سودانايل:
2025-05-28@05:20:50 GMT

هل “دنا” عذاب السودان من روسيا والامريكان ؟

تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT

بشير عبدالقادر

ما ان استلم نظام الانقاذ في السودان الحكم في العام 1989م، الا واستعجل في رفع شعار "امريكا وروسيا دنا عذابها"!!! على اعتقاد ان استعداء تلك القوتين العظمتين يمكن ان يكون من ضمن الغايات الاستراتيجية التي ستقود لأن يتوحد الشعب خلف نظام الانقاذ، وقد تأسى نظام في تلك الخطة بالنظام الإيراني!
كانت القوتين العظمتين روسيا وامريكا تعلمان بمقدرتهما على محاصرة نظام الإنقاذ واسقاطه بكل سهولة عبر آلياتهم العديدة والمتنوعة في وقت وجيز، ولكنهم فضلوا ابتزاز نظام الإنقاذ وتركه للتأكل الداخلي حتى يسقط وحده بعد ان يحقق لهم أهدافهم بصورة مباشرة او عير مباشرة!!!
فقامت الولايات المتحدة بضرب مصنع الشفاء في العام 1998م بحجة ان مالكه هو أسامة بن لادن وانه مصنع كيماوي وليس مصنع للدواء! وفي 1992م بواسطة الولايات المتحدة تم إدراج السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب واستمر الامر خلال 27 عاما، وفرض على السودان حصار اقتصادي مباشر مما أدى لحرمانه من أي إمكانية لتعاون اقتصادي كبير مع معظم دول العالم وبالتالي عدم قيام تنمية حقيقية!!! واستمرت الولايات المتحدة في ابتزاز نظام الإنقاذ بتهمة انه يمثل تهديدا للمصالح الامريكية وقد قالها مسؤول أمريكي على أيام الوزيرة اولبرايت فقال "السودان تعتبر الدولة الأفريقية الوحيدة التي تشكل تهديد للمصالح الامريكية"، ودعمت الولايات المتحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان و"ضخمت" الولايات المتحدة أزمة دارفور لإجبار نظام الإنقاذ على قبول كل الاتفاقيات التي قادت لانفصال جنوب السودان.


بالطبع استقلت روسيا الاتحادية تدهور العلاقات السودانية الامريكية لتطوير علاقتها مع السودان، فزار وزيري الخارجية مصطفي عثمان موسكو في نوفمبر 2001م، ثم لام أكول في شهر مايو 2006م، وفي شهر يوليو 2004م زارها رئيس الجمعية الوطنية السودانية أحمد إبراهيم الطاهر وركزت روسيا على تسليح السودان ولا سيما في مجال الطيران الحربي، ويلاحظ ان معظم تلك الطائرات سقطت اثناء الطيران!!!- وانها لم تستخدم سوى في الحرب في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق!!!، وبجانب استنزاف كثير من المواد الخام السودانية بما فيها الذهب، سعت روسيا ومازالت تبحث لإيجاد موطئ قدم لها على البحر الأحمر ببناء قاعدة عسكرية روسية في السودان! خاصو وأنها تعتبر السودان معبر لها للسيطرة على وسط افريقيا بكل خيراته من المواد الأولية كاليورانيوم والذهب وغيرها!
كان على نظام الإنقاذ بعد إدراكه للنتائج الكارثية لشعاراته المعادية لأمريكا وروسيا أن يعمل على كسب عطف الدول العربية والإسلامية وقبلها دول الجوارالافريقي، ولكنه بدلا عن ذلك قام بإشعال العداء مع مصر من خلال محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، وعادى ليبيا، وساند ارتريا في حربها مع اثيوبيا وتدخل في الشؤون السياسية لدولة تشاد لتبديل الرؤساء فيها، ودعم جيش الرب ضد الحكومة اليوغندية، وحاول التدخل في افريقيا الوسطى!
كذلك كان على نظام الإنقاذ ان بعمل على توحيد الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حوله من خلال سياسات تعمل على تقوية النسيج الاجتماعي وتوحيد الشعب ونزول قادة نظام الإنقاذ للعيش وسط الشعب ومشاورة الشعب من خلال توسيع دائرة المشاركة في الحكم وإطلاق الحريات.
لكن على النقيض تماما بدل أن يعمل نظام الانقاذ من خلال سياسته الداخلية على توحيد الصف الداخلي للشعب، قام باستعداء الكثير من فصائل الشعب السوداني من خلال فصل مئات الآلاف من العمال والموظفين والاطر في كل مؤسسات الدولة بما فيها القوات المسلحة العسكرية والقوات النظامية الاخرى. ولجئ النظام في تعامله مع الشعب الى العنف والبطش بواسطة أجهزته الامنية حيث فتحت السجون الرسمية وغير الرسمية او ما عرف ببيوت الاشباح ومورس تعذيب المواطنين المعارضين أو حتى غير الموالين للنظام حتى الموت، ومن ذلك قتل الطبيب علي فضل بغرس مسمار في راسه، وتم إعدام المتهمين بتجارة العملة، واعدام المتهمين بمحاولة الانقلاب على نظام الانقاذ او ما عرف بضباط انقلاب شهر رمضان، وغيرها من الاف الجرائم الاستبدادية التي لم تنشر الا بعد سقوط نظام الإنقاذ.
اذن تبادلت القوتان العظمتان الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الأدوار في تناغم غير معلن لإخضاع نظام الإنقاذ وابتزازه والعمل على تأكله الداخلي وسرقة خيرات السودان دون أي تكلفة مالية تذكر!
ان كل الحكومات التي ستأتي في السودان في المستقبل القريب ستعاني اول ما تعاني من تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة النعرة القبلية التي قد تقود الى تفكك السودان الى دويلات ضعيفة!
وستعاني الحكومات القادمة من التركة المثقلة من الديون والخراب في البنية التحتية والاقتصاد الذي تسبب فيه نظام الانقاذ بسياساته الرعناء ولا سيما عدواته للدول الخارجية التي قادت الى انتحاره البطيء.
إن خارطة الطريق السياسية للحكومات القادمة للإفلات من الاستعمار الاقتصادي الأمريكي الروسي يجب ان تركز على سياسة توحيد الصف الداخلي ولا سيما من خلال التعليم والفيدرالية الإيجابية، ثم التصالح مع كل دول الجوار أولا والتعاون الاقتصادي مع الدول العربية والإسلامية وإيجاد علاقات متوازنة مع القوى السياسية والاقتصادية العظمى أي الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والصين ودول الوحدة الاوربية.

abdelgadir@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نظام الانقاذ نظام الإنقاذ من خلال

إقرأ أيضاً:

إمام أوغلو من السجن: “لا يمكن مصادرة إرادة الشعب!”

أنقرة (زمان التركية)- أرسل عمدة بلدية إسطنبول الكبرى ومرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة، أكرم إمام أوغلو، رسالة مؤثرة من سجنه قائلا “لا يمكن مصادرة إرادة الشعب”.

ونظم حزب الشعب الجمهوري مؤتمرًا جماهيريًّا في بورصة تحت شعار “الدفاع عن إرادة الأمة”، وذلك ضمن سلسلة من التجمعات التي بدأت بعد اعتقال إمام أوغلو في مارس الماضي، وقد أحاطت قوات الشرطة بساحة المدينة التي انطلق فيها المؤتمر الساعة الخامسة مساءً، بينما تم عرض رسالة من إمام أوغلو المرسلة من سجن سيلفري.

قرأ رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في بورصة، نيهات يشيلطاش، الرسالة على الحضور، حيث وصف إمام أوغلو سجن سيلفري بأنه “صورة للظلم وانعدام القانون”، وأضاف قائلاً: “هذا المكان يظهر آلية القضاء التي تم إفسادها ومحاولة قتلها. كل باب تفتحه يكشف قصة انتهاك جديد للحقوق”.

وجاء في رسالته: “نؤمن بشيء واحد فقط: لا يُبنى مجدٌ بالظلم. ولا يمكن مصادرة إرادة الشعب. ونحن نؤمن أن تركيا سترتفع مرة أخرى بعدلها”.

وقال إمام أوغلو: “رغم كل هذا الضغط والقمع، ندافع منذ 19 مارس عن إرادة الشعب، إرادة الملايين الذين يريدون العيش دون خلط الحلال بالحرام. أنتم تدافعون، وشعبنا العزيز يدافع. من هذه الزنزانة حيث ينتهي العدل، أتحدث إلى بورصة، المدينة التي نبتت فيها فكرة الوطن العادل في تاريخنا”.

اختتم إمام أوغلو رسالته بتأكيد أن الشعب التركي يدرك جيدًا أسباب هذه الممارسات ونوايا من يقفون خلفها، وقال: “في مواجهة هذا الظلم الواضح، لن يصمت الشعب ولن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء. لقد أدان في ضميره هذا الانقلاب القضائي على حريته في اختيار مرشحيه، وسيستمر في إدانة من يقفون وراءه”.

يأتي هذا المؤتمر في إطار تصاعد الاحتجاجات ضد اعتقال إمام أوغلو بعد توجيه تهم التورط في الفساد والإرهاب إليه، الذي يُعتبر أحد أبرز المنافسين المحتملين للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة، حيث يتهمه مؤيدوه بأن الاعتقال جاء لأسباب سياسية تهدف إلى إبعاده عن المشهد السياسي.

 

Tags: أكرم إمام أوغلوإمام أوغلواسطنيولاعتقالتركيا

مقالات مشابهة

  • صحيفة صهيونية: لماذا لم تستطع “إسرائيل” ولا الولايات المتحدة هزيمة اليمنيين في اليمن؟
  • نظام “بوكروف” الروسي.. درع إلكتروني ضد الطائرات المسيّرة
  • “الحسين للسرطان” توقع اتفاقية تعاون مع “المتحدة” للتأمين
  • 121 مشروعاً سكنياً دعمتها رسوم “البيضاء”
  • خريطة السيطرة .. أي الولايات تقع تحت سيطرة الجيش؟
  • حزب “صوت الشعب”: ليبيا ليست مكباً للنفايات البشرية من الولايات المتحدة
  • إمام أوغلو من السجن: “لا يمكن مصادرة إرادة الشعب!”
  • تمديد الولايات المتحدة مهلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي يرفع أسعار النفط ويؤثر سلبا على “المعدن الأصفر”
  • تذكير مهم للغاية :- ل”الطبقة السياسية العراقية “قبل حدوث التغيير القادم !
  • سوريا تساعد الولايات المتحدة في العثور على الأمريكيين المفقودين خلال الحرب الأهلية