عاد اسم شركة التقنية الكندية ساندفاين للظهور مجددا بعدما ارتبط اسمهما من قبل بمحاولة تجسس مفترضة على المرشح الرئاسي السابق في مصر، أحمد الطنطاوي، تم الكشف عنها في سبتمبر الماضي.

وأفادت مذكرة نشرتها الحكومة الأمريكية على الإنترنت بأن وزارة التجارة الأميركية أدرجت، الاثنين، شركة ساندفاين على قائمة الكيانات الخاصة بها، مما يعني فرض قيود تجارية عليها.

ووفقا للسجل الفيدرالي، أُدرجت شركة ساندفاين على القائمة لتزويدها الحكومة المصرية بالتكنولوجيا التي "تستخدمها في المراقبة الجماعية للمواقع الإلكترونية والرقابة لحجب الأخبار وكذلك استهداف الجهات الفاعلة السياسية ونشطاء حقوق الإنسان".

وتعمل ساندفاين، ومقرها واترلو في كندا، في مجال تحسين التطبيقات والشبكات بما يشمل الرقابة على الإنترنت والأمن الإلكتروني.

ولدى الشركة مقار في كندا والهند واليابان وماليزيا والسويد والإمارات وهذه المقار ستتأثر بالإدراج في هذه القائمة لالأميركية، وفق رويترز.

وفي عام 2017، استحوذت شركة الأسهم الخاصة "فرانسيسكو بارتنرز"، على "ساندفاين"، وتم دمجها مع "بروسيرا نيتوركس" في صفقة بلغت قيمتها 444 مليون دولار.

وكانت "ساندفاين" تمتلك حتى عام 2019 أيضا مجموعة "أن أس أو"،  الشركة المصنعة لبرنامج التجسس الشهير "بيغاسوس"، الذي استخدمته حكومات للتجسس على صحفيين وناشطين ومعارضين سياسيين وغيرهم. 

وفي سبتمبر الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ الأميركية أن مصر كانت ضمن 12 دولة على الأقل  استخدمت تقنيات الشركة لفرض رقابة على المحتوى المنشور على الإنترنت. 

ووجد باحثون من مؤسسة "كوريوم ميديا"، وهي منظمة للحقوق الرقمية، في سبتمبر 2020، أن تقنيات ساندفاين قد تم استخدامها لمساعدة الحكومة المصرية في حجب أكثر من 600 موقع إلكتروني، بما في ذلك 100 موقع إخباري وإعلامي. 

وأبرمت الشركة عشرات عمليات البيع مع مصر في السنوات الأخيرة، وفقا لوثائق داخلية استعرضتها بلومبرغ نيوز. 

وتشير الوثائق إلى أنه منذ عام 2019، باعت الشركة تكنولوجيا بقيمة إجمالية تزيد عن 30 مليون دولار لشركة المصرية للاتصالات المملوكة للدولة، وفودافون مصر، وهيئات حكومية مثل وزارة الدفاع والهيئة القومية لتنظيم الاتصالات. 

وكانت إحدى أكبر مبيعات الشركة على الإطلاق صفقة بقيمة إجمالية تزيد عن 10 ملايين دولار أبرمتها عام 2020 مع الشركة المصرية للاتصالات، وفقا للوثائق.

ولم تستجب المصرية للاتصالات ووزارة الدفاع والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لطلبات للتعليق أرسلتها الوكالة حينذاك.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في سبتمبر تفاصيل "محاولات تجسس" قال المعارض المصري البارز، أحمد الطنطاوي، الذي أعلن في ذلك العام نيته خوض الانتخابات الرئاسية، إنه تعرض لها، موضحة أنها تمت "من خلال محاولات لاختراق هاتفه المحمول".

ووفقا لبحث جديد أجرته غوغل ومختبر "ستيزن لاب" التابع لجامعة تورنتو الكندية، المتخصص في تتبع عمليات التجسس ضد الصحفيين والحقوقيين والسياسيين، فإن "محاولات اختراق هاتف الطنطاوي"، كانت عبر برنامج "بريداتور".

وفي ذلك الوقت شنت الصحافة الكندية هجوما على الشركة وقالت إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منتجاتها لاختراق مستخدمي الإنترنت الأجانب، ومنع الوصول إلى الإنترنت وقمع المعارضين الحكوميين. 

وقالت صحيفة "تورنتو ستار" إن التجسس على الطنطاوي يوضح أن الحكومة الكندية لا تفعل ما يكفي للقضاء على انتشار برامج التجسس التجارية وإساءة استخدامها، رغم تعهدها في وقت سابق بالقيام بذلك.

ووفقا لـ"سيتزن لاب"، فإن محاولات استهداف هاتف الطنطاوي تضمنت استخدام منتج يسمى "باكيت لوجيك" الذي طورته "ساندفاين".

وفي محاولات الاختراق، تم استدراج الطنطاوي للنقر على الروابط الموجودة في تنبيهات أمنية مزيفة، يُزعم أنها من خدمة المراسلة WhatsApp. 

وتمت إعادة توجيه هاتفه إلى مواقع ويب ضارة، وكان من المفترض أن يتم "حقن" برنامج تجسس في هاتفه بمساعدة التكنولوجيا التي تبيعها شركة "ساندفاين"، وفقا لتقرير "ستيزن لاب".

وتعتمد الشركة على تقنية تعرف باسم "فحص الحزم العميق (DPI)" التي يمكن استخدامها لإدارة التدفقات الهائلة لحركة مرور الإنترنت التي تمر بين الشبكات. 

ويمكن تخصيص هذه التقنية لمنع البريد العشوائي والفيروسات، كما يمكنها أيضا حجب ملايين مواقع الويب وتطبيقات المراسلة، وفقا لوثائق الشركة.

ومن جانبها، قالت الشركة في بيان نقلته "بلومبرغ" إنها "لا تصنع أو تبيع أو تتعاون مع برامج التجسس أو بائعي البرامج الضارة... منتجاتنا ليست قادرة على حقن برامج ضارة أو برامج تجسس". 

وجاء في البيان أن الشركة "تصنع منتجات لشركات الاتصالات تمكن الإنترنت من العمل وتضمن حصول المواطنين على وصول عالي الجودة إلى المعلومات في جميع أنحاء العالم".

وتقول الشركة عن نفسها إنها تتعاون مع أكثر من 200 من أكبر مقدمي الخدمات على مستوى العالم، يقدمون خدماتهم إلى أكثر من 2.5 مليار مستخدم في أكثر من 100 دولة.

وقال موظفان سابقان في الشركة لبلومبرغ إن عملاءها بإمكانهم استخدام تقنياتها لاستهداف مستخدمين معينين بالإعلانات، أو إعادة توجيههم إلى مواقع الويب الضارة التي تنشر برامج تجسس مثل "بريداتور".

وقال بيل ماركزاك، كبير الباحثين في "ستيزن لاب"، إن المسؤولية تقع الآن على عاتق الشركة لـ "إيقاف" القدرة التي يُزعم أن عملاءها المصريين استخدموها لمحاولة نشر برامج التجسس. وقال: "على الشركة أن توضح لموظفيها أنه لا ينبغي عليهم تمكين ذلك".

وبالإضافة إلى تزويد فودافون مصر بمعدات "فحص الحزم العميق (DPI)"، قامت الشركة أيضا بين عامي 2020 و2021 بتدريب موظفي الاتصالات المحليين على كيفية استخدام التكنولوجيا، وفق وثائق الشركة الداخلية.

ولم يستجب ممثل مجموعة فودافون لطلبات التعليق من جانب بلومبرغ.

وسبق أن استخدمت بيلاروس ودول أخرى معداتها لفرض رقابة على الإنترنت.

وفي بلاروس ، باعت الشركة تقنياتها إلى وكالة إنترنت تسيطر عليها الدولة، التي استخدمت التكنولوجيا في أغسطس 2020 لحظر منصات تواصل اجتماعي وتطبيقات مراسلة ومواقع إخبارية وسط احتجاجات على مستوى البلاد بشأن الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، حسبما ذكرت بلومبرغ نيوز. 

وبعد احتجاجات عامة واستفسارات من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، أعلنت "ساندفاين" أنها لن تعمل بعد الآن في بيلاروس، قائلة إنه تم "استخدام التكنولوجيا لقمع التدفق الحر للمعلومات الذي يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: على الإنترنت فی سبتمبر أکثر من

إقرأ أيضاً:

هل وصلت حرب الظل البحرية إلى غرب إفريقيا؟ انفجارات تضرب ناقلة مرتبطة بروسيا قرب داكار

تعرضت ناقلة نفط قبالة سواحل دكار لأربعة انفجارات خارجية الأسبوع الماضي بعد مغادرتها روسيا، حسبما علمت وكالة فرانس برس من مالك السفينة التركي وسلطات الموانئ السنغالية، فيما تساءل الخبراء عما إذا كانت العوامل الجيوسياسية متورطة في الأمر.

تم تنفيذ تدابير أمنية على بعد حوالي 10 كيلومترات (ستة أميال) قبالة ساحل دكار لتثبيت استقرار ناقلة النفط "مرسين"، التي تحمل العلم البنمي وتديرها شركة الشحن التركية "بيشكتاش"، والتي كانت تحمل ما يقرب من 39 ألف طن من الوقود.

ولم يعرف بعد سبب الانفجارات التي وقعت الثلاثاء، لكن أصل السفينة روسي يشير إلى احتمال وقوع هجوم أوكراني، بحسب عدة خبراء تحدثوا إلى وكالة فرانس برس.

وزير الخارجية الأمريكي: وقف الحرب في أوكرانيا بيد بوتين وحده وليس مستشاريهنتنياهو يكشف لـ «ترامب» عراقيل إبرام اتفاق أمني مع سوريا

وقالت شركة بشكتاش للشحن في بيان "بينما كانت السفينة راسية قبالة سواحل داكار في السنغال، وقعت أربعة انفجارات خارجية" يوم الخميس حوالي الساعة 11:45 مساء (بالتوقيت المحلي وتوقيت جرينتش)، مضيفة أن "تسرب مياه البحر إلى غرفة المحرك".

مالك السفينة التركي

وقال مالك السفينة إنه لم تقع إصابات أو خسائر في الأرواح و"تمت السيطرة على الوضع على الفور".

وذكرت أيضًا أنه "لم يحدث أي تلوث" وأن السفينة ظلت "آمنة ومستقرة".

وقالت سلطات ميناء دكار لوكالة فرانس برس الثلاثاء إنها استجابت لنداء استغاثة من السفينة مرسين الخميس، قبل إجلاء الطاقم الذي يتكون في معظمه من أتراك ونشر ادوات لمعالجة الأضرار.

وبحسب موقع تتبع السفن myshiptracking.com، أبحرت السفينة مرسين من ميناء تامان الواقع على مضيق كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، وهي منطقة أوكرانية ضمتها موسكو.

التدخل الأوكراني؟
 

أشار العديد من الخبراء الذين تحدثوا إلى وكالة فرانس برس إلى أن السفينة مرسين ربما تعرضت للهجوم بسبب علاقاتها مع روسيا.

وتأتي الانفجارات في الوقت الذي أعلنت فيه تركيا أن ثلاث ناقلات مرتبطة بروسيا تعرضت لهجوم قبالة سواحلها في البحر الأسود خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال مصدر أمني أوكراني لوكالة فرانس برس إن قواته استخدمت طائرات بدون طيار تابعة للبحرية لضرب اثنتين من ناقلات النفط التي تعرضت للهجوم يوم الجمعة.

طباعة شارك ناقلة نفط دكار روسيا مالك السفينة التركي السنغالية الجيوسياسية مرسين

مقالات مشابهة

  • صندوق تنمية المهارات يختتم تدريب 53 من كوادر شركة النفط في الإكسل المتقدم
  • هند الضاوي: إسرائيل زرعت أجهزة تجسس قرب البيت الأبيض.. وواشنطن تغضّ الطرف
  • فيدرا تدافع عن منى زكي بعد الانتقادات التي تعرضت لها بسبب فيلم الست
  • الحوثيون يفرجون عن طاقم سفينة شحن يونانية تعرضت لهجوم في البحر الأحمر
  • مشروع قانون أمريكى يلزم إدارة ترامب بإخضاع الإخوان لعقوبات صارمة
  • بلومبيرغ: مايكروسوفت ساعدت الجيش الإسرائيلي في إخفاء أدلة على التجسس
  • ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
  • «جنون العالم السري للتجسس».. كتاب جديد لـ حنان أبو الضياء عن دار كنوز
  • ما هي شركة أورانو الفرنسية التي تمتص يورانيوم النيجر؟
  • هل وصلت حرب الظل البحرية إلى غرب إفريقيا؟ انفجارات تضرب ناقلة مرتبطة بروسيا قرب داكار