نفاد الغذاء والأدوية.. الأمم المتحدة: وضع السودان يخرج عن السيطرة
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
بعد مرور أربعة أشهر من اندلاع فتيل التوتر داخل السودان، قالت وكالات الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن السكان داخل البلاد يعانون من نفاد الغذاء، فيما يموت بعضهم بسبب غياب الرعاية الصحية، وما يناهز مليون شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة.
وأوضحت وكالات الأمم المتحدة، في بيان مشترك، أن "الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ألحق الدمار بالعاصمة الخرطوم وتسبب في وقوع هجمات بدوافع عرقية في دارفور، وهو ما يهدد بإدخال السودان في حرب أهلية طويلة الأمد وبزعزعة استقرار المنطقة".
وأضاف المصدر نفسه، أن "الوقت ينفذ أمام المزارعين لزراعة المحاصيل التي ستطعمهم هم وجيرانهم" مشيرا إلى أن "الإمدادات الطبية شحيحة، والوضع يخرج عن السيطرة".
انقطاع الكهرباء
قالت الهيئة القومية للكهرباء، في بيان لها، إنه منذ الأحد الماضي، أصبحت هناك "مساحات شاسعة في السودان تعاني من انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى توقف شبكات الهاتف المحمول عن العمل".
وأكدت تقديرات الأمم المتحدة على أن "الأمطار الموسمية، التي تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، دمرت منازل ما يصل إلى 13500 شخص أو ألحقت أضرارا بها".
وفي السياق نفسه، وجّه قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في كلمة ألقاها، يوم الاثنين، جملة من الاتهامات إلى قوات الدعم السريع بالسعي إلى إعادة البلاد لعصر ما قبل الدولة الحديثة وارتكاب كل جريمة يمكن تخيلها. فيما اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش، بمحاولة الاستيلاء على السلطة بالكامل بتوجيه من الموالين للرئيس السابق عمر البشير الذي أطيح به من السلطة عام 2019.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن "الحرب في السودان تسببت في فرار مليون و17 ألفا و449 شخصا من البلاد نحو الدول المجاورة التي يعاني الكثير منها بالفعل من تأثير الصراعات أو الأزمات الاقتصادية، في حين يُقدر عدد النازحين داخل السودان بثلاثة ملايين و433 ألفا و25 شخصا".
وفي الوقت الذي قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إليزابيث ثروسل، خلال كلمة لها في جنيف إن "الكثير من القتلى لم يتم جمع رفاتهم أو التعرف عليهم أو دفنهم" مضيفة أن "تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى مقتل ما يزيد على أربعة آلاف شخص"؛ أكدت المسؤولة في صندوق الأمم المتحدة للسكان، ليلى بكر، بأن "التقارير حول الانتهاكات الجنسية داخل السودان زادت بمعدل 50 بالمئة".
تجدر الإشارة إلى أن الحرب في السودان انطلقت بتاريخ 15 نيسان/ أبريل، بسبب التوتر المرتبط بالتحول المزمع للحكم المدني، الشيء الذي عرّض المدنيين داخل الخرطوم وخارجها إلى معارك وهجمات بشكل يومي؛ بينما يعاني الملايين من المواطنين ممّن ظلوا داخل العاصمة السودانية وعدّة مدن بقلب منطقتي دارفور وكردفان من عمليات نهب على نطاق واسع وانقطاعات طويلة الأمد للكهرباء والاتصالات والمياه.
صحفيون يطالبون بتسهيل عملهم
وفي ظل تسارع الأحداث في السودان، بات من الصعب على الصحفيين أداء عملهم بطريقة سهلة، الأمر الذي دعا مجموعة من الكيانات الصحفية ورؤساء تحرير صحف و مدراء إذاعات سودانية، في بيان مشترك، الثلاثاء، الجيش وقوات الدعم السريع بتمكينهم من "التنقل وأداء مهامهم، ووقف كافة أشكال الاعتداء على الصحفيين".
وأضاف البيان نفسه، الذي شمل كذلك نقابة الصحفيين السودانيين، ومنظمة صحفيون لحقوق الإنسان، ورؤساء صحف "التيار" و"اليوم التالي" و"الجريدة" ومدراء إذاعتي "هلا" و"سودان بكرة"، بأنه "بعد 4 أشهر من الحرب يرزح الصحفيون السودانيون تحت نيران طرفي النزاع، محاصرين باتهامات التخوين والعمالة والموالاة لهذا الطرف وذاك، مهددين بالاحتجاز والاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري".
وأشار إلى أنه "خلال هذه الفترة قتل وجرح واعتقل صحفيون وصحفيات، ونهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل الإعلاميين والصحفيين، وفر عدد منهم إلى دول الجوار والإقليم، وترك بعضهم المهنة اضطراريا أو اختفى عن الأنظار" .
وتابع: "أمام هذا الوضع المزري بات الصحفيون والصحفيات في الخرطوم ومناطق النزاع الأخرى لا يستطيعون التنقل بين مناطق المعارك أو داخلها بحرية للتغطية الصحفية، بسبب عدم وجود حماية، وعدم التزام الأطراف المتحاربة باحترام حرية الصحافة والتعبير" مطالبا "الجيش السوداني والدعم السريع بالوقف الفوري للحرب وفتح المسارات الإنسانية وتمكين الصحافة والصحفيين من نقل الحقيقة".
وطالب البيان المشترك، كذلك بـ"فتح مراكز الإيواء الخاصة بالفارين من الحرب للتغطية الصحفية دون قيود أو رقابة أمنية في الولايات التي نزح إليها مئات الآلاف من المدنيين"، بالإضافة إلى "تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بمعداتهم وأدواتهم بحرية وأمان دون مضايقات أو قيود، ووقف أشكال الاعتداء عليهم، وتمكينهم من أداء مهامهم في التغطية الصحفية وضمان سلامتهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السودان الجيش السوداني الخرطوم قوات الدعم السريع السودان الخرطوم الجيش السوداني قوات الدعم السريع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
السودان: معارك دامية بين الجيش والدعم السريع بعد سقوط الفاشر
تجددت المعارك العنيفة في إقليم كردفان غربي السودان، بين الجيش السوداني ومليشيا "قوات الدعم السريع"، بعد أيام من سيطرة الأخيرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ومحاولتها توسيع نطاق القتال إلى ولايات مجاورة.
وأفادت مصادر محلية بأن المعارك احتدمت، اليوم السبت، حول مدينة بارا بولاية شمال كردفان، التي كانت مليشيا "الدعم السريع" قد سيطرت عليها الأسبوع الماضي، بينما دفع الجيش بتعزيزات كبيرة من مدينة الأبيض نحو محاور القتال. وأشارت المصادر إلى أن قوات "الدعم" انسحبت من عدد من المواقع مع تقدم الجيش، في حين شنّ سلاح الجو السوداني غارات مكثفة على تجمعات المليشيا في شمال وغرب كردفان، أسفرت – وفق مصادر ميدانية – عن مقتل قائد ما يُعرف بـ"المجموعة 411"، هاشم ديدان.
كما نفذت طائرات مسيّرة للجيش غارات على منطقة الكومة شرق الفاشر، استهدفت آليات ومواقع تابعة لـ"الدعم السريع"، بينما نجحت القوات المسلحة في تنفيذ إنزال جوي لقواتها في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان لتعزيز مواقعها هناك.
وقال قائد "كتائب البراء بن مالك" الموالية للجيش، المصباح طلحة، إن الحكومة أرسلت "النخبة الأفضل من قادتها إلى القيادة المركزية في كردفان"، مؤكداً أن "طريق الحسم قد بدأ"، مشيراً إلى تدمير أكثر من 105 سيارات عسكرية للمليشيا خلال الساعات الأخيرة ومقتل عدد من قادتها الميدانيين.
في المقابل، اتهمت شبكة أطباء السودان مليشيا "الدعم السريع" بقصف مقر منظمة الهجرة الدولية بمدينة كادوقلي بطائرات مسيّرة، مما أسفر عن مقتل خمسة أطفال، كما قصفت مخيماً للنازحين في العباسية تقلي بولاية جنوب كردفان، ما أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وأكدت الشبكة وصول أكثر من 640 نازحاً من مدينة الفاشر إلى الولاية الشمالية بعد رحلة شاقة، مشيرة إلى أنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية قاسية في ظل نقص الغذاء والمياه والمأوى، وتوقعت تضاعف أعداد الفارين خلال الأيام المقبلة مع استمرار المجازر والانتهاكات بحق المدنيين.
وتشهد ولايات كردفان ودارفور منذ أسابيع تصعيداً عسكرياً واسعاً، حيث يسعى الجيش لاستعادة زمام المبادرة بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها أمام "الدعم السريع"، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة في مناطق النزاع.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن