بوابة الوفد:
2025-12-05@05:15:00 GMT

صوتهن قوة وأدوارهن فخر

تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT

هكذا أثبتت وما زالت تثبت أنها عنصر فاعل ومحرك ومؤثر فى المجتمع منذ أزمنة عدة وحتى يومنا هذا، فلم تكن المرأة المصرية أبدا خصما من أدوار بارزة، بل إضافة يُحترم جانبها، وربما كانت جذور مشروعها الأهم فى التمكين المجتمعى والسياسى والاقتصادى بما يتوافق وخطة الرئيس 2030، والتى بدأت تتبدى ملامحها على أرض الواقع منذ إقرارها فى عام المرأة 2017، إلا أنها استطاعت منذ زمن أن تحقق لنفسها بعضا من عناصر ذاك المشروع بشكل أو بآخر فى العصر الحديث وبالتحديد انطلاقا من تبعات ثورة 19 ودعوتها للتحرر من أى قيدٍ ظالم، بدءًا من هدى شعراوى وصفية زغلول، مرورا بسهير القلماوى وجهود لطيفة الزيات وغيرهن، ممن كانت جهودهن تعتمد إما على توجهات فردية أو مؤسسات وروابط وجمعيات تهتم لشأن المرأة، إلا أن الأمر الآن اختلف كلية، وكأننا نستدعى روح 19 ليصبح تمكين المرأة مشروعا قوميا وتوجها للدولة ورئيسها وليس مؤسسيا فحسب.

لذا كان من الطبيعى أن نرى ثمار ذلك الدعم فى خروج عناصر أنثوية مبهرة، استطاعت أن تقف باحترام أمام مجتمعها وتفرض عليه صوتها ليصل فى النهاية للحظة الاعتراف بها مؤثرة وصانعة للقرار، نماذج عدة كان أكثرها لفتًا لنظرى ما قدمته الدكتورة ناهد عبدالحميد، من خلال ملتقى الهناجر للثقافة منذ أيام، حيث استضافت عضوات منتدى فتيات الصعيد، والذى انطلق تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة منذ فترة تحت عنوان «صوتهن قوة»، بإشراف د. نورا حنا، وضم مجموعة من النساء والفتيات الصعيديات اللائى استطعن أن يبرزن فى مجالاتهن ويحققن إنجازات لم تستطع قرية بأهلها تحقيقها، فتلك يوستينا سمير التى استطاعت بفنها أن تواجه مجتمعها الصعيدى بعيوبه وتصرخ فى وجه ظالميها وتتحمل هى وفرقتها التى جابت الشوارع تمثل، محاولة إيصال صوتها وأصوات صديقاتها عبر الفن، حتى وصلت أصواتهن ليس لمجتمعهن المحدود بل لينافس ما قدمنه من فن فى مهرجان «كان»، من خلال فيلمهن «رفعت عينى للسما»، فتتحول صرخات الاستنكار فى وجوههن إلى عبارات فخر وبسمات رضا، وتلك د. إسراء عبدالحميد التى أسست 18 فصلا لمحو الأمية بقنا، لتقود مسيرة التنوير فى محافظتها وحدها تماما، وتعبر إلى عقول نساء قريتها فتضيئها، وتلك د. رانيا يوسف، من بنى سويف، لم تخضع لعبارات الاستهجان والسخرية التى تسدَّد لفنها، واستطاعت أن تصل بقدرتها على إعادة التشكيل لمواد البيئة للحصول على جوائز عدة وتنتزع صيحات الإعجاب من حناجر طالما صرخت فى وجهها، بينما تقف الجميلة سمية بهاء من المنيا، كواسطة العقد، بما حققته من مراكز رياضية متقدمة، والأهم ما استطاعت أن تفعله من تحويل مسار نظرات المجتمع المتعاطفة أو المقللة تجاه ذوى القدرات الخاصة إلى نظرات إعجاب بل وانبهار.

نماذج لنساء وفتيات أصبحن قدوات يحتذَى بها لمجتمع بأكمله، وصارت أصواتهن قوة فاعلة فى مجتمع صعيدى ينظر للمرأة نظرة ظالمة، ويرى فيها عنصرا أقل مرتبة من الرجل، رغم الواقع الذى يرصد سنويا مكانة الصعيديات علميا وتعليميا.. لكنها الأزمة الأبدية.

فى ذلك المجتمع الذى يعد خروج المرأة على عاداته جريمة، وتمردها فى وجه جهله كارثة، استطاعت تلك الفتيات أن يحجزن لأنفسهن مكانة فى المقدمة، لذلك فقد استحققن أن ننحنى لهن تقديرا، وأن تعمم تجاربهن ويسلط الضوء أكثر على تلك التجارب التى يمكنها أن تغير مجتمعا بأسره.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات عنصر فاعل المرأة المصرية العصر الحديث

إقرأ أيضاً:

صبى المعلم فى واشنطن!!

قلت لكم فى مقال سابق إن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى هو صبى المعلم الذى يأتمر بتعليمات الفتوة الكبير، وأن الفتوة المُعتمد رسميًا للتحكم فى مصائر العالم، الآن، هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب!!
المعلم أو الفتوة.. اتصل بالأمس بالصبى المتهم فى قضايا فساد كبيرة ويسعى منافسوه داخل إسرائيل للتخلص منه بهذه الذريعة.. المعلم طلب من صبيه عدم إزعاج سوريا!!! نعم.. رئيس أمريكا طلب من نتنياهو عدم إزعاج سوريا، التى يترأسها الآن قائد تنظيم إرهابى مسلح، كما كان يقول عنه ترامب منذ أشهرٍ قليلة!
الرئيس الأمريكى دعا نتنياهو لزيارة البيت الأبيض فى المستقبل القريب، ووجه له تحذيرًا مباشرًا بضرورة الامتناع عن أى خطوات تعرقل سوريا.. بل إن الأمر تجاوز مجرد التحذير، وقال له: من المهم جدًا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوى وحقيقى مع سوريا.. هذه فرصة تاريخية!!
ولكن نفس الرئيس الأمريكى لم يتحدث مع نتنياهو عن ضرورة إيقاف جرائمه الجديدة فى الضفة الغربية، وهو ما يعنى أن ترامب لا يعرف سوى لغة المصالح، فسوريا تجد دعمًا من بعض الدول العربية الغنية، وهى التى تتوسط للرئيس السورى، منذ جاء بديلًا لبشار الأسد الذى لم يكن يلقى نفس الرضا والدعم، أما الضفة الغربية فلم يعد يسأل فيها أحد، وقد تدخل نفس النفق المظلم الذى سقطت فيه غزة من قبل!!
الاستيطان فى الضفة بدأ يأخذ خطوات متسارعة، ولا أحد يدرك مخاطر تنفيذ هذا المشروع على الأمن القومى العربي، وأن الاستمرار فى هذا المشروع الذى يستهدف تهجير سكان الضفة، قد يؤدى إلى مشكلات داخلية فى بلدان عربية عديدة مجاورة أو بعيدة، ويؤدى أيضًا إلى تغيير فى الخريطة الديموغرافية للمنطقة، بما يترتب عليه من تغيير فى خريطة موازين القوى العسكرية والاقتصادية، لأن الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل تضاعفت منذ ديسمبر 2024 أى خلال عام واحد فقط، وهو ما يهدد سلامة باقى الأراضى سواء فى لبنان أو العراق أو سوريا خلال الفترة القربية المقبلة، وهو ما يهدد سلامة الأراضى فى مصر والأردن والخليج العربى خلال الفترة الزمنية البعيدة!!
ما يحدث فى سوريا منذ العام الماضى يكشف عن ملامح الخطة التى تسعى لتغيير الخريطة الثابتة منذ عشرات السنين عبر مقاومات متعددة، بعضها مقاومة بالحرب وأخرى بالسلام، ولكن الاختراق من داخل منظومة الأمن العربى ذاتها هو موضوع جديد قد يؤدى إلى تسارع الخطوات نحو مزيد من التوسع الإسرائيلى برعاية أمريكية على حساب مستقبل البلدان العربية!!
صبى المعلم يقوم بدوره بشكل صارم وينفذ التعليمات دون تردد.. ومشروعه هو نفس مشروع معلمه.. ولكنهما يختلفان فى التوقيتات وبعض التفاصيل الصغيرة التى تُظهر بعض الخلافات غير المؤثرة فى متن المشروع المكتوب.
اللهم احفظ بلدنا.. وجيش بلدنا.

مقالات مشابهة

  • مصحّات فى الخفاء
  • حكايات من دفتر أحوال أبناء الملاجئ
  • إجبار فتاة على البشعة يشعل غضبا واسعا في مصر ويؤدي للانفصال
  • سيمفونية مصرية تظهر للنور لأول مرة في الأوبرا
  • مذكرات مُهمة تستحق القراءة
  • وقاحة سياسية
  • «طب الأسنان بطنطا» تستضيف ندوة لمناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع القومي للمرأة
  • صمت لا يُحتمل.. المرأة اليمنية تحت وطأة انتهاكات حوثية بشعة
  • صبى المعلم فى واشنطن!!
  • مجتمعنا مسئوليتنا .. مبادرة إعلام مطروح لتعظيم العمل التطوعي