كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في التحقق من العسل المغشوش؟
تاريخ النشر: 21st, November 2025 GMT
نشر موقع "كونفيرزيشن" مقالا للأستاذ المشارك في الجغرافيا الطبيعية، جامعة نورثمبريا، ماثيو باوند، والأستاذ المساعد، كلية نيوكاسل للأعمال، جامعة نورثمبريا، سعدات ياور والأستاذ المساعد، علوم الحاسوب والمعلومات، جامعة نورثمبريا قالوا فيه إن معظم العسل يأتي من مستعمرات نحل مُدارة، حيث تجمع آلاف النحلات العاملات رحيق الأزهار، وتعيده إلى الخلية وتحوله إلى عسل، ولكن مع ازدياد الطلب العالمي وارتفاع أسعار أنواع العسل المتخصصة، أصبح العسل من أكثر الأطعمة غشا في العالم.
وعادة ما يتخذ الغش في العسل شكلين، يتضمن النوع الأول تغيير العسل نفسه، يخفف بعض المنتجين العسل بشراب سكر أرخص. بينما يعمد آخرون إلى إنضاج العسل غير الناضج صناعيا عن طريق تجفيفه، أو حتى تغذية النحل بمحاليل سكرية مباشرة، مما ينتج عنه منتج يشبه العسل الحقيقي فقط.
وفحص تحقيق مشترك أجرته المفوضية الأوروبية والمكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال العسل المستورد إلى الاتحاد الأوروبي بين عامي 2021 و2022، وجد أن 46 بالمئة من الشحنات المختبرة أظهرت علامات على احتوائها على شراب سكر مضاف، والدافع هنا اقتصادي، حيث أن إنتاج العسل الطبيعي مكلف ويستغرق وقتا طويلا، بينما شراب الأرز أو الذرة أرخص بكثير في التصنيع والبيع.
التضليل في المنشأ والجودة.
أما النوع الثاني من الاحتيال وهو أكثر دقة، حيث تزعم الملصقات أن العسل يأتي من نبات أو مكان معين، بينما في الواقع، تم مزجه من مصادر أقل جودة أو مستوردة. عسل مانوكا مثال معروف على ذلك، يُباع بسعر أعلى بكثير من عسل السوبر ماركت العادي، مما يجعله هدفا جذابا للتضليل في الملصق.
وغالبا ما يختار المستهلكون العسل لاعتقادهم أنه طبيعي أو صحي، كما وتظهر الأبحاث أيضا أن الكثيرين على استعداد لدفع المزيد مقابل عسل محلي نقي وقابل للتتبع، ومع ذلك، لا تنتج معظم الدول، بما فيها المملكة المتحدة، ما يكفي من العسل لتلبية الطلب المحلي وتعتمد بشكل كبير على الواردات، وهذا يُتيح فرصا للخلط وإعادة وضع العلامات والغش قبل وصول العسل إلى رفوف المتاجر.
لا يقتصر الغش في العسل على الخسارة الاقتصادية فحسب، بل يثير أيضا مخاوف بشأن سلامة المستهلك. فعندما يغير العسل لتحقيق الربح، فأن الصحة نادرا ما تُعتبر أولوية، وقد وجدت دراسة أوروبية أن بعض أنواع العسل المستورد تحتوي على آثار من المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والأدوية البيطرية والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وهذه مواد قد تكون ضارة، عند تناولها بكميات كبيرة أو عند التعرض لها لفترات طويلة.
كما ويمكن لبعض المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة أن تؤثر على الجهاز العصبي أو الأعضاء، وقد تُسبب الأدوية البيطرية ردود فعل تحسسية أو مقاومة للمضادات الحيوية، خاصة وأن الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات هي مواد كيميائية تتشكل أثناء الاحتراق غير الكامل، وبعضها معروف بأنه مواد مسرطنة.
وعلى الرغم من أن الآثار الصحية لهذه المواد في العسل غير مفهومة تماما، تشير بعض الأبحاث إلى أن العسل المغشوش الذي يحتوي على شراب سكر إضافي يمكن أن يُسبب ارتفاعا حادا في مستويات السكر في الدم مقارنة بالعسل الطبيعي، مما قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. كما يقوض الاحتيال ثقة الجمهور ويُصعّب على النحالين النزيهين المنافسة.
توجد بالفعل أدوات علمية مصممة لحماية أصالة العسل. تُمكّن الاختبارات الكيميائية من الكشف عن شراب السكر الذي لا ينبغي أن يكون موجودا في العسل الأصلي. وهناك طريقة أخرى، تعرف باسم "علم تحليل حبوب اللقاح"، تتضمن فحص حبوب اللقاح الموجودة طبيعيا في العسل لتحديد النباتات والمناطق التي أتت منها. ينتج كل نوع نباتي حبوب لقاح مميزة يمكن للمتخصصين التعرف عليها تحت المجهر.
ومع ذلك، فإن تحليل حبوب اللقاح يتطلب جهدا مكثفا ويتطلب خبراء مُدرّبين. وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. فقد تم اختبار نماذج التعلم الآلي لتحديد حبوب اللقاح في العسل، والنتائج الأولية واعدة. وتشير العديد من الدراسات إلى معدلات دقة تتجاوز 90 بالمئة.
يكمن التحدي في تعقيد حبوب اللقاح. فكل حبة لقاح هي بنية ثلاثية الأبعاد يُمكن أن تظهر في اتجاهات لا حصر لها، وكل نوع نباتي يُنتج حبوب لقاح بخصائص فريدة. لكي يعمل الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، يجب تدريبه على قواعد بيانات صور شاملة لأنواع حبوب اللقاح المعروفة. حاليا، لا تزال هذه القاعدة غير مكتملة.
ومع ذلك، فإن دمج التعلم الآلي مع التحليل الكيميائي قد يُغير طريقة فحص العسل. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساعد في أتمتة تحديد حبوب اللقاح ومطابقتها مع البيانات الكيميائية، مما يسمح للجهات التنظيمية والمنتجين بفحص المزيد من العينات بسرعة ودقة أكبر. هذا من شأنه أن يُصعّب على العسل المغشوش التسلل عبر سلاسل التوريد والوصول إلى خزائن المنازل. لا تزال هذه التقنية في طور التطوير، لكن التوقعات إيجابية، في الوقت الحالي، قد لا تزال جرة العسل على مائدة فطورك تحمل أسرارا. ولكن مع تطور الأساليب العلمية وتطور الذكاء الاصطناعي، نقترب من مستقبل يُعتمد فيه على العسل ليس فقط لحلاوته، بل أيضا لسلامته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة العسل العسل المغشوش العسل العسل المغشوش المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حبوب اللقاح فی العسل
إقرأ أيضاً:
عراب الذكاء الاصطناعي الفرنسي يان لوكون يؤكد تركه ميتا لإطلاق شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي
قال يان لوكون سابقا إنه لا يوافق على أن النماذج اللغوية الكبيرة، التي تستثمر "ميتا" فيها مليارات، هي مستقبل الذكاء.
أعلن "عراب الذكاء الاصطناعي" الفرنسي يان لوكون أنه يغادر "ميتا" لتأسيس شركته الخاصة في تعلم الآلة بهدف "إطلاق الثورة المقبلة في الذكاء الاصطناعي".
قال لوكون إنه سيغادر منصبه ككبير الباحثين في الذكاء الاصطناعي لدى ميتا مع نهاية العام.
وقال على "لينكد إن" يوم الأربعاء: "كما سمع كثيرون منكم عبر الشائعات أو المقالات الإعلامية الأخيرة، أخطط لمغادرة ميتا بعد 12 عاما: خمسة أعوام كمدير مؤسس لـ"FAIR" وسبعة أعوام ككبير علماء الذكاء الاصطناعي".
عبّر لوكون مرارا عن أن النماذج اللغوية الضخمة (LLMs) التي تقود الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل "تشات جي بي تي" و"لياما" من ميتا، محدودة ولن تقود إلى ذكاء حاسوبي حقيقي، رغم أن ميتا تضخ ملايين الدولارات فيها.
قال لوكون في فعالية يوم الأحد: "النماذج اللغوية الضخمة رائعة ومفيدة، وينبغي أن نستثمر فيها، فالكثير من الناس سيستخدمونها".
وأضاف: "ليست طريقا إلى ذكاء بمستوى الإنسان. ببساطة ليست كذلك. حاليا، تستحوذ على الاهتمام أينما وُجدت، وبالتالي لا تتبقى موارد تقريبا لأي شيء آخر. وللثورة المقبلة، علينا أن نتراجع خطوة لنكتشف ما الذي ينقص المناهج الحالية".
قال لوكون إنه يعتقد أن الذكاء الحاسوبي الحقيقي سيأتي من ما يُعرف بـ"نماذج العالم"، التي تتعلم من البيانات البصرية مثل مشاهدة الفيديوهات، بدلا من ذلك.
بدلا من توقع الكلمة التالية كما تفعل النماذج اللغوية الضخمة، تتنبأ بما سيحدث في الحالة التالية للعالم وكيف تتطور الأشياء عبر الزمن بهدف تعلم علاقة السبب والنتيجة.
قال لوكون إن هدف شركته الناشئة الجديدة هو مواصلة برنامج بحث "الذكاء الآلي المتقدم" الذي كان يعمل عليه في "FAIR" و"جامعة نيويورك".
قال: "هدف الشركة الناشئة هو إحداث الثورة الكبرى المقبلة في الذكاء الاصطناعي: أنظمة تفهم العالم المادي، تمتلك ذاكرة مستمرة، تستطيع الاستدلال، وتخطط لسلاسل من الأفعال المعقدة".
وأضاف أن "AMI"، وهي الكلمة الفرنسية بمعنى "صديق"، ستكون لها "تطبيقات واسعة النطاق في قطاعات عديدة من الاقتصاد، يتقاطع بعضها مع المصالح التجارية لميتا، لكن كثيرا منها لا يتقاطع".
وقال إن تطوير "AMI" كـ"كيان مستقل" هو وسيلة لتعظيم أثرها الواسع.
شكر مؤسس ميتا ومديرها التنفيذي مارك زوكربيرغ، وقال إن اهتمامه واهتمام مسؤولين آخرين في ميتا سابقا بـ"AMI" يعني أن ميتا ستكون "شريكا في الشركة الجديدة". لكنه لم يوضح طبيعة هذه الشراكة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة