الحوثيون يهددون بتوسيع نطاق هجماتهم البحرية: استكشاف خيارات جديدة لمضاعفة الضغط على “إسرائيل” وحلفائها الغربيين
تاريخ النشر: 28th, April 2024 GMT
الجديد برس:
قال عضو المكتب السياسي للحركة محمد البخيتي، إن جماعة أنصار الله اليمنية تستكشف خيارات جديدة لتوسيع نطاق عملياتها ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، ووفقاً له، فإن عدد الهجمات على السفن في المحيط الهندي سيزداد مع تطور القدرات الصاروخية والجوية.
ويعود الهدوء المؤقت دون قصف، والذي استمر حتى مساء 24 أبريل، إلى أن السفن بدأت تتجنب الطرق الموجودة في منطقة ضربات الحوثيين.
استئناف الهجمات
وفي ليلة 25 أبريل، نفذت القوات المسلحة اليمنية ثلاث ضربات على سفن إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وكسر استئناف الهجمات حاجز الصمت بين الجماعة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي استمر قرابة أسبوعين، وقال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للحركة اليمنية، لصحيفة “إزفستيا” الروسية، إن مثل هذا التوقف الطويل لم يكن بسبب نقص الأسلحة أو الإرادة السياسية.
وأضاف: “انخفاض عدد عملياتنا ضد السفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية يرجع إلى حقيقة أن سفنهم توقفت عن الإبحار في منطقتنا، محاولين تجنب البحر الأحمر والبحر العربي، وكذلك الطرق القريبة منا في المحيط الهندي”، وأشار إلى أن “كل هذا كان نتيجة لأفعالنا التي لا تشوبها شائبة طوال الوقت”.
وأضاف البخيتي أن “القوات المسلحة اليمنية تستكشف خيارات جديدة لتوسيع نطاق عملياتها لممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل وحلفائها الغربيين”، وقال إن “الهجمات في المحيط الهندي ستتوسع مع تطور القدرات الصاروخية والجوية”.
أسباب التهدئة وعواقبها
لكن كثيرين يعزون الانخفاض المؤقت في التصعيد في البحر الأحمر إلى التوترات الأخيرة في المنطقة وسط تبادل غير مسبوق للضربات بين إيران و”إسرائيل”.
ويقول غريغوري لوكيانوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية: “يواصل عدد كبير من الوسطاء الإقليميين بذل جهود شاملة لتقليل التوترات في المنطقة من أجل منع نشوب صراع إقليمي واسع النطاق”.
وفي إطار الضربات التي وجهتها “إسرائيل” وإيران لبعضهما البعض، حاول عدد كبير من الجهات الإقليمية الفاعلة، إقناعها بالتوقف عن الضربات، حتى لا يؤدي ذلك إلى السيناريو الأكثر سلبية، والتي، مع ذلك، تم تجنبها حتى الآن.
ومع ذلك، يواصل الحوثيون الآن الضربات بسبب أن “إسرائيل” لم تستوف أيًا من مطالبهم: وقف الأعمال العدائية في قطاع غزة، ووقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وبدء عملية التفاوض مع الانسحاب اللاحق للقوات الإسرائيلية.
وأكد غريغوري لوكيانوف أن القتال مستمر في قطاع غزة وعلى الحدود مع لبنان، مما يجبر أنصار الله على مواصلة عملياتها.
في الوقت نفسه، قال زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، في 25 أبريل، إن ضرباتهم تسببت بالفعل في أضرار اقتصادية جسيمة للعديد من الشركات الغربية.
وفي خضم الهجمات، اضطرت أكبر شركات النقل في العالم إلى اختيار طرق أطول عبر رأس الرجاء الصالح (جنوب أفريقيا)، وبالتالي تجاوز البحر الأحمر، يؤدي هذا إلى زيادة تكاليف التأمين والوقود عن طريق تمديد الرحلة إلى أوروبا لعدة أسابيع على الأقل.
وأضاف عبد الملك الحوثي أن اليمن تمكنت في المجمل من ضرب 102 سفينة منذ خريف 2023.
*صحيفة “إزفستيا” الروسية
شاهد أيضاً: هل تراجعت الهجمات اليمنية في البحر الأحمر؟ الحوثي يكشف السبب
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
موقع اوروبي: استراتيجيات اليمن منخفضة التكلفة أكثر فعالية من الأساطيل الغربية
ونشر الموقع الأحد تقريراً جاء فيه أن الهجمات البحرية للجيش اليمني في البحر الأحمر “أظهرت أن الاستراتيجيات غير المتكافئة غالباً ما تكون أكثر فعالية من القوة العسكرية التقليدية للدول”. وأضاف أن “هذه الظاهرة تمثل تحولاً كبيراً في طبيعة الصراعات الحديثة”، مشيراً إلى أن الجهات الفاعلة أصبحت “قادرة على تغيير الحسابات الاستراتيجية العالمية بتكلفة أقل بكثير”.
ووفقاً للتقرير فإن “عمليات الجيش اليمني تعكس فشل النموذج الأمني التقليدي، وتُؤكد ضرورة فهم التهديدات غير النظامية كعامل حاسم في الديناميكيات الجيوسياسية المعاصرة”.
واعتبر أن “نجاح الجيش اليمني يتمثل في استخدام استراتيجيات غير متكافئة تجمع بين التكلفة المنخفضة والمرونة العالية والتأثير الاستراتيجي الكبير، فعلى عكس حركات التمرد في القرن العشرين التي اعتمدت على تكتيكات حرب العصابات، زاد الجيش اليمني من حجم التهديد باستخدام الطائرات الانتحارية المسيرة والصواريخ الباليستية وأنظمة المراقبة منخفضة التكلفة، ويوجه هذه الأسلحة منخفضة التكلفة إلى سفن تجارية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات”.
وتابع: “عندما تُلحق طائرة مسيرة واحدة الضرر بسفينة تجارية أو تهددها، تُجبر عشرات الشركات العالمية على تغيير مسارها، مما يزيد من تكاليف اللوجستيات، ويسبب مخاطر اقتصادية واسعة النطاق”.
وبحسب التقرير فإن “الاستراتيجيات غير المتكافئة تعمل من خلال تجنب مميزات القوة الرئيسية للخصم ومهاجمة نقاط الضعف التي تجعل تلك المميزات غير ذات صلة، وهذا ما حدث في البحر الأحمر: إذ يصبح تفوق السفن الحربية الحديثة عديم الفائدة عندما يأتي التهديد من طائرات مسيرة صغيرة يصعب تتبعها ويكلف استبدالها مبالغ زهيدة”.
وأوضح التقرير أن “محدودية قدرات القوات البحرية للدول الكبرى في الرد على هذه الهجمات تبرز إشكاليات في عقيدة الدفاع التقليدية، فقد نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أساطيل قتالية متطورة، لكن هجمات الحوثيين استمرت وأصابت أهدافاً استراتيجية”.
واعتبر أن “القوة الاستراتيجية للحوثيين لا تنبع من قدراتهم العسكرية فحسب، بل أيضاً من قدرتهم على استغلال الترابط الاقتصادي العالمي من خلال طريق البحر الأحمر”، مشيراً إلى أن “الهجمات كان لها تأثير معنوي هائل، فعند وقوع هجوم، تُقوم عشرات الشركات العالمية بمراجعة مساراتها الملاحية على الفور، ولهذا الخوف تأثير اقتصادي أكبر بكثير من الأضرار المادية التي تلحق بالسفن المستهدفة”.
وأضاف: “في سياق استراتيجي، أدرك الحوثيون أن خلق حالة من عدم اليقين سلاح استراتيجي رخيص وفعال للغاية”.
وخلص التقرير إلى أن “أزمة البحر الأحمر تبرز الحاجة إلى تحول جذري في استراتيجية الأمن العالمي، إذ لم يعد بإمكان الدول الاعتماد على الردع الدولي كركيزة أساسية”، معتبراً أن “هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ليست مجرد عرقلة للتجارة الدولية، بل تُنذر بإعادة تموضع جذرية للنظام الأمني العالمي”.
واختتم بالقول إن “الاستراتيجيات غير المتكافئة قد قوّضت هيمنة الدول، وكشفت عن عدم جاهزية هياكل الأمن الدولي للتعامل مع التهديدات غير النظامية”.