صحيفة البلاد:
2025-06-20@02:53:04 GMT

التدخين والمعسل وارتباطهما بالوعي والأخلاق

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

التدخين والمعسل وارتباطهما بالوعي والأخلاق

قد لا يختلف إثنان على أن عادة التدخين وما يسمَّى بالمعسل أو (الشيشة)، هما من العادات السيئة التي تدمِّر الصحة ولو بعد حين، لكن لو تساءلنا عن إرتباطهما بالدين والأخلاق، فقد تختلف الآراء دون شك: فمن يدخن، ليس بالضرورة أن يكون لخلل في خلقه، أو سلوكه.

وكذلك المعسل: فكم من أشخاص يمارسون هذه العادات التي يضرون بها أنفسهم فقط، لكنهم على مستوى من الخلق، ممَّا يدلل على أن التدخين والمعسل لا يرتبطان ارتباطاً مباشراً بالأخلاق، وإنما يرتبطان مباشرة بالوعي.

فكيف يدخن الشخص حتى عشرات السجائر يومياً، وهو يعلم أن في ذلك تدمير كامل لصحته؟ ولأن الإنسان بطبيعته محب لنفسه وسلامتها من الأذى، لذا نتوقع أن الإدمان على ذلك دليل واضح على قلة الوعي، إن لم يكن انعدامه.

أما إذا كان الشخص المدخن أو المتعاطي للمعسل يدافع عن سلوكه ويناقض كل الحقائق العلمية ويكذبها، فلا أحق له أن يكون متعمداً الانتحار البطيء! قادني لهذا الموضوع، حوار مع فتاتين قالت كل واحدة منهما:( لن أقبل بزوج مدخن)، سألتهما عن سبب كلٍ منهما، فكانت إجابة إحداهما ارتباط ذلك بقلة الوعي. ففي نظرها الزوج المدخن، لا يدرك أبعاد الضرر الذي يخلفه التدخين على البيت والأبناء والحياة الصحية، أما الأخرى فقالت التدخين من الخبائث، ومن يتساهل فيه، فهو يعاني من نقص في دينه وتربيته وأخلاقه.

تذكرت بذلك مفهوم كثير من الناس إذا تقدم أحدهم لخطبة بنتهم أول عبارة إيجابية يصفون بها الخاطب هي : (يرتاد المسجد ولا يسهر ولا يدخن)، صفات ترفع الخاطب عند أهل الفتاة درجات عالية، وتستحق. فهي صفات طيبة، لكن فيها وجهات نظر تختلف ماعدا (ارتياد المساجد).

الفتاتان كانتا على حق مع الحاجة لتفسيرات توضح الموضوع أكثر، فالتدخين والمعسل كلاهما سيئان، وآثارهما سلبية، ويدلان على قلة الوعي، فلا يستطيع العقل أن يصغي لمن يقول أنا أدرك مخاطره لكنني لا أستطيع تركه. صعب تصديق اجتماع الوعي مع إلحاق الضرر بالنفس. فللتدخين والمعسل مخاطر صحية واقتصادية وبيئية، ولهما عواقب سيئة مهلكة والله عزَّ وجلَّ يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة). كما أنهما اعتبرا من الخبائث، فرائحتهما نتنة، وأثرهما على مظهر الشخص غير مستحبة. وكثير من الناس يحرصون على الآثار الظاهرة، فيقاومونها تماماً، لكنهم لن يستطيعوا مقاومة الآثار الباطنة على الصحة مع الوقت.

نسأل الله السلامة للجميع، ولو أردنا الحديث عن الارتباط الأخلاقي بالموضوع، لكان أول ما يتبادر للأذهان: المسؤولية الاجتماعية حيال البيئة والآخرين، فماذا لو حرص المدخن على أن يدخن في مكان منعزل عن أهل بيته وأطفاله وزملائه الذين قد يضايقهم ويؤثر عليهم أو يلحق الضرر بهم، فطالما ابتلي بهذا البلاء، فليتبع أسلوب يحترم به غيره. والكارثة حين يجتمع مجموعة من المدخنين وبينهم واحد أو اثنين عافاهم الله فيعيشون الأثر السلبي الأخطر.
التدخين يؤثر في غرف المدخنين في كل ما يحيط بهم، فتصوروا لو كان هناك أطفال تخيلوا الأثر التربوي والصحي عليهم. التدخين والمعسل سبب وجيه من أسباب نهاية الحياة الأسرية إذا ما عولج الوضع بالشكل الصحيح: كأن يكون في المنزل غرفة مخصصة مفتوحة المنافذ، وكأن يتبع المدخن منهج الرغبة في الإقلاع وأن يضع هذا هدفاً يسعى لتحقيقه. أما بالنسبة للشباب والشابات الذين انتهجوا التدخين في سن مبكرة، فهؤلاء نتيجة تربية، أو نتيجة صُحبة غير موفقة، أو نتيجة قدوة في البيت. ومن المؤسف جداً أن يتجرأ الابن والبنت على التدخين بحضرة والديهم، أو

كبار عائلتهم، أو في الأماكن العامة، هي جرأة غير أدبية بلا شك ، ومعززة لهذا السلوك. (هداهم الله).،
عموماً التدخين من الرجال سيئ، لكنه من النساء أسوأ. ودعوني أختم بالتأكيد: ليس كل مدخن أو مدخنة سيئ الخلق، بل على العكس هناك من المدخنين والمدخنات على مستوى رفيع من الأخلاق، لكنه ابتلاء بسبب ما من الأسباب. وتدخين هؤلاء لا يعني أنه مقبول منهم لأن الصحيح هو الإقلاع عنه، وتطهير الجسم والبيئة منه، ولو تفكر المدخن والمعسل ووعى ما يفعله التدخين والمعسل به، لأقلع عنه دون تفكير أو تردد فالحياة الصحية النظيفة النقية، خير من حياة موبوءة، سلمكم الله من كل سوء . (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

almethag@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

"الأوقاف" تطلق مبادرة "بصائر" لتعزيز الوعي الديني

السيب- العُمانية

نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أمس المبادرة الدينية بعنوان "بصائر" بقاعة المحاضرات بجامع الشيخ محمد بن عمير الهنائي بولاية السيب وتستمر ثلاثة أيام.

رعى حفل افتتاح المبادرة صاحبة السمو السيدة الدكتورة رونق بنت تركي آل سعيد، التي أكدت على أن هذه المبادرة تحمل معاني إيمانية جليلة وعظيمة، تحتاجها المرأة العُمانية في مسيرة حياتها.

وتهدف المبادرة إلى غرس حب القرآن الكريم ومبادئه وقيمه في نفوس أبناء المجتمع رجالًا ونساء، حيث تضمنت فعاليات اليوم الأول كلمة لشمسة بنت هلال الرحبية مديرة دائرة التعليم والإرشاد النسوي أكدت فيها على أهمية تمسك المرأة العُمانية بمبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، من خلال ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم الذي يعد دستورًا لهذه الأمة، وبما جاءت به الأحاديث النبوية الشريفة.

وتخلل فعاليات المبادرة تقديم ورقتي عمل، الأولى حملت عنوان "رسالة الإنسان في هذه الحياة، ودور القرآن الكريم لإسعاد البشرية"، قدمتها الدكتورة ثرياء بنت حمد البراشدية، أما الورقة الثانية فقد جاءت تحت عنوان "تجارب من الواقع لأفراد وأسر غيرها القرآن الكريم لأفضل الأحوال".

وفي ختام فعاليات اليوم الأول قامت صاحبة السمو راعية المناسبة بتكريم المؤسسات المشاركة، ومقدمات أوراق العمل بالمبادرة.

مقالات مشابهة

  • راكب يُنهِي حياة حارس أمن بعد منعه من التدخين في القطار.. فيديو
  • "حزب الوعي" يعلن رفضه لقانون الإيجار القديم
  • مبادرة تعزّز الوعي البيئي بين الكوادر الصحية بالداخلية
  • القدسُ وغزّةُ واليمنُ في جبهةٍ واحدة: الردُّ الإيراني يُشرِقُ من محورِ الوعيِ والنار
  • ملتقى الوقاية من المخدرات.. منصة لتعزيز الوعي بالآفة
  • «حضانة الفريج» تعزز الوعي البيئي والديني لدى الأطفال
  • القومي للمرأة بكفر الشيخ يناقش تفعيل مبادرة معا بالوعي نحميها
  • في اليوم العالمي للسوشي .. اعرف طريقة عمله بالمنزل ووفَّر فى الميزانية
  • "الأوقاف" تطلق مبادرة "بصائر" لتعزيز الوعي الديني
  • «معًا نحمي أولادنا من التدخين ومنتجات التبغ».. ندوة توعوية للشباب المصري