بوابة الوفد:
2025-07-02@15:35:18 GMT

فصل السياسة عن الدين

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

تعود فكرة فصل السياسة عن الدين إلى جماعة من الجماعات الدينية التى انتشرت فى القرن الثالث الهجرى بالعراق بسبب الفتوحات الإسلامية غربًا وشرقًا، وإطلاع الأمة على ثقافة تلك الدول فكونت جماعة من عدد من الفلاسفة الحكماء المسلمين اُطلق عليها «إخوان الصفا» التى أصدرت عددًا من الرسائل حاولوا فيها أن يوفقوا بين العقائد الإسلامية والحقائق التاريخية، ولقد أوضح عميد الأدب العربى طه حسين ما جاء فى تلك الرسائل، فمن تلك الرسائل ما هو متعلق بالسياسة التى اعتبرها علمًا مستقلًا بذاته وصنفوها ضمن العلوم التطبيقية، وما زال هذا التصنيف محل اعتبار فى السياسة، وأخذ به العديد من علماء الاجتماع من فلاسفة الأمة، وأخذ به أيضًا غيرهم من علماء السياسة فى الدول الغربية، إلا أن «إخوان الصفا» قد قسمت ماهية السياسة حسب كل مرحلة تاريخية لأمة المسلمين، لذلك كانت المرحلة النبوية مرحلة وضع القوانين والسُنن، ومرحلة المدينة بداية التطبيق الصحيح للمرحلة السابقة، وهنا ظهر الخليفة عمر بن الخطاب ليوقف حد السرقة فى عام الرمادة، هذا دليل على أن السياسة تكون بعيدة عن المرحلة التى يحيا فيها الإنسان، ثم ظهرت مرحلة أخرى هى مرحلة الأمراء وقادة الجيوش، ومن يومها ما زالت الطبقة الأخيرة هى المهيمنة على الإسلام بغض النظر عن رد المظالم أو قمع الأعداء، لأنهم لا يعتقدون أنهم السبب فى الظلم.

لم نقصد أحدًا!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى العراق

إقرأ أيضاً:

"زهرات".. الحزن

صريخ وعويل ونواح وأهات أمهات ثكلي وتمتمات قلوب آباء طعنها ألم فقد فلذة الكبد فجأة، مأتم جماعي وحزن مقيم سكن قرية بأكملها، وسرادق عزاء امتد فى مشهد مهيب وموجع، والسبب سائق طائش يقول إنه فقد السيطرة على عجلة القيادة، فدهس السيارة "الميكروباص" تحت عجلاته بلا هوادة، فتناثرت الأشلاء وصعدت الأرواح إلى بارئها، تاركة خلفها قصصا دامية، وتساؤلات حائرة لن نجد لها إجابات أبدا ودوما.

ثماني عشرة فتاة لم يزد عمر الكبرى منهن على 23 عاما، دفعهن تحمل المسئولية وعدم الارتكان إلى ظروف الواقع، إلى العمل رغم حداثة أعمارهن، وهى قصة مأساوية متكررة، تحكمها أسباب عدة، فهذه طالبة فى كلية الهندسة لم تتعال ولم تخجل من الذهاب مع رفيقاتها إلى جني محصول العنب مقابل 130 جنيها يوميا، أرادت أن تخفف عن أسرتها مصروفات الكلية، وتلك انتهت للتو من امتحانات الشهادة الإعدادية، وكانت تحلم باقتناء جهاز هاتف، وثالثة كانت تنتظر زفافها بعد أسبوعين، بعد أن رفضت أن ترهق أهلها فى مصروفات تجهيز العرائس التى لا تنتهي بحكم عادات بالية فى القرى والأرياف.

كل واحدة من البنات لها قصة، وما أكثر القصص المؤلمة التى يعيشها كثير من البسطاء فى صمت، عزة النفس عنوانهم، والستر أبلغ أمانيهم، يسعون لكسب رزقهم من عمل أيديهم، لا يسألون الناس إلحافا، يشحنون فى سيارات ميكروباص أو نصف نقل يتكدسون فوق بعضهم، يقودها سائق أرعن متهور، يتمايل بهن يمينا ويسارا يتخطى تلك السيارة ويقفز أمام الأخرى فى حركات بهلوانية، تشعلها سيجارته الممزوجة بالمخدرات، ولا يوفقها حذر من خطورة الطريق، أو حتى مجرد محاسبة ومراقبة للقيادة الطائشة على الطرق، فيتحول الركب إلى نعش تتناثر أشلاؤه على الاسفلت.

من منا لم يشاهد تلك العربات النقل التى تحمل فى صندوقها فتيات فى عمر الزهور وقد تكدسن فوق بعضهن بينما تتمايل بهن العربة يمينا ويسارا وهن يغالبن تيارات الهواء فى الشتاء القارس أو لفحة الشمس الحارقة فى نهار الصيف، تلك هى الصورة لنساء وفتيات تهربن من ذل الحاجة وسياط الفقر فى رحلة سعي وراء لقمة عيش محفوفة بالمخاطر وربما الأهوال، وصفحات الحوادث فى أرشيف صحفنا يمتلئ بسواد لحظات قاسية أودت بحياة الكثيرات منهن، مرة غرقا فى نهر النيل وأخرى تحت عجلات قطار وثالثة فى حادث مروع.

هل نسينا ما حدث منذ عام تقريبا لفتيات معدية أبو غالب، وهو حلقة من سلسلة حوادث الفقر والإهمال، حيث سبع عشرة فتاة رحن ضحية الحادث غرقا، أعمارهن لا تتجاوز العشرين عاما والغالبية أقل من ذلك بكثير، تكدسن مع سبع أخريات فى عربة ميكروباص واحدة ليصبح العدد 24 راكبا فى مركبة لا تتجاوز مقاعدها على الـ14 راكبا، كن ذاهبات للعمل فى مزرعة لجمع زهور الياسمين.

وقتها تم حبس السائق وصرفت تعويضات لأسر الضحايا، ثم طويت الصفحة وما أشبه الليلة بالبارحة، أمس تكرر نفس المشهد على الطريق الإقليمي بالمنوفية، المواقع الاخبارية نقلت لنا لقاءات مع أمهات شهيدات لقمة العيش، ما أصعب وما أقسى ما تحملنه من حزن، على فقد بناتهن، لا تكفي كل الكلمات للمواساة ولا أكبر التعويضات لتحل محل فلذات الأكباد، هل سنستمر فى هذه الدائرة المفرغة من الإهمال ثم الحوادث المفجعة، دون أن يحاسب المتسبب بعقوبة رادعة، ودون أن يتم النظر فى منح التراخيص لسائقين معدومي الكفاءة، ودون أن تتم مراقبة القيادة الآمنة على كل المحاور؟!.. .ليتنا نعيد النظر فى كل هذه الامور حتى لا نفيق كل فترة على مأساة جديدة ننعى فيها "زهرات الحزن".

مقالات مشابهة

  • تسلا تتراجع.. السياسة تُكلف ماسك خسائر في المبيعات
  • مصدر أمني يكشف حقيقة الرسائل المنسوبة لعدد من نزلاء بمركز إصلاح وتأهيل
  • استقالة آيزنكوت من معسكر الدولة تمهد لتحولات في خريطة السياسة الإسرائيلية
  • ارتفاع أسعار الذهب وسط ترقب الأسواق لتصريحات صناع السياسة النقدية
  • ترامب يتجه لتشديد السياسة الأمريكية تجاه كوبا
  • قراصنة يهددون بفضح أسرار ترامب قبل الانتخابات
  • واتساب يقدّم ميزة ذكية: نسخ مخصص من الرسائل بضغطة واحدة.. فيديو
  • رئيس إسكان النواب: ثورة 30 يونيو مرحلة فارقة سطر فيها المصريون ملحمة وطنية فريدة
  • توك شو..رسائل حاسمة حول حادث الإقليمي وملفات هامة في السياسة والفن والقانون
  • "زهرات".. الحزن