تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الجمعة- بإرسال الغذاء والسلاح لأفريقيا وتعزيز التعاون مع أجهزتها الاستخباراتية، في حين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أهمية نأي دول القارة بنفسها عن الصراعات الدولية.

جاء ذلك خلال كلمات في اليوم الثاني من القمة الروسية الأفريقية الثانية التي انطلقت أعمالها أمس الخميس في سان بطرسبورغ.

وقال بوتين إن بلاده وأفريقيا "تؤيدان إنشاء عالم متعدد عادل مبني على احترام الشرعية الدولية". وأضاف أن موسكو تعارض فرض بعض الدول منظومة قائمة على القواعد التي تلائمها وليس على القانون الدولي.

وأكد بوتين أن روسيا مستعدة لتزويد أفريقيا ببعض الأسلحة مجانا لتعزيز الأمن في القارة والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات الأفريقية.

وأضاف أن بلاده ستزيد الصادرات الزراعية وستظل موردا للغذاء يمكن الاعتماد عليه.

وذكر أن موسكو ألغت ديونا على أفريقيا بقيمة 23 مليار دولار، من دون أن يوضح الفترة الزمنية أو يحدد الدول المعنية.

السيسي طالب بتجديد العمل باتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود (رويترز) مركز قوة جديد

وأشار بوتين إلى أن أفريقيا تتحول إلى مركز قوة جديد وينبغي للجميع أخذ ذلك في الحسبان. وقال "لنأخذ على سبيل المثال مبادرة عدد من الدول الأفريقية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. هي مشكلة حادة ونحن لا نتغاضى عن النظر فيها. هذه الخطوة تدل على الكثير، إذ إن كافة عمليات الوساطة في السابق كانت حصرية على الدول التي يّقال إنها ديمقراطيات نامية، أما الآن فلا".

وأضاف "اليوم أفريقيا مستعدة للمساعدة في معالجة مشاكل تقع خارج نطاق مصالحها الأساسية. بكل احترام نتعامل مع مبادرتكم، وسندرسها بكل اهتمام".

أما رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، فشدد على أن الاتحاد يولي أهمية كبيرة لسلامة الدول وسيادتها والتسوية السلمية للأزمات عبر المفاوضات.


تحديات كبرى

من جانبه، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلعه إلى التوصل لحل توافقي لعودة مبادرة الحبوب، التي أعلنت روسيا توقف العمل بها في وقت سابق من يوليو/تموز الجاري.

وقال السيسي خلال كلمة ألقاها في القمة "أتطلع للتوصل لحل توافقي بشأن اتفاقية تصدير الحبوب يأخذ في الاعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحها ويضع حدا للارتفاع المستمر في أسعار الحبوب".

واعتبر أن الوضع العالمي الحالي يفرض تحديات كبرى على الدول الأفريقية، مضيفا أن هذه التحديات تهدد أمن القارة وحقوق الأجيال القادمة.

وتابع "الدول الأفريقية دول ذات سيادة تنشد السلام والأمن وتنأى بنفسها عن الصراعات، كما تبحث عن التنمية المستدامة لصالح شعوبها".

وفي السياق، ندد السيسي بالعقوبات غير الشرعية خارج إطار القوانين الدولية، التي تفرض على بعض الدول.

كما شدد على التزام مصر وانخراطها في جهود تعميق الشراكة الإستراتيجية مع روسيا، من خلال تسخير الأدوات والإمكانيات المصرية، وتفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية.

وفي السياق ذاته، حذر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي من تفاقم أزمة توريد الغذاء. ودعا إلى تجاوز الخلافات والاستجابة بواقعية إلى كل طرف لضمان التوصل إلى اتفاق بشكل عاجل.

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا من أبرز المشاركين في القمة (رويترز) مشاركة واسعة

وانطلقت أمس الخميس النسخة الثانية من القمة الروسية الأفريقية في مدينة بطرسبورغ الروسية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين موسكو ودول القارة السمراء والارتقاء بها لمستوى جديد.

وشارك في القمة -التي تختتم أعمالها اليوم- عدد من قادة الدول الأفريقية، بينها مصر وجنوب أفريقيا.

وأكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية مشاركة 49 دولة أفريقية من أصل 54 في القمة، التي عقدت نسختها الأولى في مدينة سوتشي الروسية عام 2019.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الدول الأفریقیة فی القمة

إقرأ أيضاً:

رئيس أفريقيا الوسطى يؤكد ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري

أعلن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أركانج تواديرا، أمس السبت، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ديسمبر/كانون الأول 2025، سعيا لولاية ثالثة أثارت جدلا سياسيا متصاعدا بشأن شرعية الاستمرار في الحكم، عقب تعديل دستوري أتاح له ذلك.

وجاء إعلان تواديرا خلال اجتماع لحزبه "حركة القلوب المتحدة" في العاصمة بانغي، إذ قال "أقول نعم بوضوح لرغبة الحركة في ترشيحي للانتخابات الرئاسية في ديسمبر/كانون الأول"، مؤكدا قبوله "التحدي السياسي الجديد".

وكان تواديرا قد انتُخب أول مرة عام 2016، ثم أُعيد انتخابه عام 2020 في انتخابات طعنت المعارضة بسلامتها، وشهدت اضطرابات أمنية نتيجة نشاط الجماعات المسلحة.

خريطة جمهورية أفريقيا الوسطى (الجزيرة)

ويواجه الرئيس انتقادات متزايدة من خصومه الذين يتهمونه بالسعي إلى ترسيخ بقائه في السلطة، بعد اعتماد دستور جديد في استفتاء أجري عام 2023، أتاح له الترشح مجددا.

وإلى جانب الاستحقاق الرئاسي، من المتوقع أن يُدعى الناخبون للمشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية المؤجّلة منذ العام الماضي، بسبب نقص التمويل وتعثر تحديث السجل الانتخابي.

وتعيش أفريقيا الوسطى حالة من عدم الاستقرار منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، في حين تراجعت وتيرة العنف تدريجيا في السنوات الأخيرة، رغم استمرار التوترات الأمنية، خاصة في المناطق الشرقية القريبة من الحدود مع السودان.

مقالات مشابهة

  • بوتين يعلن إعادة هيكلة وتعزيز تسليح البحرية الروسية عقب مناورات واسعة
  • مناورات «عاصفة يوليو».. بوتين يعلن إعادة هيكلة شاملة وتعزيز تسليح البحرية الروسية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها
  • رئيس أفريقيا الوسطى يؤكد ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري
  • بوتين: العلاقات الروسية القيرجيزية تسهم في استقرار الفضاء الأوراسي
  • جنوب أفريقيا تشيد بالجهود المصرية في تعزيز التنمية بالقارة ودفع التعاون
  • الخارجية: مصر تطرح فكرة التعاون مع الدول الأفريقية من خلال التجارة البينية
  • عبد العاطي: نعمل على نقل الخبرات المصرية المتميزة للأشقاء في أفريقيا
  • برلماني: التكامل الاقتصادي بين مصر وأفريقيا يفتح آفاقا جديدة للتجارة بالقارة السمراء
  • أوكرانيا تكثّف هجمات المسيّرات على روسيا وزيلينسكي يرجّح لقاء بوتين