أجساد تتراقص في الألم ،،، بقلم: سهله المدني
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
أجساد تتراقص في الألم و حياة تختلف عن الواقع و أجساد لايمكن رؤيتها في واقعنا، ورغبة جسدية مختلفة عن الواقع كل شيء يجعلك ترى قصة خيالية وامرأة ورجل لايمكن أن يكون لهم وجود في واقعنا أو حتى في أحلامنا ، وأجساد تتراقص برغبة وحشية وغريبة عن العقل والمنطق وكأنك امام امرأة لا تشبع أو تتذمر أو تشعر بالإرهاق وكأنها بعيدة عن ذلك كليا ومع ذلك تجد بأنك ترى سيناريو بعيد عن الحقيقة، وكل ذلك يجعلك تدرك بأنك أمام حلم لا وجود له،عندما نتحدث عن من يعمل في صناعة أفلام للكبار نجد بأن كل الأديان تنبذه وكل الشعوب والثقافات لا ترحب بوجوده، ومع ذلك نجد بأن لهم السيطرة على هذه الصناعة بل هم كأنهم من يحددوا التوجه الجنسي في العالم لدى البعض وليس الجميع و هذا مؤسف جدا ولكن هذا واقع لا يمكننا الهروب منه أو حتى أن نمحوه من واقعنا المؤلم، نعم كل ذلك يجعلنا ندرك أنه عندما يكون الإنسان منبوذ من العالم فهذا لا يمكن أن يمحي تأثيره في العالم نعم ويمكن أن يجعله ذلك منبوذ من الجميع ولكن له تأثير أكبر في العقول والقلوب لأن كل شيء ممنوع يكون مرغوب، فهم تأثيرهم قوي وكل رجل بدأ حياته الجنسية يتجه لهم ويبدأ طريقه في عالم الرغبة الجسدية من خلالهم ونجد الرجل لديه تأثير كبير بهذا العالم وذلك لأن شغفه لذلك أكبر من المرأة وهذا عالمه و المرأة توجهها إلى أفلام رومانسية التي تحرك مشاعرها وقلبها، لذلك نجد بأن الرجل يقع ضحية لذلك ، ولذلك نجد التوجه لمتابعة هذه الصناعة التي هي بعيدة كليا عن الواقع الذي يعيشه كل فرد في حياته الزوجية، وهذا ماقالته فنانة تعمل في هذه الصناعة وهي تعمل في هذا المجال أكدت بأن من يعمل في هذا المجال يستخدم ابر أو حبوب وأنه يختلف عن الرجل في الواقع لأن لديهم أدوية تستخدم ومقاييس معينة لاختيار من يعمل في هذا المجال بعيد عن الواقع الذي نعيشه وأكدت بأنها هي تستخدم حبة تضعها تحت لسانها قبل البدأ في تصوير الفيلم وأكدت بأن ما جعلها تعمل في هذا المجال هو أنها كانت تمر بمشكلة مالية تراكمت عليها الديون و هي التي جعلتها تعمل في هذا المجال، وهناك فنانة أخرى أكدت بأن سبب عملها في هذا المجال هو المال وأن الحياة في أمريكا تتطلب منك أن تعيش حياة جميلة أن يكون دخلك الشهري 10الاف دولار لكي تعيش سعيد فيها وهي عملت في جامعة معروفة في أمريكا ولكن المال الذي تجنيه لم يكن كافي لكي تعيش الحياة التي تريدها وهي منتجة وفنانة وهي تدعم كل من يريد العمل في هذا المجال، وأكدت بأن جسد المرأة التي تعمل في هذا المجال فهي تهتم به وبعضهم تعتمد على عمليات التجميل، وأن جسد المرأة العادية يختلف كليا عن ذلك، لذلك لا يمكن لك أن تبنى معتقداتك الجنسية من خلال أفلام ليس لها أي صلة بالعقل والمنطق والدين ولا يقبلها أي دين وهي صناعة منبوذة ولكن لها شعبية كبيرة في عقول البعض وجعل منها ذلك لأنها ممنوعة وكل ممنوع مرغوب، ومن يدخل في هذه الصناعة فهو لديه ظروف وأسباب جعلته يقع ضحية بل جعلته يكون متواجد فيها لذلك نبتعد بعقولنا وقلوبنا واجسادنا عن صناعة هي بعيدة كليا عن الإنسانية لأن كل من يشاهدها يكون ضحية لها وكل من يعمل فيها يكون أيضا ضحية لها.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: هذه الصناعة من یعمل فی عن الواقع
إقرأ أيضاً:
ورد وشوكولاتة
يظل الناقد حائرًا فى مدخله النقدى وتحليله الفنى للأعمال الأدبية والفنية حول ذلك السؤال الملح الغامض المحير عن ماهية الفن وهل هو محاكاة صماء للواقع أم أنه إعادة صياغة لما ينبغى أن يكون عليه هذا الواقع المؤلم المر، فهناك من يرى أن الفن هو استنساخ فوتوغرافى يتطابق مع مجريات الأحداث الواقعية وملامح الشخصيات وتكوينها الخارجى وبنائها النفسى، وفى ذلك انتقاصٌ من قيمة ومكانة المبدع فلا مجال لنقل واقع كامل له خالق وملامح وأقدار خاصة لا يمكن ذات محاكاته وإدراكه ومعرفة أسبابه، لذا فإن الفن الحقيقى هو ذلك الإبداع الجديد لواقع نعيشه فى قالب يمزج بين الأخيلة والواقعية، بين الانتقاء والاختيار حيث الفن له معطيات الواقع الإنسانى لكن عبر أطر فنية وجمالية إبداعية مغايرة للواقع تعيد رسم وصياغة صور إنسانية ومواقف بشرية وأقدار غامضة بملامح متغيرة ونفوس مركبة، من هنا يبرز ويظهر معنى ومفهوم الإبداع الفنى والأدبي.
ولأننا نعانى من فقر إبداعى وفكرى. لموضوعات جديدة فإن العديد من الكتاب والمنتجين يلجأ إلى قصص وأحداث واقعية تصاغ فى قوالب فنية جديدة ما بين إعادة تقديم فيلم عن سيدة الغناء العربى أم كلثوم بنجوم وإنتاج ضخم وذلك الصراع الدائر حول مطابقة الصورة الفنية للصورة الأصلية الواقعية نجد أن قصة مقتل المذيعة شيماء جمال على يد زوجها القاضى أيمن حجاج قد أثارت فضول ورغبة المنتج محمد العدل فى أن يعيد صياغة هذه القصة لينتج واقعا فنيا ودراميا متطابقا فى الأحداث مغايرا فى المعالجة والعرض توافرت له جميع عناصر النجاح والتشويق والإثارة بالرغم من أن المتلقى يعرف النهاية منذ أول مشهد وأول حلقة ومع هذا تمكن الكاتب محمد رجاء فى تقديم سيناريو محكم،مع المخرج محمد جمال العدل وفريق التمثيل وقد تجاوز حدود الواقع والحكاية إلى عمل فنى له خصائصه من سيناريو إلى حوار وقصة وتصوير وموسيقى وأداء تمثيلى للفنانة زينة فى دور مروة أو المذيعة شيماء والفنان محمد فراج فى دور صلاح أو المستشار أيمن حجاج
الورد يعنى الرومانسية أوالحب الأفلاطونى، والشوكولاتة تعبر عن الرغبة والشهوة وحين يجتمعان فإن الحدوتة تتبلور وتكتمل فى وجدان المشاهد الذى يتلقى درسا من دروس الحب المحرم والخيانة والعقوق والمصالح المتضاربة؛ فهذا المحامى أو المستشار يرفض أهله ويتبرأ من أصله فلا يحضر جنازة والده لإرتباطه بأسرة ثرية دات شأن وجاه وزوجه توفر له الأصل والأسم الراقى والمركز المرموق فى ظل سطوة والدها ومركزه وصلاته؛
يعيش هذا المحامى لنزواته وشبقة للمال والسلطه والجنس فيقع فى براثن مذيعة جميله لديها مشاكل أسرية وآخرى نفسية فهى ضحية عنف ابوى وزوج خائن يطاردها للحصول حضانة الطفلة.. مروة نتاج مناخ يدفعها إلى الزواج سرا من هذا المستشار أو المحامى الملوث الفاسد المريض نفسيا وذلك على حساب أى إعتبارات
أخرى فلا هى تمتلك المهنية والنزاهة الإعلامية ولا هى أم تخاف على إبنتها ولا هى تحافظ على سلامها النفسى وإنما هى ضحية حب مرضى تمكن منها وسلبها اتزانها ودفعها لأن
تدخل فى علاقة شائكة وزواج عرفى مع هذا الرجل وقد ظنت وتوهمت أنه بنفوذه وسلطته قد يقدم لها الأمن والاستقرار والحماية.. وتبدأ الحكاية ما بين الواقع الكاشف للفساد وبين النفس المريضة لكل من المذيعة والمحامى فهذه العلاقة الغريبة تقوم على أركان الشك والخيانة والابتزاز والتهديد.
المذيعة تسجل فيديوهات جنسية لزوجها وتحصل على مستندات تثبت فساده وإجرامه وسوء استغلاله للسلطة، وعلى الجانب الآخر فهذا المحامى يضربها بعنف حتى الإجهاض والنزيف ويعاملها كما العاهرة برخص وقسوة ومع هذا تستمر العلاقة المرضية بينهما، كلاهما متشبه فى الظروف والنشأة وكلاهما لديه انحراف سلوكى ونفسى جمعت بينهما مصالح تشابه فكانت تلك العلاقة التى جسدها الصراع والحوار فى محاولة لكشف أغوار النفس البشرية وفك رموز السلوك الإنسانى وقد ضل وحاد عن الطريق .. فالمحامى يقتنص ويسرق لحظات المتعة والشهوة، كما يقتنص المال والسلطة والمذيعة تبتزّ وتهدد من أجل الشهرة والنجومية والظهور …
وأيا كانت دوافع هذه الجريمة ومن الجانى ومن الضحية؟ فإن المسلسل نجح فى جذب انتباه المشاهد، وكذلك الغوص مع الشخصيات فى حوارات درامية نفسية مركزة تحل شفرات ذلك السلوك المنحرف للشخصيات من خلال مشاهد متتابعة مشوقة ومثيرة محفزة للفكر والوجدان، وشكلت الموسيقى مع الإضاءة صور الصراع الداخلى والخارجى للشخصيات، صفاء الطوخى مبدعة فى ارتداء شخصية أم شيماء خارجيا وسلوكيا وكذلك تمكنت مريم الخشت من أداء دور الزوجة الراقية فى رقة ونعومة، أما زينة فهى بطلة الحدوتة والمسلسل بعد أن استعادت مكانتها فى الساحة الفنية عائدة بقوة وتمكن وإحساس يتأرجح بين قمة الجبل وصفحة السفح ويغوص فى أعماق البحر ليخرج بؤبؤ المشاعر المتضاربة ما بين الحب والمرض والضعف الأنثوى؛ اما محمد فراج فإنه أبدع فى توظيف ملامح الوجه ونظرات العين ونبرات الصوت وتعبيرات النفس لينقل للمشاهد تضارب المشاعر ما بين الخوف والعنف والفساد والضعف والحب ويجسده على شاشات العرض الواقعى.. المسلسل قدم أروع رسالة فنية وعبرة إنسانية لزوج خائن وفاسد، وإعلامية مستغلة ضعيفة وزوجة متعالية قاسية وأسر مفككة.. مسلسل يستحق المشاهدة.