بوابة الوفد:
2025-10-16@00:58:13 GMT

ريشة.. قصة قصيرة

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.


"سمية عبدالمنعم" 

 

 

                                
      لا أعرف ماذا حدث، لكنها بكت طويلًا، ليلة كاملة...يوما كاملا...يومين...إنها لا تذرف ذلك القدر من الدموع على نحو هين....أعرفها جيدًا.
لقد أخبرتني أنها كثيرًا ما تختنق بعبراتها دون متنفس يسير، لكنها تتناسى، تتجاهل، تتضاحك، تبحث فيّ أو في أصدقائها الآخرين عن متنفس بديل.
لكنها في ذلك اليوم صمتت طويلًا، تلعثمت أحرفها ثم وجمت، ثم صمتت، ثم نازعت لتحرر الكثير من آلامها الحبيسة.
مر ما يقرب العام منذ زوت تلك اللوحة بعيدًا عن ناظريها، أظنها لم تنس أين ألقت بها، لكنها لن تقرب ذلك المكان في وقت قريب.
منذ ما يقرب العام وأنا أمامها، لكنها لم تنظر لي، وإن نظرت، لا تحادثني، ولا تعانقني أناملها، إلا كي أعتدل في وقفتي داخل الكوب البلاستيكي في خزانتها إلى جوار أصدقائنا الآخرين.
أذكر حين كنا نعد تلك اللوحة سويًا، أخبرتني أني سأصنع لها معروفًا من السعادة لا ينسى، كنت أنزلق فوق الأوراق متشبثة بأناملها؛ لأمنحها ما تريد، أينما شاءت وكيف شاءت. 
ثم تغير كل شيء بعد ليلة واحدة فقط.
لا أعرف ماذا حدث، لكنها بكت طويلًا، ليلة كاملة.. يوما كاملا...يومين.. إنها لا تذرف ذلك القدر من الدموع على نحو هين.
بين حين وآخر، تعود فتطيل بي النظر، لكن يديها تخشيان عناقي، هل نلت منها بالخذلان، كيف وقد كنت طوع أناملها؟
كيف أصيبها بذلك الوجع وأنا صديقتها الأقدم والأوفى؟
هل..هل استطاعت أن تحرر أسراها؛ فلم تعد بحاجة لي؟
هل...ه..هل غدا لها أصدقاء آخرون أكثر مني جدوى لذلك القلب؟
إنها لا تخبرني سوى نظرة تكررها حينًا بعد حين: عذرًا أيتها الريشة؛ فتلك الليلة لم تكن هينة؟
لا عليك أيتها الصديقة، فقط أخبريني حين تعودين، كيف أسير بين أناملك؛ فلا تبكين ثانية كتلك الليلة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ريشة قصة قصيرة

إقرأ أيضاً:

طريق السلام طويل ومحفوف بالتحديات

فتحت قمة شرم الشيخ للسلام مسارًا جديدًا لترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مع توقيع زعماء مصر وأمريكا وقطر وتركيا لوثيقة السلام الشاملة والمتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تزامنًا مع إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، في خطوة أنهت عامين من حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وعكست مشاركة سلطنة عُمان في هذه القمة، مدى الحرص العُماني على ترسيخ مواقفها الثابتة الداعية إلى اعتماد الحوار والوسائل السلميّة لحلّ النزاعات، وتعزيز الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة والعالم.

وإذا ما قرأنا فحوى تصريح معالي السيد وزير الخارجية، نجد أن الدبلوماسية العُمانية ترى أنَّ طريق السلام "لا يزال طويلًا ومحفوفًا بالتحديات"، لكن في الوقت نفسه أكدت أنّ وقف إطلاق النار في غزة أنقذ مئات الأرواح وأعاد الأمل إلى آلاف الأسر الفلسطينية. ولذلك ترى عُمان أنّ "هذه اللحظة تمثل فرصةً حقيقية لإطلاق مسارٍ جاد نحو تحقيق العدالة الشاملة والدائمة لهذه المنطقة العزيزة من العالم".

أيضًا شهدت القمة تأكيد الرئيس المصري على ضرورة تنفيذ حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة؛ باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق طموحات الفلسطينيين والإسرائيليين والعيش في سلام.

إنَّ الجهود العُمانية المتواصلة لدعم مسارات السلام في الشرق الأوسط والعالم، تؤكد أنَّ سلطنة عُمان ستظل نصيرًا مخلصًا للسلام وعاملًا فاعلًا في دعم كل جهد يرسّخ قيم التفاهم والتعايش وسيادة القانون.

مقالات مشابهة

  • برج الحوت.. حظك اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025.. المشي لمسافات قصيرة
  • عروس مُهداة للنيل (5)
  • فيلم فيها إيه يعني .. إيرادات آخر ليلة عرض
  • محمد صلاح يستمتع بإجازة قصيرة في الغردقة بعد تأهل المنتخب للمونديال
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية: مادورو «سيغادر السلطة بالتفاوض أو من دونه»
  • ميلوني: قد أقتل أحدا إذا أقلعت عن التدخين
  • طريق السلام طويل ومحفوف بالتحديات
  • FT: إطلاق سراح الأسرى في غزة لحظة مهمة لكنها مجرد خطوة نحو السلام
  • إيرادات فيلم "فيها إيه يعني" آخر ليلة عرض
  • لافروف: خطة ترامب الخيار الأفضل لكنها لا تحل الأزمة الفلسطينية