السودان – أعلن شمس الدين كباشي نائب رئيس مجلس السيادة ونائب قائد الجيش السوداني أن الحكومة لن تذهب إلى جنيف لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع إلا لوضع جدول زمني لتنفيذ “إعلان جدة” لحماية المدنيين، ولن تستطيع أي جهة أن تملي عليها ما تفعله.

وقال كباشي أمس الخميس خلال لقاء مع صحفيين سودانيين ومصريين في بورتسودان حضرته الجزيرة نت إن الجيش يملك زمام الأمور، وسيرى الشعب قريبا متغيرات على الأرض، مضيفا “مطمئنون تماما لموقفنا العسكري”.

وانتقد نائب قائد الجيش واشنطن بشدة واتهمها بالمراوغة ومحاولة تجاوز “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في مايو/أيار 2023 عبر مفاوضات جنيف، والتمسك بإشراك جهات داعمة “للمليشيا المتمردة” ضمن المراقبين.

وأكد أن الحكومة منفتحة ومستعدة لأي مفاوضات جادة للسلام، وأنها منحت الضوء الأخضر لجهات عدة أبدت استعدادها للعب دور لإنهاء الأزمة السودانية.

وقال كباشي إن “أي عربون للسلام يبدأ من تنفيذ اتفاق جدة، ولن تقبل الحكومة أي اتفاق يمنح الدعم السريع دورا عسكريا أو سياسيا في المستقبل”.

وجدد نائب قائد الجيش رفضه المشاركة في مفاوضات جنيف بوضعها الحالي، مؤكدا أنهم لن يقبلوا بسلام لا يرتضيه الشعب ويعيده إلى منازله المحتلة من قبل “مليشيا الدعم السريع” وتعويضه عن الخسائر التي تعرّض لها من نهب وتدمير للممتلكات، وتابع “إذا لم تتحقق مطالب المواطنين فسنستمر في القتال”.

من جانبه، قال جبريل إبراهيم وزير المالية وزعيم “حركة العدل والمساواة” إن مفاوضات جنيف تسعى إلى شرعنة الدعم السريع كقوة بعد الحرب، لذا رفضت الحكومة المشاركة في تلك المفاوضات، مضيفا أن الإدارة الأميركية لو كانت جادة في إنهاء الحرب لألزمت القوات بتنفيذ “إعلان جدة”.

وأكد إبراهيم خلال لقاء مع إعلاميين في بورتسودان أن الحكومة لن تستجيب للضغوط والتهديد، ولن تستطيع الولايات المتحدة أن تفرض على الشعب السوداني سلاما بشروطها.

كما قال إن الحكومة السودانية لن تتنازل عن المطالب التي حددتها، مؤكدا أنها “مستعدة للتفاوض من أجل سلام عادل وشامل وغير راغبة في الحرب ولكنها مفروضة عليها لأنها صارت تستهدف المواطن لا القوات المسلحة”.

وذكر إبراهيم أن الحكومة لن تقبل باتفاق هش مع قوات الدعم السريع أو هدنة تتيح لها ترتيب أوضاعها حتى تعود إلى الحرب مرة أخرى، وأن باب المفاوضات لا يزال “مواربا” وستعود إليه الحكومة متى ما تم توفير متطلبات استئناف التفاوض.

وكشف وزير المالية أن الحكومة وضعت يدها على الإمبراطورية المالية لقوات الدعم السريع بحجز أرصدتها المالية في المصارف والشركات الاستثمارية وأسهمها بالمصارف وأكثر من ألف عقار في ولاية الخرطوم ومناجم الذهب بكافة الولايات عدا منجم سونغو في جنوب دارفور.

وأوضح أن الموسم الزراعي السابق حقق زيادة في إنتاج القمح مقدارها 950 ألف طن والذرة 3.5 ملايين طن على الرغم من ظروف الحرب، وأنه لا توجد مشكلة في توفر الغذاء، لكن قوات الدعم السريع تعيق إيصاله إلى المواطنين بالمناطق التي تسيطر عليها.

وأضاف أن أغلبية المساعدات الإنسانية التي وصلت كانت من الدول العربية والإسلامية، وأقلها من دول الاتحاد الأوروبي التي قال إنها لا تهتم بالمواطن السوداني.

واتهم وزير المالية منظمات غربية بـ”تسييس العمل الإنساني” واستخدام الغذاء لممارسة ضغوط على الحكومة وفرض تدخل إنساني في البلاد.

وأقر إبراهيم بمعاناة الشعب السوداني بسبب الحرب، وحمّل قوات الدعم السريع مسؤولية إفقار المواطنين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم من منازلهم قسرا وتدمير مصادر أرزاقهم.

وأشار إلى أن ما استطاعت الحكومة تقديمه هو توزيع ذرة مجانا للولايات ومساعدات مالية محدودة، وإلغاء الجمارك على السلع الغذائية الأساسية المستوردة وسداد رواتب العاملين في الدولة.

وعن حجم خسائر الحرب، قال وزير المالية إن اللجنة التي شكلها مجلس السيادة برئاسته في هذا الشأن قطعت شوطا كبيرا، واستعانت بخبراء وبيوت خبرة أجنبية، ولم تصل إلى تقديرات وأرقام دقيقة بعد، وستوصي بإنشاء مفوضية لإعادة الإعمار بعد الحرب.

وفي تطور آخر، اتهمت لجان المقاومة أمس الخميس قوات الدعم السريع بنهب المواد التموينية المخصصة للمطابخ الجماعية وإطلاق النار على متطوعين في منطقة شمبات بالخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية.

وقالت لجان مقاومة شمبات في بيان إنه “في تصرف شنيع قام أفراد مسلحون يتبعون لقوات الدعم السريع بسرقة ونهب المواد التموينية المخصصة للمطابخ الجماعية (التكايا) في منطقة شمبات، والاعتداء على المتطوعين في المطابخ بالضرب وإطلاق الرصاص الحي باتجاههم وسرقة هواتفهم الخاصة”.

وتقدم “التكايا” في شمبات وجبات يومية لأكثر من 1400 أسرة ما زالت موجودة في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأشار البيان إلى أن توقف المطابخ الجماعية عن الخدمة من شأنه تهديد حياة السكان الذين باتوا يعتمدون في غذائهم على ما تقدمه هذه المطابخ المجانية، في ظل انعدام فرص العمل وغياب المساعدات الإنسانية.

وأكد البيان أنه لا توجد أي قوات تقوم بحماية المدنيين كما يشاع، و”لم تشكل أي قوات لهذا الغرض منذ اندلاع الحرب، وكل ما يشاع غير حقيقي”.

وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو أعلن تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين تتولى مسؤولية توفير الأمن والمساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية.

المصدر : الجزيرة

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وزیر المالیة أن الحکومة

إقرأ أيضاً:

معارك محتدمة بين الجيش والدعم السريع وعقار يؤكد أن الدولة لم تخسر

تتواصل المعارك المحتدمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لا سيما في ولايات كردفان الثلاث، في حين قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، إن الدولة لم تخسر الحرب، ومن الطبيعي أن تخسر بضع معارك.

وفي لقاء مع الصحفيين بمدينة بورتسودان، مساء السبت، دعا عقار القوى السياسية في البلاد إلى التخلي عن الخلافات والتوحد الآن أمام عدو واحد.

من جهة أخرى، قال مسؤول محلي سوداني للجزيرة إن عدد الضحايا ارتفع إلى 114 قتيلا جراء الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع الخميس الماضي على مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان، والذي لقي تنديدا محليا ودوليا.

كذلك أصيب في الهجوم 71 شخصا، وفقا لما أفاد به المدير التنفيذي لمحلية كلوقي عصام الدين الننو.

وأوضح الننو -أمس السبت- أن ارتفاع عدد الضحايا ناتج من الإصابات الخطيرة التي تعرض لها بعضهم وأفضت إلى الوفاة، إضافة إلى أن هناك بعض الإصابات تجنب ذووها إحضارها للمستشفى الذي كان بدوره قد تعرض للقصف. وكان إحصاء سابق قد أفاد بمقتل نحو 80 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

وقد أكدت وزارة الخارجية السودانية -في بيان- أن قوات الدعم السريع ارتكبت "مذبحة مكتملة الأركان" في كلوقي باستهدافها المباشر لروضة الأطفال بصواريخ من طائرة مسيّرة، ثم قصفها مجددا أثناء محاولة الأهالي إنقاذ المصابين، قبل أن تلاحق المصابين والمسعفين داخل المستشفى.

إدانات ودعوة للمساءلة

وأدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الهجوم، وقالت إنه يمثل انتهاكا مروعا لحقوق الأطفال، وأكدت أن قتل الأطفال وتشويههم، والاعتداءات على المدارس والمستشفيات، تعد انتهاكات جسيمة لحقوقهم.

وقالت المنظمة الأممية -في بيان- إن الهجوم أدى لقتل أكثر من 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و7 أعوام داخل روضة أطفال بالمدينة.

وعزا بيان اليونيسيف لممثل المنظمة في السودان شيلدون ييت قوله إن "قتل الأطفال داخل مدرستهم يُعد انتهاكا مروعا لحقوق الطفل".

إعلان

وشددت المنظمة على أن "الأطفال يجب ألا يدفعوا ثمن الصراع مطلقا، ونحن في اليونيسيف نحث جميع الأطراف على وقف هذه الهجمات فورا، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى المحتاجين إليها".

وأشار البيان إلى أن هذه الضربات تأتي وسط تدهور حاد في الوضع الأمني في ولايات كردفان منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة وزيادة حادة في الاحتياجات الإنسانية.

من جانبه، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الذي استهدف مدينة كلوقي، وقالت مفوضة إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي حاجة لحبيب إن ما جرى "يمثل جريمة حرب واضحة"، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية أمر محظور تماما بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأضافت لحبيب أن "العنف المفرط ضد السكان يتطلب مساءلة عاجلة"، داعية أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها القانونية وحماية المدنيين.

مسيّرات بالدمازين

في غضون ذلك، قال مصدر بالجيش السوداني، للجزيرة، إن الدفاع الجوي تصدى لمسيّرات الدعم السريع بمدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق، في حين قال مصدر حكومي إن الكهرباء انقطعت بالمدينة بسبب قصف استهدف محطة توليد الكهرباء بها.

وفي المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد، وقالت إن القصف استهدف بوابة أدكون في المعبر بشكل مباشر.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بأنه يهدف بقصفه المعبر إلى إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية وعرقلة جهود الإغاثة.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث منذ أسابيع معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل سيطرة الأخيرة على معظم إقليم دارفور بولاياته الخمس، في حين يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب الولايات الأخرى بما فيها العاصمة الخرطوم.

ويحذّر مراقبون من أن توسع المعارك إلى عمق كردفان ينذر بنزوح أكبر، بعد أن تسبب النزاع منذ أبريل/نيسان 2023 في مقتل عشرات الآلاف وتشريد قرابة 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميا.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان
  • الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟
  • الدعم السريع تعلن السيطرة على حقل نفط استراتيجي جنوب كردفان
  • الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل نفطي غربي السودان
  • معارك محتدمة بين الجيش والدعم السريع وعقار يؤكد أن الدولة لم تخسر
  • أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟
  • السودان.. الجيش يقصف شرياناً حيوياً للمساعدات و«الدعم السريع» يدعو للتحرك فوراً
  • الدعم السريع: استهداف الجيش السوداني لـ «معبر أدري» يعيق تدفق المساعدات الإنسانية