كتب-عمرو صالح:

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.

وبدأ قداسة البابا، سلسلة عظات جديدة تحت عنوان "طرق تقديم المحبة والمساندة" وذلك من خلال ربطها بآحاد الصوم المقدس، وأشار إلى سمات المحبة كالتالي:

١- هي جوهر طبيعة الله وكيانه.

٢- هي أسمى المشاعر الإنسانية.

٣- هي طريق القداسة وتستمر مع الإنسان على الأرض وتستمر معه حتى عند وجوده في السماء، "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ".

٤- اقتنائها يُشكل رصيد الإنسان في السماء، "لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!".

ولفت قداسة البابا إلى أن تعريف "المحبة" هو: الخروج من النفس إلى الله ولكل الناس.

وأضاف قداسته أن طرق المحبة يسميها العالم "لغات تقديم المحبة"، وهي:

١- الهدايا: دون النظر إلى حجمها أو قيمتها، وتقديمها بصورة مفاجئة.

٢- الخدمة والمساعدة: تُقدم على خلفية الواقع والحقيقة، وليس للتفاخر والمظهر.

٣- الوقت: هو أغلى شيء يُقدم للآخر، لأنه عطية لا يمكن تعويضها.

٤- اللمسات الرقيقة: هو التلامس الجسدي النقي، مثال حضن الأم لابنتها أو ابنها.

٥- الحوار: هو سماع وفهم الآخر لاستيعاب مقاصده، من خلال التشجيع والتقدير ونظرات العين.

وأوضح قداسة البابا أنه سيتناول بالشرح هذه اللغات وتطبيقها من خلال أحداث مشهد إنجيل قداس يوم الأحد من كل أسبوع في الصوم المقدس، وتابع حديثه عن اللغات الخمس من خلال مشاهد عامة في الكتاب المقدس، كالتالي:

١- اللمسات الرقيقة: من خلال مشهد شفاء الأبرص، "فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِيًا وَقَائِلًا لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَاطْهُرْ!». فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ الْبَرَصُ وَطَهَرَ" ، فالمريض يحتاج إلى لمسة الحنان والمساندة والحب، وكذلك كل إنسان، مع مراعاة آداب سلوك المجتمع.

٢- لغة الحوار: من خلال سؤال السيد المسيح لتلاميذه "«مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟». قَالَ لَهُمْ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟»" ، فأجابه بطرس "«أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ!»" ، وقال له السيد المسيح "«طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. "وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي" ، فالحوار به استماع ومناقشة وابتسامة تستقبل الكلام، لأن الكلام ينقل الأفكار، والفنون تنقل المشاعر، ككتابة قصائد الشعر، وهذا هو الحوار الناجح أنه يقوم على أرضية المحبة.

٣- الوقت: من خلال مشهد تجسد السيد المسيح على الأرض وصلبه ثم قيامته، "أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى" ، وهذا الوقت الذي قضاه السيد المسيح على الأرض هو الإناء الذي يحمل حب المسيح، فالوقت الجيد هو الوقت الخاص لتقديم محبة الاهتمام الشديد للآخر، مثل افتقاد الأب الكاهن للشعب.

٤- الخدمة والمساعدة: من خلال مشهد غسل السيد المسيح لأرجل التلاميذ، "قَامَ عَنِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا... وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا" ٥)، "فَدَعَاهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ... كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»" ، فالخدمة تُقدم بدون طلب على المستوى الأسري والاجتماعي، وهي لغة في استطاعة كل إنسان مهما كان بسيطًا.

٥- الهدايا: من خلال مشهد الصليب، "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ" "قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ" (يو ١٩: ٣٠)، فالهدية والعمل الخلاصي الذي قدمه السيد المسيح في أجمل صورة من أجل فداء الإنسان، لذلك الهدية يجب أن تحمل مشاعر حتى وإن كانت بسيطة، ويجب أن يكون الإنسان على يقين أن الآخر سيفرح بها.

ومن المقرر أن يلقي قداسة البابا عظة الأربعاء في كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة طوال الصوم الأربعيني المقدس، بدون حضور شعبي.

اقرأ أيضا:

الطب البيطري يكشف مصير "أسد التجمع" ومدى خطورته

الحج 2024.. "السياحة": الانتهاء من دفع قيمة خدمات الطوافة والأراضي

انطلاق قوافل "تحيا مصر" لمؤازرة أهل غزة مع حلول شهر رمضان

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: استوديو الأهرام رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان البابا تواضروس كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس السید المسیح قداسة البابا من خلال مشهد

إقرأ أيضاً:

وفاة كاهن من إيبارشية ديروط.. والبابا تواضروس يقدم واجب العزاء

توفي اليوم الأب القس سيفين عبدالله ، كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بشلش، التابعة لإيبارشية ديروط وصنبو، محافظة أسيوط، عن عمر تجاوز ٥٢ سنة وبعد خدمة كهنوتية امتدت لحوالي ٢٦ سنة.

ولد الأب المتنيح (المتوفي)  يوم ٢٥ مارس عام ١٩٧٣ وسيم كاهنًا في ١١ سبتمبر ١٩٩٩.

بحضور الأنبا رافائيل.. انطلاق اليوم الكشفي الثالث لمركز مارمرقس بكنائس وسط القاهرةبروتوكول تعاون بين الكنيسة ووزارة الشباب والرياضة لدعم الصحة النفسية والمهارات الحياتيةبحضور الأنبا رافائيل.. انعقاد اجتماع مجمع كهنة كنائس وسط القاهرةبحضور لفيف من الأساقفة.. حفل استقبال نيافة الأنبا أولوجيوس في قطاع كنائس عين شمس

وهو شقيق القمص رافائيل عبدالله كاهن كنيسة السيدة العذراء بمهمشة، بالقاهرة،

وسوف تقام صلوات تجنيزه الساعة الثالثة عصر اليوم، في كنيسة السيدة العذراء، مقر المطرانية بديروط، بحضور نيافة الأنبا برسوم مطران صنبو وديروط.

البابا تواضروس يقدم التعزية 

قداسة البابا تواضروس الثاني يتقدم بخالص العزاء لنيافة الأنبا برسوم مطران إيبارشية ديروط وصنبو، ولمجمع كهنة الإيبارشية في نياحة الأب الفاضل القس سيفين عبدالله، كما يتقدم بالتعزية لشقيقه القمص رافائيل عبدالله، ولأسرته المباركة، طالبًا لنفس الأب المنتقل النياح والراحة النصيب والميراث مع الأربعة وعشرين قسيسًا.

طباعة شارك القس سيفين عبدالله البابا تواضروس البابا مطران إيبارشية ديروط وصنبو

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يستقبل مطرانين من الكنيسة الهندية الأرثوذكسية
  • وفاة كاهن من إيبارشية ملوي إثر حادث سير.. والبابا تواضروس يقدم التعزية
  • أهالي العصافرة يستقبلون البابا تواضروس بحفاوة وترتيل ألحان روحية
  • البابا تواضروس يطلق سلسلة حكايات الشجرة المغروسة من كنيسة القديسين
  • الآلاف من أهالي منطقة العصافرة يستقبلون البابا تواضروس .. صور
  • البابا تواضروس يُطلق سلسلة حكايات الشجرة المغروسة في اجتماع الأربعاء بالإسكندرية
  • استقبال شعبي حافل للبابا تواضروس في زيارته لكنيسة القديسين بالعصافرة
  • اليوم.. البابا تواضروس يستأنف اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسته
  • وفاة كاهن من إيبارشية ديروط.. والبابا تواضروس يقدم واجب العزاء
  • ندوة تثقيفية لقوات الدفاع الشعبي في الكاتدرائية بحضور قداسة البابا