قالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، مقدمة برنامج «الضفة الأخرى»، ونائب رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن هناك عددا من المفاهيم أسيء استخدامها من قبل الجماعات الإرهابية، وأولها الخلافة والتمكين، حيث أن الخلافة الإسلامية أو الإمامة العظمى هو نظام الحكم الذي يقوم على استخلاف قائد مسلم على الدولة الإسلامية ليحكمها بالشريعة الإسلامية، وهي فرض كفاية عند أهل السنة والجماعة، وسُميت بالخلافة؛ لأن الخليفة هو من يخلف الرسول لتولي قيادة المسلمين.

وأضافت "عبدالرحيم"، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المُذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن ثاني هذه المفاهيم التمكين لجماعات التطرف، والتي استخدمتها جماعات العنف والتطرف من أجل بسط سيطرتها وفرض أفكارها حيث أطلقت عليها مرحلة التمكين ضمن مراحل سرقة الأوطان؛ هدفها ليس إقامة الدين ولكن فرض أيديولوجيتها الدينية من خلال الصبغة السياسية، رغم أنه اتفق على أنها سياق تاريخي غير ملزم، فضلا عن مصطلح الجاهلية، وهو مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في القرآن الكريم، يُشير إلى حياة الأمم قبل الإسلام، ويربطها بجهل تلك الأمم من الناحية الدينية، وهي إشارة ليست خاصة بالعرب، بل تشمل جميع الشعوب قبل بعثة النبي محمد، وهو تعريف أكثر منه حكم على هذه المجتمعات. 

وأوضحت أنه يأتي بعد ذلك مصطلح جاهلية المجتمعات المسلمة، والذي أطلقته الجماعات التكفيرية المتطرفة على المجتمعات المسلمة في محاولة منها للصق صفة عدم الإيمان بهذه المجتمعات، ومن ثم إقامة أحكام الكفر على هذه المجتمعات؛ حيث قاربت هذه التنظيمات بين وصفها للمجتمعات المسلمة المعاصرة والأخرى التي رفضت الإسلام وحاربت أهله، علاوة على مصطلح التكفير وهو نسبة أحد المسلمين إلى الكفر، وإخراجه عن ملة الإسلام، وبداية ظهور المصطلح مرتبط بمعركة صفين وظهور فرقة الخوارج الذين اعتقدوا بكفر الإمام علي بن أبي طالب ومن معه لقبولهم بالتحكيم، يحكم جميع المذاهب الإسلامية بحرمته، كونه من المسائل التي تدعو إلى الاختلاف وزرع الفرقة.

وأشارت إلى أن آخر هذه المصطلحات تكفير المختلف سياسيا، وأطلقت الجماعات التكفيرية والمتطرفة لفظة التكفير على كل من يختلف معها سياسيًا ودينيًا، حتى أنها عُرفت بهذه الصفة، لأنها تُكفر كل النّاس، حتى أنها أمعنت في التكفير، فقامت بتكفير من لم يحكم بكفر الحاكم والمختلفين معها، وبالتالي تقوم بقتل النّاس وفق حكمها بتكفيرهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى الخلافة الإسلامية

إقرأ أيضاً:

داليا عبد الرحيم تستعرض دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا عن “دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف”.

وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، إن الاتصالات وأنظمة المعلومات الحديثة قدمت خدمة غیر مقصودة للتنظیمات الإرهابیة؛ حیث استغلت الأخیرة هذا التطور في خدمة أغراضها غیر المشروعة وفي إتمام عملیاتها الإجرامیة، حيث تعددت الأسالیب الإرهابیة في التهدید عبر الإنترنت من التهدید بالقتل لشخصیات عامة، إلى التهدید بتفجیرات في مراکز حیویة أو تجمعات ریاضیة، والتهدید بإطلاق فیروسات لإتلاف الأنظمة المعلوماتیة في العالم، وكذلك القصف الإلکتروني: وهو أسلوب للهجوم على شبکة المعلومات عن طریق توجیه مئات الآلاف من الرسائل الإلکترونیة إلى مواقع هذه الشبکات؛ مما یزید الضغط على قدرتها على استقبال رسائل من المتعاملین معها، مما یؤدي إلى وقف عمل الشبکة، ومن المواقع التي تعرضت للقصف الإلکتروني هو "موقع شرکة أمازون" للبیع على الإنترنت، وأیضًا موقع شبکة "سي إن إن" للأخبار على الإنترنت؛ مما أدى إلى بطء تدفق المعلومات لمدة من الوقت.

وأوضحت أنه يأتي بعد ذلك تدمیر أنظمة المعلومات: وهي محاولة اختراق شبکة المعلومات الخاصة بالأفراد أو الشرکات أو المؤسسات العامة؛ بهدف تخریب نقطة الاتصال أو النظام عن طریق تصنیع أنواع من الفیروسات الجدیدة التي تسبب کثیرًا من الضرر لأجهزة الحاسب الآلي والمعلومات التي تم تخزینها على هذه الأجهزة، ثم التجسس الإلكتروني: ومن أمثلة القرصنة المعلوماتیة التی تمارسها بعض الجهات الإرهابیة للحصول على المعلومات العسکریة المخزنة في ذاکرة الحاسبات الآلیة التابعة لوزارات الدفاع بالدول المستهدفة.

وأكدت أنه نستطيع القول أن الاتصالات الحديثة وفرت عملیة نقل الأفکار والبیانات والتوجیهات إلى خلایا الشبکات الإرهابیة بأمان بعیدًا عن أعین الرقابة الأمنیة، کما أمنت أنظمة المعلومات الإلکترونیة أیضًا تدفق سیل من المعلومات اللازمة لتنفیذ عملیاتها الإرهابیة، وإمعانًا في خلق أجواء الفوضى والترویع، وإتاحة المجال أمام انتشار الشائعات المغرضة التي تُثیر خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلیة بحجة عجزها عن حمایة أمنه، یعمد الإرهابیون إلى التسلح بوسائل الإعلام المختلفة لتسویق أغراضهم وغایاتهم وتوظیفها في تضلیل الأجهزة الأمنیة واکتساب السیطرة على الرأي العام عن طریق نشر أخبار العملیات الإرهابیة التي یقومون بتنفیذها على اعتبار أن الحملات الإعلامیة التي تغطي هذه العملیات تساعد على تحقیق واستکمال أهداف الإرهابیین الذین یرون في التغطیة الإعلامیة لجرائمهم معیارًا مهمًّا لقیاس مدى نجاح فعلهم الإرهابي.

ﻭتابعت: و ﻴﻤﻜﻥ ﺤﺼﺭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ على ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻜﺭ التطرف والإرهاب – ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ–  في ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻨﺤﺘﻬﺎ ﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻌﺘﻨﻘﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻪ، وكذلك ﺍﻟﺘﻬﻭﻴل ﻭﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻡ ﻓﻲ ﻗﻭﺓ ﺍﻹﺭﻫﺎﺒﻴﻴﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎل ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻱ ﺒﻐﺭﺽ ﺍﻟﺭﺒﺢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻅل ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﺸﺭﺴﺔ وﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﺔ ﻟﻺﺭﻫﺎﺒﻴﻴﻥ ﻭﺘﻐﻴﻴﺏ ﺍﻟﺘﻐﻁﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ، وﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺒﻌﺽ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺒﺭاء ﻭﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﺒﻭﻴﺔ؛ ﻹﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩ ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻨﺴﻴﺎﻕ ﻭﺭاء ﺍﻟﺘﻀﺨﻴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ.

ولفتت إلى أن المتأمل في الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام غير التقليدية أن تلعبه في مكافحة الفكر المتطرف لا تخطئ عيناه في مدى خطورته وصعوبته في الوقت نفسه؛ حيث أن طبيعة هذا الدور تختلف عن الأدوار الأخرى الخاصة بدور التعليم والفن ورجال الدين في مكافحة التطرف؛ لأن مواقع الإنترنت بالرغم من خطورة دورها، فإنها في النهاية عامل مساعد للفئات التي تستطيع نشر الاعتدال ومكافحة التطرف، فعل سبيل المثال، ينبغي على رجل الدين ألا يحصر خطابه المعتدل في جمهور المسجد الذي يعمل به، إن ما ينبغي عليه أن يكون أكثر انتشارا وحضورا بين الجماهير وخصوصا الشباب، وأفضل ما يتيح له ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم أصبح من الضروري تأهيل الأئمة والخطباء والوعاظ عن طريق إعطائهم الدورات اللازمة في مجال التواصل الاجتماعي؛ حتى يستطيعوا نشر الفكر الصحيح عبر الشبكة العنكبوتية، وحتى يصلوا بخطابهم المعتدل إلى أكبر عدد ممكن من الشباب، وأيضا الفنانون ومقدمو البرامج والمثقفون والكتاب والشعراء والمدرسون وأساتذة الجامعات، وكل من له قدرة على الكتابة والتواصل والتأثير في الناس والشباب بصفة خاصة ينبغي عليه استثمار صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في القيام بدور توعوي بلغة الميديا الحديثة والبسيطة، يحذر فيه من التطرف وتنظيماته، ويسعى في الوقت ذاته إلى تعزيز التسامح والإنسانية.

مقالات مشابهة

  • داليا عبدالرحيم: التنظيمات الإرهابية وظفت التطبيقات التكنولوجية لتحقيق أهدافها.. باحث: مواقع التواصل الاجتماعي تُستخدم لصناعة هالة حول التنظيمات الإرهابية.. ونعيش الآن عصر الخبر المُضلل
  • باحث: الجماعات الإرهابية تمتلك منصات محمية من التتبع والمراقبة
  • داليا عبدالرحيم تكشف عن أخطر الوسائل الإلكترونية للجماعات المتطرفة
  • داليا عبدالرحيم: التنظيمات الإرهابية تستخدم التكنولوجيا للدفاع عن قضيتها الباطلة
  • داليا عبدالرحيم: داعش لا يزال يستخدم آلته الإعلامية لشن حرب نفسية ضد الشعوب
  • داليا عبد الرحيم تستعرض دور الإعلام الرقمي في صناعة التطرف
  • داليا عبدالرحيم: وسائل الإعلام الجدیدة أحدثت ثورة نوعیة في المحتوى الاتصالي
  • داليا عبدالرحيم تكشف دور مواقع التواصل الاجتماعي في صناعة التطرف
  • باحث: الجماعات الإرهابية وظفت مواقع التواصل للاستقطاب الفكري والتجنيد
  • داليا عبدالرحيم: الارتباط بين الإنترنت والإرهاب ظهر واضحًا بعد أحداث 11 سبتمبر