سابالينكا تطارد التاريخ من «رحم المعاناة»!
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
نيويورك (د ب أ)
تتطلع البيلاروسية أرينا سابالينكا إلى مكانة تاريخية في عالم التنس، بعد تتويجها ببطولة أميركا المفتوحة للمرة الأولى، بعد الفوز على الأميركية جيسيكا بيجولا بمجموعتين متتاليتين.
وتجاوزت سابالينكا المعاناة، بعد خسارتها في نهائي العام الماضي أمام الأميركية الأخرى كوكو جوف، رغم فوز البيلاروسية في المجموعة الأولى.
وحققت سابالينكا على ملعب «آرثر آش» لقبها الثالث في البطولات الأربع الكبرى، وبإمكانها الفوز بالعديد من الألقاب الأخرى، في ظل تفوقها الكاسح على الملاعب الصلبة.
وقالت اللاعبة البيلاروسية «بعد أن فقدت والدي، كان هدفي دائماً هو وضع اسم عائلتنا في تاريخ التنس».
وأضافت «في كل مرة أرى اسمي منقوشاً على تلك الكأس، أكون فخورة بنفسي وبعائلتي التي لم تستسلم أبداً لتحقيق حلمي، وقدمت كل ما لديها لاستمراري في عالم التنس». وتابعت «الفوز بلقب أميركا المفتوحة كان حلمي دائماً، ولا أصدق أنني نجحت في ذلك، وبفضل فريقي نجحنا في تحقيق الكثير».
وتحتل سابالينكا حالياً المرتبة الثانية في التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، لكنها تدرك المطلوب منها لاستعادة الصدارة مرة أخرى.
وحققت سابالينكا لقبين في البطولات الأربع الكبرى هذا العام الذي واجهت خلاله ظروفاً قاسية، بينما عطلتها الإصابة في بطولتي رولان جاروس وويمبلدون.
وبسبب ذلك، ابتعدت البولندية إيجا شفيونتيك بصدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات، لكن سابالينكا تعرف المطلوب منها لاستعادة الصدارة.
وقالت اللاعبة البيلاروسية «بصراحة، لا أحاول التركيز على التصنيف، ولم أراجع ترتيبي بعد البطولة».
وأضافت «بل أحاول فقط التركيز على نفسي، وأعرف أنه إذا قدمت أداءً جيدًا في كل بطولة، واللعب بروح قتالية في كل مباراة، سأكون المصنفة الأولى عالمياً مرة أخرى».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس أميركا بطولة أميركا المفتوحة للتنس فلاشينج ميدوز أرينا سابالينكا
إقرأ أيضاً:
بريزرين.. جوهرة البلقان وسحر التاريخ والطبيعة الخلابة
تُعد مدينة بريزرين، الواقعة في جنوب غربي كوسوفو، واحدة من أبرز الشواهد الحية على الحضور العثماني العريق في منطقة البلقان. ويُطلق عليها لقب "جوهرة البلقان"، نظرا لما تزخر به من معالم تاريخية آسرة، وجمال طبيعي أخاذ، وعبق ثقافي ينبض بالحياة.
وترتبط تسمية المدينة بجذور عثمانية، إذ يُعتقد أن اسم "بُر زرين" مأخوذ من التركية العثمانية ويعني "الذهب الصافي"، في إشارة رمزية لمكانة بريزرين كجوهرة متألقة بين مدن البلقان، تجمع بين عبق التاريخ وروح الحاضر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2براكين بالي.. تجربة سياحية فريدة في قلب حزام النارlist 2 of 2أعجوبة معمارية من عهد ستالين.. مترو موسكو يحتفل بمرور 90 عاما على افتتاحه بتوسيع خطوطهend of list
ولا تزال شوارعها القديمة، ومساجدها المزخرفة، وجسورها الحجرية، تحكي فصولا من تاريخ مشترك، يعكس التداخل الحضاري والثقافي بين الشرق والغرب، في مدينة تعد بمثابة متحف مفتوح للحضارة العثمانية في قلب أوروبا.
تتربع مدينة بريزرين عند سفوح جبال شار، حيث تتعانق البيوت الحجرية المبنية على الطراز الألباني والتركي والبوشناقي (مسلمي البوسنة) مع المساجد والخانات والجسور التي تعود إلى الحقبة العثمانية، لترسم معا لوحة معمارية تأسر الأنظار وتأخذ الزائر في رحلة بين تفاصيل التاريخ وسحر الطبيعة.
ومن أبرز معالم المدينة مسجد سنان باشا، الذي شُيد في القرن الـ17، ويُعتبر من روائع العمارة العثمانية في البلقان، بفضل قببه المزخرفة وجدرانه الموشاة بخطوط عربية أنيقة، تعكس فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية في أبهى صورها.
ولا يكتمل التجوال في بريزرين دون المرور بالجسر الحجري التاريخي "طاش كوبري"، الذي يعود إلى القرن الـ16، ويُعد واحدا من أشهر رموز المدينة. ويحرص الزوار على الوقوف عنده والتسابق لالتقاط الصور أمامه.
وتكتمل الصورة من أعلى تلال بريزرين، حيث تطل القلعة القديمة شامخة فوقها، مانحة الزائر مشهدا بانوراميا خلابا يمتد حتى جبال شار المهيب.
إعلان
ثقافات متنوعة
لا تُعرف بريزرين بأنها مدينة معمارية ذات طراز تاريخي فحسب، بل تمثل أيضا بوتقة تنصهر فيها الثقافات واللغات والتقاليد، إذ تحتضن بين أحيائها أعراقا متعددة من الألبان والأتراك والبوشناق وغيرهم، في لوحة فسيفسائية من التعدد الثقافي والانسجام الاجتماعي الذي يميز المدينة عن سواها في منطقة البلقان.
ويمتد هذا التنوع ليشمل تفاصيل الحياة اليومية، حيث تنبض شوارع بريزرين الضيقة بالحيوية، وتمتلئ بالمقاهي التقليدية والمطاعم الشعبية التي تقدم تشكيلة واسعة من الأطباق المحلية. ويجد الزائر نفسه أمام قائمة غنية بالنكهات، تبدأ بفطائر اللحم الشهيرة، مرورا بأطباق المشاوي المتنوعة، ولا تنتهي عند الحلويات الشرقية التي تشتهر بها المدينة.
ويشعر كاميران عبه جي أوغلو، وهو سائح تركي قدم من العاصمة المقدونية سكوبيا لزيارة بريزرين، بأن هذه الأماكن ما زالت تحتفظ بعبق الماضي، وكأن الزمن لم يمضِ، فيقول: "هذه الأماكن لا تزال تنبض بالثقافة التركية، وما زال هناك الكثير من الناس هنا يتحدثون التركية".
واستعاد عبه جي أوغلو ذكريات زيارته السابقة إلى كوسوفو في تسعينيات القرن الماضي ضمن وفد رسمي مع الرئيس التركي الراحل "تورغوت أوزال"، مشيدا بجهود وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) في ترميم وصيانة المعالم العثمانية، وعلى رأسها ضريح السلطان مراد في كوسوفو.
ومن جهة أخرى، قالت رتيبة تاديفي، القادمة من سراييفو عاصمة البوسنة: "أردت زيارة بريزرين منذ فترة طويلة، فهنا جذور عائلتي التي هاجرت إلى سراييفو قبل عقود. اليوم عدت لاستكشاف هذه المدينة الجميلة التي تشبه سراييفو في تفاصيلها وأجوائها".
وأشارت تاديفي إلى أن زيارتها "جاءت بعد بدء تطبيق سياسة السفر بالبطاقة الشخصية بين البوسنة وكوسوفو"، وهو ما سهل حركة المواطنين بين البلدين.
واعتبرت أن بريزرين تمثل مزيجا فريدا من عبق التاريخ وجمال الطبيعة، مشيرة إلى أن "المعالم العثمانية توجَد وسط الطبيعة الخلابة، وتحتضن المدينة ذكريات الأجداد وأحلام الأحفاد".
وختمت رتيبة تاديفي حديثها قائلة: "بريزرين ليست مجرد مدينة عابرة، بل وجهة تلامس الوجدان، وتجذب القلوب، وتُعيد إحياء قصة حضارة لا تزال تكتب فصولها في البلقان".