عربي21:
2025-06-23@17:59:32 GMT

النووي الأمريكي من غزة وحتى هيروشيما

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

قصفت أمريكا الشعب الياباني بالقنابل النووية لمرة واحدة، ولكنها لم تطرد يابانيا واحدا من أرضه، ولم تشرد يابانيا من بيته، ولم تستول على مصانع اليابانيين ومزارعهم.

ولم تحتل مدنهم وقراهم، ولم تتركهم لاجئين في شتى أصقاع الأرض، بلا وطن، وبلا هوية، ولم تواصل أمريكا ذبح اليابانيين على مدار الوقت، ومطلع كل شهر، وكأن الموت الأمريكي قدر اليابانيين الذين شنوا هجومهم العسكري على بير الهاربر، فاستحقوا القنابل النووية التي قتلت عشرات آلاف البشر.



تواصل المجازر
ما يتساقط على رأس الفلسطينيين من قنابل إسرائيلية وصواريخ هي أكثر وحشية وإرهابا من القنابل النووية الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما، وهذه السكين الإسرائيلية تواصل الحز على العنق الفلسطيني دون انقطاع، ودون توقف، ودون رحمة، منذ وطأت أول قدم صهيونية لأرض فلسطين، واشتبكت مع الفلاحين الفلسطينيين، الذين رفضوا ترك أراضيهم للعصابات اليهودية سنة 1908، لتتواصل المجازر بحق الشعب الفلسطيني من ثورة 1919، وحتى ثورة البراق 1929، ومن ثم ثورة 1936، وما تلاها من مجازر بريطانية صهيونية، بحيث لم يخل يوم دون أن يراق دم الفلسطينيين، ودون أن يخترق الخنجر الصهيوني أحشاء مستقبلهم.



أمريكا قصفت اليابان بقنبلتين نوويتين، لمرة واحدة، واكتفت بذلك، ولكن إسرائيل لم تكتف بقصف الفلسطينيين بالتهجير من ديارهم، واغتصاب مدنهم وقراهم سنة 1948، وهذه أكثر وحشية من القنبلة النووية، بل لاحقتهم على طول الوقت بالتآمر تارة، وبافتعال المعارك تارة أخرى، حتى صار الدم الفلسطيني المراق في الشوارع من علامات الشرق، ومن مقومات الوجود الإسرائيلي، وهم يشكلون المجموعة الإرهابية 101، بقيادة الإرهابي شارون، سنة 1951، والتي واصلت اقتحام غزة، وتصفية المدنيين، وقتل المواطنين، خلال اصطفافهم أمام مراكز الأونروا لتوزيع المساعدات، وهذه قنبلة نووية أخرى، حتى جاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 1956، ليذبح الجيش الإسرائيلي كل عنق وصلت إليها السكين الإسرائيلية، وهذه قنبلة نووية ثالثة.

حصار بيروت
سنة 1967، ذبح الصهاينة من المصريين والسوريين والأردنيين مئات آلاف العرب، وذبح الصهاينة من سكان غزة عدة آلاف، لتتواصل المجازر بحق سكان غزة والضفة الغربية منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا دون توقف، فمن الغارات على الأردن، إلى الغارات والتصفيات في المدن اللبنانية، وحتى حصار بيروت 1982، ليتجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين مليون معتقل، ويتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين مئات آلاف القتلى مع انتفاضة الحجارة 1978، ومن ثم انتفاضة الأقصى 2000، وما تلى ذلك من اقتحام للضفة الغربية سنة 2002.

ومن ثم شن المعارك العنيفة على غزة 2009، وعدوان 2012، وعدوان 2014، وما تلى ذلك من ذبح للفلسطينيين في الضفة الغربية خلال انتفاضة 2015، ومن ثم المعارك اليومية على حدود غزة، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه المعركة بحد ذاتها فاقت بإرهابها ما تعرضت له اليابان من قنابل نووية.

هذا الاستعراض السريع للمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، جاء للتذكير أن أمريكا ألقت على اليابان قنبلتين نوويتين لمرة واحدة، فقتلت من قتلت، ودمرت ما دمرت، ليحيا الشعب الياباني بعد ذلك فوق أرضه، وفي مصانعه ومزارعه بلا عدوان أمريكي مباشر، وهذا ما لم يتحقق للفلسطينيين الذين ما زالوا يتلقون القنابل الإسرائيلية، ويُذبحون بأحدث ما انتجته الصناعات الحربية الأمريكية، دون توقف، ودون رادع، ودون وازع من أخلاق، أغلقت عليها الأمم المتحدة الأدراج، بفعل الفيتو الأمريكي.



ومن المفارقات المقززة في هذه المقارنة، أن القنابل النووية الأمريكية التي ألقيت على اليابان، كانت من إبداع الصناعات الإرهابية الأمريكية، وقد يكون بعض يهود أمريكا جزءاً من صناعة القنبلة النووية الأمريكية، ليتلقى الشعب الفلسطيني في القرن الواحد والعشرين، قنابل أمريكية الصنع، شارك في تطويرها وتهويل تفجيراتها صهاينة، يحملون الجنسية الأمريكية، ولكن ولاءهم وانتماءهم لإسرائيل.

يحكى أن السفير الأمريكي وعددا من سفراء أوروبا رفضوا مشاركة اليابانيين ذكرى إحياء مذبحة هيروشيما وناغازاكي، والسبب يرجع لعدم دعوة اليابان سفير إسرائيل لحضور المناسبة، وهذا يؤكد على عمق تحالف الإرهابيين، وحقدهم على البشرية.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الياباني غزة العدوان اليابان الولايات المتحدة غزة الاحتلال العدوان مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القنابل النوویة ومن ثم

إقرأ أيضاً:

نائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيران كـ «دولة» لكن نحارب برنامجها النووي

قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران كـ"دولة"، لكنها تحارب البرنامج النووي الإيراني.

وقال جيه دي فانس، بحسب ما أوردته صحيفة "ذي هيل" الأمريكية، "إن الولايات المتحدة تحارب البرنامج النووي الإيراني، لكنها ليست في حالة حرب مع إيران نفسها"، موضحا أن واشنطن ترغب في إنهاء البرنامج النووي، ومن ثم الدخول في محادثات مع الإيرانيين بشأن تسوية طويلة الأمد.

ولفت إلى أن إيران أرسلت "رسائل غير مباشرة" إلى واشنطن عقب الهجوم على منشأتها النووية، دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن مضمون هذه الرسائل.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف التفجيرات على المواقع النووية الإيرانية بأنها "نجاح عسكري مذهل"، داعيا طهران إلى إبرام اتفاق سلام بسرعة مع تحذيرها من أنها ستواجه المزيد من الهجمات إذا استمرت في مسارها النووي.

اقرأ أيضاًمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية: خبرة إيران في المجال النووي لا يمكن تدميرها

قبل الغلق الإيراني.. ماذا تعرف عن مضيق هرمز وتجارة النفط العالمية؟

الحرب الإيرانية الإسرائيلية تدفع البنك المركزي لرفع متوسط سعر العائد على أذون الخزانة

مقالات مشابهة

  • «هيروشيما» على فلسطين وإيران؟!
  • من هيروشيما إلى فودرو.. أسلحة فتاكة رجحت الكفة خلال الحروب
  • وزير الدفاع الأمريكي يتفاخر: دمّرنا البرنامج النووي الإيراني وقضينا على طموحاتهم
  • وزير الدفاع الأمريكي: دمرنا برنامج إيران النووي وقضينا على طموحاتها
  • نائب الرئيس الأمريكي: لسنا في حالة حرب مع إيران كـ «دولة» لكن نحارب برنامجها النووي
  • وزير الدفاع الأمريكي: نفذنا ضربة قاضية على إيران وبرنامجها النووي
  • وزير الدفاع الأمريكي: نفذنا الضربة القاضية على إيران ودمرنا برنامجها النووي
  • مصطفى بكري: الهجوم الأمريكي على مفاعلات إيران النووية بداية للحرب.. وهذه هي الخيارات المطروحة للرد
  • تفاصيل السلاح الأمريكي الذي قصف منشآت إيران النووي
  • بعد تعرضه للقصف الأمريكي.. ماذا تعرف عن المفاعل النووي الإيراني فوردو؟