العفو الدولية: العدالة في اليمن تظل بعيدة المنال ومعاناة الملايين تستمرّ بعد تسع سنوات من بدء النزاع
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
دعت منظمة العفو الدولية المجتمع الدولي لإنشاء آلية مساءلة دولية مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الأكثر خطورة للقانون الدولي المرتكبة على مدى السنوات التسع الماضية في اليمن والإبلاغ عنها علنًا، علاوة على جمع الأدلة والمحافظة عليها من أجل المقاضاة الجنائية والمطالبات بالتعويض في المستقبل.
وقالت المنظمة -في بيان بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لنشوب النزاع- إن ملايين اليمنيين ما زالوا يتحملون العواقب طويلة الأمد المترتبة على النزاع الدائر المدمر على خلفية التقاعس المزمن لأطراف النزاع عن توفير العدالة وسبل الانتصاف لضحايا الجرائم بموجب القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقالت غراتسيا كاريتشيا، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "مع أنّ وقفًا لإطلاق النار المستمر بحكم الامر الواقع أدى إلى تراجع الأعمال العدائية قياسًا بالأعوام السابقة، يواصل أطراف النزاع في اليمن شن هجمات وارتكاب عمليات قتل غير قانونية مع الإفلات من العقاب وتقييد حرية التنقل وتسليم المساعدات".
وأضافت "يواجه اليمن أصلًا إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ويزيد التصعيد العسكري الأخير في البلاد، في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على أهداف حوثية، من خطر تفاقم وضع خطير أصلًا بالنسبة على السكان المدنيين".
وتابعت غراتسيا كاريتشيا أنه “من الضروري جدًا إنشاء آلية مساءلة دولية مستقلة تمهّد الطريق للمساءلة الجنائية وتُقدِّم سبل انتصاف فعالة إلى الضحايا لوضع حد لدوامة الإفلات من العقاب”.
وأردفت “باستمرار المجتمع الدولي بتجاهل المساءلة، فهو لا يخذل الضحايا في اليمن فحسب، بل يُغذي أيضًا مناخًا عامًا للإفلات من العقاب لا تشهد في ظله الجرائم بموجب القانون الدولي أي تراجع في اليمن وسواه”.
وذكرت أن أزمة اليمن تظل من بين أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم مع تهجير قرابة 4.56 مليون نسمة بفعل النزاع ووجود أكثر من 70,000 لاجئ وطالب لجوء استنادًا إلى أرقام مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 18.2 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة وحماية إنسانية. ويواجه ما لا يقل عن 17.6 مليون شخص حاليًا انعدام الأمن الغذائي والتغذية، في حين أن نصف أطفال اليمن دون خمس سنوات يعانون قصورًا متوسطًا أو شديدًا في النمو بسبب انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب البيان فإن التوثيق المستمر لمنظمة العفو الدولية يوضح كيف أن مناخ الإفلات من العقاب المستشري في اليمن قد شجّع مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان على الانتهاكات، ومن ضمنها الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، والتعذيب، والمحاكمات الجائرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، أو الصحفيين، أو أي شخص يُنظَر إليه كخصم أو منتقد لمختلف السلطات الموجودة على أرض الواقع.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن العفو الدولية الحوثي حقوق العدالة الانتقالية العفو الدولیة من العقاب فی الیمن
إقرأ أيضاً:
تحذير عاجل للمصريين: هجمات إلكترونية إسرائيلية تهدد خصوصية الملايين
حذّر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في مصر من موجة محاولات اختراق متقدمة تستهدف مستخدمي الهواتف الذكية في أكثر من 150 دولة، من بينها مصر، وفقاً لبيان صادر عن المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات. وأوضح البيان أن الهجمات تعتمد على استغلال ثغرات غير معروفة مسبقاً، إلى جانب إرسال روابط ورسائل خبيثة تبدو كما لو أنها صادرة عن جهات موثوقة.
ودعا الجهاز المواطنين إلى رفع مستوى تأمين هواتفهم، مؤكداً أن تحديث أنظمة التشغيل والتطبيقات يمثل خط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية، نظراً لأن التحديثات الدورية تعالج ثغرات قد يستغلها المهاجمون. وشدد على أهمية تفعيل خاصية التحديث التلقائي كلما أمكن.
كما أوصى الجهاز بتفعيل إعدادات الأمان المتقدمة، مثل وضع “Lockdown Mode” على أجهزة iPhone، والخيارات الأمنية المتقدمة على هواتف Android، لما لها من دور في تقليل احتمالات الاختراق ببرمجيات التجسس. وأكد ضرورة توخي الحذر عند التعامل مع الروابط والمرفقات، خاصة تلك الواردة من مصادر مجهولة أو مشبوهة، لكون كثير من الهجمات تعتمد على التضليل وخداع المستخدم.
ولتعزيز الحماية، نصح الجهاز باستخدام متصفحات آمنة وأدوات حظر الإعلانات، بالإضافة إلى تفعيل رمز تحقق إضافي عند تسجيل الدخول إلى الحسابات الحساسة مثل البريد الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي. كما دعا المستخدمين إلى مراقبة أي سلوك غير معتاد على أجهزتهم، مثل البطء المفاجئ أو ارتفاع استهلاك البيانات أو ظهور تطبيقات غير معروفة.
وأكد جهاز تنظيم الاتصالات أنه يتابع الموقف بالتنسيق مع الشركات العالمية والجهات المعنية داخل الدولة، ويتخذ ما يلزم لحماية مستخدمي الهواتف في مصر.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب إنذارات سيبرانية واسعة أصدرتها شركتا غوغل وآبل لمستخدميهما في أكثر من 150 دولة، من بينها مصر والسعودية، بشأن محاولات لاختراق هواتفهم باستخدام برمجيات تجسس متقدمة تابعة لشركة "إنتليكسا" المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، بحسب تقارير إعلامية دولية.
وأوضحت غوغل في بيان أصدرته في 3 ديسمبر أنها أرسلت تحذيرات إلى مئات المستخدمين في دول عدة مثل باكستان وكازاخستان وأنغولا ومصر وأوزبكستان والسعودية وطاجيكستان، مشيرة إلى أن معظم محاولات التجسس اعتمدت على أدوات طورتها "إنتليكسا"، ومنها برنامج “بريدا تور”. وتؤكد الشركة أن هذه الهجمات تعتمد على ثغرات أمنية "صفرية النقر" تسمح باختراق الهواتف دون أي تفاعل من المستخدم.
وتشير غوغل إلى أن شركة "إنتليكسا"، التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات عام 2024، تواصل نشاطها رغم الضغوط الدولية، مستغلة ثغرات متقدمة للوصول إلى بيانات المستخدمين في دول عديدة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن