ترامب على عتبة لقب «أول مجرم مدان» رئيسًا لأمريكا.. عقوبة دون سجن
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
قبل أيام من تنصيبه، استدعى قاض في نيويورك، الجمعة، الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى جلسة ستعقد الأسبوع المقبل، للنطق بالعقوبة في الإدانة الصادرة بحقّه بقضية شرائه صمت ممثلة إباحية، في خطوة اعتبرها الملياردير الجمهوري «انتهاكا» لحصانته الرئاسية.
ولن تتضمن العقوبة التي سيصدرها القاضي في محكمة مانهاتن خوان ميرشان بحقّ ترامب دخوله السجن، لكنّها ستجعل منه أول مجرم مدان يتولى رئاسة الولايات المتّحدة.
وفي قرار من 18 صفحة، أيّد القاضي قرار الإدانة الذي أصدرته بحقّ ترامب محلّفين في نيويورك، رافضا بذلك طلبات شتّى قدّمها محامو ترامب لإلغاء هذا القرار.
وفي 30 مايو/أيار الماضي، دانت هيئة محلّفين في نيويورك الرئيس السابق الذي أعيد انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني بـ34 تهمة تتعلّق بتزوير سجلات تجارية لإخفاء مبلغ مالي تمّ دفعه للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز عام 2016 لمنعها من التحدّث عن علاقة غرامية تقول إنّها جمعت بينهما.
وقال القاضي الجمعة إنّه بإمكان ترامب أن يمثل حضوريا أو عبر الفيديو في الجلسة التي حدّد موعدها الجمعة المقبل في العاشر من يناير/كانون الثاني.
وترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتّحدة تتمّ إدانته بارتكاب جريمة. وفي قراره الصادر الجمعة، قال القاضي ميرشان إنّه يتعيّن على ترامب «المثول في العاشر من يناير/كانون الثاني 2025 للنطق بالحكم، بعد إدانته».
وأوضح القاضي أنّه «لا يميل إلى فرض عقوبة بالسجن» على الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتّحدة والذي سيصبح أيضا في 20 يناير/كانون الثاني، رئيسها السابع والأربعين.
وأضاف ميرشان: «يبدو من المناسب في هذه المرحلة أن نعلن عن ميل المحكمة إلى عدم فرض أيّ عقوبة بالسجن» على ترامب، مشيرا إلى أنّ المدّعين العامّين لا يعتقدون بدورهم أنّ إصدار عقوبة بالسجن يشكّل «توصية عملية».
ومن المتوقّع أن يستأنف ترامب هذا القرار ما قد يؤخّر موعد النطق بالعقوبة.
وسيتعيّن على ترامب (78 عاما) أن يبلغ المحكمة الواقع مقرّها جنوبي جزيرة مانهاتن بحلول الأحد ما إذا كان «يفضّل» المثول أمامها حضوريا أو عبر الفيديو.
وفي قراره، أوضح ميرشان أنّ ترامب سيكون محصّنا من أيّ ملاحقة قضائية بمجرد تنصيبه رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
وقال القاضي في قراره إنّه «بعد عدم العثور على أيّ عائق قانوني أمام النُطق بالحكم، وإدراكا لاحتمالية حصول المتّهم على الحصانة الرئاسية بمجرد أدائه اليمين الدستورية، فيتعيّن على هذه المحكمة إحالة هذه المسألة للنطق بالحكم قبل 20 يناير/كانون الثاني 2025».
وكان محامو ترامب طلبوا من القاضي إلغاء حكم الإدانة الصادر بحقّ موكّلهم، مستندين في ذلك إلى قرار أصدرته المحكمة العليا في الأول من يوليو/تمّوز، واعترفت فيه بأنّ رئيس الولايات المتّحدة يتمتّع بحصانة جنائية عن الأفعال الرسمية التي يقوم بها، لكنّ القاضي علّل رفضه طلب محامي ترامب بأنّ الجرائم التي أدين موكّلهم بارتكابها لم تكن نتيجة «أفعال رسمية».
العين الاخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ینایر کانون الثانی المت حدة
إقرأ أيضاً:
الهدف الحقيقي لأمريكا ليس طهران بل بريكس والصين
بقلم: جوني أوزتورك
أنقرة (زمان التركية) – إن الصواريخ التي أُطلقت على إيران استهدفت في الواقع قلب مجموعة بريكس. تريد أمريكا تعطيل النظام متعدد الأقطاب عن طريق تفتيت خط الطاقة والتجارة بين روسيا وإيران والصين. وترى واشنطن أن بريكس، التي تؤسس لاقتصادات خارج سيطرة الدولار وشبكات بديلة لصندوق النقد الدولي، تمثل تهديدًا. والهجوم على إيران هو الفصل الثاني من هذه المواجهة العالمية، بعد أوكرانيا.
تدخلت أمريكا أمس في الصراع الإسرائيلي الإيراني. لكن هذا الصراع هو جزء من حرب أكبر بكثير: حرب أمريكا لوقف بريكس. تأسست مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في عام 2006. واعتبارًا من عام 2024، وصل عدد أعضائها إلى 10 دول: بما في ذلك مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتمثل المجموعة إجمالي 40% من سكان العالم و30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
لكن ما يزعج الغرب حقًا ليس هذا. فمجموعة بريكس تسعى إلى كسر هيمنة الدولار، وإنشاء آليات مالية بديلة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وإبرام اتفاقيات مباشرة للطاقة والتجارة، وإنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب. هذا هو بالضبط ما تعتبره واشنطن “تهديدًا وجوديًا”.
إن سعي واشنطن لإضعاف روسيا أولاً عبر أوكرانيا، والآن إيران عبر إسرائيل، ليس من قبيل المصادفة. فكلا البلدين يشكلان، جنبًا إلى جنب مع الصين، العمود الفقري لمجموعة بريكس بما يمتلكانه من موارد الطاقة والعناصر الأرضية النادرة والمواقع الجغرافية الاستراتيجية. تحاول الولايات المتحدة، من خلال إضعاف هذه الدول، قطع أمن الطاقة الصيني وخط “الحزام والطريق” (المشروع الصيني الذي بدأ عام 2013 لربط الصين بالعالم كله عبر آسيا وأفريقيا وأوروبا من خلال شبكات الطرق والسكك الحديدية والبحرية والطاقة).
حتى الدائرة المقربة من ترامب تقول علانية إن هذه الحرب لا تتعلق بالبرنامج النووي، بل بتغيير النظام. إخضاع إيران، عزل الصين، إثارة الفوضى في روسيا: هذا هو “الثالوث المقدس” للاستراتيجية الإمبريالية.
تعد إيران ذات أهمية بالغة في جانب الطاقة لهذا النظام. فهي مفتاح أمن النفط الصيني عبر مضيق هرمز، والتعاون النووي مع روسيا، وممرات آسيا الوسطى. وتعطيلها يعني إضعاف بكين. وروسيا بالفعل تتعرض لضغوط بسبب حرب أوكرانيا.
تركيا ليست عضوًا في بريكس، لكنها قدمت طلبًا للانضمام. ويحضر الرئيس رجب طيب أردوغان جميع اجتماعات المجموعة. لأن أنقرة أيضًا ترحب بالشبكات الاقتصادية الجديدة التي لا تعتمد على صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي.
وبالنظر إلى هذا المشهد، فإن الهجوم الصاروخي الإسرائيلي ليس مجرد جزء من أزمة إقليمية، بل هو جزء من صراع نظام عالمي جديد. فالأسلحة تنفجر في إيران، لكن خريطة الأهداف أوسع بكثير: موسكو، بكين، وربما يومًا ما… أنقرة.
Tags: أمريكاالصينالولايات المتحدةبريكسواشنطن