تسليح البيشمركة خارج سيطرة بغداد: هل تتحول كردستان إلى جيش مستقل؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
15 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: أثار تسليح الولايات المتحدة لقوات البيشمركة الكردية في العراق بأسلحة ثقيلة، مثل مدافع الهاوتزر، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية العراقية، حيث اعتبرت العديد من القوى السياسية أن هذا التسليح يهدد استقرار البلاد ويمسّ بالسلم المجتمعي.
ويأتي هذا التطور في ظل غياب توضيح رسمي من الحكومة العراقية المركزية حول ما إذا كان هذا التسليح قد تم بموافقتها أو لا، ما يزيد من الغموض والتوتر.
التسليح الأمريكي للبيشمركة يُنظر إليه كخطوة ذات أبعاد سياسية تتجاوز مجرد تعزيز قدرات القوات الكردية، بل ترتبط بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة. وفقاً لتقرير نشرته مجلة “فوربس”، فإن هذا التسليح تم بشكل منفصل عن بغداد، وهو ما أثار حفيظة العديد من المسؤولين العراقيين.
رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، كان من أشد المعارضين لهذه الخطوة.
وفي تصريحاته، شدد على أن تسليح قوات محلية مثل البيشمركة بأسلحة ثقيلة يُعد انتهاكاً للدستور، الذي يحدد دور هذه القوات في حفظ الأمن الداخلي ضمن حدودها فقط.
كما حذر من أن مثل هذا التسليح سوف يؤدي إلى زعزعة الأمن المجتمعي في مناطق مثل نينوى وكركوك، خصوصاً إذا تم استخدام هذه الأسلحة في نزاعات عرقية أو حزبية.
على الجانب الآخر، دافع النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، عن تسليح البيشمركة، وهاجم الحلبوسي في تصريحاته، مشيراً إلى أن اللعبة السياسية في العراق قد تغيرت، ملمحاً إلى أن الانتقادات تأتي في إطار مناورات سياسية داخلية.
وقال شنكالي في لهجة حادة: احدهم اغتر كثيراً وتجاوز الحدود واراد ان يلعب لوحده دون الاخذ بتعليمات وتوجيهات الطرف الاقليمي الداعم والراعي للنظام السياسي القائم فتم طرده وحرمانه من اللعب لمدة غير محدودة ، الان بدأ بمغازلة ذلك الطرف الاقليمي والمقربين منه بصفقة ديالى مرورا بكركوك وأخيرا وليس آخراً رفضه تجهيز قوات البشمركة بالمدافع والاسلحة بحجة الدفاع عن المكون اقول له متأكداً ومتيقناً GAME IS OVER..
من جهته، عبر النائب عبد الرحيم الشمري عن قلقه من تأثير تسليح البيشمركة على محافظة نينوى، حيث تعاني المحافظة من توترات عرقية بسبب رفض البيشمركة عودة سكان القرى العربية إلى منازلهم وأراضيهم، رغم قرارات الحكومة العراقية. ودعا الشمري إلى ضرورة تعزيز القوات النظامية العراقية التي تخضع لأوامر القائد العام للقوات المسلحة، معتبرًا أن تسليح البيشمركة قد يخلق حالة من الفوضى في المنطقة.
هذا الجدل يعكس بوضوح حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في العراق، حيث يبقى تسليح قوات البيشمركة خارج إطار الحكومة المركزية مثاراً للقلق، ويُعد تهديداً لوحدة البلاد وسلامها الاجتماعي.
You said:
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: هذا التسلیح
إقرأ أيضاً:
البيت الكردي بلا سقف: اهتمام بالانتخابات واهمال لتشكيل الحكومة
5 مايو، 2025
بغداد/المسلة: تهرب القيادتان الكرديتان من استحقاق تشكيل حكومة إقليم كردستان، بينما تتسارع تحركاتهما نحو ترتيب قائمة انتخابية موحدة لمقاعد البرلمان الاتحادي، في مفارقة تفضح أولويات تبتعد عن الشأن المحلي وتتجه إلى مراكز القوة والنفوذ في بغداد.
ويتراجع ملف تشكيل الحكومة إلى أدنى سلم الاهتمام في أجندة الحزبين، فيما تحل الانتخابات العراقية في الواجهة، باعتبارها الميدان الحقيقي لتقاسم الحصص والمواقع السيادية. ويغيب التوقيت الواضح لأي اجتماع لاحق بعد فشل لقاء دوكان بين طالباني وبارزاني، ليبقى المشهد رهين التأجيل وربما التجاهل المتعمد.
وتتعمق فجوة الثقة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني مع كل استحقاق سياسي، فلا برامج مشتركة ولا رؤية موحدة، بل تفاهمات ظرفية تخضع لمعادلات الداخل العراقي وتقلبات الخارج الإقليمي. وتخضع ملفات الأمن والمال والتمثيل السياسي لمساومات لا تستند إلى مشروع كردي جامع، بل إلى منطق السيطرة على المدن والنفوذ على المؤسسات.
ويغادر بافل طالباني إلى واشنطن في توقيت لا يخلو من رمزية، إذ لا يظهر أن للزيارة جدول أعمال واضح يتعلق بالحكومة أو الشأن الداخلي، بل تأتي ضمن توجه إقليمي عام للبحث عن دعم دولي يحمي المكتسبات ويوازن العلاقات. ويتزامن ذلك مع فتور أمريكي واضح في التعاطي مع الملف الكردي، في ظل انشغال واشنطن بطبقات أعمق من النزاع في المنطقة.
ويعلّق بعض المحللين على التقارب الظاهري بين الحزبين بأنه تقارب “قائمة انتخابية” وليس تقاربا “حكوميا”، وهو تقارب لا يُبنى عليه استقرار سياسي أو إداري. ويعترف الباحث في الشأن السياسي كاظم ياور بغياب التدخلات الدولية الضاغطة، في إشارة إلى أن واشنطن وطهران لم تعودا تكترثان كثيراً بتركيبة الحكم في أربيل والسليمانية، طالما أن حكومة تصريف الأعمال مستمرة ولا تهدد المصالح القائمة.
وتنعكس هذه البرودة في الحراك السياسي على الشارع الكردي الذي يعاني من تراجع الخدمات وتذبذب الرواتب واتساع فجوة الثقة بالحكم، بينما يتحول صراع الحزبين من تنافس على إدارة الإقليم إلى سباق للحصول على مكاسب في بغداد.
وتحضر خلفيات الصراع التاريخية بين الحزبين في كل أزمة جديدة، من ملف الرئاسة العراقية إلى توزيع النفط والإيرادات وحتى العلاقات مع دول الجوار. ويتحول كل ملف عالق إلى أداة ابتزاز سياسي، تُدار وفق مزاج اللحظة وليس بناءً على توافق مؤسسي.
وتتجه الأنظار إلى ما ستفرزه الانتخابات المقبلة من معادلات جديدة، لكن دون كثير من الأمل بتغيير حقيقي، ما لم يُعاد تعريف المشروع السياسي الكردي برمته، كمسؤولية وطنية لا كأداة تفاوضية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts