اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة إيفانا فلادكوفا هولار مناقشاتها مع الحكومة المصرية في الفترة من 6 إلى 20 نوفمبر 2024 في القاهرة، في إطار المراجعة الرابعة لتسهيل الصندوق الموسع. 

وأصدرت البعثة بيانًا أشادت فيه بالتقدم الذي أحرزته مصر في الإصلاحات الاقتصادية، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتزايدة في المنطقة.

 بعثة صندوق النقد الدوليالتحديات الاقتصادية والجيوسياسية

التوترات الجيوسياسية المستمرة، بما في ذلك النزاعات في غزة وإسرائيل، وانقطاعات التجارة في البحر الأحمر، أثرت سلبًا على الاقتصاد المصري.  

وانخفضت عائدات قناة السويس بنسبة تصل إلى 70%، مما شكل ضغطًا على موارد العملة الأجنبية.

ومع تزايد عدد اللاجئين، أضاف ضغوطًا على الخدمات العامة، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم، وناقشت البعثة أيضًا تدابير الإصلاح التي يمكن أن تقلل المخاطر الاقتصادية الكلية المرتبطة بالتغير المناخي، لدعم طلب مصر للحصول على تسهيل المرونة والاستدامة.

الإصلاحات الاقتصادية المنفذة

1. تحرير سعر الصرف منذ مارس الماضي، وأدى توحيد سعر الصرف إلى:  
  - القضاء على تراكم الطلب على النقد الأجنبي.  
  - تسهيل عمليات الاستيراد.  
  - دعم استقرار الاقتصاد ضد الصدمات الخارجية.

2. السياسة النقدية:
  - ساهم تشديد السياسة النقدية في احتواء التضخم، رغم تأثير الزيادات في الأسعار الإدارية.  
  - أكد البنك المركزي التزامه بالحفاظ على نظام سعر الصرف المرن.

3. الانضباط المالي: 
  - ركزت الحكومة على تقليل نقاط الضعف المرتبطة بديون القطاع العام.  
  - تم الاتفاق على تعزيز الإيرادات المحلية واحتواء المخاطر المالية، خاصة تلك المتعلقة بقطاع الطاقة.  

خطوات لتعزيز التنمية الاقتصادية

1. تنمية القطاع الخاص:
  - يشكل القطاع الخاص المحرك الرئيسي للنمو المستدام وخلق فرص العمل.  
  - رحبت البعثة بخطط الحكومة لتبسيط النظام الضريبي وتحسين الإجراءات الجمركية وتسهيل التجارة.

2. خصخصة الأصول:
  - أوصت البعثة بتسريع خطط سحب الاستثمارات لتقليل بصمة الدولة في الاقتصاد وضمان تكافؤ الفرص.

3. إصلاحات السياسة الضريبية:
  - تعزيز تعبئة الإيرادات المحلية عبر:  
    - تقليل الإعفاءات الضريبية بدلاً من زيادة معدلات الضرائب.  
    - تحسين العدالة الضريبية.  
  - توفير الحيز المالي اللازم لتمويل برامج الإنفاق الاجتماعي في الصحة والتعليم.

4. شبكة الأمان الاجتماعي:
  - أهمية دعم الفئات الأكثر ضعفًا عبر برامج التحويلات النقدية المشروطة، للتخفيف من تأثير السياسات الاقتصادية الصارمة وارتفاع تكاليف المعيشة.

الإشادة الدولية والتحديات المقبلة

رغم التحديات، أشادت البعثة بالإصلاحات التي قامت بها الحكومة المصرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي. كما أكدت على أهمية استمرار الجهود في تنفيذ السياسات والإصلاحات المتبقية لدعم استكمال المراجعة الرابعة.  

مؤشرات إيجابية.. خبير يكشف تفاصيل المراجعة الرابعة لصندوق النقد الدولي لبرنامج مصر ماذا قالت مديرة صندوق النقد عن مصر وقرض المراجعة الرابعة

وتأتي هذه الإشادة الدولية لتعكس الثقة في قدرة مصر على التعامل مع التحديات الاقتصادية المتزايدة، مع التركيز على ضمان استدامة الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة لصالح جميع المصريين. في الأيام المقبلة، ستستمر المناقشات بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لإنجاز الاتفاق على السياسات الداعمة للإصلاحات الاقتصادية المستقبلية.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، إن مصر نجحت في تبني اصلاحات اقتصادية ناجحة واعتمدت على استراتيجيات تنويع مصادر التمويل وتمديد فترة الدين الخارجي، إلى جانب التركيز على زيادة موارد العملة الصعبة.

وأضاف الشافعي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه يوجد توجه إيجابيًا نحو تحسين الاقتصاد وخفض نسبة الدين إلى 88% من الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدًا أن تنويع أدوات التمويل مثل السندات المقومة بالعملات الأجنبية يساعد في تقليل تكلفة الاقتراض، ما يسهم في تحقيق التوازن المالي وسد العجز في الموازنة العامة.

ولفت الشافعي إلى أن الأسواق الدولية أبدت تجاوبًا مع السندات المصرية، بما في ذلك السندات الخضراء وسندات الساموراي والباندا، مما يعكس ثقة المؤسسات المالية العالمية في الاقتصاد المصري. وأكد أن تغطية السندات المصرية، رغم الانتقادات المتعلقة بالتزامات السداد، تعد دليلًا على استقرار الاقتصاد المصري ونجاحه في استعادة مكانته في السوق الدولية.

وأوضح أن المكانة الدولية لمصر تتيح لها جذب تمويلات متنوعة من مؤسسات مالية مختلفة، وهو ما يدعم خطط الحكومة في التوسع بالسوق الدولية، ويعزز استدامة الاقتصاد الوطني حتى في ظل التحديات العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولى صندوق النقد الاصلاحات الاقتصادية التنمية الاقتصادية النقد سعر الصرف المراجعة الرابعة صندوق النقد

إقرأ أيضاً:

الحكومة تجدد دعوتها لدعم دولي عاجل لمواجهة الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتصاعدة

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

جددت الحكومة اليمنية دعوتها الموجهة إلى الدول الشقيقة والصديقة، بالإضافة إلى المنظمات والصناديق الدولية، لتقديم دعم عاجل لمواجهة التحديات الاقتصادية والخدمية التي تعاني منها البلاد، وتعزيز جهود الاستقرار المالي والمؤسسي. وأكدت الحكومة أن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر الجهود ودعمًا أكبر لتثبيت المكاسب التي تحققت وضمان استدامة عملية التعافي.

جاء ذلك خلال بيان ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله السعدي، في جلسة مجلس الأمن المفتوحة التي ناقشت الحالة في الشرق الأوسط، مع التركيز على اليمن. وأوضح السعدي أن الهجمات المتكررة التي تشنها الجماعة الإرهابية على موانئ تصدير النفط، إلى جانب التوقف التام لإنتاج النفط، تسببت في خسارة تقارب 70% من موارد الدولة.

وثمن البيان الدعم التنموي والإنساني الذي تقدمه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن الحرب التي أشعلتها الجماعة الإرهابية منذ أكثر من 11 عامًا دمّرت مؤسسات الدولة وأحلام اليمنيين في تحقيق الأمن والاستقرار.

وأكد السفير أن الحكومة، بالرغم من جهودها الدؤوبة لتحقيق السلام عبر المبادرات الإقليمية والدولية، تواجه عراقيل ممنهجة من قبل الجماعة الإرهابية تهدف إلى إطالة أمد الصراع وإغراق البلاد في أزمات اقتصادية وإنسانية متزايدة.

وحذّر البيان من استمرار التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني عبر تهريب الأسلحة والمعدات والطائرات المسيّرة للجماعة الإرهابية، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن اليمني والإقليمي والدولي. ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات وتنفيذ قراراته المتعلقة بهذا الشأن.

وشدد البيان على التزام الحكومة بمواصلة تنفيذ إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية تهدف إلى الحفاظ على استقرار العملة الوطنية، وتحسين الإيرادات، وحماية الفئات الأكثر ضعفًا، رغم الصعوبات والقيود التي تفرضها الجماعة الإرهابية. كما حذر من مخاطر إصدار الجماعة الإرهابية لعملات مزورة وفرضها في مناطق سيطرتهم، مما يهدد وحدة القطاع المالي ويقوض فرص توحيده.

واختتم البيان بالتأكيد على التزام الحكومة اليمنية بنهج السلام العادل والشامل، وبناء شراكات استراتيجية مع المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في اليمن وحماية ممرات الملاحة الدولية من التهديدات الإرهابية.

ودعت الحكومة إلى تعزيز الدعم الإنساني والاقتصادي، مشيرة إلى أهمية المؤتمر الدولي للأمن الغذائي المزمع عقده في أكتوبر المقبل تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، بوصفه فرصة لتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الغذائية التي تواجه البلاد.

مقالات مشابهة

  • القاهرة للدراسات الاقتصادية: تصدير العقار سيحقق مكاسب كبيرة للدولة المصرية
  • "صندوق الاستثمارات" يواصل قيادة التحول في الاقتصاد السعودي
  • جمعية أصحاب السفن اللبنانيين تناقش التحديات الاقتصادية والبحرية
  • هل تلبي الموارد المتاحة خطط الحكومة السورية لتعافي الاقتصاد؟
  • سياسات القطاعات الاقتصادية وغياب التكاملية
  • الحكومة تجدد دعوتها لدعم دولي عاجل لمواجهة الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتصاعدة
  • الصدي ناقش تقرير صندوق النقد حول حوكمة المؤسسات الحكومية المملوكة للدولة
  • صندوق النقد العربي يتوقع نمو الاقتصاد الليبي بنسبة 14.3% في 2025
  • سلطة منطقة العقبة الاقتصادية تبحث مع صندوق استثمار أموال الضمان مشاريع نوعية في قطاعات حيوية
  • صندوق النقد الدولي: تركيا تعاني أزمة دفع متعددة