هل يكفي تقييم الأداء المستقل لإنقاذ العراق من الفشل الإداري؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أغسطس 5, 2024آخر تحديث: أغسطس 5, 2024
المستقلة/- في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق، يبدو أن التحسينات الإدارية والرقابية أصبحت ضرورة ملحة لضمان تحقيق التنمية الشاملة. وفي هذا السياق، يطالب مختصون في الشأن الإداري بأن تحذو الوزارات حذو وزارة الإعمار والإسكان في تبنِّي رؤية إدارية عميقة يكون لها أثر إيجابي كبير في التنمية الوطنية.
كما يدعون رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى اعتماد تقييم أداء الوزارات والمؤسسات من قبل جهات مستقلة غير مرتبطة بالأحزاب والكيانات السياسية.
نجاح وزارة الإعمار والإسكان
في حديثه مع صحيفة “الصباح” تابعته المستقلة، أوضح رئيس مؤسسة أصول للتنمية الاقتصادية، المهندس خالد الجابري، أن العراق بحاجة إلى رؤية استراتيجية لمواجهة التحديات السكانية والاقتصادية الحالية. وامتدح الجابري الإنجازات التي حققتها وزارة الإعمار والإسكان، والتي تشمل مشاريع بنية تحتية هامة مثل الطرق والجسور عبر نظام الطريق الحلقي للعاصمة، وإنشاء هيئة للمدن الجديدة. وأكد أن هذه المشاريع أسفرت عن تحسينات ملموسة في البنية التحتية الحضرية وزيادة كفاءة استخدام الوقود، مما يمهد الطريق لتفعيل آليات النقل الجماعي.
الوزارات الأخرى والأداء الحكومي
وأشار الجابري أيضًا إلى النجاح الذي حققته بعض الوزارات الأخرى. على سبيل المثال، وزارة البيئة حققت نتائج إيجابية من خلال فريقها التفاوضي الذي وضع رؤية بيئية هامة، في حين أن وزارة الداخلية قامت بتفعيل الرقمنة ولوحات التسجيل. كما أحرزت وزارة النفط تقدماً في معالجة هدر الغاز الطبيعي، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي أسست حاضنات للطلاب لتدريبهم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
دعوات لتقييم مستقل
من جانبه، طالب مدير منظمة راصد للنزاهة، عبد الرزاق السلطاني، الحكومة بتطبيق نظام تقييم موضوعي للأداء الحكومي. وشدد على أهمية الاستعانة بجهات مستقلة وغير حزبية لضمان بناء دولة مؤسسات قوية وليس دولة أحزاب. وأضاف السلطاني أن الجمهور العراقي قد ملّ من الوعود الكاذبة، وأن الشفافية والموضوعية في التقييم ستساهم في تحقيق نتائج ملموسة.
الأمل في مستقبل أفضل
ختامًا، يبدو أن جهود بعض الوزارات قد أثمرت نتائج إيجابية على أرض الواقع، وهو ما يبشر بخير مع استمرار البرنامج الحكومي الحالي. ويعرب المتفائلون عن أملهم في أن تسير الحكومة ضمن المسار الصحيح، مع التركيز على تحقيق التنمية المستدامة وتقديم خدمات أفضل للشعب العراقي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: في السفر وحكاياته
في الأسفار فوائد عديدة، وميزاتِ فريدة، كانوا يقولون في السفر 7 فوائد، وفي زمننا هذا تضاعفت تلك الفوائد وتعددت وتنوعت لتصير أشياء كثيرة يتيحها لنا زمن التحول التقني المتسارع، فنحن نعايش ركضاً تقنياً يسير بنا على متنِ ملايين الساعات الضوئية، لا نكاد نلتقط جديدة حتى يفاجئنا بما هو أحدث، ومن ذلك التغيير في وسائل النقل والمواصلات على سبيل المثال لا الحصر.
أخبار ذات صلةقديماً كان السفر سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال وغيرها من الأنعام، ثم تطورت إلى العربات التي تجرها الحيوانات، ثم صنع الإنسان القوارب الصغيرة وصولاً إلى السفن عابرة المحيطات، ثم جاءت الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، فظهرت القطارات البخارية، فالسيارات التي تعمل بالمحركات، ثم الطائرات، إلى أن أصبح لدينا اليوم سيارات كهربائية، وقطارات فائقة السرعة، وطائرات نفاثة، بالإضافة إلى وسائل النقل الأخرى كالتاكسي الطائر، والقطارات والسيارات ذاتية الدفع والقيادة.
أضف إلى ذلك المركبات الفضائية وما تتيحه من فرص السياحة في الفضاء، ورغم التكلفة المالية المرتفعة لمثل هذا النوع من السياحة إلا أن هناك من يطرب لخوض غمار مثل تلك المغامرات وإن دفع في سبيل ذلك ملايين الدولارات، إذن التحولات من حولنا مذهلة وسريعة، ولا شك أن الجيل الجديد من أبنائنا يعيش أزهى أيامه، بينما يبقى جيل الزمن الطيب كما يسمونهم يعيش أزمة حقيقية تجعله حائراً بين قديمه الذي يهوى، وحاضره الذي يجب أن يوُاكب، وبين الحاضر المعاش وأهمية الإيمان به يصير التحول إلى الجديد في حاجة إلى معرفة وتدريب.
هذا المقال مثلاً أكتبه وأنا على متن طيران الاتحاد في رحلة العودة إلى الوطن بعد مشاركة ناجحة في معرض الرباط الدولي للكتاب، والتي جاءت تحل مظلة هيئة الشارقة للكتاب، حيث حلّت الإمارة الباسمة ضيف شرفٍ على المعرض، أكتب مقالي على جهازٍ لوحيٍ بحجم كف اليد وبقلمٍ رشيقٍ يذوب في رأسه ممحاة تذيب الحبر المندلق بحروف زائدة أو خاطئة، يتعامل مع الحروف بخفةِ طير يسير نحو غصنه الذي يحب. هكذا نتعايش مع الجديد الذي يُرعبني فيه أن أعتاد عليه وأنا العاشقة لأقلامي وأوراقي البيضاء المُلهمة، تلك التي لوّنتُ بها أحلامي الصغيرة، ومارستُ طقوس كتابة ما يدور في خاطري من أفكارٍ وأشعار على مساحاتها الشاسعة التي كلما أنهيتُ صفحة منها أخذتني إليها صفحةُ أخرى في حالةِ حب متبادلٍ لا يستطيع هذا الجهاز القابض على كفّي أن يفهمها أو يشعر بها. شيخة الجابري Qasaed21@gmail.com