يشهد قطاع غزة تحديات متزايدة في عملية إعادة الإعمار، بعد تعثر تطبيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع، وظهور مقترحات بديلة تتضمن إعادة إعمار المنطقة الواقعة ضمن ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" التي تسيطر عليها إسرائيل.

حجم التحديات المالية والزمنية

تشير تقديرات فلسطينية وأممية إلى أن إعادة إعمار غزة ستتطلب نحو 90 مليار دولار، وقد تمتد فترة التنفيذ بين 7 و10 سنوات إذا توفّر التمويل اللازم.

ويُعد تقسيم القطاع فعليًا إلى منطقة شرقية تسيطر عليها إسرائيل بمساحة تزيد عن 53%، وأخرى غربية تقع تحت نفوذ حركة حماس بمساحة 47% من أبرز العوائق أمام إعادة الإعمار. 

وفق التسريبات، ستقتصر عمليات الإعمار على "المنطقة الخضراء" التي تسيطر عليها إسرائيل، فيما ستظل "المنطقة الحمراء" التابعة لحماس في حالة دمار، مع السماح للسكان بالدخول بعد اجتياز "الفحص الأمني".

الوضع الإنشائي والهندسي

وفق وزارة الأشغال العامة في غزة، خلّفت العمليات العسكرية الإسرائيلية نحو 65 إلى 70 مليون طن من الركام، تتطلب إزالة وإعادة تدوير تكلفتها نحو 5 مليارات دولار، مع توفير معدات وآليات ثقيلة لم يُسمح حتى الآن بإدخالها للقطاع.

كما تبقى نحو 20 ألف مقذوف لم تنفجر، تمثل 10% من إجمالي المقذوفات، ما يستلزم معالجة هندسية دقيقة قبل بدء أي أعمال إزالة.

وتسببت الحرب باستخدام نحو 200 ألف طن من المتفجرات في تدمير 90% من البنية التحتية المدنية، بما في ذلك 300 ألف وحدة سكنية كليًا، و200 ألف جزئيًا، و25 من أصل 38 مستشفى، و103 مراكز صحية، و25 محطة توليد أكسجين من 35 محطة، و61 مولدًا كهربائيًا من أصل 110 مولدات.

إعادة تأهيل القطاعات الحيويةالقطاع الصحي يحتاج نحو 5 مليارات دولار.القطاع التعليمي يحتاج نحو 4 مليارات دولار بعد تدمير 836 مدرسة وجامعة.إعادة إعمار الإسكان تحتاج نحو 28 مليار دولار.إعادة تشغيل القطاع الصناعي نحو 4 مليارات دولار.تطوير شبكات الكهرباء والاتصالات نحو 4.2 مليار دولار.

وغياب وضوح المواقف بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يُبقي غزة في مرحلة "اللا حرب واللا سلم"، ويزيد من احتمال تقسيم فعلي للقطاع، حيث تُدار المناطق الشرقية ورفح بنظام أمني وإنساني مختلف عن المناطق الخاضعة لحماس.

وبعض القضايا تم التوافق عليها بين واشنطن وإسرائيل، لكن العقبة تكمن في إصرار تل أبيب على ربط إعادة الإعمار بإنهاء حكم حماس وتسليم سلاحها، ما يجعل أي تفاهم مشروطًا بتحقيق هذا الشرط الصعب.

ومن المتوقع أن يؤدي الخلاف الحالي بين واشنطن وتل أبيب إلى تأجيل بدء عملية الإعمار حتى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.

طباعة شارك غزة قطاع غزة إعادة الإعمار عملية إعادة الإعمار ترامب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إعادة الإعمار عملية إعادة الإعمار ترامب ملیارات دولار إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتكشف موقفها من محاولات تقسيم غزة

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن بلاده ترفض أي محاولة لتقسيم غزة أو تهجير الفلسطينيين من القطاع.

وخلال حوار أجراه عبد العاطي مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية استعرض، "الجهود المصرية لتثبيت اتفاق شرم الشيخ وتنفيذ كامل بنوده" الخاصة بإحلال السلام في غزة.

كما تناول "الترتيبات الأمنية والمرحلة الانتقالية وأهمية تمكين السلطة الفلسطينية" في القطاع.
وأكد عبد العاطي، رفض بلاده "الكامل لأي محاولة لتقسيم قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين"، وفق البيان.

وشدد الوزير المصري، أن "الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية يعد ركيزة أساسية لأي حل عادل ودائم وشامل" بالمنطقة، مشيرا إلى أن "حل الدولتين يظل الخيار الواقعي الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة".



وتزامنت تصريحات الوزير المصري مع تقارير عبرية في الأيام الأخيرة عن مخططات بشأن احتمال تقسيم غزة إلى منطقتين.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي فوجئ بموافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على طلب واشنطن تقسيم القطاع إلى "غزة الجديدة" و"غزة القديمة".

والفرق بين المنطقتين، أن "غزة الجديدة" مشمولة بإعادة إعمار ما دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عامي الإبادة الجماعية، بينما الأخرى عكس ذلك.

ووفق "هآرتس"، ستكون "غزة الجديدة" ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق "الخط الأصفر" الذي انسحب إليها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي يشمل أكثر من نصف مساحة القطاع.

وبعد إعادة الإعمار المحتملة، ادعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من "غزة الجديدة".

وحول إدارة "غزة الجديدة" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، لفتت "هآرتس" إلى أن قوة الاستقرار الدولية ستتولى المهمة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تسمهم، قولهم إن "هناك غموضا متزايدا بشأن الخطط الأمريكية المستقبلية في غزة، والتي حظيت بموافقة الحكومة في محادثات سرية دون مشاركة المستوى الأمني".

وزعمت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي سيشرف على نقل الفلسطينيين من "غزة القديمة" إلى "غزة الجديدة"، لكنه لم يبد استعدادا حتى الآن.

ودمر الجيش الإسرائيلي خلال الإبادة 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بالقطاع، بخسائر تقدر بنحو 70 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة، فضلا عن انهيار جل المؤسسات الخدمية وتوقفها عن العمل بسبب هجمات تل أبيب، والحصار المطبق.

وأوقف اتفاق وقف النار إبادة إسرائيلية بغزة بدأت في 8 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء.

مقالات مشابهة

  • تكلفة مرعبة و10 سنوات.. تحديات هائلة أمام إعادة إعمار غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: نزع سلاح حماس داخل الخط الأصفر في غزة
  • مصر ترفض تهجير الفلسطينيين وتكشف موقفها من محاولات تقسيم غزة
  • بدر عبد العاطي لصحيفة لا ريبوبليكا: مصر ترفض أي تقسيم لغزة
  • تل أبيب تربط إعادة الإعمار بنزع السلاح.. وأنباء عن تحرك أمريكي لتسريع التفاهمات
  • وزير الخارجية يؤكد رفض مصر أي تقسيم لغزة والقاهرة تستعد لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار القطاع
  • أمريكا.. "العدل" تطعن في إعادة تقسيم دوائر كاليفورنيا الانتخابية
  • “هآرتس” عن مصدر إسرائيلي: تقسيم غزة لمنطقتين سيجعل الخط الأصفر “جدار برلين”
  • تحذير متشائم من “إيكونوميست”: لا إعمار في غزة.. والمؤقت قد يصبح دائماً