عميد أصول الأزهر يستنكر سلوكيات التجار المقيتة وقت الأزمات والغلاء
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
أشاد الدكتور نبيل زاهر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، بجهود بيت الزكاة والصدقات المصري برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الأول للكلية تحت عنوان: (التدابير الشرعية والعملية في مواجهة موجة الغلاء العالمية).
وأوضح عميد الكلية رئيس المؤتمر أنه من الأهمية بمكان والواجب علينا ألا نبتعدَ عن قضايا أمتِنا وبلادِنا خاصة وقت المحن والأزمات.
وقال: إنه ينبغي علينا أن نعايشَ قضايانا معايشةً على كلّ المستويات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، لافتًا إلى أن المولى -عز وجل- شاء أن يكونَ اقتراحُ عنوانِ المؤتمر: (التدابيرُ الشرعيةُ والعمليةُ في مواجهة مَوجةِ الغلاءِ العالميةِ) في وقتٍ لم تكنْ أزمةُ الغلاءِ العالميّةِ قد استفحلتْ، ولكنّ طولَ الأزمةِ أظهرَ لنا كيفَ كانَ الاختيارُ مُوفَقًا.
وبين عميد كلية أصول الدين أن طول فترة الأزمة أظهرت التفاعلَ بين قطاعاتِ الدولةِ ومؤسساتِها في ظلّ قيادةٍ سياسيّةٍ واعية، تعيشُ ليلَ نهارَ من أجلِ رفعةِ شأنِ هذه البلادِ، مع ما تعانيهِ في ظلّ أزماتٍ متعاقبةٍ كأزمةِ كورونا، والأزماتِ العالميّةِ للحروب والنِّزاعاتِ، والتي أثّرت على العالمِ كلِّه سلبًا.
كما بين عميد كلية أصول الدين أن أمتنا عاشت هذه الأزماتِ، وحاولت جاهدةً أن تتجاوزها، مما جعلها تسير في سبيل الاعتماد على النفس، وتعمير البلاد بكل نافعٍ مفيدٍ للمجتمع، وفتح البابِ على مصراعيه للاستثمارِ الداخلي والخارجي في كل القطاعات، ودعم المشروعات الشبابية الصغيرة، بالتزامن مع عقدِ الندواتِ التوعوية التي تتناول سبل الخروجِ من هذه الأزمةِ.
وأشار عميد الكلية إلى أن المؤتمر جاء لطرحِ رؤيٍة شرعيةٍ عمليةٍ للخروج من هذه الأزمةِ التي ضربتِ العالمَ أجمع.
واستنكر فضيلته السلوكيات المقيتة التي حذرت الأديان منها؛ فنري بعضَ التجارِ الذينَ سُلبت منهم الوطنَيةُ يحتكرون، وترى المرجفينَ يُشيعونَ الأخبار الكاذبة، حتى يُوهموا الناسَ بألا سبيلَ للخروجِ من هذه الأزمةِ، ونرى آخرينَ لا يُقدّرونَ المسئولية، فلم ينتهوا عن إسرافِهم وتبذيرِهم وتبديدِهم.
وأكد عميد الكلية أن قادتنا الشرفاء يقفونَ صفًّا واحدًا خلفَ قيادتِهم السياسيةِ الرشيدةِ التي تحملُ همَّ كلِّ مواطنٍ، وتعملُ جاهدةً على تخفيفِ حدةِ موجةِ الغلاءِ عن كاهلِ المواطنين، بل مما يُذكرُ للقيادةِ السياسيةِ ولا يُنكرُ، أنه مع تحمّلِها عبءَ التخفيفِ عن أكثر من مئةِ مليونٍ مصريٍ، فتحَت البابَ لأخوتِنا في العروبةِ والإسلامِ؛ فاستضافتْ مصرُ أكثر من تسعةِ ملايينَ عربيٍ على أرضها، مما زادَ من العبءِ على القيادةِ وشعبِها، لافتًا أن شريعة الإسلامِ هي شريعةُ الدينِ والدنيا، وقد رصدت هذه الأزماتِ وغيرها رصدًا يُشخِّصُ الداءَ ولا يُغفِلْ الدواءَ؛ فلقد تواترت كثيرٌ من الآياتِ القرآنيةِ يُرادفُها الكثيرُ من الأحاديثِ النبويةِ لحل أزمةِ الغلاءِ.
وأوضح عميد الكلية أن المؤتمر جاء بأبحاثهِ التي تقتربُ من الأربعينَ بحثًا على هذه الأزمة رصدًا للداءِ وتشخيصًا للدواءِ، من خلال القرآن الكريمِ والسنةِ النبوية، والتطبيقِ العملي لهما في القرونِ الزاهرةِ للأمة الإسلامية.
وبيَّن أن الإسلام نبهنا إلى خطورةِ هذه الأمورِ على البشريةِ كلِّها، وفي القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ كثيرٌ من الحلولِ لمشكلتِنا الاقتصادية.
ووحه عميد الكلية الشكر لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ لما قام ويقومُ به من رعايةِ كلِّ أفرادِ الشعبِ المصريِ وضيوفِهِ، وما تلكمُ القراراتُ الرشيدةُ الأخيرةُ التي أصدرها فخامتُةُ بزيادةِ وتعجيلِ صرف العلاوة السنويةِ لمواجهةِ موجةِ الغلاءِ هذه عنا ببعيد.
كما قدم عميد الكلية الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف؛ لما يبذلُه لدعمِ الشعبِ المصريِ بصفةٍ عامةٍ، من خلالِ بيتِ الزكاةِ المصريِ الذي يترأسُهُ، فلقد وصلَ إلى كلِّ نجوعِ مصرَ وكفورها وقراها، فضلًا عن مدنِها، إضافة إلى دعمه الكامل لكافة مؤسسات الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً.
كما قدم عميد الكلية الشكر والتقدير للدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، ونائبه الدكتور هيثم الشيخ، ولرئيس مركز ومدينة المنصورة؛ لدعمهم الدائم والمستمر في التحضير لانعقاد هذا المؤتمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمید الکلیة هذه الأزمة
إقرأ أيضاً:
الغلاء يسحق اليمنيين في مناطق الحوثي بشكل مخيف رغم تراجع الأسعار عالميًا
تراجعت القدرة الشرائية لغالبية المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد موجة غلاء شديدة ضربت الأسواق، وارتفعت معها أسعار المواد والسلع الأساسية والغذائية، على الرغم من تراجعها عالمياً للشهر الثالث على التوالي.
وارتفعت الأسعار في صنعاء وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية خلال الأسابيع الماضية؛ ما اضطر كثيراً من العائلات إلى خفض استهلاكها من بعض السلع، أو الاستغناء عن بعض الأصناف، مثل الخضراوات والفواكه، في حين رفعت المطاعم أسعار الوجبات التي تقدمها، رغم تراجع الإقبال عليها.
وزاد سعر كيس الدقيق زنة 50 كيلوغراماً نحو 3 دولارات؛ حيث ارتفع أحد أنواعه من 12400 ريال يمني إلى نحو 14 ألف ريال، وتفاوتت الزيادة في أسعار كيس الأرز بين 3 و6 دولارات، حسب النوع، بينما ارتفع سعر زجاجة الزيت (5 لترات) بمقدار دولارين لغالبية أنواعه، وتجاوز سعر كرتونة البيض 4 دولارات، بعد أن وصل إلى 2200 ريال.
وتقول أروى سلام، وهي معلمة وربَّة منزل، لـ«الشرق الأوسط»، إنها اضطرت منذ نحو شهر للتخلي عن شراء الخضراوات تماماً، ما عدا الضروري منها لإعداد الوجبات، في محاولة منها لتوفير ثمن الدقيق والسكر والأرز.
وشملت الزيادات أسعار الخضراوات والفواكه محلية الإنتاج، والمعلبات التي تدخل ضمن أساسيات التغذية في اليمن، مثل التونة واللبن المجفف والأجبان، التي اضطرت غالبية العائلات للتوقف عن شرائها.
خنق الأسواق
بدأت موجة الغلاء الجديدة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بقفزة كبيرة في أسعار السكر، أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ إذ ارتفع سعر الكيس الذي يزن 50 كيلوغراماً من 20 ألف ريال، إلى 26 ألف ريال لأكثر أنواعه انتشاراً في الأسواق، وهي زيادة تعادل نحو 12 دولاراً.
ومع موجة الغلاء الأخيرة، عاود السكر ارتفاع أسعاره خلال الأسابيع الماضية، وتفاوتت الزيادة الجديدة بين دولارين وأربعة دولارات، إلا أن غالبية الباعة استمروا ببيعه وفقاً للزيادة الأولى، التي تسببت بارتفاع أسعار المشروبات في المقاهي، وعدد من الأصناف التي يدخل في تكوينها.
وواجهت المطاعم صعوبات في التعامل مع الزيادات السعرية الجديدة، بعد أن اضطرت لرفع أسعار الوجبات التي تقدمها، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال عليها.
وتحدث عمار محمد، وهو مدير صالة في أحد المطاعم لـ«الشرق الأوسط» عن قلة عدد رواد المطعم الذي يعمل فيه منذ ارتفاع أسعار الوجبات، مع عزوف من تبقى منهم عن تناول الوجبات المرتفعة الثمن، وتقليل الكميات التي يتناولونها، وهو ما تسبب في تراجع دخل المطعم.
وأبدى خشيتَه من أن يُضطَر مُلاك المطاعم إلى تسريح بعض العمال بسبب هذا التراجع، رغم توقُّعه تكيُّف معظم الزبائن مع الوضع الجديد، ورجوعهم إلى عاداتهم في تناول الوجبات خارج منازلهم بعد مضي بعض الوقت.
إلا أن باحثاً اقتصادياً نفى إمكانية حدوث التكيف مع الأوضاع الجديدة؛ فبعد كل هذه السنين من الأزمات المعيشية، والإفقار المتعمد للسكان، حسب وصفه، أصبح التكيف أمراً غاية في الصعوبة، خصوصاً مع توقف رواتب موظفي الدولة، واتساع رقعة البطالة، وتراجع المساعدات الإغاثية.
ولفت الباحث الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم الإفصاح عن هويته لإقامته في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، إلى أن التكيف يحدث في أوضاع يمكن أن تتوفر فيها فرص للسكان لزيادة مداخيلهم، وابتكار طرق جديدة لتحسين معيشتهم.
وأوضح أن الجماعة لا تهتم إلا بزيادة عائداتها، وتتبع جميع الوسائل التي ترهق السكان؛ من فرض المزيد من الضرائب والجمارك ومضاعفتها بشكل غير قانوني، والعبث بالقطاع التجاري والاستثماري، وجميعها إجراءات تعمّق الركود وتعيق الحركة المالية ونشوء الأسواق وتوسع البطالة.
غلاء عكس المتوقع
امتنعت كبريات الشركات التجارية عن إبداء تفسيرات لهذه الزيادات السعرية، بالتوازي مع عدم اتخاذ الجماعة الحوثية أي إجراءات لمنعها أو تفسيرها، رغم ادعاءاتها باستمرار إجراءاتها للرقابة السعرية، وحماية المستهلكين من الاستغلال.
تأتي هذه الزيادات في الوقت الذي أظهرت فيه مؤشرات «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)»، تراجعاً عالمياً في أسعار السلع الغذائية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، للشهر الثالث على التوالي.
وبيَّنت المؤشرات، التي أعلنت عنها «فاو»، والتي ترصد أسعار سلَّة من السلع الغذائية المتداولة حول العالم، ظهور انخفاض من متوسط 126.6 نقطة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 125.1 نقطة، الشهر الماضي، بما يساوي 1.2 في المائة.
وطبقاً لذلك، هبطت أسعار أغلب فئات السلع الأساسية، مثل الألبان ومنتجاتها واللحوم والزيوت النباتية والسكر، رغم ارتفاع مؤشر أسعار الحبوب.
وأرجعت المنظمة الأممية هذا التراجع السعري إلى وفرة المعروض العالمي من السلع، وزيادة الإمدادات في أسواق التصدير، ما زاد المنافسة وخفّض الضغوط السعرية.
ومنذ أيام، حذَّرت المنظمة ذاتها من أن نصف الأسر في اليمن تعاني من نقص الغذاء والحرمان الشديد في أربع محافظات.