أنا دمي فلسطيني.. برلماني فرنسي يرفع علم فلسطين ويشعل منصات التواصل
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أشعل موقف قام به النائب اليساري الفرنسي سيباستيان ديلوغو منصات التواصل الاجتماعي، إذ رفع العلم الفلسطيني مساندة منه لأهالي قطاع غزة خلال جلسة مساءلة للحكومة في البرلمان، لتتم معاقبته بتعليق عضويته 15 يوما.
ففي حدث غير مألوف، رفع ديلوغو العلم الفلسطيني في مجلس النواب الفرنسي -أمس الثلاثاء- خلال جلسة مساءلة للحكومة عن الوضع في غزة، مما تسبب في تعليق إجراءات الجلسة لنحو ساعة.
وقال ديلوغو للصحفيين "لوحت بالعلم الفلسطيني في الجمعية الوطنية العامة، لأن في الوقت الذي أتحدث فيه تبيع فرنسا أسلحة وتبيع مكونات لإمداد الجيش الإسرائيلي، وهناك إبادة جماعية تحدث"، ليتقرر بعدها تعليق عضويته لمدة 15 يوما بسبب موقفه من طرف الجمعية الوطنية العامة (البرلمان الفرنسي).
استبعاد نائب فرنسي لمدة 15 يوما لرفعه علم فلسطين خلال جلسة بالبرلمان#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/3gEcqgIKeF
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) May 29, 2024
الحادثة أشعلت منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول مستخدموها على نطاق واسع صورة البرلماني رافعا العلم الفلسطيني، واصفين ما قام به البرلماني بالحدث "تاريخي" الذي لقي استحسان كثيرين.
سيذكر التاريخ مواقف أحرار العالم اللذين ساندوا الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الاسرائيلي عدو الانسانية سارق الارض قاتل الاطفال و النساء. و هذا احد نواب البرلمان الفرنسي المناصر للقضية رافعا العلم الفلسطيني تحت قبة البرلمان @sebastiendelogu https://t.co/3X7spQfFcg
— Ibtissem Hasnaoui (@IbtissemHasnao1) May 28, 2024
في مشهد تاريخي ؛
نائب عن حزب فرنسا يقوم برفع العلم الفلسطيني داخل البرلمان الفرنسي .
All eyes on rafah ????????#رفح_تُباد #غزة_تُباد #مجزرة_مخيم_النازحين_برفح #مجزرة_رفح #رفراندوم_پرچم #الامين #محمد_صابونجي pic.twitter.com/Gu6XJ1viRo
— یــYARAــآرآ ???????????????? (@Yara_alnamlat) May 28, 2024
في حين وجد بعض النشطاء أن ما يحدث مؤخرا في البلدان الغربية من مواقف مساندة للقضية الفلسطينية ، أن طوفان الأقصى غيّر الموازين.
في البرلمان الفرنسي رفع النائب سيباستيان ديلوغو عن حزب فرنسا الأبية العلم الفلسطيني في وجه حكومته متحديا كل العقوبات التي يمكن فرضها عليه لأجل العدالة التي يؤمن بها متضامنا مع شعب مظلوم لا يجتمع معه لا في الدين ولا العرق ولا اللغة ،لكنه متصالح مع إيديولوجيته وأفكاره#رفح_تباد pic.twitter.com/R7xlu0fwcN
— أيمن سحنون (@aymen__sahnoun) May 29, 2024
من بركات #طوفان_الأقصى
النائب اليساري "سيباستيان ديلوغو" يرفع العلم الفلسطيني في البرلمان الفرنسي خلال جلسة مساءلة للحكومة عن الوضع في #غزة، ورئيسة المجلس تدين السلوك الذي وصفته بأنه "غير مقبول"#غزه_الفاضحة#مجزرة_رفح#فرنسا pic.twitter.com/tih769ltZh
— يحيى أبو زكريا اليماني (@ALyahia22Zakray) May 29, 2024
“نحن لا شيء على الأرض إذا لم نكن أولا وقبل كل شيء عبيدا للقضية، قضية الناس، وقضية العدالة والحرية " بمقولة للمناضل والفيلسوف الفرنسي الجزائري فرانز فانون علّق النائب اليساري الفرنسي على ما حدث عبر حسابه على منصة إكس، خاتما تغريدته بقوله "لا توجد عدالة، لا يوجد سلام".
« Nous ne sommes rien sur terre, si nous ne sommes pas d’abord l’esclave d’une cause, celle des peuples et celle de la justice et de la liberté. » Frantz Fanon
Pas de justice, pas de paix ! #Palestine #Rafah pic.twitter.com/JjunNMROvo
— Sébastien DELOGU (@sebastiendelogu) May 28, 2024
وعلى أنغام "أنا دمي فلسطيني"، استُقبل ديلوغو بالهتافات والتصفيق في مظاهرة شهدتها ساحة الجمهورية في باريس أمس الثلاثاء، لمساندة القضية الفلسطينية والتنديد بمجزرة رفح والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
كثيرة هي مواقف التضامن مع اهلنا في فلسطين في بعض البلدان الأوروبية ، فهذا النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو وبعد طرده من البرلمان الفرنسي بسبب رفعه العلم الفلسطيني، ذهب للمشاركة في مظاهرات مساندة لفلسطين ورقص على أنغام "أنا دمي فلسطيني".#تحيا_فلسطين????????#فلسطين_قضيتنا_المركزية… pic.twitter.com/3D0yiOSVha
— الجنرال مبارك الخيارين (@GenAlkhayareen) May 29, 2024
يا أخي آمنت أن هذه القضية رافعة
من تحدث عنها بإخلاص ارتقى وارتفع وعلا شأنه بين الناس
مثال: هذا النائب الفرنسي سيباستيان ديلوغو @sebastiendelogu بعد طرده من البرلمان الفرنسي لرفع العلم الفلسطيني استقبلته الجماهير الحاشدة في المظاهرة بكل الاحترام والتقدير https://t.co/GYGyxYS7Ae pic.twitter.com/CJeBu0d7dY
— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 28, 2024
ويعد ديلوغو ثالث نائب يحصل على أقصى عقوبة منذ بداية عمل المجلس التشريعي يونيو/حزيران 2022. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تمت معاقبة نائب حزب الجبهة الوطنية غريغوار دي فورناس بسبب توجيهه جملة "دعه يعود إلى أفريقيا" للنائب عن حزب "فرنسا الأبية" كارلوس مارتنز بيلونغو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العلم الفلسطینی فی البرلمان الفرنسی خلال جلسة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
القيم والأخلاق.. صراع البقاء في عالم القوة
أ. د. حيدر أحمد اللواتي **
ما من شك أن البشرية شهدت في العقود الأخيرة قفزات هائلة في مجال العلم والتكنولوجيا، قفزات غيرت وجه الحياة على كوكب الأرض بشكل لم يسبق له مثيل، فتأثير هذا التقدم العلمي لا يتوقف عن التوسع يومًا بعد يوم، حتى باتت البشرية بحق تملك مفاتيح قوة لا تضاهى، تقودها نحو آفاق جديدة من الفهم والاكتشاف، فلو نظرنا إلى السماء، سنجدها مليئة بالأقمار الصناعية التي تطلقها أيدٍ بشرية، شاهدة على مدى الإنجاز البشري الذي امتد ليطال حتى الفضاء الخارجي، وربما يومًا ما يستشرف أبعد من حدود مجموعتنا الشمسية.
لكن مع كل هذا التقدم، يطرأ في أذهان البعض سؤال مؤرق: هل العلم نفسه بريء؟ أم أنه يحمل في طياته بذور الخراب، كما هو الحال مع القنابل النووية التي دمرت وأحدثت أهوالًا لا توصف؟ وهل يُمكن أن يكون العلم بلا أخلاق وأخلاقيات؟ الحقيقة أن العلم بحد ذاته مجرد أداة، لا تحمل في جوهرها خيرًا أو شرًا، فالقوة التي يمنحها العلم هي محايدة، أما من يوجهها فهي الإنسانية بأخلاقها وقيمها، فالإنسان هو من يقرر كيف يستخدم هذه القوة، هل في بناء عالم أفضل يزدهر بالسلام والتقدم، أم في صناعة دمار يدفع ثمنه الجميع؟
التاريخ مليء بالأمثلة التي توضح هذا التوازن الحساس، في العصر الحديث، شهدنا كيف ساهمت التكنولوجيا الحيوية في تطوير لقاحات غيرت مسار الأوبئة العالمية مثل جائحة كوفيد-١٩، حيث استطاع العلماء بتعاونهم وجهودهم تحقيق إنجاز علمي ضخم أنقذ ملايين الأرواح وفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب.
لكن بالمقابل، هناك أمثلة على كيف يمكن للعلم أن يتحول إلى أداة للدمار إذا غاب عنها البوصلة الأخلاقية، فالقنابل التي أُسقطت على غزة ولبنان تركت جروحًا لا تلتئم في وجدان أصحاب الضمائر اليقظة، وأظهرت كيف يمكن لقوة علمية هائلة أن تتحول إلى كارثة إنسانية عندما تسيطر عليها مصالح ضيِّقة وأنانية مفرطة.
وفي هذا السياق، يبرز سؤال مهم: هل يمكن لأصحاب القيم والمبادئ أن يحافظوا على قيمهم ومبادئهم دون امتلاك القوة العلمية؟ الجواب بسيط لكنه قاسٍ: لا. فبدون العلم، تصبح القيم مجرد كلمات لا وزن لها أمام تحديات العالم الواقعي. إن امتلاك المعرفة العلمية يمنح أصحاب القيم القدرة على التأثير وصياغة واقعهم بدل أن يكونوا مجرد متفرجين يتراجعون أمام من يملك القوة.
لنتأمل في مثال آخر: في عالم السياسة والدبلوماسية، لا يمكن لقادة يحملون رؤى إنسانية نبيلة أن ينفذوا أجندتهم إذا لم تدعمهم قوة العلم والتكنولوجيا في مجالاتها المختلفة.
لذا، على أصحاب القيم أن يدركوا أن امتلاك العلم ليس فقط خيارًا؛ بل ضرورة حتمية، فالعلم هو السلاح الذي يحمي القيم ويعززها، وهو الجسر الذي يربط بين المبادئ الإنسانية والواقع المعاصر، وبدون العلم، قد تتلاشى القيم تحت وطأة الضغوط، أو تُستغل من قبل من يفتقرون إليها.
قد يبدو امتلاك العلم معقدًا أو بعيدًا عن جوهر القيم، لكن الواقع يقول إن غياب هذه القوة يعني حتمًا ضياع القيم وتعثرها، ولذا فأصحاب القيم الذين لا يمتلكون قوة العلم، سيجدون أنفسهم عاجزين عن حماية مبادئهم، وستتراجع مكانتهم حتى تختفي، تاركين الساحة لمن يملكون القوة العلمية، مهما كانت نواياهم.
قد يدّعي البعض أن الله وعدهم بالنصر، وأن الأرض هي ملك لله يورثها لعباده الصالحين، وهذا وعد صحيح بلا شك، لكن هذا النصر لا يتحقق بمجرد التمني أو الانتظار، بل مرتبط بشروط واضحة لا يمكن تجاهلها، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
هذا يعني أن التغيير الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان، من إرادته وعزيمته على العمل والاجتهاد، لا فائدة من انتظار النصر أو التقدم دون بذل جهد حقيقي في طلب العلم والتقنيات المختلفة، اكتساب المعرفة، وتطوير الذات، فالكسل والتواكل لن يوصلا إلى أي نتيجة، والاعتماد على الآخرين سيبقي النصر بعيد المنال.
لذلك، إن لم يسع أصحاب القيم إلى امتلاك العلم، فإنَّ مصيرهم سيكون الخُسران؛ بل وربما الاندثار في مواجهة عالم يتغير بسرعة، لا يرحم الضعفاء، ولا يمنح الفرص لمن تخلى عن أدوات القوة.
ختامًا، لا بُد من تحذير صارم: قيم بلا عِلم، هي قيم مُهددة بالاندثار، وأصحابها، مهما كانت نواياهم، معرضون لأن يصبحوا ضحايا واقع لا يرحم إلّا الأقوياء، العِلم هو القوة، والقوة تضمن بقاء القيم، أو على الأقل تمنحها فرصة للثبات في عالم لا يعترف إلا بالقَوِيّ.
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر