اِستثمار السكن ليس لفقراء العراق
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
مارس 18, 2024آخر تحديث: مارس 18, 2024
سلام محمد العبودي
كثيرة هي الأزمات، التي يعاني منها الشعب العراق، لا سيما الفئة الفقيرة، وذوي الدخل المحدود، الذين لم يتمكنوا، من شراء عقار للسكن، وهم ما بين جشع مالكي العقارات، وتوفير ما يعينهم على العيش.
جاء في الدستور العراقي الدائم، لعام 2005″ المادة 30، أولاً/تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الاساسية للعيش في حياةٍ حرة كريمةٍ، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم” وقد عملت الجهات المختصة بتوفير السكن، لمن لا يمتلك عقار سكن.
لعدم تمكن الحكومات المتعاقبة، بناء مجمعات سكنية، ملائمة وسد الاحتياج، لأسباب كان أهمها توفير الأمن، فقد عمدت لفتح باب الاستثمار، لبناء المجمعات السكنية، إلا أن ذلك تم استغلاله، من قبل أصحاب الأموال، لشراء تلك المجمعات، ولم يستفد منها فقراء العراق، الأمر الذي اضطر كثيراً منهم، اللجوء لشراء الأراضي الزراعية، إضافة للسكن في أراضٍ متجاوز عليها، ما أربك العمل الخدمي، في كل محافظات العراق.
أزمة السكن لم يتم حلها، عن طريق الاستثمار، الذي يتحكم بها المستثمر، وليس للحكومة أي دور، سوى توفير الأراضي للمستثمرين، دون مراعاة احتياج المواطنين، من ذوي الدخول الهشة، فمجمعات الاستثمار لا يستفيد منها، سوى الأثرياء وميسوري الحال، الأمر الذي يخل بحقوق الإنسان، ويفاقم الأزمة لتبقى دون حلول، وقد تم استغلال تلك الفئات، من قبل بعض الساسة، عند قرب دورة انتخابية، بوعود كاذبة لتوفير السكن.
العراق ليس بالدولة الفقيرة بالأراضي، ومن الممكن بناء مجمعات، تكفي لسد الحاجة وتزيد على ذلك، فأطراف المحافظات عبارة عن أراضٍ جرداء، من الممكن استغلالها، المواطن الذي لا يمتلك سكنا يأويه، لا يعارض بمكان السكن، ولكنه يفكر باستقراره وعائلته، وليبقى المركز للأثرياء، الذي لا يعيرون أهمية، لمن هم أدنى منهم دخلاً.
الحل ليس بالتقسيط، الذي يثقل كاهل المواطن، ويزيد من مأساته، في توفير معيشته، وعلى الحكومة توفير مجمعاتٍ سكنية، أو تخصيص أراضي لذوي الدخول المنخفضة، بإمكان من يتم تمليكه، البناء عليها بما تيسر، وما لا يؤثر على معيشته، وتسهيل الروتين بين الجهات المعنية، في كل المحافظات.
لقد صرح معالي رئيس مجلس الوزراء، أول أيام تسنمه المنصب، على منح فئات معينة، ممن لا يمتلكون عقار سكن، ولكن الواقع يقول لا يوجد تخصيص، قطع أراضي لذلك، بينما نرى أن مدناً استثمارية أقيمت، وبيعت لمن هم ليسوا بحاجة لها، بل لأجل استثمارها ثانية، ليصبح استثماراً داخل استثمار، وتبقى الأزمة تتفاقم.
وهنا من حق المواطن أن يسأل، هل فرغ العراق، من خبراء الإدارة والتخطيط، لحل الأزمات، أم ان جهات سياسية متنفذة، تعمل على إبقاء الحال كما هو، من أجل استغلال المواطن وزيادة معاناته؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
بلدية أبوظبي تنفذ حملة تفتيشية للتأكد من توفير متطلبات حماية البيئة بالمواقع الإنشائية
أبوظبي: «الخليج»
تحرص دائرة البلديات والنقل، ممثلة في بلدية مدينة أبوظبي، على تكثيف حملاتها التوعوية والتفتيشية المتواصلة طوال العام على المواقع الإنشائية في مدينة أبوظبي، للوقوف على مدى التزام شركات البناء والإنشاء بمعايير البيئة والصحة والسلامة، من أجل توفير بيئة عمل آمنة، تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة جميع العاملين في هذه المواقع.
وضمن هذا الإطار، نفذت بلدية مدينة أبوظبي حملة توعوية/تفتيشية على متطلبات حماية البيئة في المواقع الإنشائية، والتي استهدفت العاملين في شركات قطاع البناء والإنشاء بمدينة أبوظبي، بهدف رفع مستوى الوعي لديهم بمتطلبات المحافظة على البيئة ومكافحة التلوث عند إنشاء المشاريع وتنفيذها، والتأكد من التزام المسؤولين عن المواقع الإنشائية بترسيخ الوعي البيئي ومبادئ مكافحة التلوث، حفاظاً على صحة العاملين في المواقع.
وحرص مفتشو البلدية أثناء الحملة على التأكد من توافر متطلبات المحافظة على البيئة في المواقع الإنشائية، وتوعية المسؤولين عن المواقع والعمال بهذه المتطلبات وضرورة الالتزام بها، حيث تم التشديد على ضرورة تقييم جميع المخاطر البيئية في الموقع الإنشائي قبل بدء أعمال وأنشطة البناء، والمحافظة على نظافة الموقع الإنشائي من تجمعات المياه الراكدة والنفايات الصلبة والسائلة، والتخلص منها بالطرق السليمة الآمنة، لعدم السماح بتشكل بؤر لتوالد الحشرات والقوارض.
واهتم مفتشو البلدية بتوعية الفئات المستهدفة من الحملة بأهمية الفحص الدوري لجميع المواد والمعدات في الموقع الإنشائي، والتأكد من عدم تسرب أية مواد تضر بالبيئة، وكذلك نضح المياه من الموقع بطريقة صحيحة، واستخراج التصاريح اللازمة لنضح المياه الجوفية، والتأكد من صلاحية خزانات الصرف الصحي المؤقتة، ونقلها من الموقع بشكل دوري من قبل شركات معتمدة.
كما تمت التوعية بضرورة فصل النفايات العضوية عن نفايات البناء والهدم في الموقع الإنشائي، وترحيل النفايات بشكل دوري من المواقع عن طريق شركات مرخصة، والمحافظة على البيئة من التلوث الصوتي والضوضاء والالتزام بالحدود المسموح بها، وذلك حفاظاً على بيئة الموقع وسلامة العاملين فيه.