لسبب غريب.. «ميتا» تعتزم تسريح آلاف «العمال»!
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
بدأت شركة “ميتا بلاتفورمز”، أمس الاثنين، إبلاغ موظفيها بقرارات تخفيض عدد الوظائف، في خطوة تمهد لتسريح آلاف العاملين ضمن جهود الشركة للتخلص ممن تصفهم بـ”ضعيفي الأداء” والسعي لاستقطاب مواهب جديدة لتعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي.
وتلقى الموظفون الذين شملتهم قرارات التسريح الإخطار عبر البريد الإلكتروني.
ويحصل العاملون في الولايات المتحدة الأميركية على حزمة تعويضات تشمل راتب 16 أسبوعاً، إضافة إلى أسبوعين عن كل عام من الخدمة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لأن التفاصيل غير معلنة.
كما سيحصل الموظفون على المكافآت التي استحقوها بناء على تقييم أدائهم، وسيستمر منح الأسهم لهم وفقاً لجدولة الاستحقاق المقررة لاحقاً الشهر الجاري، بحسب الأشخاص.
وأبلغ الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ الموظفين أن “ميتا” ستخفض 5% من قوتها العاملة، أي ما يصل إلى 3600 موظف، مع التركيز على استبعاد من “لا يلبون التوقعات”، وفق ما نشره تقرير لـ”بلومبرغ نيوز” لأول مرة منتصف يناير الماضي.
وأوضح زوكربيرغ الشهر الماضي أن الموظفين في الولايات المتحدة الأميركية سيتلقون الإخطارات يوم 10 فبراير الحالي، بينما ربما يصل الإخطار للموظفين في الأسواق الدولية بوقت لاحق.
وفي رسالة منفصلة إلى المديرين، قال المؤسس المشارك لـ”فيسبوك” “إن هذه التخفيضات ستوفر مساحة لتوظيف “أقوى المواهب” داخل الشركة”.
وقد أصبحت عمليات تسريح الموظفين نهجاً متكرراً في “ميتا” خلال السنوات الأخيرة، إذ قامت الشركة بتقليص آلاف الوظائف خلال 2022 و2023 ضمن جهود تعزيز الكفاءة.
ويُتوقع أن تكتمل موجة التسريحات الأخيرة بنهاية دورة تقييم الأداء التي تمتد حتى فبراير الجاري، وذلك بوقت تسعى فيه “ميتا” للتفوق على منافسين مثل شركة “أوبن إيه آي” وشركة “ديب سيك” (DeepSeek) في سباق الذكاء الاصطناعي سريع التطور.
أبلغ زوكربيرغ المستثمرين أواخر يناير الماضي أن “ميتا” تتوقع إنفاق مئات المليارات من الدولارات مستقبلاً على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وتطبق الشركة تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي عبر مختلف تطبيقاتها ووحداتها التجارية، بداية من منصات التواصل الاجتماعي مثل “إنستغرام” و”فيسبوك” وصولاً إلى نظارات الواقع الافتراضي.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: تسريح العاملين تسريح العمال ميتا
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. من الإبداع إلى الخداع
يمانيون|منوعات
في العقد الأخير، شهد العالم تطورا مذهلا في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، خصوصا في مجالات توليد المحتوى البصري والسمعي.
لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة فحسب، بل أصبح منتجا للمحتوى نفسه، سواء كان صورا، مقاطع فيديو، أصواتا، أو حتى نصوصا تبدو وكأنها من صنع البشر.
هذا التطور السريع أثار تساؤلات جوهرية حول قدرة الإنسان على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع، خصوصا حين تصبح الخدع البصرية والسمعية شبه مثالية.
ورغم تطور حاسة البصر لدى الإنسان، إلا أن الدراسات أثبتت أن العين البشرية قد تُخدع بسهولة أمام محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، خصوصا عندما يكون معدا بعناية.
وفي تجارب أجريت عام 2023، فشل أكثر من 60% من المشاركين في التمييز بين صور حقيقية وصور مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كما أن مقاطع الفيديو العميقة أصبحت تستخدم في الأخبار المزيفة، والابتزاز، وحتى التضليل السياسي، ما يظهر خطورة هذا التداخل بين الحقيقي والمصطنع.
والسبب يعود إلى أن الدماغ البشري يعتمد على أنماط مألوفة في التعرف على الوجوه والمشاهد، والذكاء الاصطناعي اليوم قادر على محاكاة هذه الأنماط بدقة تفوق التوقعات.
واشار موقع “روسيا اليوم” انه في الآونة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات التي تظهر أطفالا صغارا وهم يلعبون أو يتفاعلون مع حيوانات برية خطيرة مثل التماسيح والأسود والنمور والدببة، أو قيام أحد الصقور باختطاف رضيع، في مشاهد تبدو مذهلة للوهلة الأولى، لكنها سرعان ما أثارت موجة واسعة من الجدل.
فالكثير من المستخدمين لم يكتشفوا منذ البداية أن هذه المقاطع ليست حقيقية، بل تم توليدها بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
الفيديوهات، التي بدت واقعية إلى حد يصعب معه التمييز بين الحقيقة والخيال، دفعت البعض إلى الإعجاب بقدرات الذكاء الاصطناعي الفنية، في حين عبر آخرون عن قلقهم من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة.
فقد رأى عدد من المتابعين أن مثل هذه المقاطع قد تضلل الجمهور، خصوصا الأطفال والمراهقين الذين قد يظنون أن التعامل مع الحيوانات البرية أمر آمن أو ممكن في الحياة الواقعية.
كما أثارت هذه الظاهرة نقاشا أوسع حول حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى المرئي، خاصة بعد أن أصبحت الأدوات الحديثة قادرة على إنتاج صور ومقاطع فيديو تكاد تطابق الواقع.
ودعا بعض الخبراء إلى ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الشفافية، مثل الإشارة الصريحة إلى أن المحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي، لتجنب الخداع البصري أو نشر معلومات مضللة.
وبينما يرى البعض أن هذه المقاطع تمثل شكلا جديدا من الإبداع الرقمي، يرى آخرون أنها تفتح الباب أمام استخدامات غير أخلاقية قد تهدد الثقة في ما نراه على الإنترنت.
وهكذا، يبقى الجدل قائما بين الانبهار بالتقنية الحديثة والخوف من آثارها الاجتماعية والنفسية.