“رسوم مذهلة” تكشف عن مستويات التلوث القاتلة في المدن حول العالم
تاريخ النشر: 24th, August 2024 GMT
قال فريق من الباحثين إن تلوث الهواء يشكل آفة بيئية لسكان المدن منذ الثورة الصناعية، وقد ارتبط بحالات صحية، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب ومرض باركنسون.
والآن، تكشف رسوم بيانية جديدة كيف يعيش 99% من سكان العالم في مناطق ذات هواء ملوث بشكل خطير.
وصمم فريق من علماء جامعة ليدز وجامعة إدنبرة وجامعة ولاية كارولينا الشمالية ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، الرسوم البيانية من خلال دمج البيانات من المحاكاة الحاسوبية وملاحظات الأقمار الصناعية، لتقدير التركيزات المتغيرة لتلوث الجسيمات منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
Incredible charts reveal deadly pollution levels in cities around the world over the last 160 years
ويعرف تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة، والذي يُسمى أيضا تلوث PM2.5، بأنه مزيج من الجسيمات السائلة والصلبة الصغيرة، مثل السخام أو الغبار أو الأوساخ أو الدخان. ونظرا لحجمها شديد الصغر، فيمكنها اختراق رئتينا ودخول مجرى الدم.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن لا يتجاوز متوسط التركيز السنوي لـ PM2.5 تركيزا يبلغ 5 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء.
ومع ذلك، لا يوجد حاليا مستوى آمن لتلوث PM2.5 معترف به من قبل العلم. وكان الاتجاه العام في جميع أنحاء العالم هو زيادة مستويات تلوث الهواء بشكل مطرد منذ بداية التصنيع.
ومع ذلك، تظهر الرسوم البيانية أيضا وجود تقدم كبير في مجال الحد من التلوث في السنوات الأخيرة. ففي المدن الأكثر ثراء في جميع أنحاء أوروبا الغربية، بدأت تركيزات تلوث الهواء بالجسيمات المتوسطة في الانخفاض.
وتقول الدكتورة كيرستي برينغل، الباحثة من جامعة إدنبرة التي ساعدت في تصميم هذه الرسوم البيانية: “غالبا ما يُطلق على تلوث الهواء اسم “القاتل غير المرئي”، لكن هذه الرسوم تجعل غير المرئي مرئيا. تُظهر الصور أنه من الممكن الحد من تلوث الهواء؛ فالهواء في العديد من المدن في أوروبا أصبح الآن أنظف بكثير مما كان عليه قبل 100 عام، وهذا يحسن صحتنا”.
كما توضح الرسوم البيانية كيف أدت السياسات الأكثر صرامة والتحسينات التكنولوجية، إلى تحسينات في بعض الدول الآسيوية مثل الصين، حيث انخفض التلوث بشكل حاد من ذروته في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومع ذلك، تكشف البيانات أيضا عن التفاوتات الكبيرة في جودة الهواء في المدن حول العالم.
وشهدت مدن في آسيا الوسطى وأجزاء من إفريقيا، تدهورا سريعا في جودة الهواء بسبب النمو السكاني والتحضر والتصنيع.
كما تعاني المدن الكبرى مثل دلهي ونيروبي، من نقص اللوائح الصارمة، ما سمح للتلوث بالوصول إلى مستويات خطيرة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تجاوزت مستويات تلوث الهواء في دلهي 100 ميكروغرام لكل متر مكعب، أي أعلى بعشرين مرة من توصيات منظمة الصحة العالمية.
ويقول الدكتور جيم ماكوايد، الباحث في جامعة ليدز والذي عمل في المشروع: “تلوث الهواء هو أحد عوامل الخطر الرئيسية للوفاة في العالم، ويُعتقد أنه يساهم في وفاة واحدة من كل 10 حالات وفاة على مستوى العالم. تظهر الرسوم أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به للحد من تعرض الناس لجودة الهواء الرديئة”.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: تلوث الهواء
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يطلق مشروع “التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي”
أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، عن بدء العمل فوراً في واحد من أهم مشاريع وزارة التسامح والتعايش خلال المرحلة المقبلة، وهو مشروع “التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي”، مؤكدا أن هذا المشروع يتوافق مع رؤية القيادة الرشيدة لأهمية تحقيق الإفادة الكاملة من كافة معطيات العصر وتوقعات المستقبل، من أجل أن تكون دولة الإمارات قادرة تماماً على الإسهام الفاعل في كافة إنجازات التقدم في العالم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش اليوم وتحدث خلاله معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بحضور سعادة عفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح والتعايش ، وعدد من القيادات الإعلامية بالدولة.
وتطرق المؤتمر الصحفي إلى الخطط المستقبلية للوزارة واعتمادها تقنية الذكاء الاصطناعي في كافة مبادراتها وبرامجها على مدار العام.
وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك، أن مشروع “التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي” يأتي إسهاماً من الوزارة في تأكيد ما تحظى به الدولة من شأن عظيم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح اليوم حقيقة واقعة وله دور متنام وحيوي في تشكيل طبيعة الحياة في العالم أجمع.
ورفع معاليه في مستهل كلمته أسمى آيات الشكر وفائق الاحترام والامتنان إلى القيادة الرشيدة على الجهود المتواصلة من أجل تمكين دولة الإمارات من أخذ مكانتها المرموقة في العالم، وكذلك التأكيد المستمر على مكانة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في مسيرة المجتمع والوطن، والحرص القوي على تعميق دور المعارف والتقنيات في أفراد المجتمع.
وأوضح أن مشروع “التسامح والتعايش في عصر الذكاء الاصطناعي” يهدف إلى الإسهام في تعزيز قيم التسامح والتعايش لدى جميع أفراد المجتمع ، وكذلك تعميق العلاقة مع العالم أجمع، مؤكدا أن أدوات الذكاء الاصطناعي سوف تسهم في تحقيق التعارف بين الأفراد وتوفير قنوات الحوار والتواصل بينهم وتمكينهم من العمل المشترك النافع والمفيد، بالإضافة إلى إتاحة الفرص أمامهم للتعلم الذاتي والتطور الدائم والمستمر.
وأضاف أنه على مستوى المجتمع، فإن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحقيق الكفاءة والفاعلية في عمل المؤسسات، بحيث تتاح أمام أعضائها الفرص الملائمة للتعلم معاً؛ يتبادلون الأفكار والخبرات وينفذون مبادرات مشتركة في التسامح والتعايش لخدمة البيئة والمجتمع، وعلى المستوى الوطني فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستوضح بجلاء العلاقة الوثيقة بين التسامح ومستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة، وتسهم في تأكيد هذه العلاقة على أرض الواقع.
وقال إن هذه التقنيات ستكون كذلك وسيلة فعالة لبناء علاقات قوية مع الجاليات الأجنبية في الدولة، ومع المؤسسات العامة والخاصة، ومع الدعاة ورجال الدين، ومع المجتمع المدني، إضافة إلى دورها في بناء شراكات فعالة بين الجميع لما فيه تحقيق الخير للجميع.
وذكر أنه على مستوى العلاقة مع العالم، فإن الذكاء الاصطناعي سيتم استخدامه لتعريف العالم كله بالنموذج الرائد للإمارات في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، بالإضافة إلى الاعتماد عليه في بناء علاقات التعاون والتنسيق عبر الحدود والمسافات.
وقال معاليه إن وزارة التسامح والتعايش، وهي تسعى إلى تحقيق ذلك كله من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنما تنطلق من تحديد واضح للعلاقة بين التسامح والذكاء الاصطناعي، كما تركز على ضرورة الحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية في مسيرة الدولة، وتقوم بمسؤولياتها في ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي ذكاءً أخلاقياً يحمي الحقوق ويأخذ بمبادئ الأخلاق والسلوك القويم.
وأضاف أن وزارة التسامح والتعايش على وعي كامل بالمنافع الكثيرة للذكاء الاصطناعي، ولكن في الوقت نفسه الوزارة على إحاطة تامة بما قد يترتب على الاستخدام غير الجيد لهذه التقنيات من أخطار وتهديدات، بل وتغيرات غير مرغوبة في بنيان المجتمع كله، وترى الوزارة أن الذكاء الاصطناعي بذلك هو اختبار للبشرية الذي يحمل في طياته فرصاً رائعة للعطاء والإنجاز.
وأكد أن الوزارة تدرك أنه من الضروري اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق المنافع المرجوة منه في الوقت نفسه الذي تعمل فيه على تلافي المخاطر التي قد تنشأ عنه، وعلى تنمية قدراتنا على التعامل معه بوعي وقدرة وذكاء، مشيرا إلى عدد من الاعتبارات الأساسية التي ستحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع الذي نطلقه اليوم.
وأكد معاليه أن الوزارة من خلال هذا المشروع ستكون نموذجاً وقدوة في استخدامات الذكاء الاصطناعي لخدمة الجميع، وذلك باحترام ورحمة وكرم واهتمام بمشاعر الآخرين، كما تلتزم بأن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتأكيد مبادئ المحبة والنزاهة ونبذ العنف والكراهية والابتعاد عن أي تحيز ثقافي أو فكري أو تفرقة بين الأفراد أو الجماعات، كما ستركز في استخدامات للذكاء الاصطناعي على مبادئ التعارف والحوار والعمل المشترك بين البشر، وهي المبادئ التي تمثل الركائز الأساسية لنموذج التسامح والتعايش في الإمارات.
وأضاف موجها حديثه للإعلامين : سترون في هذا المشروع استخداماً مبدعاً للتقنيات المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث نقوم حاليا ببناء الأدوات التي تتفق مع أهدافنا واحتياجاتنا، وتوضح قدرة الوزارة على الإفادة من هذه التقنيات في وقاية المجتمع من أية مخاطر أو تهديدات، وفي تقوية مناعته في مواجهة هذا العالم الذي يموج بالتغيرات المتلاحقة والمتسارعة.
وأكد أن الوزارة ستستخدم الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل المعلومات والبيانات الكبيرة، بما في ذلك جمع وتحليل محتويات وسائل التواصل المجتمعية، ونشر النتائج على نطاق واسع.
وشدد معاليه على حرص الوزارة على أن تكون بعض هذه التقنيات بمثابة “صديق رقمي” ليقدم نصائحه للأفراد ويسهم في بناء الثقة بالنفس والتفاؤل بمسيرة الدولة والسلوك القويم لدى أبناء وبنات الوطن، من خلال معارف موثقة وصادقة.
وأعرب عن أمله في أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة فعالة للتوسع في نطاق العمل بالوزارة، بحيث تصل الوزارة من خلاله إلى أعداد أكبر من المستفيدين من خدماتها، كما تتاح للوزارة أيضاً فرص للعمل مع المهتمين بالتسامح والتعايش داخل الدولة وخارجهاـ وكمثال على ذلك، ما نرجوه من استخدام هذه التقنيات في بث الحيوية في التحالف الدولي للتسامح الذي ترعاه الوزارة كمظلة تجمع دعاة التسامح والتعايش في العالم كله.
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن العمل في هذا المشروع يكون مثالاً رائداً للشراكات المجتمعية الناجحة؛ حيث ستتعاون الوزارة مع الجامعات ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة وشركات التقنية وصولاً إلى بناء أدوات ملائمة للذكاء الاصطناعي واستخدامها في تحقيق التطور والنماء في المجتمع.
كما أعلن أن الوزارة ستطور 12 تطبيقاً للذكاء الاصطناعي تغطي كافة أوجه العمل بالوزارة، وهذه التطبيقات سيتم توجيهها للوفاء باحتياجات مختلف فئات السكان، على أن تكون متاحة في الوطن والعالم، مشيرا إلى أن هذه التطبيقات ستكون أدوات للتعلم المستمر في كل وقت وفي كل مكان، وأداة لتشجيع الإبداع والابتكار في مجالات التسامح والتعايش، كما أن هذه التقنيات ستشكل مجالا خصبا للاعتزاز بالثقافة والتراث والهوية الوطنية، وطريقاً لتعميق علاقاتنا مع العالم، كما ستكون أداة للتواصل وتبادل الآراء والخبرات في المجال الرقمي، وفوق ذلك كله فإن هذه التقنيات سيتم الاعتماد عليها في إنشاء قواعد المعلومات والبيانات وتحليلها والإفادة منها قدر الإمكان.
وقال معاليه: ” إن رسالتنا واضحة تماماً فالذكاء الاصطناعي أداة مهمة في هذا العصر، وأننا في الوزارة ملتزمون تماماً باستخدامه على نحو يجعل منه أداة لتحقيق السلام والوفاق والحفاظ على القيم الإنسانية المشتركة بين البشر في كل مكان”، معبرا عن أمله بأن تكون وزارة التسامح والتعايش دائماً عند ثقة الجميع في استخداماتها لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى نحو يدفع إلى الإسهام في تحقيق الكفاءة والفاعلية في عمل الوزارة من جانب، وفي خدمة المجتمع والإنسان في دولتنا العزيزة من جانب آخر.