مخاوف إسرائيلية من تزايد عدد الدول التي تحظر بيعها الأسلحة بسبب غزة
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
في الوقت الذي ما زالت فيه دولة الاحتلال تحاول إصلاح توترها مع الولايات المتحدة عقب تجميدها لتوريد أسلحة وذخيرة إليها، فقد أعلنت المزيد من الدول ذات الموقف، لاسيما إيطاليا وكندا وبلجيكا، فيما وضعت إسبانيا مزيدا من الصعوبات لوصول شحنة أسلحة كبيرة من الهند، وكلها تطورات دفعت المؤسسة الأمنية بدولة الاحتلال للشعور بالقلق بشأن احتمال نقص الذخيرة.
يوفال ساد الكاتب في صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية، ذكر أنه "على خلفية الخلافات المتزايدة بين تل أبيب وواشنطن بسبب تأخير شحنات الأسلحة، فإن جيش الاحتلال يشعر هذه الأيام بالقلق إزاء واقع آخر في طور التشكل، مفاده احتمال نقص الذخيرة بعد أن أوقفت عدة دول في العالم التجارة بشكل غير رسمي مع الاحتلال، كاشفاً أن مورّدي الأسلحة من الدول الأوروبية توقفوا عن الرد على نظرائهم الإسرائيليين، وأن قوة أجنبية غير الولايات المتحدة، التي تاجرت سابقًا مع الاحتلال، رفضت منذ السابع من أكتوبر تزويده بالمواد الخام التي يمكن للذخيرة أن تستخدمها".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "دولة الاحتلال تواجه نقصا في قذائف الدبابات من عيار 120 ملم إلى حدّ أن بعض الدبابات المتمركزة في غزة أصبحت الآن في حالة تأهب جزئي، وتحمل كمية أقل من القذائف، رغبة منه بتوفيرها في حالة اشتعال الحرب في الجبهة الشمالية، مما دفع كبار جنرالات الجيش للادعاء أن هناك بالفعل "اقتصادًا في التسلح"، في ظل ما يواجهه من نقص في قطع غيار الدبابات وجرافات D9 والعربات المدرعة وغيرها من الذخائر الأرضية الخفيفة".
وأوضح أن "الحل الرئيسي الذي يروج له جيش الاحتلال فيما يتعلق بنقص الذخيرة هو الترويج للصناعة المحلية، وتقليل الاعتماد على استيراد القذائف والذخيرة من الدول الأجنبية، ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة عواقب اقتصادية سلبية، فالذخيرة المنتجة في دولة الاحتلال تعتبر أغلى بعشرات بالمائة مما يمكن استيراده من الخارج، وإنشاء وصيانة مصانع الذخيرة "البسيطة" التي تنتج قذائف المدفعية والدبابات، باهظة الثمن بشكل خاص، بجانب عواقب أخرى مثل تأجيل إخلاء مجمع رمات هشارون، للسماح لشركة "إلبيت" لمواصلة إنتاج الذخيرة هناك".
ورجح أن "تتمكن دولة الاحتلال من إنتاج كل ما تحتاجه من الذخيرة، حتى في حالة حدوث زيادة كبيرة في الطاقة الإنتاجية، ولا يزال متوقعا أن يأتي جزء كبير من الذخيرة من دول أجنبية بسبب إمكانات الإنتاج المحدودة هذه الأيام، وأن تقدم لحلفائها، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا، كل القذائف التي يحتاجونها، وكي تتمكن الصناعات الدفاعية الإسرائيلية من إنتاج مواد أسلحة بكميات كبيرة، هناك حاجة لكمية كبيرة من المواد الخام التي يمكن صنع القنابل منها، ولا يمكن استخراجها في دولة الاحتلال، لأنها تأتي في النهاية من دول أجنبية".
وأوضح أنه "بصرف النظر عن المقاطعة غير الرسمية التي يفرضها بعض الموردين فيما يتعلق ببيع الذخيرة للاحتلال، فإن الموردين الرئيسيين للمواد الخام التي تصنع منها القنابل توقفوا عن البيع للاحتلال منذ اندلاع حرب غزة، والحل الذي يطرحه جيش الاحتلال لهذه المقاطعة هو تنويع الموردين، والشراء المسبق لمخزون من المواد الخام التي ستستخدم في المستقبل لصنع القنابل، وخلق احتياطيات ضخمة من المواد الخام في دولة الاحتلال".
وأشار أن "جيش الاحتلال ووزارة الحرب يتعاملان مع هذه القضية بشكل مباشر أمر غير معتاد، وفي الماضي كانت الصناعات الدفاعية تتأكد من تزويد نفسها بالمواد الخام دون تدخل مباشر من المستوى العسكري والسياسي منذ اندلاع حرب غزة، تم تلقي المزيد والمزيد من التقارير حول الدول والشركات التي ترغب بتقليل أو الحد من التجارة الدفاعية مع الاحتلال، وتم الإبلاغ عن مشكلة في توريد قطع غيار طائرات إف35 مع الموردين الهولنديين".
وأضاف أن "كندا وبلجيكا أعلنتا وقف الصادرات العسكرية للاحتلال، ومنعت إسبانيا سفينة تحمل 27 طناً من المتفجرات من الهند إلى دولة الاحتلال من الرسوّ على شواطئها عبر ميناء قرطاجنة، مع العلم أن دولة الاحتلال تسعى دائماً لتنويع مصادرها التسلحية، فالهند مثلا هي المستورد الأول من الأسلحة الإسرائيلية، فيما بدأت دولة أخرى ببيع المواد الخام التي تستخدمها صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وقامت صربيا بتزويد الاحتلال بقطار جوي تسلّحي منذ اندلاع حرب غزة".
تكشف هذه الأرقام أن العدوان الإسرائيلي على غزة، وما سبّبه من عزلة دولية للاحتلال حول العالم، أدى إلى نقص غير عادي في ذخيرة جيشه بكافة أنواعها، بجانب عوامل دولية أخرى مثل حرب أوكرانيا، مما أدى لزيادة الأسعار والمنافسة بين مختلف الدول على الذخيرة والمواد الخام، مما دفع جيش الاحتلال للتحكم في وتيرة القصف بسبب النقص العالمي في الذخيرة، والاستخدام المكثف لها في بداية الحرب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة اسبانيا فلسطين غزة واشنطن الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المواد الخام التی دولة الاحتلال جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تباين حاد في استخدام الذكاء الاصطناعي.. ما هي الدول التي تتقدم بخطى سريعة؟
يُقبل شباب جيل زد وجيل الألفية في دول الجنوب العالمي على استخدام الذكاء الاصطناعي بمعدلات أعلى مما هي عليه لدى نظرائهم في أوروبا، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يشهد "الجنوب العالمي" طفرة في اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي "GenAI" بوتيرة تُعدّ الأسرع عالميًا، في وقت يتأخر عدد كبير من نظرائهم الأوروبيين في مواكبة هذا المنحى، وفقًا لاستطلاع حديث.
يَعِد الذكاء الاصطناعي بإحداث تحول جذري في الرعاية الصحية والاقتصادات العالمية، غير أنّ الدول التي تفتقر إلى بنية تحتية مناسبة أو تعجز عن مواكبة هذه التكنولوجيا قد تتخلف عن الركب.
يميل الشباب بين 18 و35 عامًا في الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي أكثر من الفئات الأخرى، في حين لا يشهد الإقبال عليه الزخم نفسه في دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وفقًا لاستطلاع أجرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بالتعاون مع شركة "سيسكو".
وشارك أكثر من 14 ألف شخص من 14 دولة في استطلاعٍ شمل 20 سؤالًا حول كيفية استخدامهم للذكاء الاصطناعي التوليدي والإنترنت. في الهند مثلا، قال 66 في المئة من المشاركين إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام، مقارنة بـ 19 في المئة فقط في ألمانيا.
ما هي الدولة الأوروبية الأكثر استخداما للذكاء الاصطناعي؟تتصدّر هولندا الدول الأوروبية في استخدام الذكاء الاصطناعي، إذ أفاد 25 في المئة من المشاركين بأنهم يستخدمونه بانتظام، مقابل 19 في المئة فقط في ألمانيا التي حلّت في المرتبة الأخيرة.
ورغم أن الأوروبيين لا يستخدمونه بقدر نظرائهم في آسيا أو أميركا اللاتينية، فإن نصف الألمان والفرنسيين والإيطاليين الذين شملهم الاستطلاع يرون أن الذكاء الاصطناعي "مفيد إلى حد ما"، فيما يعبّر الهولنديون عن موقف أكثر حذرًا، إذ يرى 44 في المئة أنه "ذو فائدة محدودة". وتبقى هذه النسب أدنى من المعدل العالمي لمن هم دون الـ35 عامًا، إذ قال 80 في المئة إن الذكاء الاصطناعي مفيد إلى حد ما.
Related روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في طوكيو تستعرض ابتكارات تقنية مستقبليةدراسة: الذكاء الاصطناعي "أقل تنظيما من الشطائر" وشركات التقنية تتسابق للذكاء الفائقخبراء تقنيون يحذرون من متطرفين قد يستخدمون الذكاء الاصطناعي لصنع أسلحة حيوية تشعل جوائح مقبلةقال الاستطلاع إن الأفراد الأصغر سنًا (من 18 إلى 35 عامًا) ومن يعيشون في الدول ذات الاقتصادات الناشئة يبديان مستويات عالية من التفاؤل تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، في حين يظهر البالغون الأكبر سنًا وسكان أوروبا واليابان قدرًا أكبر من التشكيك.
وكان الأوروبيون أيضًا أقل ميلًا للاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على مساراتهم المهنية، إذ رأى نحو ثلث الهولنديين أنه لن يكون له أي أثر على الإطلاق، مقارنةً بأكثر قليلًا من 20 في المئة في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. ويُظهر التقرير أن غالبية المشاركين في الدول الأوروبية التي شملها الاستطلاع غير مقتنعين أو غير متأكدين من تأثير الذكاء الاصطناعي في العمل.
سجّل المشاركون الأوروبيون مستويات أدنى من التدريب الذي يمكّنهم من تعزيز مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي مقارنة بنظرائهم في قارات أخرى، إذ قال أكثر من 70 في المئة من الفرنسيين والألمان إنهم لم يتلقّوا أي تدريب وظيفي على الذكاء الاصطناعي، بينما بلغت النسبة في إسبانيا وإيطاليا 68 في المئة و64 في المئة على التوالي.
Related الجيش الإسرائيلي يعلن عن فرقة متخصصة بالذكاء الاصطناعي.. ما وظيفتها؟دراسة: الذكاء الاصطناعي "أقل تنظيما من الشطائر" وشركات التقنية تتسابق للذكاء الفائقتقرير للأمم المتحدة يحذر: سباق الذكاء الاصطناعي يسبق تكيف الدول ويهدد بتفاقم عدم المساواة عالمياومع ذلك، قال 33 في المئة من الألمان و31 في المئة من الهولنديين إن أماكن عملهم وفّرت تدريبًا في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال العام الماضي. وتعمل بعض الدول الأوروبية على تعزيز برامج التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ أفاد نحو 30 في المئة من الإيطاليين بأنهم يرجّحون خضوعهم لتدريب خلال العام المقبل، بينما تبدو التوجهات أقل وضوحًا في ألمانيا، فيما قال أكثر من نصف الفرنسيين إنهم لا يعتزمون المشاركة في أي تدريب على الذكاء الاصطناعي خلال العام المقبل.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أيضًا أن إقبال الأوروبيين على متابعة دورة في الذكاء الاصطناعي أقل من المتوسط العالمي، إذ يخطط نحو 60 في المئة من المشاركين في الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا للحصول على تدريب يعرّفهم إلى هذه التكنولوجيا الجديدة.
وعلى الرغم من أن تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يُظهر أن الأجيال الشابة والاقتصادات الناشئة تقود طريق استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، فإنهما "أكثر عرضة أيضًا لآثار جانبية سلبية"، من بينها الإجهاد الناتج عن كثرة استخدام الشاشات.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة