خطاب السيد نصرالله.. رسائل للعدو بأن عليه أن يدرك جاهزية المقاومة وقدرتها على التصدي
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
الثولرة نت/
أمام معادلة فرض الحرب على لبنان، جاء خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد نصر الله، بحسب محللون، ليحمل في طياته رسائلَ واضحةِ المحددات، إلى الكيان الصهيوني، مفادها أن المقاومة اللبنانية لا تبحث عن مواجهة معه، لكنها مستعدة دائماً لأي حرب قد تفرض عليها، وأن على “تل أبيب” أن تدرك جاهزية المقاومة وقدرتها على التصدي والمواجهة.
ففي إطار الرد على كل التهديدات الصهيونية أكد الأمين العام لحزب الله في كلمته الأخيرة في الاحتفال التأبيني الذي أقامه حزب الله الأربعاء، تكريماً للقائد طالب عبدالله (أبو طالب)، أن “التهديد بالحرب على مدى ثمانية أشهر لا يخيفنا، وهناك أناسٌ يقيّمون هذا الاحتمال على أنه جدي، نحن بوصفنا مقاومة حضّرنا أنفسنا لأسوأ الأيام والعدو يعلم ما ينتظره ولذلك بقي مرتدعًا”.
وقال السيد نصر الله: إنه “إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف”.. مؤكدًا أن “العدو الصهيوني يعرف أن ما ينتظره أيضًا في البحر المتوسط كبير جدًا وكل سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف”.
وشدد على امتلاك الحزب “ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوارها وبعدها وما بعد بعدها”.. مهددًا بأن “احتمال اقتحام الجليل يبقى قائمًا وواردًا في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان”.
كماةأكد أن “قوة المقاومة اليوم في لبنان لم يسبق لها مثيل، وتجاوزت المائة ألف مقاتل، وتملك عددًا كبيرًا من الصواريخ والمسيّرات المتطورة التي ستظهر في الميدان والتي نقوم نحن بصناعتها”.
وتابع السيد نصر الله قائلا: “قاتلنا بجزء من سلاحنا حتى الآن وحصلنا على أسلحة جديدة ستظهر في الميدان وطورنا أسلحتنا واستخدمنا أسلحة جديدة في هذه المعركة ولدينا عدد كبير وفير من المُسيّرات لأننا نصنعها”.
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن “الضغط الكبير من جبهة جنوب لبنان إضافة للجبهات الأخرى يؤثر على جبهة التفاوض بشأن نتيجة الحرب”.. لافتًا إلى أن “جبهة لبنان المُساندة تواصل عملياتها وتُلحق الخسائر البشرية والمادية والمعنوية والنفسية بالعدو وتُقدّم التضحيات أيضًا”.
وقال: إن “جيش العدو يخفي خسائره في جبهة الشمال كيلا يتعرض لمزيد من الضغوط”.. مضيفا: “بحسب قادة العدو، جبهة لبنان أشغلت أكثر من 100 ألف جندي وعدة فرق ولولاها لكانت قد توفرت القوات الكافية لهزيمة غزة، إن جبهة لبنان حجبت قوات العدو عن المشاركة في غزة، وجزء منها قوات نخبة، لأن هناك خوفاً لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل الأمر الذي يبقى مطروحاً في حال تطور المواجهة”.
ولفت إلى أن “جبهة لبنان إلى جانب استنزاف العدو هجّرت عشرات الآلاف من المستوطنين إضافة إلى خسائر اقتصادية وسياحية حتى بات هناك للمرة الأولى حزام أمني شمال فلسطين المحتلة”.
وفي هذا السياق يرى محللون عسكريون أن من أهم الرسائل التي أراد السيد نصر الله، إيصالها للكيان الصهيوني تتلخص في أن لبنان جاهز لأي اعتداء أو لتوسيع الحرب عليها على خلفية التهديدات التي وصلت إلى أكثر من مائتي تهديد منذ الثامن من أكتوبر الماضي للبنان.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول العميد الركن المتقاعد هشام جابر: إن السيد نصر الله كان واضحا في الحديث عن أسلحة المقاومة.. لافتا إلى أن حزب الله قادر خلال أقل من ساعة على القيام بهجوم واسع على الكيان الصهيوني بالصواريخ والطائرات المسيرة ووفق بنك أهداف محددة لديه، علاوة على وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الجاهزين للمعركة.
ونوه بأن السيد نصر الله أراد إيصال رسالة مفادها أن هذه الحرب “فُرضت علينا، ولا يمكننا التوقف ومنح العدو الصهيوني مكاسب لم يتمكن من تحقيقها بإمكانياته العسكرية، وفشل في تحقيقها حتى الآن”.
أما المحلل السياسي قاسم قصير فيرى أن نصر الله رد في خطابه على جميع التهديدات التي وصلت لبنان لوقف الحرب على الجبهة الجنوبية.. مؤكدا استعداد حزب الله لأي حرب قد يخوضها الكيان الصهيوني على لبنان، ومشددا في الوقت ذاته على أن هذه الحرب لن تكون بشكل تقليدي، وأن الحزب مستعد لها.
ويوضح المحلل السياسي أن الخطاب يحمل ردا على ما جاء به المبعوث الأمريكي آموس هوكستاين، وكانت الرسالة واضحة أنه “إذا كان الهدف هو وقف الحرب على جبهة الجنوب أو في اليمن أو العراق، فالحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة”.
وبرأيه، فقد كشف السيد نصر الله الكثير عن قدرات المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني واستعدادها للحرب التي ستكون دون قيود أو حدود ، وللمرة الأولى، استخدم السيد نصر الله تعبيرا يشير إلى أن الحرب ستكون برا وبحرا وجوا.
هذا الخطاب بأنه ردعي وتصعيدي ومدعوم بمعلومات دقيقة عن قدرات المقاومة، ومعزز بما حققته المقاومة من رصد عبر مسيّرة “الهدهد”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی السید نصر الله جبهة لبنان على لبنان الحرب على إلى أن
إقرأ أيضاً:
المرحلة الثانية تحت النار.. اتفاق ملغم بنزع سلاح المقاومة ومشاريع تقسيم غزة
غزة – تدخل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة بالغة الحساسية، وسط تضارب حاد في الرؤى بين إسرائيل وحلفائها الغربيين من جهة، وقطر وتركيا وحركة الفصائل الفلسطينية من جهة أخرى.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر إسرائيلية عن غموض كبير يكتنف تفاصيل هذه المرحلة، بل وغياب خطة مكتملة حتى داخل أروقة الإدارة الأمريكية نفسها.
وبحسب ما أورده موقعا “واللاه” و”يديعوت أحرنوت” العبريان، فإن الخطة الأصلية للمرحلة الثانية التي صاغتها إسرائيل والولايات المتحدة مبدئيا في نحو 20 بندا، ما تزال موضع جدل عميق، خصوصا في ما يتعلق بمسألة سلاح المقاومة، وترتيبات “اليوم التالي” في قطاع غزة، وهو ما ينذر بتحويل هذه المرحلة من مسار تهدئة إلى ساحة صراع سياسي وأمني مفتوح.
وتشير التقارير العبرية إلى أن إسرائيل لا تزال تعتبر نزع سلاح حركة الفصائل بالكامل شرطا غير قابل للتفاوض، وترى أن أي صيغة بديلة مثل تخزين السلاح أو إخراجه مؤقتا من الخدمة، تمثل “التفافا خطيرا” على جوهر الاتفاق.
في المقابل، تتحدث أوساط إسرائيلية عن ضغوط قطرية–تركية تهدف إلى منع تفكيك القوة العسكرية للمقاومة، وطرح بدائل تحافظ على وجودها السياسي والأمني داخل القطاع، سواء عبر إشراف دولي أو نقل المسؤولية إلى جهات فلسطينية أخرى.
وتعكس هذه الخلافات فجوة عميقة بين مفهومين مختلفين جذريا، الأول متعلق بالرؤية الإسرائيلية وتفكيك كامل يهدف إلى إنهاء أي قدرة مستقبلية للمقاومة، والثاني متعلق بالطرح الأميركي الجزئي وهو “إخراج السلاح من الخدمة”، على غرار تجارب نزاعات أخرى، وهو ما ترفضه إسرائيل خشية إعادة استخدام السلاح لاحقا.
ولا يقتصر الخلاف على المبدأ، بل يمتد إلى الإطار الزمني. فبينما تقترح قطر وتركيا فترة تمتد إلى عامين للتوصل إلى ترتيبات تدريجية، تصر إسرائيل على فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر.
وتنقل “يديعوت أحرنوت” عن مسؤولين إسرائيليين تهديدات صريحة بأن عدم تنفيذ نزع السلاح سيقابل بتدخل عسكري مباشر، ما يفرغ اتفاق وقف النار من مضمونه، ويبقي خيار الحرب حاضرا في أي لحظة.
ومن أكثر ملفات المرحلة الثانية حساسية، مسألة الوجود الدولي في غزة، إذ ترفض إسرائيل بشكل قاطع أي حضور تركي في القطاع، رغم وجود تيارات داخل الإدارة الأميركية، بما فيها مقربون من الرئيس دونالد ترامب، ترى في أنقرة “جزءا من الحل”.
كما تواجه واشنطن مأزقا حقيقيا في تشكيل “قوة استقرار دولية”، بسبب غياب التوافق حول مستقبل سلاح المقاومة، ما يدفع عدة دول عربية وإسلامية إلى التردد في إرسال قوات قد تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الواقع الفلسطيني المعقد.
وتظهر التقارير العبرية استعدادا إسرائيليا محدودا لإشراك شخصيات فلسطينية “غير مصنفة أمنيا” في ملف إعادة الإعمار، دون القبول بدور مباشر للسلطة الفلسطينية بصيغتها الحالية.
ويعكس هذا الموقف انقساما داخليا إسرائيليا، حيث يعارض وزراء اليمين المتطرف أي وجود سياسي فلسطيني منظم في غزة، حتى لو كان شكليا أو إداريا.
ومن أخطر ما تكشفه التقارير الإسرائيلية، عودة الحديث عن خطة أمريكية لإقامة “مدينة خيام” ضخمة في رفح، تسوق كنموذج لـ”منطقة بلا مقاومة”.
الخطة، التي تشمل بنية تحتية مؤقتة من كهرباء ومياه وصرف صحي، تستهدف، وتجميع مئات آلاف الفلسطينيين في مساحة محددة، وفرض واقع ميداني جديد يمهد لتقسيم فعلي للقطاع، تحت عناوين إنسانية وإعمارية.
ورغم التحفظ الإسرائيلي المعلن على بعض تفاصيل الخطة، فإن طرحها المتكرر يشير إلى توجهات تهدف لإعادة رسم خريطة السيطرة في غزة، وليس فقط معالجة آثار الحرب.
وتزعم إسرائيل، وفق “واللاه”، أن غالبية سكان غزة لم يعودوا يريدون حركة الفصائل، وتستخدم هذا الادعاء لتبرير مشاريع أمنية بديلة في رفح ومناطق أخرى.
غير أن هذه الرواية، التي تفتقر لأي مصادر مستقلة، توظف سياسيا لإعادة إنتاج السيطرة الإسرائيلية بأدوات جديدة، بعد فشل الحرب في تحقيق أهدافها المعلنة.
وتكشف المعطيات الواردة في الإعلام العبري أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ليست مسارا واضحا نحو إنهاء الحرب، بل ميدان صراع على هوية غزة ومستقبلها.
فبين ضغوط الوسطاء، وشروط إسرائيل، ورفض المقاومة المساس بجوهر وجودها، تبقى هذه المرحلة محفوفة بمخاطر كبرى، قد تحول التهدئة إلى هدنة هشة، وتفتح الباب أمام صراع أكثر تعقيدا، تفرض فيه وقائع سياسية وأمنية جديدة على حساب الحقوق الفلسطينية.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو المرحلة الثانية اختبارا حقيقيا، إما خطوة نحو وقف نار دائم يحترم إرادة الفلسطينيين، أو بوابة لإعادة إنتاج احتلال إسرائيل لقطاع غزة بأشكال “ناعمة”… لكن أكثر خطورة.
المصدر: RT + صحيفة يديعوت أحرنوت + موقع واللاه العبري