لجريدة عمان:
2025-11-15@09:29:11 GMT

الحرب النفسية أشد إيلامًا وأقل تكلفة

تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT

الحرب النفسية أشد إيلامًا وأقل تكلفة

تخوض الدول- منذ عصور- الكثير من النزاعات وتنشب الحروب فيما بينها، ولكن ما لا يعرفه الكثير منها هو أن أشد الحروب فتكًا وتأثيرًا على وجه الأرض هي «الحرب النفسية»، هذا ليس إنكارا أو تقليلا من الحروب العسكرية وما تستخدمه الجيوش من أسلحة متطورة للدمار الشامل وما تحدثه الصواريخ والقنابل بأنواعها في إحداث تغير شامل على وجه الأرض التي تضربها، والخسائر التي تخلفها سواء في الأرواح أو الممتلكات.

الواضح لدينا هو أن «الحرب النفسية أشد إيلاما وأقل تكلفة»... كيف ذلك؟ قد تكون هذه العبارة هي عنوان عريض لمعنى أشد عمقا ورهبة لواقع مخيف للغاية، ويمكن أن نتحدث عن ذلك الأمر طويلا وباستفاضة لا نهاية لها، وإذا كان علماء النفس السيكولوجي صنفوا أنواع الإشاعات إلى ثلاثة مخارج وجميعها تنصب في قالب إحداث «الخوف، والأمل، والحقد»، واتفقوا على أن الإشاعة والأخبار المضللة هما سلاح فتاك وليسا مجرد حبر على ورق؛ لأن سلاح الإشاعة يوجه دائما نحو عقول وأجساد أبناء الشعوب بغية إنهاكهم معنويا وإحداث ضرر بالغ في أعصابهم وجعلهم غير قادرين على مقاومة الأحداث خاصة في مرحلة الحروب وويلاتها، فالإشاعة تسري في عقولهم كسريان النار في الهشيم، ولهذا الأمر وغيره يؤكد المختصون أن الحرب النفسية أكثر تأثيرا وخطورة من آلة الحرب العسكرية؛ لأنها تستخدم أساليب غير ملموسة تستهدف العقل والأعصاب ومعنويات الشعوب ووجدانهم بدقة عالية، وفي الأغلب يقتنع الناس بها ولا ينتبهون إلى صحتها وأهدافها وبالتالي يكون أثرها وخيما وأكثر تأثيرا على مجريات الحرب.

لماذا نضعف عندما يشاع عنا أمر مزيف أو اتهام باطل؟ إشاعة الأنباء المضللة وغير الحقيقية أصبحت جبهة أخرى تشتغل عليها الدول المتحاربة بهدف التقليل من شأن الآخر والنيل من معنويات الجنود والشعوب والاشتغال على مضايقتهم نفسيا وتصفيتهم دون أن يتم قتلهم برصاصة طائشة تخرج من فوهة بندقية قناص محترف.

واستخدمت الإشاعة في الحياة المدنية كسلاح آخر لمحاربة الناس بعضهم البعض من الجانب النفسي، وبعض الذين أصابتهم مثل هذه الإشاعات تدمروا نفسيا وبعضهم عجز عن المضي في الحياة والتغلب على الحالة التي وصل إليها وبعض المتضررين لجأوا إلى الانتحار كخيار أخير يخلصهم من الحالة الصعبة التي وصلوا إليها، وهذا الفقد في الأرواح سببه عدم السيطرة على المشاعر والعجز عن التفكير السليم للخروج من الأزمة النفسية التي تظل عالقة في أذهانهم خاصة إذا كانت الادعاءات أو الإشاعات سكينا يلوثها الافتراء الكاذب والإشاعة المغرضة خصوصا إذا ذهبت إلى جوانب العفة والشرف والأمانة.

الأنباء الكاذبة والتهم الملفقة، والحرب الضروس التي يشعلها بعض الناس ضد الآخرين، تعمل على تدميرهم معنويا، ومن المؤسف أن الإشاعة يمكن أن يمتد مدى انتشارها وكأنها قنبلة انشطارية تتوزع في أنحاء مختلفة.

فكم من أشخاص أبرياء فقدناهم دون أن نعلم بأنهم يحاربون معنويا ونفسيا، حتى أصابهم اليأس وأقدموا على جريمة يحاربها القانون ويجرمها الدين، كل ذلك بسبب الإشاعات الباطلة.

باختصار شديد يؤكد المختصون أن الحرب النفسية تسهم في تغيير السلوكيات الإنسانية، والقناعات الفكرية بدرجة تتماشى مع عقارب الساعة، ولأن الإشاعة أصبحت أرضا خصبة تزرعها الشعوب والأفراد سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، ولذا فإن الإشاعة هي أخطر من أي سلاح ناري؛ لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها وتأثيرها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحرب النفسیة

إقرأ أيضاً:

ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني يكشف أسباب رفض الاحتلال تسليم غزة لـالسلطة

واصل ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول، أعماله بجلسة ثانية تحت عنوان "ترتيب البيت الفلسطيني"، والتي هدفت إلى دراسة سبل إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

وقدمت عضو اللجنة التحضيرية العامة لمؤتمر فلسطينيي الخارج، ربى مسروجي، افتتاحية الجلسة مؤكدة أن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى إجابات للأسئلة الصعبة حول مستقبل البيت الفلسطيني، مع الحفاظ على إنجازات الماضي وعدم إلغائها، ووضع خطوات عملية في هذه المرحلة الاستثنائية.

معين الطاهر: نتائج الحرب وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني
استهل أمين سر الهيئة العامة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، معين الطاهر، مداخلته بالتأكيد على أهمية استيعاب نتائج الحروب السابقة، مشيراً إلى صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة، ومع توقف إطلاق النار، فإن الحرب لم تتوقف فعلياً، خاصة بعد تقسيم غزة وخطط الاحتلال المستمرة، مثل خطة ترامب، التي ما زالت تهدد سكان غزة بالتهجير وكذلك معركة الاستيطان في الضفة الغربية.


وأشار الطاهر إلى أن ترتيب البيت الفلسطيني يحتاج إلى تشكيل قيادة موحدة وواسعة التمثيل تشمل كافة الفصائل الفلسطينية والنخب المختلفة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتكون الفصائل جميعها والتي وصلت لـ25 فصيل جزءاً من الحل وليس المشكلة، إضافة إلى إعادة توحيد النقابات الشعبية وأسرى الحرية، مع إدماج قادة الأسرى في عملية التفاوض الوطني.

خالد الحروب: الوحدة الوطنية بين الصعوبات والواقع السياسي
من جانبه، ركز الكاتب والأكاديمي خالد الحروب على التحديات الواقعية للوحدة الفلسطينية، مشدداً على أن الوحدة ليست مجرد شعار بل تحتاج إلى إجراءات عملية على الأرض، وأوضح أن التجربة السابقة للتيارات والفصائل المختلفة أظهرت أن التشتيت أدى إلى استغلال الاحتلال والعدو للمناخ الفلسطيني.

وأضاف الحروب أن رفض الاحتلال الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية في غزة رغم التنسيق الأمني يعود إلى عدم رغبة الاحتلال الإسرائيلي في رؤية فلسطين ككيان جغرافي واحد وموحد، مؤكداً أن الوضع الحالي يتطلب التفكير بواقعية والعمل على بناء قيادة فلسطينية جامعة تجمع الضفة وغزة، وتعزز حضور الشعب الفلسطيني على الساحة الداخلية والخارجية.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: يجب خفض تكلفة التمويل الأخضر لاستثمارات البنية التحتية
  • المستشار الألماني يتحدث عن سياسية الترحيل.. هؤلاء في مأمن
  • تكلفة استخراج شهادة الجيش 2025 وطريقة طلبها أون لاين
  • البيئة العالمي: الحروب في أوكرانيا وغزة خلفت تغيرًا مناخيًا جنونيًا
  • مادورو: لا مزيد من الحروب .. ورسالة مباشرة لترامب
  • ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني يكشف أسباب رفض الاحتلال تسليم غزة لـالسلطة
  • تورك: ندعو لاتخاذ إجراءات ضد الأفراد والشركات التي تؤجج وتستفيد من الحرب بالسودان
  • أفكار بسيطة لتجديد ديكور المنزل بأقل تكلفة
  • التحديات النفسية والاجتماعية لظاهرة التنمر في ظل الرقمنة.. ندوة بآداب بنها
  • «حلم».. منصة تعزّز الصحة النفسية بالفن