في الشمال الشرقي لإثيوبيا يقع إقليم عفار ممتدا على مساحة نحو 27 ألف كيلومتر مربع، متخذا موقعا إستراتيجيا متاخما لدولتي إريتريا وجيبوتي.

وخلال الحرب الأخيرة التي انتهت باتفاق سلام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واجه الإقليم تحديات كبيرة أدت إلى توقف السياحة التي تعد أحد أهم مصادر الدخل، ورغم أنه كان من بين مناطق الصراع خلال الحرب، فإنه شهد انتعاشا في السياحة بعد توقفها.

وذكر تقرير لمكتب الثقافة والسياحة بالإقليم أن السياحة الجيولوجية هناك سجلت انتعاشا في الأشهر الماضية، حيث زار المنطقة نحو 100 ألف سائح محلي وأجنبي، وكانت أكثر الوجهات زيارة بركان دالول المخروطي الرمادي، وجبل الدخان أو "عِرتْ علي"، وبحيرة أفريرا، والينابيع الكبريتية.

"جبل الدخان" من أكثر الوجهات السياحية إقبالا في إقليم عفار (غيتي)

ويزخر إقليم عفار وحاضرته مدينة سمرة بموارد معدنية كالملح والذهب والبوتاسيوم، وأماكن نادرة ومناطق سياحية فاتنة، فعلى بعد كيلومترات من بركان "عِرتْ علي" أو "مملكة الجن" -كما يعرف محليا- تمتد صحراء الملح، والجبل الملحي الأحمر، وهي صحراء تنتج كل الملح المستخدم في إثيوبيا، مع ثرائها بالماء والأنهار والبحيرات الغازية.

واستعرض رئيس مكتب الثقافة والسياحة بالإقليم أحمد عبد القادر للجزيرة نت إمكانات المنطقة في مجال السياحة، وقال إن الإقليم يتمتع بمناطق الجذب السياحي من المعالم الطبيعية والمواقع السياحية والتاريخية والحفريات التي تم العثور عليها.

وأضاف أن منطقة عفار مهد البشرية "لوسي"، وتزخر بالعديد من الأصول الطبيعية والأنثروبولوجية، موضحا أن مكتبه أعد خرائط سياحية جديدة ومخزونا وموردا سياحيا موجودا في جميع أنحاء المواقع السياحية بالمنطقة.

و"لوسي" هو الاسم الشائع لهيكل عظمي يعود لأنثى من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس، عاشت وماتت قبل 3.2 ملايين سنة، عثر عليها عام 1974 في إقليم عفار الإثيوبي، وتعد "لوسي" أبرز مقتنيات المتحف الوطني الإثيوبي.

ويرى المسؤول المحلي أن عيوب قطاع السياحة بالإقليم تتمثل في ضعف النشاط الترويجي، والافتقار إلى المعلومات المنظمة عن المناطق السياحية. وقال إن "مكتب السياحة وضع في خطته الإستراتيجية أنشطة بناء الصورة المختلفة، والترويج لمختلف مناطق الجذب السياحي من خلال وسائل الترويج والمشاركة في المعارض التجارية الوطنية والدولية، وإنتاج وتوزيع المواد الترويجية، بجانب تطوير مواقع إنترنت حديثة وفعالة".

العفر شعوب تعتز وتتفاخر بالإبل كما هي حال المتواجدين في كل من إريتريا وجيبوتي (غيتي)

ويعد إقليم عفار الإثيوبي -الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن الكونفدرالية الإثيوبية- جزءا من الوادي المتصدع العظيم، في حين يتكون الجزء الجنوبي للإقليم -الذي يعرف أيضا باسم منخفض عفار- من وادي نهر أواش، الذي يصب في سلسلة من البحيرات على طول الحدود بين إثيوبيا وجيبوتي.

أما الخبير في تسويق وترويج السياحة بالإقليم عبده أحمد فيرى أن السياحة بإقليم عفار شهدت تطورا ملحوظا خلال العام الجاري مؤكدا أن السياحة شهدت انتعاشا كبيرا، خاصة السياح الأجانب مقارنة بالأعوام الماضية.

وأوضح أحمد للجزيرة نت أن السياحة في الإقليم واجهت خلال السنوات الماضية ركودا كبيرا خاصة في عامي الحرب بين الحكومة وجبهة تيغراي، وأضاف أن الأشهر التسعة الماضية شهد الإقليم زيارة أكثر من ألف سائح أجنبي وآلاف السياح المحليين بعد ركود.

وأضاف أنه من خلال الوقوف على التقرير الذي أعده مكتب الثقافة والسياحة بالإقليم نلحظ تقدما واضحا في السياحة الأجنبية للإقليم، مشيرا إلى أن الزائر يمكث من 4 إلى 5 أيام، ويصرف في المتوسط 50 دولارا.

خلال 3 أعوام مضت واجهت السياحة في الإقليم ركودا كبيرا خاصة عامي الحرب بين الحكومة وجبهة تيغراي (غيتي)

وأشار أحمد إلى ثقافة قومية العفر التي تقطن الإقليم الذي يعرف باسمها، وقال إنها تتمتع بتاريخ عريق ولها لغتها الخاصة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تميزها عن بقية القوميات الإثيوبية، وأضاف أن العفر قومية تعتز وتتفاخر بالإبل كما هي حال المتواجدين في كل من إريتريا وجيبوتي.

والعفر من القوميات المتداخلة في 3 دول تعرف بمثلث العفر في إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا، لكن العدد الأكبر من هذه القومية يوجد في إثيوبيا، وتقدر بعض الإحصاءات غير الرسمية تعدادهم بنحو 5 ملايين نسمة، حيث يشكلون نحو 50% من إجمالي تعداد جيبوتي، ونحو 10% من سكان إريتريا، ونحو 4% من سكان إثيوبيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وأضاف أن

إقرأ أيضاً:

تنشيط السياحة والعقبة الخاصة تلتقي وفدًا إعلاميًا ألمانيًا

صراحة نيوز ـ نظّمت هيئة تنشيط السياحة، بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لقاءً مع وفد إعلامي ألماني رفيع المستوى، يمثلون وسائل إعلامية ألمانية تغطي قطاعات اقتصادية وسياسية وسياحية واستثمارية واجتماعية متنوعة من الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية.

وتأتي هذه الزيارة، ضمن برنامج تعريفي يهدف إلى تسليط الضوء على المقومات السياحية والاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية التي تتمتع بها مدينة العقبة، والترويج لها في السوق الألماني كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين الأصالة والتطور، من خلال استعراض أبرز التجارب والفرص المتاحة للمستثمرين والزوار.

وأكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز خلال استقباله للوفد، أن العقبة تُعد من أهم المقاصد السياحية على مستوى المنطقة، بفضل ما تتمتع به من موقع استراتيجي وبنية تحتية متقدمة وخدمات سياحية متنوعة.

وأشار إلى أن السلطة تسعى إلى تعزيز مكانة مدينة العقبة كمركز جاذب للاستثمارات الاقتصادية والسياحية، من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات، وتوفير بيئة تشريعية مشجعة للمستثمرين، مستفيدة من موقع المدينة الاستراتيجي بين ثلاث قارات، إلى جانب تنفيذ مشاريع نوعية تسهم في رفع تنافسيتها على المستويين الإقليمي والدولي.

ولفت الفايز إلى أن الخطة الاستراتيجية للسلطة للأعوام 2024–2028 ترتكز على سبعة محاور رئيسية، تشمل تطوير السياحة المستدامة، وتحفيز بيئة الأعمال، إلى جانب التوجه نحو دعم الاقتصاد الرقمي وتعزيز حضور العقبة كوجهة للاستثمارات الرقمية والتكنولوجية، بما يعكس تطلعات السلطة ويتوافق مع استراتيجيتها في مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية وتنويع قاعدة الاستثمار في المدينة.

كما استعرض الفايز، دور منظومة الموانئ في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية، لما تتمتع به من بنية تحتية متطورة وتنوع في الخدمات اللوجستية، وتطرق خلال حديثه إلى أهمية وادي رم والمحمية البحرية كمواقع سياحية متميزة حاصلة على شهادات وجوائز دولية، تعكس التزام الأردن عامة وسلطة العقبة خصوصًا بتطبيق أعلى المعايير البيئية العالمية.

من جانبهم، عبّر أعضاء الوفد الإعلامي الألماني عن شكرهم وتقديرهم لحفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز و إعجابهم بالمستوى المتقدم للبنية التحتية في العقبة، وما لمسوه من تطور لافت في المشاريع الاستثمارية والسياحية والخدمية، وأكدوا أن العقبة، إلى جانب وادي رم والبترا، تمثل نموذجًا فريدًا لمزج التراث الحضاري مع الحداثة، مشيدين بتنوع التجارب السياحية في الأردن، من المغامرات الصحراوية إلى السياحة الشاطئية والبيئية، معتبرين أن هذه المزايا تمنح العقبة مكانة متميزة على خارطة السياحة والاستثمار العالمية

مقالات مشابهة

  • الغردقة ضمن أفضل 15 وجهة سياحية عالمية لصيف 2025 وتشهد إقبالاً غير مسبوق على الحجوزات
  • تنشيط السياحة والعقبة الخاصة تلتقي وفدًا إعلاميًا ألمانيًا
  • رئاسة الإقليم: مشاركة نيجيرفان بارزاني في القمة العربية تأكيد لحضوره الإقليمي الفاعل
  • مبادرات سياحية نوعية في رؤية التحديث الاقتصادي لتعزيز مكانة الأردن كوجهة عالمية
  • مبادرات سياحية لتعزيز مكانة الأردن كوجهة عالمية
  • ياسر جلال يتصدر تريند جوجل بعد الإعلان عن مشاركته في فيلم "Expendables" بنسخته العربية: تجربة عالمية بطابع عربي مشوّق
  • هيئة الأبحاث الجيولوجية : تمكنا من إستعادة ملفات العاملين
  • خبر سار لمحبي ذا أوفيس: بدء عرض مسلسل ذا بيبر في سبتمبر بوجود أوسكار مارتينيز
  • الجيش الإندونيسي يعلن مقتل 18 انفصاليا في إقليم بابوا
  • حكومة الإقليم تقرر استمرار الخدمة الكهربائية على مدار الساعة