي أغطية (كستائر) لكي تنام لوحدها”، ولتمنحها شيئا من الخصوصية.
وفي الممرات الخارجية للمدرسة، زرع النازحون نباتات ووضعوا مغسلة لتنظيف الأطباق كما نصبوا حبالا لنشر الغسيل.
مطالبة بالعودة
على أطراف مدينة طولكرم حيث يقع مخيم نور شمس، نظم نازحون تظاهرة الإثنين مطالبين بحقهم بالعودة إلى منازلهم.
ووصل نحو 150 من المتظاهرين عبر بوابة جديدة وضعت على الطريق إلى المخيم قبل أن يتوقفوا عند المدخل حيث الشارع الذي كان يشق طريقه صعودا نحو المنازل مليء بأنقاضها المدمرة.
وخلال تجمع المتظاهرين، دوى إطلاق نار من داخل المخيم حيث تتمركز القوات الإسرائيلية وأصيب مصور صحافي برصاصة في ساقه ما تسبب بحالة من الذعر بين الموجودين.
وادعى الجيش الإسرائيلي، أن المتظاهرين “دخلوا منطقة عسكرية مغلقة”، وأقر بإطلاق نار على أحدهم بعدما “رفض الامتثال للأوامر”.
ولا تزال النكبة حاضرة بوضوح في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، ويخشى سكان المخيمات مثل إرحيّل أن يعيد التاريخ نفسه وخصوصا أنهم ظنوا في العام 1948 أن نزوحهم مؤقت.
ويتداول السكان في ما بينهم مواعيد محتملة للعودة، من دون تأكيد رسمي.
ويقول إرحيّل “نطالب بالعودة إلى المخيم حتى لو كانت داري مهدومة. أريد أن أعود على الأقل لأرى مكانها وهي مهدومة”.
ويشير الى أن الجيش الاسرائيلي يحدد موعد عودة للنازحين ثم لا يلبث أن يتراجع عنه.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي عربي ودولي
إقرأ أيضاً:
حكايات أسر فلسطينية انتزع الاحتلال منازلها
في بلدة دورا جنوبي الخليل بالضفة الغربية اضطرت عائلة الأسير عزمي أبو هليل إلى مغادرة منزلها لإنقاذ حياة أطفالها بعد صدور قرار عسكري إسرائيلي بهدمه.
ووفق تقرير أعده مراسل الجزيرة منتصر نصار، فقد وجّه الاحتلال إلى أبو هليل تهمة المشاركة في إطلاق نار عند حاجز النفق شمال غربي بيت لحم قبل نحو عام.
ومنذ ذلك التاريخ عاش ذووه في حالة من القلق خشية تنفيذ قرار الهدم في أي وقت حتى قرروا ترك بيتهم إلى مصير مجهول.
ورافقت الجزيرة عائلة أبو هليل وهي تجمع ما يمكن أخذه معها من مقتنيات تاركة فيها ذكريات سنوات طويلة عاشتها العائلة بين جدران المنزل الذي غادرته تحت زخات المطر، في حين الأطفال يلعبون لآخر مرة في فنائه قبل مغادرته إلى الأبد.
ولم يكن من السهل على والد أبو هليل مغادرة البيت الذي يقول إنه عاش فيه 50 عاما من الفرح والحزن ولقاء الأحبة.
وفي مسافر يطا جنوبي الضفة هدم المستوطنون بيت شيخ فلسطيني واستولوا على أرضه لتوسيع بؤرة استيطانية، وتركوه يعيش خارج أسواره، في حين رفضت حكومة الاحتلال اتخاذ أي إجراء لصالحه.
وقد وسّع الاحتلال سياسة الهدم في الضفة الغربية بحجج كثيرة، منها البناء دون ترخيص، حيث هدم وصادر 1280 منشأة جديدة منذ بداية العام، بينها 120 في مسافر يطا.
وعبر عمليات الهدم هجّر الاحتلال أكثر من 1400 فلسطيني خلال العام 2025 بزيادة قدرها 46% عن العام الماضي، وفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وتتبدل سياسة هدم البيوت في الضفة بتبدل الذرائع، لتشمل بيوت الأسرى أو البيوت التي يقول الاحتلال إنها بنيت بدون ترخيص في المنطقة "ج" التي تمثل 60% من مساحة الضفة، والتي تخضع للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق أوسلو.
وسواء كان الهدم إداريا أو توسعيا أو عقابيا يظل بيت الفلسطيني الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، وتظل العائلات تعيد بناء مستقبلها فوق الركام لمواجهة سيطرة إسرائيل على الأرض والتصدي لمحاولات تقليص الوجود الفلسطيني.
إعلان