شبكة اخبار العراق:
2025-06-03@05:39:25 GMT

سوريا بعد العراق وقبله أيضا

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

سوريا بعد العراق وقبله أيضا

آخر تحديث: 8 ماي 2024 - 9:54 صبقلم:فاروق يوسف كان من المتوقع أن تلتحق سوريا بالعراق ليتكاملا في خرابهما وفوضاهما وفشل دولتيهما.كان المشروع الأميركي لاحتلال العراق قد تضمن هوامش تشير إلى ذلك. وهو ما عكس نوعا من الرؤية السطحية التي انطلق منها العقل السياسي الأميركي في تقدير الأوضاع على الأرض بعد الغزو.

لذلك لم يكن الحديث عن الزحف إلى سوريا وإسقاط نظامها السياسي بعد احتلال العراق نوعا من الدعاية المضللة التي يُراد منها إشاعة الخوف والذعر في المنطقة. وُضعت سوريا على قائمة الخيال الأميركي الشرير. غير أن الصعوبات التي واجهتها القوات الأميركية في العراق بعد احتلاله دفعت في اتجاه تأجيل القيام بتلك الخطوة. وليس من المستبعد أن تكون للنظام السوري يد في جزء مما شهده العراق من تصعيد ضد القوات الأميركية.لقد أشار نوري المالكي، يوم كان رئيسا للحكومة العراقية، بشكل صريح إلى أن سوريا هي المصدر الرئيس الذي يضخ “الإرهابيين” إلى العراق. وأشفع ذلك التصريح بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الذي منعته الولايات المتحدة من النظر بطريقة جادة إلى تلك الشكوى. ولكن ما معنى تزامن انسحاب القوات الأميركية من العراق عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا والتي تحولت إلى ثورة ومن ثم إلى حرب، كانت الفصائل والجماعات المسلحة التي اتهمت سوريا بتصديرها إلى العراق جزءا أساسيا فيها؟ ستكون نوعا من التجني كل محاولة لإفراغ ذلك الحراك الاحتجاجي من حقيقة أن الشعب السوري كان قد وصل إلى قناعة راسخة بضرورة تغيير النظام السياسي عن طريق الضغط الشعبي بعد أكثر من خمسين سنة من القهر.لكن ما جرى بعد ذلك لم يكن بعيدا عن الجزء الذي جرى تأجيله من المشروع الأميركي القائم على فكرة صناعة شرق أوسط جديد، لن يكون للعرب حضور في سياساته. “العرب خارج دائرة صنع القرار السياسي في المنطقة”. ذلك معناه أن يتحول مصيرهم إلى ما يشبه الكرة التي تتلاقفها أيادي لاعبين إقليميين، كانوا قد عبروا في أوقات مختلفة عن مواقف معادية لهم.المهم هنا أن ما أرادته الولايات المتحدة وما خططت له قبل احتلال العراق بعقود قد وجد الطريق أمامه سالكة إلى الواقع. لا سوريا ولا العراق قادران على ضبط إيقاعهما الداخلي على الأقل. فهما دولتان صارتا موضع شكوك من جهة وجودهما على الخارطة السياسية للمنطقة. مَن منهما سبق الآخر إلى الاستجابة لأسباب هلاكه والتماهي معها واقعيا؟ لقد وجدت الولايات المتحدة في احتلال الكويت منتصف عام 1990 مناسبة لا تفوت لإعلان عدائها الصريح للعراق. غير أن عداء الولايات المتحدة لسوريا يعود إلى زمن أسبق، زمن كانت الإدارات الأميركية عاجزة عن الحصول على تنازلات سياسية من رأس النظام السوري بالرغم من أن سوريا لم تكن تشكل خطرا على إسرائيل. تلك حقيقة لا يضعها العقل السياسي الأميركي في اعتباره حين يتعلق الأمر بالتفكير في مستقبل المنطقة. فالأكثر مدعاة للراحة أن لا يكون لسوريا وجود في لائحة الدول المعادية لإسرائيل. كل الحماقات التي ارتكبها صدام حسين كان من الممكن أن تمر باعتبارها شأنا عراقيا داخليا لولا أن الرجل كان عصيا على التدجين والقبول بإسرائيل على الخارطة بأي صيغة من الصيغ. تلك علامة استفهام وضعها الأميركان وراء اسمه باعتباره سؤالا لم يحاولوا الإجابة عليه. أما حين انقضوا عليه فإنهم كانوا قد خططوا للتخلص من العراق به ومن غيره. لقد صنعوا وهما قاتلا يقوم على كذبة ستحل محل الحقيقة. ذهب صدام فذهب العراق في إثره. أما كان بشار الأسد يتوقع أنه سيعاني كثيرا بعد محو العراق من الخارطة؟ لا يمكن لإيران أن تحل محل العراق بالنسبة للسوريين. بالرغم من أن البلدين عاشا حالة ملغزة من العداء عبر عقود من الزمن. كانا يفكران في أن يهزم أحدهما الآخر فإذا بهما يخرجان من الحلبة مهزومين.إذا كان الأسد قد نجا من مصير صدام حسين حتى الآن فإن سوريا لم تنج من مصير العراق. بلدان مدمران، شعبان ضائعان، دولتان فاشلتان. حين كان العداء هو سمة العلاقة بينهما كانا أفضل حالا. أما حين صارا صديقين فإن صداقتهما هي عبارة عن لغم إيراني يمكن أن ينفجر بهما في أي لحظة. مرارة العيش في حضن صداقتهما لإيران هي أسوأ من عدائهما المشترك لإسرائيل.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد السياسي للإدانة الاضطرارية!

الاقتصاد السياسي للإدانة الاضطرارية!

(تحميل الضحايا وزر الحرب هو الذروة الأخلاقية للانحدار السياسي) ــ فاتسلاف هافل

‏خالد عمر يوسف:
* (الفيديو المريع الذي يصور دهس أحد مصابي معارك كردفان بواسطة عربة يقودها جنود في الدعم السريع والتلذذ بتعذيبه، هي تجلي آخر لوحشية تفتقر الحد الأدنى من الإنسانية تصدمنا بها هذه الحرب في كل يوم تستمر فيه. هذه الجرائم تستوجب محاسبة مرتكبيها، وعدم التهاون معها تحت أي ذريعة من الذرائع.)
* (إن استمرار هذه الحرب ينزع عن بلادنا كل حسنٍ فيها ويجعل الكراهية والإجرام يفترسانها بلا رحمة … الموقف ضد الحرب والسعي لايقافها اليوم قبل الغد هو طريق الحس والعقل السليم، وهو موقف غالب، فمن يستحسن استمرار الحرب ويتكسب منها هم فئة قليلة، سيزول باطلهم لا محالة، وتخرج بلادنا من هذه المحنة معافاة مما حاق بها من كربٍ وأذى ‎#لا_للحرب)

‏*هناك نمط ثابت في تفاعل خالد عمر مع جرائم الميليشيا. من أهم ملامحه: تجنب تسمية الميليشيا بغير اسمها الذي فقد معناه، وقصر التسميات على خصومها. وعدم التعليق على جرائمها اليومية، والاكتفاء بتعليقاته على جرائمها التي تجد انتشاراً وتناولاً وإدانات واسعة. وحرصه على أن يخدم تدخله أغراض: ترشيد الإدانات للميليشيا، وإعادة توزيعها، والحفاظ على شرعيتها. وتقسيم تغريدته إلى قسمين: قسم يختار كلماته بعناية شديدة، وكأنه في امتحان، وهو قسم الجريمة موضوع التعليق. وفيه لا يدين الميليشيا ككيان. وقسم ثانٍ يخصصه لخصوم الميليشيا، ويستخدم فيه أقوى العبارات، ويدينهم فيه، ككيانات، إدانة كاملة!*

‏أ/ *تطبيق خالد عمر لهذه الاسترتيجية في هذه التغريدة في الجزء الأول منها:

‏١/ تجنب إدانة الميليشيا ككيان، وقال عن الجريمة: (هي تجلٍ آخر لوحشية تفتقر الحد الأدنى من الإنسانية تصدمنا بها هذه الحرب في كل يوم تستمر فيه):
* استخدم كلمة “تجلي”، لتبدو الجريمة وكأنها “حتمية”، وليست فعلاً إرادياً مستمراً تقوم به الميليشيا عن قصد منذ بداية تمردها، وهذا أتاح له تحويل المسؤولية “الرئيسية” من الميليشيا ككيان، وحتى من الجنود الذين ارتكبوها، إلى الحرب!
* استخدم كلمة “آخر” ــ في تعبير ” تجلٍ آخر” ــ ليتظاهر بأنه لم يتغافل عن نمطية هذه الجرائم، واتخاذها طابعاً ممنهجاً، لكنه فعل ذلك بطريقة تتجنب التأثير السلبي على علاقته الجيدة بالميليشيا، لأنه ربط النمطية والمنهجية بالحرب لا بالميليشيا!
* تعبير (وحشية تصدمنا بها هذه الحرب) مكنه من تفادي القول (وحشية تصدمنا به هذه الميليشيا)، بينما التعبير الثاني كان هو الأجدر، ما دام الحديث عن جريمة مروعة ذات سوابق كثيرة ارتكبتها الميليشيا! ‏
‏٢/ قال: (هذه الجرائم تستوجب محاسبة مرتكبيها، وعدم التهاون معها تحت أي ذريعة):
* أوحي بفردية جرائم الميليشيا، وببراءة الكيان وقيادته منها. وتحدث عن المحاسبة (كشعار) وتغاضي عنها فعلياً، عبر الإيحاء بأن الميليشيا قادرة على محاسبة عناصرها، وبأنها لا تحتاج هي نفسها إلى المحاسبة!
* هذا مكنه من التظاهر بتمسكه بالمحاسبة، دون الإشارة لغيابها المستمر داخل الميليشيا، مع الإيحاء بإمكانية حدوثها، وهذا يضفي الشرعية على الميليشيا/ مرتكبة الجريمة موضوع التغريدة!
* رغم إيحائه بفردية جرائم الميليشيا، انطلق من فرضية أن الجرائم ملازمة للحرب، وبالتالي ملازمة للميليشيا نفسها، واستخدم هذا الإيحاء لتحويل الجريمة إلى مادة عاطفية لدفع الناس نحو القبول بالميلبشيا كواقع، والإيمان بأنه لا يمكن وقف الجرائم إلا بالتفاوض الذي تنال به الميليشيا ما تطمع فيه!

‏ب/ في الجزء الثاني من التغريدة: أدان خصوم الميليشيا، ككيانات وكأفراد بالجملة، بمن فيهم المدهوس نفسه:
١‏/ قال: (إن استمرار هذه الحرب ينزع عن بلادنا كل حسنٍ فيها ويجعل الكراهية والإجرام يفترسانها بلا رحمة):
* بدلاً من القول: (إن استمرار الميليشيا في هذا النهج الإجرامي ينزع من بلادنا كل حسنٍ ..). كان بإمكانه قول هذا عن الميليشيا، ثم تخصيص ــ كعادته، وكما فعل في هذه التغريدة ــ جزء ثانٍ لخصومها، لكنه لم يقله عن الميليشيا، وقاله، بعبارات أخرى، عن خصومها!
٢/ وصف خصوم الميليشيا بأنهم فئة قليلة، ويستحسنون استمرار الحرب، ويتكسبون منها، وأوحى بأنهم سبب الأذى والكرب، وجزم بأن باطلهم سيزول، وستخرج بلادنا معافاة منه:
* وهي اللغة التي لم يستخدم مثلها في حق الميليشيا، فمقابل تسمية “الدعم السريع” في تغريدة تتحدث عن جريمة من جرائمه، اتهم خصومه بأنهم أصحاب الباطل!
٣/ مارس التحوير المزدوج للمسؤولية.
* أي حمل الحرب المسؤولية الأساسية عن الجرائم، ثم حمل معارضي الميليشيا المسؤولية عن الحرب!
* احتكر “الحس والعقل السليم”، ووظفه في خدمة استغلال جرائم الميليشيا لتقوية الموقف الداعي للتفاوض معها والاستجابة لمطامعها، كسبيل وحيد، لوقف جرائمها، وزعم بأن هذا هو الموقف الغالب، دون أن يوضح مظاهر غلبته عند الرأي العام.
ج/ توزيع نسب الإدانة:
* خصوم الميليشيا: حملهم العبء الأكبر من الإدانة بنسبة ٤٦ في المائة تقريباً. حيث وجه إليهم خمس اتهامات صريحة: فئة قليلة، يستحسنون استمرار الحرب، يتكسبون منها، أهل باطل، وسيزول باطلهم!
* الحرب: تأتي في المرتبة الثانية بنسبة ٣٦ في المائة تقريباً، حيث تم إلقاء اللوم عليها أربع مرات من خلال عبارات: تصدمنا بها هذه الحرب، إن استمرار هذه الحرب، الموقف ضد الحرب، و”لا للحرب”.
* جنود الميليشيا: حصلوا على نسبة ١٨ في المأئة تقريباً من الإدانة: “بواسطة عربة يقودها جنود في الدعم السريع” و”التلذذ بتعذيبه”. هذه النسبة الضئيلة تظهر الحد الأدنى من الإدانة الظاهرية للمنفذين المباشرين.
* الميليشيا ككيان: حظيت بإعفاء كامل من المسؤولية بنسبة صفر في المائة. حيث لم يرد أي ذكر لمسؤوليتها كمؤسسة عن الجريمة أو عن الحرب. مما يكشف عن التزام صارم بعدم المساس بشرعيتها.
* يعكس هذا التوزيع استراتيجية متعمدة تتمثل في تحويل بؤرة التركيز من المجرم الحقيقي (الميليشيا) إلى كيان مجرد (الحرب)، وطرف ثالث (الخصوم). والحفاظ على شرعية الميليشيا كمؤسسة قابلة للتفاوض.
* يعتقد خالد عمر أنه بهذه الاسترتيجية قد أدى “واجب” إدانة الجريمة أمام الرأي العام. وأنه، أمام الميليشيا، قد أدى واجباته تجاهها: رشَّد الإدانة، وأعاد توزيعها، وتجنب المطالبة بمحاسبتها ككيان، ولم يصدر أي حكم سلبي على قيادتها، وأوحى بإمكانية محاسبتها للجناة من جنودها، ودافع عن أهليتها للتفاوض، وحمَّل الجزء الرئيسي من المسؤولية عن الجرائم للحرب، وحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب لخصوم الميليشيا، وخرج من كل هذا بربح سياسي صافٍ، ومنح الميليشيا نصيبها منه!

‏*لا يمكن لأي شخص أن يتبع هذه الاستراتيجية إذا لم يكن يؤمن ــ مع خالد عمر ــ بأن الجمع بين إرضاء الضحايا وإرضاء الجلاد ممكن! وأن الربح له، وللميليشيا، ممكن حتى عند الحديث عن جرائمها! وأن الرأي العام ليس سوى قطيع يسهل تضليله بالتلاعبات اللغوية! وأن التحالف مع الميليشيا سيعوضه إذا خيب الناس سوء ظنه بعقولهم!
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد السياسي للإدانة الاضطرارية!
  • العميد العايش لـ سانا: تم التوافق أيضاً على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة
  • وزير الخزانة الأميركي: محادثات قريبة بين ترامب وشي
  • العراق ولبنان يجددان دعم وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها
  • السوداني:تبرعنا إلى لبنان (20) مليون دولار رغم الأزمة المالية التي يمر بها العراق
  • مراسل سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق يصل إلى دولة الكويت الشقيقة، تلبيةً لدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في إطار تعزيز العلاقات الأخويّة والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف
  • عاجل|| حماس تسلّم ردها على المقترح الأميركي
  • وزير الخارجية السوري يستقبل نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مطار دمشق الدولي بعد تغيّر المشهد السياسي في سوريا
  • الخلافات بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل
  • مصدر برئاسة الجمهورية لـ سانا: تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الأخويّة والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز العمل العربي المشترك