صحيفة البلاد:
2025-12-07@21:35:01 GMT

التدخين والمعسل وارتباطهما بالوعي والأخلاق

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

التدخين والمعسل وارتباطهما بالوعي والأخلاق

قد لا يختلف إثنان على أن عادة التدخين وما يسمَّى بالمعسل أو (الشيشة)، هما من العادات السيئة التي تدمِّر الصحة ولو بعد حين، لكن لو تساءلنا عن إرتباطهما بالدين والأخلاق، فقد تختلف الآراء دون شك: فمن يدخن، ليس بالضرورة أن يكون لخلل في خلقه، أو سلوكه.

وكذلك المعسل: فكم من أشخاص يمارسون هذه العادات التي يضرون بها أنفسهم فقط، لكنهم على مستوى من الخلق، ممَّا يدلل على أن التدخين والمعسل لا يرتبطان ارتباطاً مباشراً بالأخلاق، وإنما يرتبطان مباشرة بالوعي.

فكيف يدخن الشخص حتى عشرات السجائر يومياً، وهو يعلم أن في ذلك تدمير كامل لصحته؟ ولأن الإنسان بطبيعته محب لنفسه وسلامتها من الأذى، لذا نتوقع أن الإدمان على ذلك دليل واضح على قلة الوعي، إن لم يكن انعدامه.

أما إذا كان الشخص المدخن أو المتعاطي للمعسل يدافع عن سلوكه ويناقض كل الحقائق العلمية ويكذبها، فلا أحق له أن يكون متعمداً الانتحار البطيء! قادني لهذا الموضوع، حوار مع فتاتين قالت كل واحدة منهما:( لن أقبل بزوج مدخن)، سألتهما عن سبب كلٍ منهما، فكانت إجابة إحداهما ارتباط ذلك بقلة الوعي. ففي نظرها الزوج المدخن، لا يدرك أبعاد الضرر الذي يخلفه التدخين على البيت والأبناء والحياة الصحية، أما الأخرى فقالت التدخين من الخبائث، ومن يتساهل فيه، فهو يعاني من نقص في دينه وتربيته وأخلاقه.

تذكرت بذلك مفهوم كثير من الناس إذا تقدم أحدهم لخطبة بنتهم أول عبارة إيجابية يصفون بها الخاطب هي : (يرتاد المسجد ولا يسهر ولا يدخن)، صفات ترفع الخاطب عند أهل الفتاة درجات عالية، وتستحق. فهي صفات طيبة، لكن فيها وجهات نظر تختلف ماعدا (ارتياد المساجد).

الفتاتان كانتا على حق مع الحاجة لتفسيرات توضح الموضوع أكثر، فالتدخين والمعسل كلاهما سيئان، وآثارهما سلبية، ويدلان على قلة الوعي، فلا يستطيع العقل أن يصغي لمن يقول أنا أدرك مخاطره لكنني لا أستطيع تركه. صعب تصديق اجتماع الوعي مع إلحاق الضرر بالنفس. فللتدخين والمعسل مخاطر صحية واقتصادية وبيئية، ولهما عواقب سيئة مهلكة والله عزَّ وجلَّ يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). كما أنهما اعتبرا من الخبائث، فرائحتهما نتنة، وأثرهما على مظهر الشخص غير مستحبة. وكثير من الناس يحرصون على الآثار الظاهرة، فيقاومونها تماماً، لكنهم لن يستطيعوا مقاومة الآثار الباطنة على الصحة مع الوقت.

نسأل الله السلامة للجميع، ولو أردنا الحديث عن الارتباط الأخلاقي بالموضوع، لكان أول ما يتبادر للأذهان: المسؤولية الاجتماعية حيال البيئة والآخرين، فماذا لو حرص المدخن على أن يدخن في مكان منعزل عن أهل بيته وأطفاله وزملائه الذين قد يضايقهم ويؤثر عليهم أو يلحق الضرر بهم، فطالما ابتلي بهذا البلاء، فليتبع أسلوب يحترم به غيره. والكارثة حين يجتمع مجموعة من المدخنين وبينهم واحد أو اثنين عافاهم الله فيعيشون الأثر السلبي الأخطر.
التدخين يؤثر في غرف المدخنين في كل ما يحيط بهم، فتصوروا لو كان هناك أطفال تخيلوا الأثر التربوي والصحي عليهم. التدخين والمعسل سبب وجيه من أسباب نهاية الحياة الأسرية إذا ما عولج الوضع بالشكل الصحيح: كأن يكون في المنزل غرفة مخصصة مفتوحة المنافذ، وكأن يتبع المدخن منهج الرغبة في الإقلاع وأن يضع هذا هدفاً يسعى لتحقيقه. أما بالنسبة للشباب والشابات الذين انتهجوا التدخين في سن مبكرة، فهؤلاء نتيجة تربية، أو نتيجة صُحبة غير موفقة، أو نتيجة قدوة في البيت. ومن المؤسف جداً أن يتجرأ الابن والبنت على التدخين بحضرة والديهم، أو

كبار عائلتهم، أو في الأماكن العامة، هي جرأة غير أدبية بلا شك ، ومعززة لهذا السلوك. (هداهم الله).،
عموماً التدخين من الرجال سيئ، لكنه من النساء أسوأ. ودعوني أختم بالتأكيد: ليس كل مدخن أو مدخنة سيئ الخلق، بل على العكس هناك من المدخنين والمدخنات على مستوى رفيع من الأخلاق، لكنه ابتلاء بسبب ما من الأسباب. وتدخين هؤلاء لا يعني أنه مقبول منهم لأن الصحيح هو الإقلاع عنه، وتطهير الجسم والبيئة منه، ولو تفكر المدخن والمعسل ووعى ما يفعله التدخين والمعسل به، لأقلع عنه دون تفكير أو تردد فالحياة الصحية النظيفة النقية، خير من حياة موبوءة، سلمكم الله من كل سوء . (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

طلاب جامعة المنوفية يشاركون في ورشة تدريبية حول رفع الوعي

شاركت جامعة المنوفية بوفد طلابي متميز في ورشة تدريبية مكثفة أقيمت بأكاديمية الشرطة المصرية  مركز بحوث الشرطة، تناولت محاور هامة حول دور الجهاز الحكومي في مواجهة مخططات إسقاط الدولة، وتعزيز وعي الشباب بالتحديات المعاصرة التي تستهدف الأمن والاستقرار.

أكد  الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة أن  مشاركة الطلاب  في هذه الفعاليات تأتي استمرارًا لجهود الجامعة في بناء طالب واعٍ، منتمٍ، مدرك لمسؤوليته تجاه وطنه، وقادر على مواجهة التحديات المعاصرة بثقافة ووعي وإيجابية و تعزز وعيهم الوطني، مؤكدًا أن "الدولة المصرية تعتمد على شبابها الواعي القادر على فهم التحديات وإدراك حقيقة ما يواجهه الوطن من محاولات للنَيل من وحدته واستقراره". 

وأشاد القاصد بالتعاون المستمر بين الجامعة ومؤسسات الدولة، وفي مقدمتها وزارة الداخلية وأكاديمية الشرطة، في دعم بناء شخصية الطالب المصري المستنيرة. 

بيطري المنوفية: تحصين 40 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدعصحة المنوفية تطلق حملة كبرى للتوعية بالاستخدام الآمن للمضادات الحيويةتحرير 231 محضر مخالفات مخابز وأسواق وضبط 4 طن أعلاف مجهولة بالمنوفيةاعتداء جنسي ينتهي بالايداع بمؤسسة عقابية.. ماذا حدث داخل مدرسة في المنوفية؟

من جانبه أكد الدكتور ناصر عبدالباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أن مشاركة الطلاب في هذه الورشة تأتي ضمن خطة الجامعة لتعزيز الوعي المجتمعي والسياسي لدى شبابها، موضحًا أن "رفع مستوى الإدراك والقدرة على التمييز بين الحقيقة والشائعة أصبح ضرورة لحماية الشباب من الاستقطاب الفكري، وتحصينهم ضد محاولات التضليل".

وقد شهدت الورشة جلسات تثقيفية موسّعة ركّزت على خطورة نشر الشائعات وتأثير الجهل على تماسك المجتمع، وأهمية الوعي والقيم الوطنية في حماية الشباب من حملات التضليل. كما تضمن البرنامج عرضًا شاملًا عن الأكاديمية، ورؤيتها، والبرامج التدريبية التي تقدمها في المجالات الأمنية والبحثية.

وتناول المتخصصون عددًا من الموضوعات أبرزها: مفهوم مخططات إسقاط الدولة والفارق بينها وبين التغيير الحكومي الطبيعي. 

طبيعة الحروب الحديثة وأجيالها، وكيف تستهدف حروب الجيل الرابع وعي الشباب وهويتهم الوطنية. 

أساليب الجماعات المتطرفة في استقطاب الشباب وطرق كشفها وتفنيدها. 

دور مؤسسات الدولة في مواجهة المخططات الهدّامة، وأهمية مشاركة الشباب في حماية الوطن.

كما قام  الطلاب بجولة ميدانية داخل عدد من القطاعات التدريبية بالأكاديمية، للتعرف على طبيعة العمل الأمني والجهود المبذولة في إعداد كوادر قادرة على صون أمن الدولة واستقرارها.

كماشهدت الورشة تفاعلًا واسعًا من الطلاب ونقاشات ثرية عكست وعيهم واهتمامهم بقضايا الوطن، كما تم في الختام توزيع شهادات التقدير على طلاب جامعة المنوفية والجامعات المشاركة. 

وجاءت المشاركة تحت إشراف عام الدكتور محمد شاهين مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وبالإشراف التنفيذي لإدارة الأسر والاتحادات الطلابية و طارق كمال مدير الإدارة.

طباعة شارك المنوفية محافظة المنوفية اخبار محافظة المنوفية جامعة المنوفية ندوة

مقالات مشابهة

  • الرقابة النووية تشارك في ورشة عمل للأطفال لبناء الوعي بدورها الرقابي
  • خمس حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين
  • “جيل بلا تدخين” ندوة بجامعة مطروح للتوعية بمخاطر التدخين والمخدرات
  • الشباب والرياضة بالغربية تنظم معسكرًا لتنمية الوعي البيئي وترشيد استهلاك المياه
  • طلاب جامعة المنوفية يشاركون في ورشة تدريبية حول رفع الوعي
  • رفع الوعي بأهمية نظم المعلومات الجغرافية بتعليمية الداخلية
  • حكم إجراء جراحة للمريض فاقد الوعي بتفويض من أهله.. الإفتاء ترد
  • حكايات موت تتكرر كل شتاء.. سببها غياب الوعي
  • أوقاف البحيرة تعقد ندوة دينية بجامعة دمنهور حول خطورة التدخين الإلكتروني
  • قلة الوعي العالمي بانقطاع الطمث مشكلة حقيقية..إليكم سبب خطورة ذلك