عربي21:
2025-05-10@07:04:07 GMT

مانيفستو عزَّتبيغوڤيتش الإسلامي

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

في فجر الثالث والعشرين من آذار/ مارس، عام 1983م؛ اقتحم أحد عشر ضابط استخبارات يوغوسلاڤيا مسكن علي عزَّتبيغوڤيتش، مسوقين بأمرٍ لتفتيش مسكنه واعتقاله. وقد انتزعوا كُتبه من فوق الأرفف، وألقوها على الأرض في أكوام، وصادروا أكثر من مئة كتاب، جُلها لا علاقة له بالإسلام!

وقد أُرسِلَ المحامي عزَّتبيغوڤيتش إلى مخفر الشرطة، بينما لا زالوا يفتشون مسكنه.

وقد اكتشفوا أثناء هذا التفتيش أعداد صحيفة سياسية كرواتيَّة، مما كان يصدُر في المهجر مُناهضا للنظام اليوغوسلاڤي. وحين أُعيد الأستاذ إلى مسكنه بعد التحقيقات الأوليَّة؛ التقط له الضباط صورة وهو يَحملُ الصحيفة "المعادية"! وقد استمرَّت التحقيقات الرسميَّة حوالي ستة شهور، وانتهت إلى إدانة ثلاثة عشر مُتهما؛ كان علي عزَّتبيغوڤيتش على رأسهم، وذلك بتهمة: "تشكيل تنظيم يهدف إلى ارتكاب أنشطة إجراميَّة مُعادية للثورة، وتهديد السلم الاجتماعي اليوغوسلاڤي"!

وقد مُنعَ المتهمون من لقاء ذويهم، أو تلقي أي طعام من منازِلهم، وذلك في بيئة السجون والمعتقلات اليوغوسلاڤية، التي كان المسلمون يُعاملون فيها أسوأ معاملة؛ فيُقدَّم لهم لحم الخنزير، ويُسلَّط عليهم المسجونين الآخرين بسبب ديانتهم. وكان الطعام النظيف، الذي يخلو من لحم الخنزير؛ يُدَّخرُ للمسلمين الذين "يتعاونون" مع السلطة. كذلك، لم يكن يُسمح لهم بالنوم أكثر من ساعتين يوميّا، غالبا في وضع الجلوس على مقعد غير مريح، حيث تتناهى إليهم أصوات صراخ من يُعذَّبون في الزنازين المجاوِرَة. وقد عُذِّب بعض المتهمين، وقُتل بعضهم الآخر، وبدأت "العقوبة الاجتماعيَّة" أثناء التحقيق وقبل المحاكمة؛ فجمَّدوا كل الحسابات البنكية لعزَّتبيغوڤيتش وأفراد أسرته، وحالوا بينهم وبين مالهم القليل؛ لزيادة الضغط على رب الأسرة المعتَقَل.

يُطالعنا في هذا الإعلان/ المانيفستو/ البيان؛ الوجه الحركي لعلي عزَّتبيغوڤيتش رحمه الله، وهو ما أدركه النظام الشيوعي الحاكم في يوغوسلاڤيا؛ فقرَّر معاقبته عليه. ورغم أن هذا الجانب لم يكُن -إبَّان محاكمته- قد تبلور بعد في نشاط سياسي مُكتمل، يُهدد النظام القائم تهديدا حقيقيّا، بل كان هذا النشاط يتوهج حينا ويخفُت أحيانا، لأسباب شتَّى؛ فإن الدولة المتألهة قد أدركت أن هذا الإعلان، يُرادُ به مزاحمة "البيان الشيوعي" -على المدى البعيد- وإزاحته
وإبَّان فترة التحقيق، شنَّت آلة الدعاية الشيوعيَّة حملة غير مسبوقة على المتهمين وأسرهم وأصدقائهم. وأخذت الصحف تنشر دعاياتها تحت مانشيتات مثيرة مثل: "غايتهم جمهوريَّة إسلاميَّة"، "أشباح الماضي في عباءة إرهابيَّة"، "مُناهضة الدستور باسم القرآن"، "الطهوريَّة القذرة"، "إعلانٌ ظلامي يبُثُّ الكراهية"؛ في إشارة واضحة إلى النص الإشكالي: "الإعلان الإسلامي"(1).

* * *

يُطالعنا في هذا الإعلان/ المانيفستو/ البيان؛ الوجه الحركي لعلي عزَّتبيغوڤيتش رحمه الله، وهو ما أدركه النظام الشيوعي الحاكم في يوغوسلاڤيا؛ فقرَّر معاقبته عليه. ورغم أن هذا الجانب لم يكُن -إبَّان محاكمته- قد تبلور بعد في نشاط سياسي مُكتمل، يُهدد النظام القائم تهديدا حقيقيّا، بل كان هذا النشاط يتوهج حينا ويخفُت أحيانا، لأسباب شتَّى؛ فإن الدولة المتألهة قد أدركت أن هذا الإعلان، يُرادُ به مزاحمة "البيان الشيوعي" -على المدى البعيد- وإزاحته، وذلك بالإجابة عن الأسئلة التي صاغتها ماديَّة ماركس وإنغلز -وورثتهما- إجابات مختلفة، مما يُهدد شرعيَّة النظام نفسه، ولو كان هذا التهديد بعد نظريّا محضا في طور التصورات.

وقد عبَّر المؤلف -إبَّان محاكمته- عن تفضيله نشر هذا الإعلان مموها بادئ الأمر ودون اسم؛ لسببين: أولهما أن النصوص التي تُنتج في بيئة قمعيَّة، مثل البيئة اليوغوسلاڤية؛ يتعامل معها المسلمون في أنحاء العالم بريبة، واﻵخر أنه كان يخشى عين المآل الذي انتهى إليه: المحاكمة والإدانة في ظلِّ هذا النظام. وقد بيَّن في طيَّات دفاعه؛ أن غايته الأولى كانت هي ترجمة النص، أولا إلى العربية والإنكليزية، ثم إلى التركية والألمانية. وقد ذكر بعض الدارسين أنه تُرجم كذلك إلى الفارسية والفرنسية. والثابت أن الكتاب قد نُشر -آنذاك- في الكويت وپاكستان وماليزيا والجزائر، بيد أن نسخته البوسنويَّة كانت قد نُسخَت على الآلة الكاتبة، ووزع منها ست نسخ فحسب! وقد كان هذا مما احتُجَّ به على أن الكتاب لم يكن موجها لمتلقٍّ يوغوسلاڤي، خصوصا مع إشارته إلى "العالم الإسلامي" و"البُلدان الإسلامية" ما يربو على الأربعين مرة في هذا النص القصير، مُقررا أنه ما من موطن في الكتاب، يدعو فيه إلى "بوسنة نقيَّة عرقيّا" أو إلى "جمهورية إسلامية بوسنويَّة".

بل إن الموضوعين الرئيسيين في هذا النص؛ هُما: نقد الهوَّة بين النخبة والجماهير في المجتمعات المسلمة، والتوكيد على أن العالم الإسلامي لا يُمكن أن ينصلح حاله بغير الإسلام، علاوة على نقده لموقف المسلمين الطاغي من الحضارة الغربيَّة، وحمله على نظام التعليم في بُلداننا.

ومن هذه الصورة الإجماليَّة، يُمكننا أن نستقي عُنصرين لا يُمكن للقارئ أن يُدرِك دونهما طبيعة هذا النص القصير، وطبيعة المراد به؛ أولهما أن هذا النص محاولة لترجمة الإطار النظري والفلسفة الأخلاقيَّة، التي بلورها في مؤلفه العمدة: "الإسلام بين الشرق والغرب"؛ إلى برنامج حزبي عملي، واعيا بالمسافة الكبيرة التي تفصل فلسفته الأخلاقيَّة-الدينيَّة عن البرنامج الحزبي، فيما دوَّن وفي الواقع سواء بسواء، والآخر هو تجسيد هذا الإعلان لمواجهة النُخبة المتدينة مع الأيديولوجية الشيوعية الرسمية، ومزاحمتها، ومحاولة إزاحتها في مجالات ومساحات؛ تسمح للمسلمين البوشناق بالعمل على حفظ دينهم وتنزيله واقعا، مع ما في ذلك من مشقَّة ليس أقلها مخالفة ذلك كُليّا للأيديولوجية الرسميَّة وسرديتها المادية.

وكلا هذين العنصرين إذا تضافرا -كما يتجلَّى في هذا النص- يجب أن يُولِّدا في الذهن اليقظ إدراكا بعدَّة مؤثرات مهمة، أطلَّت برأسها بارزة من بين السطور؛ لعلَّ أهمها هو شدَّة تأثُّر المؤلف بسياقه وأسئلته وأيديولوجياته، وهو أثر كشف عنه كاتب تصدير الطبعة البوسنويَّة في تكييفه لهذا النص الإشكالي بأنه طوباوي، وإن كان قد أرجع ذلك للمؤثرات المثاليَّة في فكر عزَّتبيغوڤيتش فحسب، غافلا عن السياق الشيوعي الطوباوي؛ "المثالي" بتعريفه!

وعندي أن لجوء عزَّتبيغوڤيتش للغطاء الأممي الإسلامي في هذا الإعلان، يُعبِّرُ عن تأثّره بالأممية الشيوعيَّة، ورغبته في مواجهتها بسلاحها، بأكثر مما يُجسد تعبيرا تلقائيّا عن الأممية الإسلامية الفطرية، التي لم يصطنعها هو ولا غيره؛ إذ هي -لحُسن طالعنا- جزءٌ لا يتجزأ من مسيرة الفكر الإسلامي وتاريخه الحركي، منذ المبعث النبوي الشريف. وبين التعبيرين بون شاسع لا يتسع المقام لبيانه، بيد أن بُرهاننا على ما نذهب إليه ليس هو السياق الشيوعي اليوغوسلاڤي وحده، الذي وَلَّد ما سمَّاه كاتب التصدير: "ليبرالية محكومة"، تُراعي صداقة البُلدان المسلمة بعدم "الإفراط" في قمع المسلمين البوشناق فحسب؛ وإنما لأن التأثُّر بالنسق الشيوعي -أو أي نسق مُهيمن على الواقع- يبني في نفس المفكر ميلا (وأولوية) إلى توظيف فعاليَّة الأدوات نفسها التي يئن الواقع لوطأتها، وإن كان ذلك التوظيف مقلوبا نظريّا يَقلِب معه النتيجة في روعه!

هذه المحاولة -مهما اختلفنا معها ومع ثمارها- كانت خطوة على الطريق (ولو مشوَّشة)، ومرحلة من مراحل البحث عن حلول للواقع المأزوم داخل إطار الإسلام. وبالمثل، فسواء أكان إعجابه بالتحديث الياباني -مُقارنة بالتركي الكمالي!- انعكاسا لثقافته الحداثية الأوروپية أم لا، فإن صدقه مع نفسه لم يسمح له بإغفال كوارث هذا التحديث
وسواء اطَّردنا مع تصريح المؤلف -إبَّان محاكمته- بأن هذا النص أممي؛ موجَّه لشعوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أو أخذنا بالقرائن والأدلَّة العمليَّة، التي استفزَّت مخاوف الصرب ووحشيتهم؛ فإنه في كل الأحوال وليد شرعي لسياقه، وشديد الارتباط به؛ فلا يُمكن قراءته بمعزل عنه. وربما صحَّ -نسبيّا- توصيف كاتب التصدير مُعتذرا عن الأستاذ بأنه مفكر محاصَر، بيد أنه يصحُّ إلى المدى الذي يُبين لنا ارتباط النص بسياقه، ولا يصحُّ أبدا بوصفه عُذرا عمَّا يعُدُّه بعضهم من عيوب النص والنسق! فإن المفكر الأصيل والمثقف الملتزم، لا يستخرج أفضل ما جُبِلَ فيه إلا تحت ضغط الحصار ووطأة الاختبار.

وسواءٌ أكانت شدَّة عناية عزَّتبيغوڤيتش بالزكاة -في هذا الكتاب- انعكاسا للسياق الشيوعي، وذلك كما كانت عناية جيله من ذراري العرب بـ"اشتراكيَّة الإسلام" وليدة سياق مشابه؛ فالشاهد أن هذه المحاولة -مهما اختلفنا معها ومع ثمارها- كانت خطوة على الطريق (ولو مشوَّشة)، ومرحلة من مراحل البحث عن حلول للواقع المأزوم داخل إطار الإسلام. وبالمثل، فسواء أكان إعجابه بالتحديث الياباني -مُقارنة بالتركي الكمالي!- انعكاسا لثقافته الحداثية الأوروپية أم لا، فإن صدقه مع نفسه لم يسمح له بإغفال كوارث هذا التحديث؛ إذ يسرد علينا -في كتابه الماتع: "الإسلام بين الشرق والغرب"- وقائع المجتمع الياباني المأزوم بسبب التحديث، وضخامة مُعدلات انتحار الفنانين والأدباء اليابانيين، ويُبين لنا المعنى الإنساني لذلك.

لقد وضع المؤلف، عبر هذا الدليل الحركي، أو "المانيفستو"؛ أسس خُطَّة عمل، تنقل القارئ من تشريح القضايا والإشكالات واستيعابها، إلى نهج للعمل؛ يرسمه الأستاذ لتنزيل فلسفته وفكره في المجال العام. وفيه يتجلَّى إدراكه -رحمه الله- لكيفية تنزيل تصوراته إلى الواقع، والمسافة التي تفصلهما. وهو ما يجعل من هذا "الإعلان الإسلامي" نصّا أيديولوجيّا حارّا؛ دُبِّج للاشتباك مع الواقع العملي، لا مع جذوره النظريَّة.
__________
[1]- Anto Knežević: “Alija Izetbegović’s Islamic Declaration; its substance and its western reception”, Islamic Studies, Vol. 36, No. 2/3, 1997, pp. 483-521.

twitter.com/abouzekryEG
facebook.com/aAbouzekry

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه كتب البوسنة الاسلام الاعلان الاسلامي مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الإعلان هذا النص کان هذا أن هذا فی هذا

إقرأ أيضاً:

رسمياً.. الإعلان عن مقر مجموعة MBC الجديد في الدرعية

أعلنت "مجموعة MBC" الرائدة في قطاع الإعلام والمحتوى الترفيهي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن توقيع اتفاقية نقل أراضي و يبدأ معها تعاون مع شركة الدرعية لإنشاء المقر الرئيسي الجديد للمجموعة في الدرعية، مهد انطلاق الدولة السعودية.

وتهدف الشراكة إلى تطوير المقر الرئيسي الجديد لمجموعة MBC، المُدرجة في سوق الأسهم "تداول"، ضمن مشروع الدرعية؛ ليُصبح مركزًا رائدًا لإنتاج المحتوى والابتكار الإعلامي والتجارب الترفيهية عالمية المستوى، حيث سيضم المقر مكاتب MBC، واستوديوهات تصوير متطورة، ومركزًا تفاعليًا يوفّر تجربة فريدة للزوار. كما ستتولّى شركة الدرعية مسؤولية تطوير هذه المساحة بموجب اتفاقية تطوير أعمال شاملة.

وتعكس هذه الخطوة الأهمية المتزايدة للدرعية كوجهةٍ جاذبةٍ للمؤسسات الكبرى، حيث ستضع هذه الخطوة مجموعة MBC في قلب المشهد الثقافي والتجاري النابض بالحياة في الدرعية، على بُعد 15 دقيقة من وسط العاصمة الرياض، كما تؤكد هذه الشراكة التزام الطرفين بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتعزيز مكانة الدرعية كمركزٍ إعلاميٍ وثقافيٍ رائد على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي معرض تعليقه على الاتفاقية، قال وزير السياحة، الأمين العام لشركة الدرعية، معالي الأستاذ أحمد الخطيب: “تُجسد هذه الشراكة مع مجموعة MBC خطوة استراتيجية نحو تمكين الدرعية من أداء دورها كمركز عالمي جديد للأنشطة الاقتصادية والسياحية والإبداعية. فهي اليوم تمضي بثبات نحو تحقيق رؤية متكاملة تجمع بين بنية تحتية متقدمة، وقطاعات واعدة في الإعلام والثقافة والضيافة، ضمن مشروع حضري يشكل نموذجًا للتنمية المستقبلية المستدامة في المملكة.

استضافة واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية في المنطقة ضمن هذا الإطار يعكس ثقة الشركاء في مقومات الدرعية، ويعزّز مكانتها كنقطة التقاء عالمية للمواهب والاستثمار، ووجهة متفردة تستقطب المهنيين والزوار من مختلف أنحاء العالم.

في هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC وليد بن ابراهيم ال ابراهيم: "يأتي إنشاء مقرنا الرئيسي الجديد في الدرعية من ضمن التزامنا برؤية 2030، إذ لا تقتصر هذه الخطوة على توسيع حضورنا إقليمياً؛ بل تهدف أيضاً إلى المساهمة في دعم استراتيجية المملكة في تمكين قطاع الترفيه والإعلام، وتشجيع الابتكار، ودفع عجلة التغيير في الصناعات الإبداعية، حيث بات الطلب المتزايد على المحتوى العربي الأصلي عالي الجودة محركاً رئيسياً لتطور صناعة الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا."

وختم ال ابراهيم: "من خلال مبادرات مثل إطلاق استوديوهات MBC الجديدة في النرجس بوقت سابق من العام الماضي، وإنشاء المقر الرئيسي الجديد للمجموعة في الدرعية اليوم، نركز على دعم عملية تطوير وإنتاج المحتوى المحلي، وتمكين المواهب والطاقات السعودية ونقل المشهد الإعلامي والترفيهي إلى قلب المملكة العربية السعودية، وبالتالي إثراء المشهد الإبداعي في المنطقة وإيصاله إلى العالميه."

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لـ مجموعة MBC مايك سنيسبي: "يتماشى إطلاق المقر الرئيسي الجديد لمجموعة MBC في الدرعية مع استراتيجيتنا للنمو ورؤيتنا المستقبلية، إذ تتحوّل هذه المدينة بسرعة إلى لاعب رئيسي في المشهد الإعلامي والترفيهي العالمي، ويسعدنا أن نكون جزءًا من هذه الخطوة الاستراتيجية".

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة الدرعية، السيد جيري إنزيريلو: "نحن فخورون بانضمام مجموعة MBC كأول منظومةٍ إعلاميةٍ رائدةٍ تنضم لنا في حي الإعلام والابتكار، الذي تم إطلاقه قبل فترةٍ وجيزةٍ خلال هذا العام، حيث ستحتضن هذه المنطقة مساحاتٍ مكتبيةٍ عصريةٍ مبتكرة، تستوعب آلاف المهنيين في قطاعاتٍ متنوعةٍ تشمل الإعلام والتقنية والفنون، إضافةً إلى خياراتٍ سكنيةٍ وفندقيةٍ فريدةٍ من نوعها في قلب الدرعية".

وتتولّى شركة الدرعية مسؤولية تطوير مشروع الدرعية، وهو مشروعٌ حضريٌ متكامل سيوفّر عند اكتماله مساكن لنحو 100 ألف نسمة، ومساحاتٍ مكتبيةٍ تستوعب عشرات الآلاف من العاملين في مختلف القطاعات. ومن المتوقع أن يخلق المشروع نحو 180 ألف فرصة عمل، ويستقطب أكثر من 50 مليون زيارة سنويًا، إضافةً إلى مساهمته المباشرة في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة تقدر بنحو 70 مليار ريال سعودي (18.6 مليار دولار أمريكي).

ويمتد مشروع الدرعية على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا، وسيضم أصولًا نوعية تشمل دار الأوبرا الملكية، و"الدرعية أرينا" متعددة الاستخدامات بسعة 20 ألف مقعد، إلى جانب نخبة من العلامات التجارية العالمية الرائدة لأشهر الفنادق والمنتجعات، وأكثر من 150 مطعمًا، ومجموعةً متنوعةً من المناطق التجارية والمؤسسات التعليمية المرموقة، مما يجعلها وجهةً استثنائية للتجمعات، ومركزًا عالميًا متميزًا لنمط الحياة العصري.

وتضم "مجموعة MBC" تحت مظلتها عددًا من العلامات التجارية الإعلامية الرائدة، التي تمتلك قاعدةً جماهيريةً واسعةً حول العالم. وتُدير المجموعة أكثر من 13 قناة تلفزيونية مفتوحة، وثلاث محطات إذاعية، إضافةً إلى "شاهد"، المنصة الرقمية العربية الأبرز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب منظومة "استوديوهات MBC"، الرائدة إقليميًا في مجال الإنتاج الإعلامي والسينمائي، و"أكاديمية MBC"، المنصة المتخصصة في اكتشاف المواهب وتوفير فرص التعليم والتدريب في القطاع الإعلامي.

يُذكر أن MBC كانت قد افتتحت مقرها الرئيس في الحي الدبلوماسي بالرياض عام 2022م. وفي عام 2024م، وتأكيدًا لالتزامها بدعم صناعة المحتوى المحلي، دشّنت المجموعة مرافق إنتاج عالمية المستوى في حي النرجس بالرياض، كما شهد الربع الثالث من العام نفسه إطلاق أول استوديو ضمن هذه المرافق. ويبلغ عدد العاملين في المجموعة حاليًا أكثر من 2,000 موظف.

مجموعة MBCأخبار السعوديةالدرعيةأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • 1.04 تريليون درهم حجم التمويل الإسلامي في الإمارات
  • بنك العز الإسلامي يبرم اتفاقية شراكة مع "معهد التواصل" لتدريب ذوي الإعاقة السمعية
  • رسمياً.. الإعلان عن مقر مجموعة MBC الجديد في الدرعية
  • ترامب: "اتفاق تجاري ضخم" سيتم الإعلان عنه الخميس
  • 19 مليوناً من «دبي الإسلامي» لجمعية الشارقة الخيرية
  • النص الكامل لمقابلة رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام بخصوص الاتفاق مع أمريكا
  • النص الكامل لرسالة الرئيس تبون بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945
  • "ظفار الإسلامي" يُطلق حملة " تحويل الراتب"
  • الشيوعي: لاستكمال خوض الاستحقاق في الانتخابات المقبلة في المحافظات الأخرى
  • الرق في الرواية السودانية- من التاريخ المؤلم إلى التمثيل الأدبي الناقد