لا يزال ملفّ النازحين السوريين محطّ جدال كبير في لبنان منذ سنوات عديدة، ولعلّ تفاصيل حادثة مقتل القيادي في "القوات اللبنانية" باسكال سليمان أعادت هذا الملفّ الى الواجهة بعد أن كان قد تراجع عن التداول خلال الأشهر الفائتة أقلّه على المستوى الاعلامي مع اندلاع الحرب الاسرائيلية على قطاع غزّة وتدخّل لبنان عبر معركة إسناد على الجبهة الجنوبية.



قبل اندلاع الحرب، كانت كلّ الأضواء في لبنان مسلّطة على بحث القوى السياسية عن حلول لملفّ النازحين السوريين من جهة، وعلى التراشق الاعلامي بين هذه القوى وتحميل مسؤولية تضخّم أعداد النازحين ومسألة المعابر عبر الشرعية لهذا الفريق أو ذاك من جهة أخرى. لكن الأصوات خفتت تماماً مع بدء الحرب في غزّة وانشغال اللبنانيين بجملة هواجس حول تداعيات هذه الحرب ومدى تطورّها، الى أن وقعت حادثة اختطاف باسكال سليمان وقتله وإظهرت التحقيقات أنّ عصابة من السوريين تقف خلف هذه الجريمة، الأمر الذي أشعل الشارع اللبناني حيث اتجه بعضه للمطالبة بالعودة الفورية للنازحين الى بلادهم، في حين ارتفعت وتيرة التحرّكات لدى البعض الاخر، على وقع الجريمة، وانتهجت مسار التصعيد بهدف تحقيق الهدف.

وتعتبر مصادر سياسية مواكبة للجوّ الشعبي في لبنان منذ مقتل سليمان  أنّ كلّ الحلول التي تسعى اليها الحكومة اللبنانية في المرحلة الراهنة قد تبدو غير كافية في ظلّ التوترات الداخلية، الأمر الذي من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام إشكالات أمنية بين اللبنانيين والنازحين السوريين الموجودين في مختلف المناطق، سيّما وأن حملة التحريض الواسعة ضدّهم قد تخلق ردود فعل غير منضبطة من قِبل أيّ طرف من الأطراف.

ولفتت المصادر الى أن هذا الضغط الشعبي الحاصل المترافق مع تحرّكات فردية غاضبة يهدّد بفوضى أمنية في لبنان وربما يؤدّي الى توجّس الدول الغريبة القريبة منه من حصول موجات هجرة عبر البحر باتجاه اوروبا، ما من شأنه أن يشكّل تهديداً استراتيجياً للدول الاوروبية بلا استثناء، الامر الذي وصفته المصادر ببقعة ضوء وسط الظلام الحالك الذي يسيطر على الجوّ العام المُطالب بترحيل النازحين بشكل فوري من دون قيد أو شرط. 

وعليه، تقول المصادر أنّ هذه الدول قد تلجأ الى عملية دعم واسع للبنان من أجل ضمان إبقاء النازحين فيه ضمن أطر منظّمة تمنع مزيداً من انهياره الاقتصادي والمالي وتؤمّن قواه الامنية والعسكرية، لذلك فنحن أمام مرحلة حسّاسة للغاية قد تكون نهايتها إيجابية، وفق المصادر، إذا ما ضربت القوى السياسية بيد من حديد وقرّرت تحمّل مسؤولياتها الكاملة والسير بحلّ جدّي وسريع قبل أن تتدحرج البلاد الى توترات لبنانية - لبنانية - سورية قد تؤدّي بلا شكّ الى تفجير الساحة الداخلية.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حماس تكشف حقيقة وجود "تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة

كشفت مصادر قيادية في حركة حماس ، الثلاثاء، حقيقة الأنباء التي تتداولها وسائل إعلام إسرائيلية عن وجود "تقدّم كبير" في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة .

وصرَّحت مصادر قيادية في «حماس» من داخل القطاع وخارجه لصحيفة «الشرق الأوسط» أن حراك التفاوض لا يزال مستمرّاً، رغم الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، وقالت إنه يكون في بعض الأحيان أكثر نشاطاً، وأحياناً يكون بطيئاً، بسبب انشغال الوسطاء وغيرهم في ملفات يرونها أكثر إلحاحاً.

وأوضحت المصادر أن الحراك الحالي لم يصل حتى اللحظة إلى «انفراجة أو اختراق حقيقي»، غير أن هناك قدراً من التقدم «يأتي في إطار التجاوب الإيجابي» الذي نقله الوسطاء لقيادة «حماس» عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن فترة الستين يوماً التي حددها مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف مؤخراً، وضمان استمرارية وقف إطلاق النار خلالها، مع التأكد من توزيع إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين على فترات لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار طوال هذه الفترة.

اقرأ أيضا/ الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء جديدة لعدة مناطق في خانيونس

ولم تستبعد المصادر حدوث «اختراق جدي» في الأيام أو الفترة المقبلة، لكنها قالت إن هذا يعتمد في الأساس على موقف إسرائيل.

"مجرد مراوغات"

وأكَّدت المصادر أن الخلاف الأساسي حتى اللحظة لا يتمثل فقط في ضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، إذ تسعى الحركة للحصول على ضمانات واضحة «بإجراء مفاوضات جادة للوصول لاتفاق شامل يصل بنا إلى وقف الحرب»، وهو أمر قالت إن إسرائيل «ما زالت تراوغ بشأنه، وهو ما قد يعوق إمكانية التوصل إلى اتفاق مجدداً».

وأشارت المصادر إلى أن الحركة تلقت وعوداً من الوسطاء بحل الأزمة الإنسانية وتنفيذ البروتوكول الإنساني.

وفيما يتعلق بالحديث الدائر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن حدوث «تقدم كبير» في المفاوضات، قال أحد المصادر القيادية في «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر بيد إسرائيل فقط، لكن يمكن اعتبار كل ما يتردد في وسائل الإعلام العبرية مجرد مراوغات لا أكثر، لأنه في الحقيقة حكومة نتنياهو ما زالت تتهرب من تقديم التزامات واضحة بوقف الحرب».

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، عن مصادر إقليمية لم تُحددها أن هناك «تقدماً كبيراً جداً» في المفاوضات نحو التوصل لصفقة أسرى، بما يشمل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وقال أحد المصادر: «أظهر الجانبان مرونة، لكنهما يخشيان عواقب المواجهة مع إيران»، مشيراً إلى أن الوفد الإسرائيلي لم يتوجه إلى الدوحة بعد «خشية أن يؤدي ذلك إلى إبطاء وتيرة المحادثات، لا تسريعها».

ووفقاً للصحيفة، فإن مسؤولين أميركيين أبلغوا عائلات المحتجزين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة بوجود «مؤشرات إيجابية للغاية» على حدوث انفراجة.

المصدر : الشرق الأوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية غزة: 6 شهداء وعشرات الإصابات باستهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات "الصحة العالمية" تحذّر: النظام الصحي في غزة وصل إلى حافة الانهيار عودة خدمات الاتصالات والإنترنت إلى وسط قطاع غزة وجنوبه الأكثر قراءة أسعار العملات اليوم - الدولار مقابل الشيكل سموتريتش يتخذ قرارا جديدا ضد البنوك الفلسطينية 25 شهيدا ومصابون بنيران إسرائيلية قرب نقطة مساعدات وسط غزة الضفة الغربية : اعتقال 150 فلسطينيا خلال أسبوع عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • حماس تكشف حقيقة وجود "تقدّم" في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • نهر النيل .. حجم التعديات والتشوهات ترتبت على وفود أعداد كبيرة من النازحين جراء الحرب للولاية
  • القوات اللبنانيّة... صعود إنتخابي ومحدوديّة التأثير السياسي
  • الأردن يدعم النازحين في خان يونس بمياه وطعام
  • سليمان: هل دخل الصراع بين إسرائيل وإيران مرحلة عضّ الأصابع؟
  • سليمان فرنجية: علينا كدولة أن نهتم بمصلحة بلدنا
  • خطة وزاريّة لملف النزوح امام مجلس الوزراء قريباً
  • قرادة: الحرب بين إيران وإسرائيل تعيد ملفات الغاز والتطبيع إلى الواجهة الليبية
  • نائب رئيس الحكومة اللبنانية: التعاون مع سوريا ركيزة أساسية لحلّ ملف اللاجئين السوريين في لبنان
  • مهرجان جرش يثير الجدل مجدداً