شهادات من سكان ولاية فلوريدا قبل ساعات من إعصار ميلتون المدمر
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
مع الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، أصبح سكان ولاية فلوريدا على استعداد لاستقبال إعصار ميلتون الذي وُصف بالأقوى والأكثر عنفا منذ عقود، وذلك بعد 3 أيام من الاستعدادات وخطوات الإجلاء من المنازل إلى مدن مجاورة.
ومن المتوقع أن تصل العاصفة القوية التي وصفت بالكارثية، وهي حاليا إعصار من الفئة الرابعة، إلى اليابسة في وقت متأخر من هذه الليلة ما بين الساعة العاشرة مساء والثانية غدا صباحا.
تغطي تحذيرات العواصف الساحل الغربي لفلوريدا بالكامل تقريبًا، وهناك تحذيرات من العواصف في معظم أنحاء الولاية، بما في ذلك الساحل الشرقي. يمكن أن تشهد منطقة الساحل بين تامبا وفورت مايرز غمرًا يصل إلى 12 إلى 18 قدما.
في الساعة 11:50 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي، كان ميلتون على بعد 145 ميلا جنوب غرب تامبا مع رياح مستدامة تبلغ سرعتها 145 ميلا في الساعة، ويتحرك باتجاه الشمال الشرقي بسرعة 17 ميلا في الساعة.
تتجه هذه العاصفة المدمرة من الساحل الغربي لولاية فلوريدا من الغرب متجهة إلى الشرق مرورا بمدينة أورلاندو والمنطقة المحيطة بها، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من هطول أمطار غزيرة، وقالوا إن المدينة والمنطقة تواجهان "تهديدا شديدا بأمطار الفيضانات".
وكان المدير التنفيذي لإدارة الطوارئ بفلوريدا كيفن جوثري قد صرح يوم الأحد في مؤتمر صحفي مع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي أعلن حالة الطوارئ في 51 مقاطعة من مقاطعات الولاية البالغ عددها 67 مقاطعة، أن قسم إدارة الطوارئ بالولاية يستعد لأكبر عملية إخلاء منذ عام 2017.
وقالت عمدة تامبا جين كاستور لشبكة سي إن إن "أستطيع أن أقول دون أي تهويل على الإطلاق، إذا اخترت البقاء في إحدى مناطق الإخلاء، فسوف تموت"، وحثت السكان بشدة على الاستجابة للتحذيرات قبل فوات الأوان.
إعلان حالة الطوارئ في 51 مقاطعة. ومن ثم إجلاء سكان المناطق المصنفة A وB وهي الأكثر عرضة للخطر خلال ساعات الإعصار.
بواسطة حاكم فلوريدا رون ديسانتيس
قبل 72 ساعة من الآن
في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي، تلقى سكان بعض مدن ولاية فلوريدا رسائل تحذيرية تفيد بضرورة الاستعداد لإعصار مدمر متوقع وصوله إلى عدد من المقاطعات خلال 3 أيام، تلتها إشعارات رسمية تحدد المناطق المهددة وتأمر بالإجلاء الإجباري لسكان بعض المناطق، لا سيما المقابلة للسواحل.
شهدت الطرق الرئيسية ازدحاما غير معتاد، خاصة أمام متاجر الجملة لشراء السلع الأساسية في حالات الطوارئ القصوى، سواء من قبل النازحين إلى مدن مجاورة أقل عرضة للخطر أو سكان المدن الذين لم تصلهم أوامر بالإجلاء الإجباري.
المناديل الورقية والمياه وبطاريات الشحن كانت من أبرز السلع التي اختفت سريعا من الأسواق، وبعد ساعات قليلة من صدور التحذيرات الحكومية الرسمية، اتجه السكان إلى متاجر الصيانة وبيع الأخشاب لشراء ألواح خشبية وأكياس الرمل لحماية النوافذ والأبواب من الإعصار، ومع الازدحام والتدافع اضطرت بعض المتاجر الكبرى إلى الاستعانة بحرس مسلح لحماية المتاجر.
في أحد متاجر الجملة ملأت ميشيل عربة التسوق بالمناديل الورقية والمخبوزات والأطعمة الجاهزة والمعلبة وبطاريات الشحن والمقرمشات، وقالت للجزيرة نت "لدي 3 أطفال، أحاول تأمين الطعام والسلع الأساسية الآن، لا أشعر كثيرا بالقلق من الفيضانات لأن منزلي بالدور الرابع في البناية، ولكن أخشى من انقطاع الكهرباء وسرعة الرياح".
توقفت المدارس عن العمل وتلقى أولياء الأمور إشعارات بتعطل الدراسة لمدة 3 أيام لحين إشعار آخر، وأفادت أحدث الرسائل من قبل مقاطعة هيلزبورو في مدينة تامبا، بأن المدارس سوف تفتح أبوابها للطلاب يوم الجمعة 11 أكتوبر/تشرين الأول.
من خلال مجموعة من التطبيقات والمواقع الرسمية، بدأ سكان مدينة تامبا البحث عن ملاجئ قريبة ضمن مناطقهم السكنية، بعضها يستقبل الحيوانات رفقة أصحابها وهو أحد العوامل المهمة لكثير من السكان الذي يمتلكون حيوانات أليفة ولا يستطيعون مغادرة منازلهم من دونها، والبعض الآخر بات ممتلئا وأغلق أبوابه.
كانت مغادرة المنازل خيارا متاحا لدى عشرات الآلاف من السكان خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، غير أن النزوح إلى مدن مجاورة بات كابوسا بنهاية يوم الاثنين الماضي، بعد ازدحام الطرق وتوقفها بصورة كاملة واختفاء الوقود من المحطات، والوصول إلى السعة الكاملة للملاجئ.
وأشارت نتائج استطلاع رأي عبر مجموعة محلية لسكان ولاية فلوريدا على منصة فيسبوك، إلى أن 1 من بين كل 4 من سكان المدن المهددة بالخطر قد نزحوا إلى مدن مجاورة.
وبداية من ظهيرة اليوم، انقطعت الكهرباء في عدد من مدن ساراسوتا وتامبا، مع هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة.
تقول أنجلينا مارتينيز التي غادرت منزلها الساحلي في منطقة مانتي إلى منطقة براندون الأكثر أمانا، "أشعر بالقلق من أنه لن يكون لدينا منزل نعود إليه".
وتراقب ميرسيدس منزلها، الذي يقع في مناطق الإخلاء، عن بعد من خلال الكاميرات المنزلية، وتؤكد أنه حتى اللحظة (الظهيرة) لا يوجد ما يثير القلق من أمطار أو فيضانات.
وتخشى بيرتني إيفانز التي تسكن في مدينة أوكالا من نفاد الأكسجين الذي يعتمد عليه جدها خلال الأسبوع القادم.
بينما قرر سيف محمد ألا يغادر منزله بعد اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أسرته وكافة أركان منزله، ويتوقع أن تقل قوة الإعصار خلال الساعات القليلة القادمة، مثل الأعاصير السابقة في السنوات الماضية.
يأتي إعصار ميلتون بعد أسبوعين من إعصار هيلين المدمر الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا في ولايات كارولينا الجنوبية وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية وفرجينيا وتنيسى، وعشرات المفقودين، وخلّف آثارا مدمرة في المنازل والبنية التحتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ولایة فلوریدا إعصار میلتون قبل ساعات من من إعصار
إقرأ أيضاً:
ارتقاء أكثر من 250 مدنيا فلسطينيا وإصابة المئات في غزة خلال ساعات
/ حمد هاشم
كشر كيان الاحتلال الصهيوني عن أنيابه خلال الساعات الماضية وقتل وأصاب المئات من المدنيين في قطاع غزة مواصلا جريمة الإبادة الجماعية بضوء اخضر أمريكي بالرغم عن الحديث عن مساع للتسوية ووقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن «إسرائيل» استخدمت سياسة “الأرض المحروقة” وارتكبت خلال الساعات الماضية مجازر مروعة في قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 شهيدا فلسطينيا.
وأضافت في بيان، أن “إسرائيل استخدمت سياسة الأرض المحروقة من خلال المجازر المتتالية والقصف الوحشي ضد قطاع غزة خلال الساعة الماضية، مخلفة أكثر من 250 شهيدا ومئات الجرحى”.
وتابعت أن “إسرائيل في محاولة يائسة تسعى لفرض معادلات الاستسلام على شعبنا الصامد”.
وأكد مسؤول كبير في حركة حماس أن إدخال المساعدات إلى غزة هو “الحد الأدنى” للمفاوضات مع الاحتلال الذي يفرض حصارا مطبقا على القطاع منذ مطلع مارس الماضي .
وقال عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم إن “الحد الأدنى لبيئة تفاوضية مواتية وبناءة هو إلزام حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية”.
وأكد أن “الحصول على الغذاء والماء والدواء حقٌّ إنساني أساسي، وليس موضوعا للتفاوض”.
وحذرت منظمات غير حكومية من بينها أطباء العالم وأطباء بلا حدود وأوكسفام من حدوث “مجاعة جماعية” في غزة في حال واصلت إسرائيل منع المساعدات من دخول القطاع.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس الجمعة، وصول 109 شهداء بينهم شهيد انتشال إلى مستشفيات القطاع، و216 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.
وقالت الصحة بغزة، في تقرير لها: «الحصيلة الأولية لما وصل للمستشفيات منذ فجر الخميس 93 شهيد وأكثر من 200 جريح نتيجة مجازر واستهدافات الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين في القطاع».
وأضاف التقرير، أن عدد من الضحايا لا زالت تحت الركام وفي الطرقات، منوهةً أن الطواقم الطبية والدفاع المدني لا تستطيع الوصول اليهم.
وأكد ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي من السابع من أكتوبر للعام 2023م، إلى 53,119 شهيداً و120,214 إصابة.
بينما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس، (2,985 شهيداً، 8,173 إصابة)، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة.
من جانبه أفاد مدير المستشفيات الميدانية في غزة، د. مروان الهمص بوصول 250 شهيدًا على الأقل خلال 36 ساعة، ولا يزال البحث جارياً عن 120 مفقوداً.
وأشار إلى أن المصابين الذين يصلون حالتهم خطيرة، لا تقدم لهم الرعاية اللازمة بسبب نقص العلاج.
وأكمل الهمص: «الصورة قاتمة ومصير الحالات الخطيرة هو الموت».
من جانبه حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن «إسرائيل» تصعّد من وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة عبر واحدة من أوسع الهجمات وأكثرها فتكًا منذ بدء العدوان مستخدمة سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل للأحياء والبنية التحتية.
وأكد المرصد الأورومتوسطي، أن الاحتلال ارتكب مجازر جماعية وعمليات تدمير ممنهج لما تبقى من منازل ومرافق مدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني ومنع عودته.
ووثق المرصد مقتل أكثر من 115 فلسطينيًا شمالي قطاع غزة خلال أقل من 12 ساعة إثر قصف استهدف 10 منازل في جباليا وبيت لاهيا ولا يزال أكثر من نصف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت المدنيين أثناء محاولتهم الفرار في بيت لاهيا و«عزبة عبد ربه» بجباليا ما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء، لافتاً إلى أن الاحتلال نفّذ عمليات تدمير ممنهج لمبانٍ تضررت جزئيًا سابقًا شمالي القطاع واستكمل تدمير أحياء شرقي خانيونس وفي رفح بمشاركة شركات إسرائيلية مدنية بهدف محو المدن بالكامل.
وأوضح، أن ما يجري على الأرض يُجسّد تصريحات نتنياهو الداعية لتدمير بيوت غزة وإجبار السكان على الرحيل في سياسة ترقى إلى الإبادة الجماعية.
ورأى المرصد الأورومتوسطي، أن المجازر خاصةً في خان يونس وشمالي غزة تؤكد استخدام قوة نارية هائلة دون تمييز أو تناسب وفي غياب أيّ مبرر عسكري ما يجعل المدنيين الهدف المباشر للهجمات.
وأشار إلى أن سياسة التدمير الشامل التي تنفذها «إسرائيل» لا تندرج ضمن أهداف عسكرية مشروعة بل تُشكّل جزءًا من مخطط لتفكيك المجتمع الفلسطيني ومنع استمراره أو عودته.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية وفتح تحقيقات جديّة في الجرائم المرتكبة وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بفرض عقوبات دبلوماسية وعسكرية واقتصادية على «إسرائيل» ووقف تصدير الأسلحة إليها وتجميد أصول المسؤولين المتورطين ومنع سفرهم وتعليق الاتفاقيات التجارية معها. ودعا إلى فتح تحقيقات جنائية ضد الشركات الإسرائيلية والدولية التي تزوّد الاحتلال بالأسلحة والمعدات المستخدمة في تنفيذ الجرائم وسحب الاستثمارات منها وإدراجها على القوائم السوداء.
وحث المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقاتها وإصدار مذكرات توقيف بحق قادة الاحتلال والتعامل مع الجرائم باعتبارها جريمة إبادة جماعية دون مواربة.
وأهاب بالدول التي تملك قوانين للولاية القضائية العالمية بإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في جريمة الإبادة والبدء بمحاكمتهم.
كما دعا لإنشاء آلية دولية مستقلة لحفظ الأدلة المتعلقة بجريمة الإبادة الجماعية في غزة وتوثيقها لاستخدامها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
سياسيًا، كشفت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قدم مقترحًا جديدًا لإطلاق سراح عدد من الأسرى الصهاينة مقابل هدنة في قطاع غزة تستمر نحو شهر ونصف.
وأشارت صحيفة يديعوت احرونوت، إلى أن المفاوضات متوقفة في الدوحة ورغم ذلك لم تصدر أي تعليمات للوفد المفاوض بالعودة إلى «إسرائيل»، موضحة أن ويتكوف استسلم وترك لـ«إسرائيل» اتخاذ القرارات.