27 مليون أمريكي يعانون من كارثة بسبب تغيير المناخ.. ما هي القبة الحرارية؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2024 GMT
منذ بداية فصل الصيف، تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من ارتفاع كبير في درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، في وقت، حذرت فيه الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الأمريكية، من أن العديد من السكان الأمريكيين يعانون من «قبة حرارية» خطيرة تزيد من ارتفاع الحرارة لفترة طويلة، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 43 درجة مئوية، فما هى القبة الحرارية وكيف تحدث؟
تحدث ظاهرة القبة الحرارية عندما يحبس الضغط المرتفع الهواء الساخن فوق منطقة ما، مما يمنع مرورالهواء البارد فترتفع درجة حرارة الأرض بشكل غير معتاد.
وحسب هيئة الأرصاد الجوية، فإنه من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 110 فهرنهايت ما يعادل (43 درجة مئوية)، وقد تشهد سان أنطونيو أعلى درجة حرارة لها منذ أكثر من 10 سنوات وذلك بحسب تقرير نشرتة جارديان.
وتهدد القبة الحرارية ولاية تكساس، بسبب الحرارة الجافة، والتي تساعد علي حرائق الغابات، مما دفع حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، إلى زيادة أعداد رجال الإطفاء لمكافحة خطر الحرائق، مطالبًا جميع سكان المنطقة لاتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة والاهتمام بتوجيهات المسؤلين للحفاظ على سلامتهم، للحد من الكوارث الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وصرح مسؤولون في تكساس بأن نشاط الحرائق سيزداد بشكل كبير، خصوصًا في شمال غرب ووسط المدينة، وذلك بسبب الجفاف الحراري الناجم عن القبة الحرارية، محذرين في بيان نشرته جارديان، من الخطر القادم على شبكات الكهرباء، نتيجة الطقس المتطرف والذي قد يدفع جميع السكان في المنطقة والذي يبلغ عددهم 27 مليونًا إلى تشغيل مكيفات الهواء لتبريد منازلهم في وقت واحد.
ولايات تعمل على مواجهة القبة الحراريةواتجهت العديد من الولايات الأمريكية بما فيهم تكساس ونيو مكسيكو وأريزونا إلى إنشاء مراكز تبريد، وذلك استعدادًا للتغيرات الناتجة عن القبة الحرارية، خصوصًا بعد أن أكدت مراكز السيطرة علي الأمراض أن الحرارة العالية تتسبب في مقتل 1220 شخصًا سنويًا في الولايات المتحدة كل عام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرائق الغابات ارتفاع درجات الحرارة الولايات المتحدة ولاية تكساس القبة الحراریة
إقرأ أيضاً:
كيف يترك تغيّر المناخ بصماته على بشرتك؟
تقول الطبيبة إيفا باركر: "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وهو واجهتنا الأولى مع البيئة". اعلان
في صباح أحد أيام نوفمبر 2018، كانت طبيبة الجلد الأميركية ماريا ويي تقود دراجتها إلى عيادتها في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عندما لاحظت تساقط رقائق بيضاء من السماء. أدركت سريعًا أنها لم تكن ثلوجًا، بل رمادًا متساقطًا من حريق "كامب فاير" الذي اندلع على بعد 175 ميلًا. وتقول: "كنت أفكر في تأثير ذلك على رئتي، ثم تساءلت: ماذا عن بشرتي؟".
في الأسابيع التالية، شهدت العيادة ارتفاعًا كبيرًا في حالات التهاب الجلد، خصوصًا الأكزيما والصدفية، إضافة إلى شكاوى عامة من الحكة. هذا المثال، وفق أطباء الجلد، يعكس العلاقة المتزايدة بين تغيّر المناخ وصحة الجلد، إذ تؤدي الحرارة المرتفعة وتلوث الهواء إلى تفاقم العديد من الأمراض الجلدية.
الحرارة المرتفعة تزيد الالتهابات الجلديةمع ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، تتفاقم مشكلات الجلد وتزداد احتمالات الإصابة بسرطان الجلد. تقول الطبيبة إيفا باركر من مركز فاندر بيلت الطبي بولاية تينيسي: "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، وهو واجهتنا الأولى مع البيئة".
ووفقًا لمراجعة صادرة عام 2024 عن المجلس الدولي للأكزيما، فإن الحرارة الشديدة والتعرق يؤديان إلى تفاقم أعراض الأكزيما والصدفية، وتزايد احمرار الوجه لدى مرضى الذئبة الجلدية. كما أن هذه الأعراض تظهر في مواسم أبكر من المعتاد وتمتد لفترات أطول.
وفي بوسطن، لاحظت طالبة الطب ناتالي بيكر تفاقم الحالات الجلدية خلال موجات الحر غير المعتادة، من بينها نوع نادر من اللمفومات الجلدية التي يسبب ارتفاع الحرارة خلالها حكة "لا تُحتمل"، حسب قول أحد المرضى.
ويشير الأطباء إلى أن المرضى المصابين بداء hidradenitis suppurativa - وهو مرض جلدي يسبب دمامل مؤلمة - يعانون من تفاقم الأعراض في الأجواء الحارة والرطبة بسبب زيادة الاحتكاك ونمو البكتيريا.
Related تقرير يحذّر: تغير المناخ والأضرار التي لحقت بالطبيعة يهددان نمط الحياة في أوروبامن مدغشقر إلى القطب الشمالي.. الطيور تدفع ثمن تمدد الإنسان وتغير المناخ البتيروستلبين.. منافس جديد يدخل سباق العناية بالبشرة فماذا نعرف عنه؟ التلوث ودخان الحرائق.. عدو إضافي للبشرةمع تزايد الحرائق نتيجة تغيّر المناخ، يتأثر الجلد بشكل مباشر من تلوث الهواء. تقول ويي: "كل الأمراض الالتهابية تقريبًا تتأثر بالتلوث ودخان الحرائق". فعندما تشتعل الحرائق، تنبعث جزيئات دقيقة تسبب إجهادًا تأكسديًا يضعف الحاجز الواقي للبشرة ويزيد من الالتهاب.
في يونيو 2023، لاحظت طبيبة الجلد في جامعة هارفارد أريان كوروش ارتفاعًا غير مسبوق في حالات الأكزيما في بوسطن أثناء موجة الدخان الناتجة عن حرائق كندا. وارتفع عدد المرضى من أقل من 20 في الشهر إلى 160 حالة. كما ظهرت أعراض تهيّج جلدي لدى أشخاص لم يعانوا من مشاكل سابقة.
وتشير الأبحاث إلى أن التعرض المتكرر للدخان قد يتسبب بأضرار طويلة الأمد، بينها زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وهو ما يُبحث حاليًا في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إذ تُظهر التقديرات الأولية أن رجال الإطفاء أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بعامة السكان.
حلول الحماية ليست متاحة للجميعيشير الأطباء إلى أن كثيرين لا يملكون القدرة على اتباع توصيات الحماية مثل البقاء في أماكن مغلقة أو استخدام أجهزة تنقية الهواء. تقول كوروش: "قد يضطر البعض للعمل في الهواء الطلق ولا يملكون خيار البقاء في الداخل".
ويُظهر بحث نُشر هذا العام أن الأشخاص الأقل قدرة على الوصول إلى وسائل الحماية هم الأكثر عرضة لتفاقم الأمراض الجلدية الناتجة عن التلوث.
المستقبل: بين البحث الطبي والتأقلميرى الخبراء أن مواجهة آثار تغيّر المناخ على الجلد تتطلب التكيف مع الظروف البيئية الجديدة، ومراقبة جودة الهواء، واعتماد إجراءات وقائية. كما يشيرون إلى أن بعض الشركات تسوّق منتجاتها باعتبارها "مضادة لتأثيرات المناخ" من دون وجود أدلة علمية كافية، وينصح الأطباء بالتحقق من وجود دراسات سريرية داعمة لتلك الادعاءات.
وتؤكد ناتالي بيكر: "رغم أن العلاقة بين تغيّر المناخ وصحة الجلد مجال بحثي جديد نسبيًا، فإن التقدم الذي أُحرز خلال السنوات الأخيرة مشجع ويفتح آفاقًا واعدة للمستقبل".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة