لجريدة عمان:
2024-07-27@01:37:07 GMT

عمّا يستفزنا في الحديث عن إعادة إعمار غزة!

تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT

تقول أكثر التقديرات تفاؤلا إن إعادة إعمار غزة يتطلب 40 مليار دولار. يتم الحديث عن إعادة الإعمار بطريقتين. الأولى، بمعنى أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية، أي أن تحوّل لمساحة شاسعة «لركن السيارات». الثانية، بمعنى إعادة البناء، وإعادة توطين النازحين.

مع أن خطاب التطبيع لعبدالخالق عبدالله لا يحتاج أي فطنة لفهم حقيقته، أُريد اليوم أن أقتبس تغريدة له، وأحللها لنفهم كيف يُمكن لخطاب التفاؤل أن يكون ألد أعداء الحرية.

يقول -وقد أرفق صورة توضيحية لعمارات وشوارع وناطحات سحاب تخترق السماء-: «غزة سنة 2035 وقد تجاوزت نكبتها واستقطبت 40-50 مليارا استثمارات ومساعدات خليجية وعالمية وتحولت إلى مركز مالي وسياحي وتقني مزدهر بإدارة فلسطينية ذاتية تنافس تل أبيب وبعيدا عن محور إيران».

بالمجمل يتجاهل هذا الخطاب النية الحقيقية للاحتلال بتحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة. وأنه على نهج النكبة الأولى، لا نية لديه لأن يُعيد من هجر، أبسط ما يُمكن أن يُقال عن كلام كهذا أنه هبل، لكني أُريد مع هذا تحليله كلمة كلمة، للتنفيس عن الغضب الذي تُفجره فينا قراءة تغريدة من هذا القبيل.

أولا، الوقت المتطلب للإعمار. تقول تقديرات الأمم المتحدة إن إعادة إعمار غزة تحتاج لثمانين عاما، هذا طبعا بافتراض أن ثمة نية وتعاونا أمميا لتحقيق الهدف. الحديث عن استعادة الحياة كما كانت وأفضل خلال عشر سنوات معدوم البصيرة‘ إنه يُهوّن من حجم الدمار الذي حلّ بالقطاع، ومن الخسارات المادية والعاطفية المرتبطة بأن ترى أماكنك الحبيبات تُهرس تحت جنازير الدبابات، وحيّك مُدمر للحد الذي لا تستطيع معه تمييز بيتك من بين الركام الرمادي المكوم بطول الطريق.

ثانيا، استقطاب الاستثمارات الخليجية والعالمية. الحديث عن إعادة الإعمار بمساعدة أجنبية فيه ضرب من السذاجة لو كان متعلقا بمكان آمن، فما بالك حين يكون متعلقا بمنطقة صراعات كانت وستبقى متوترة لعقود. لا يخفى على المتحدث الإرث الاستعماري الناعم عبر الاقتصاد، ولا الأثر التراجيدي للتدخلات الخليجية في مناطق مثل اليمن والسودان. يُراد من سياسات الترفيه أن تعمل عمل المخدر (إذا ما تحول القطاع إلى منطقة ثرية، سيُشغل شعبه بالامتيازات عن الانتفاض والعمل على التحرير). بالطبع هذا لن يكون ممكنا بالنسبة لجيل وقع ضحية وحشية نادرة لا يُمكن أن تمحى صدمته الجماعية لا بالمال ولا بملهيات أخرى. بل يرى في إبقاء الذاكرة حية واجب إنساني.

ثالثا، منافسة تل أبيب. لا يكتفي هذا الخطاب برسم الأوهام حول إمكانية تجاوز النكبة، بل إنه يفعل أبشع ما يُمكن أن يُفعل: وضع تل أبيب كمرجعية، ومحك للمقارنة، ومثال للاحتذاء. إنه يطلب ممن وفرته إبادة تل أبيب الشرسة، ممن نجى بمحض الصدفة والحظ من قتلته، أن يقف على قدميه ويعمل ليكون نسخة منه. تل أبيب، وهي تمثيل لكل ما هو خاطئ في عالمنا، تُصبح مضرب المثل! خطاب كهذا -فوق امتهانه- يفشل في أن يتعلم الدرس الأول من كارثة كهذه. عوض أن ينقد أستاذ العلوم السياسية، ويناضل ضد كل ما يُمكن أن يُكرر المأساة، يبجل الظالم، ويجعله مضرب المثل.

عموما، شعب غزة لا ينتظر من أحد أن يمنحه لا الإذن ولا العون ليُعيد الإعمار. إنه يفعله الآن وعلى نحو يومي. يضع الطوبة فوق الطوبة مع علمهم أنها على الأغلب ستنهار عند القصف التالي.

الحقيقة أن أي إعمار قد يحصل هو عبر المزيد من المقاومة لا مع التسليم بلعبة السلام، وهذه ليست الطريقة الكريمة لتحقيق الحرية والعدالة، بل الطريقة العملية والممكنة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحدیث عن ی مکن أن تل أبیب

إقرأ أيضاً:

فاروق جعفر: لا يجوز الحديث عن تمرد لاعبي الزمالك.. وارفض مواجهة بيراميدز بالناشئين

أبدى فاروق جعفر نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق، أنه لا يجوز الحديث مطلقًا عن وجود تمرد ضد النادي، حتى لو كان أي لاعب لديه أزمة معينة، فهؤلاء يلعبون لنادي كبير ولجماهير عريقة، مشيرًا إلى أنه من الصعب أن يتم تداول أخبار حول رفض اللاعبين النزول للتدريب.

وقال عبر برنامج بوكس تو بوكس: "يجب أن يتم الحديث مع اللاعبين من جانب إدارة النادي ومدير الكرة، ويتجمع اللاعبين الكبار للوقوف مع الزمالك في المرحلة الحالية، يجب أن يكون هناك ولاء وانتماء لصالح النادي، وعندما تكون النتائج إيجابية سيكون هناك أزمات كثيرة، ويحق للاعبين المطالبة بحقوقهم عندما يتوج الزمالك بالبطولات".

وأضاف: "الزمالك لديه أزمات مالية، والتعاقد مع لاعبين لابد أن يكون بحكمة في ظل كثرة الأزمات، لن أكون سعيدًا بوجود 5 لاعبين في مركز واحد، ويتقاضون رواتب كبيرة، لابد من وجود ترشيد في الاختيارات، والزمالك في حاجة إلى لجنة لإدارة الكرة، والنادي الأهلي لديه أيضا لجنة للتخطيط، والمجالس لا تدير كرة القدم".

وواصل: "نادي الزمالك لديه أبنائه المميزين والقادرين على إدارة الكرة، والنادي غنى بأولاده، وأي لاعب أصبح يطالب بمستحقاته، ولكن حق الزمالك أكبر في تحقيق المكاسب والبطولات، هناك شئ غريب حاليا وهو ابتعاد الزمالك عن المنافسة على الدوري ووجود الأهلي وبيراميدز فقط يتصارعان على البطولة، رغم أن الأساس كان الأهلي والزمالك".

وأكمل: "مواجهة الزمالك وبيراميدز صعبة، والأبيض يريد المكسب على منافس قوي، ويريد اكتشاف لاعبين جديدة في نفس الوقت، ولكن لا أوافق على اللعب بالناشئين، في ظل تشكيلة بيراميدز الحالية، ولابد من تجهيز اللاعبين نفسيا من اجل تقديم أفضل مستوى".

وختم: "لقاء الأهلي وبيراميدز، اللعبة الوحيدة التي ذهبت لـ أحمد الشناوي سجلها وسام أبوعلي، ولم يكن سوى فرصة واحدة لبيراميدز، كان هناك اعداد قوي للاعبي الأحمر من أجل خوض تلك المواجهة، ومن الصعب وجود ناشئين فقط داخل الملعب لمواجهة بيراميدز، يجب وجود العناصر الشابة وسط نجوم كبار".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية
  • “منتخب الشراع” يحصد 7 ميداليات في “مهرجان الرباط”
  • برلماني يكشف سبب كثرة الحديث عن الإقليم السني بالآونة الاخيرة
  • برلماني يكشف سبب كثرة الحديث عن الإقليم السني في الآونة الاخيرة
  • سُبحة الحديث وحكم ذكر الله أثناء تصفح الموبيل
  • طب سوهاج تنظم المؤتمر العلمي الأول عن الحديث في العلوم الطبية الأساسية
  • الاثنين 22 يوليو/تموز أحر يوم في التاريخ الحديث
  • صندوق إعمار درنة ينشئ شارع فرعي جديد لتحسين حركة المرور
  • فاروق جعفر: لا يجوز الحديث عن تمرد لاعبي الزمالك.. وارفض مواجهة بيراميدز بالناشئين
  • الإعمار تباشر بتأهيل طريق (بغداد - بابل - كربلاء) استعداداً للزيارة الأربعينية