شبكة تهجير في الظل.. كيف يدير الاحتلال عملية تفريغ “غزة” عبر واجهات “إنسانية” مصطنعة؟
تاريخ النشر: 18th, November 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في سياق يكشف أعمق فصول الجريمة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، تتكشف معطيات جديدة حول عملية تهجير ممنهجة تقودها جهات صهيونية ظهرت فجأة تحت لافتة “جمعيات إنسانية”، بينما تؤكد التحقيقات أنها ليست سوى أغطية استخباراتية تعمل ضمن مشروع تفريغ قطاع غزة من سكانه، ولا سيما فئة الشباب.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المواقف الدولية الرافضة لهذه التحركات المشبوهة، بالتزامن مع تصريحات صهيونية رسمية تعلن صراحة رفض قيام أي دولة فلسطينية، وتجدد التأكيد على الأهداف التوسعية التي لطالما سعت إليها تل أبيب.
منظمة مشبوهة… هوية مزورة وأدوار استخباراتية
الفضيحة التي كشفتها صحيفة هآردس الصهيونية أظهرت أن الجهة التي تقدم نفسها كـ“منظمة إنسانية” ليست مسجلة في ألمانيا ولا في القدس المحتلة كما تدّعي، وأن موقعها الإلكتروني أُنشئ قبل أشهر قليلة فقط، في مؤشر واضح على أنها كيان مصطنع لأغراض غير معلنة.
وتبيّن أن المنظمة تُدار فعلياً من قبل شخص يحمل الجنسية الإستونية – الإسرائيلية، فيما كشف التحقيق أن “مكتب الهجرة الطوعية” التابع لوزارة الحرب الصهيونية هو من أحال هذا الكيان إلى الجهات المعنية لتنسيق خروج الفلسطينيين من غزة.
هذه المعطيات تؤكد أن العملية ليست مبادرة إنسانية، بل مخطط حكومي صهيوني متكامل يهدف إلى تفريغ القطاع من شبابه عبر رحلات “هجرة” بلا تذاكر عودة، تنطلق من مطار رامون قرب كيان الاحتلال الصهيوني نحو وجهات غير محددة، ظهرت بينها ماليزيا وكينيا وإندونيسيا وجنوب إفريقيا.
رحلات بلا شفافية… وارتباك دولي متصاعد
وعلى مدار الأيام الماضية، تناقلت تقارير صحفية شهادات تكشف غموض هذه الرحلات، وبعضها نُفّذ بوثائق غير مكتملة، ما أثار ارتياب الدول المستقبلة.
وزير خارجية جنوب إفريقيا أبدى موقفاً حاداً عقب وصول أكثر من 150 فلسطينياً على متن طائرة غامضة قادمة من غزة، معلناً أن بلاده تشعر بـ“الارتياب العميق” إزاء ظروف الرحلة وخلفياتها.
وأوضح الوزير أن التحقيق جارٍ لمعرفة الجهات التي تقف خلف العملية، محذراً من أن ما جرى “جزء من أجندة واضحة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسراً وإبعادهم عن وطنهم”، مؤكداً أن جنوب إفريقيا لن تستقبل أي رحلات إضافية من هذا النوع.
الدول الأخرى التي استقبلت رحلات مماثلة أبدت تساؤلات مشابهة، في ظل وجود مؤشرات على أن العملية منسّقة وتمتد إلى عدة وجهات حول العالم، بما يشبه شبكة دولية هدفها نقل الفلسطينيين بعيداً عن أرضهم.
موقف فلسطيني رسمي: كيان غير قانوني وشبهة اتجار بالبشر
من جانبها السفارة الفلسطينية في جنوب إفريقيا اتهمت المنظمة بأنها كيان غير مسجل ومضلل استغل حاجة الغزاويين وظروفهم القاسية، وجمع الأموال منهم بحجة تنظيم سفرهم، بينما جرت العملية بطريقة غير قانونية تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية.
وزارة الخارجية الفلسطينية بدورها حذرت من الوقوع ضحية شبكات “تجار الدم” والتهجير غير المشروع، مؤكدة أن ما يجري يحمل سمات عمليات الاتجار بالبشر تحت ستار العمل الإنساني.
أما منصة “الحارس” التابعة لأمن المقاومة الفلسطينية، فقد وصفت المنظمة بأنها “أداة معادية” تجمع بيانات المواطنين وتستغل آلامهم، مؤكدة أنها تمثل تهديداً صريحاً للأمن المجتمعي وأن التعامل معها يعد تعاوناً مع جهة مرتبطة بالاحتلال.
تزامن خطير… تصريحات نتنياهو تكشف جوهر المشروع
وفي لحظة تكشف حقيقة المخطط بالكامل، جاءت تصريحات نتنياهو الأخيرة لتقدّم الدليل السياسي المباشر:
ففي مؤتمر صحفي قبيل جلسة مجلس الأمن، أعلن رفضه القاطع لقيام أي دولة فلسطينية “على أي مساحة غربي نهر الأردن”، مؤكداً أن هذا الرفض ثابت منذ عشرات السنين، وأنه يقف ضده رغم كل الضغوط.
هذا الموقف يربط بين تحركات التهجير الميدانية والمشروع الصهيوني الأطماع الأكبر: إلغاء الوجود الفلسطيني كلياً، عبر الحرب والقتل والتجويع من جهة، والتهجير القسري المنظّم من جهة أخرى.
مشروع تهجير جماعي… وقطاع غزة في قلب المواجهة
ما تقوم به الجهات الصهيونية اليوم ليس سوى فصل جديد من مشروع التهجير الجماعي للفلسطينيين، حيث تعمل المنظمات الوهمية كواجهة لأجهزة الاحتلال، وتُستخدم المعاناة الإنسانية وقسوة الحرب وسيلة لدفع الناس إلى مغادرة أرضهم.
وتستهدف الخطة فئة الشباب بشكل خاص، بما ينسجم مع استراتيجية تفريغ غزة من عناصر القوة المجتمعية والاستراتيجية.
ورغم شدة الحصار والدمار، يواصل أهل غزة التمسّك بأرضهم ورفض الخروج منها، بينما يتركهم العالم وحدهم في مواجهة واحدة من أكبر جرائم التهجير في العصر الحديث.
خلاصة
الملف يكشف أن ما يجري ليس مبادرة إنسانية ولا عملية إنقاذ، بل جزء من مخطط صهيوني يهدف إلى إعادة رسم الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينية.
ومنظمة “الهجرة الطوعية” ليست سوى أداة ضمن منظومة أشمل، تتحرك فيها الحكومة الصهيونية وأذرعها الاستخباراتية تحت غطاء المؤسسات الخيرية والوساطات الدولية.
إن ما يحدث اليوم يمثل أخطر مسار تهجيري منذ النكبة، ويعيد التأكيد على أن الحرب على غزة ليست حرباً على مكان، بل حرباً على وجود شعب بأكمله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو.. الممثل عوض شكسبير يكشف أسباب خلافه مع زميله مؤيد جمال: (رفضت مقترحه بكتابة دعم القوات المسلحة في “بوستر” المسرحية التي تم عرضها بالإمارات)
خرج الممثل والكوميديان السوداني, المعروف عوض شكسبير, في مقطع فيديو نفى من خلاله الشائعات التي تتحدث عن دعمه من بعض الجهات.
وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد تطرق شكسبير, للحديث عن مسرحية “شخارم بخارم”, والتي قام بكتابتها وانتجها المركز الثقافي السوداني, بالإمارات.
وقال الكوميديان المعروف أن المسرحية شارك فيها نخبة من الممثلين بينهم الممثل مؤيد جمال, وهي من إخراج الممثل أبو بكر فيصل “جبريل”.
وكشف شكسبير, بحسب ما نقل محرر موقع النيلين, أسباب خلافه مع الممثل مؤيد جمال, حيث قال أن الممثل الشاب طلب كتابة دعم القوات المسلحة, على “بوستر”, المسرحية وبررت ذلك بأن الشعار لا يجب أن يكتب على “البوستر”, وإذا أردت أن تكتبه فأكتبه على صفحتك عبر فيسبوك.
محمد عثمان _ النيلين
إنضم لقناة النيلين على واتساب