مع تزايد رغبة روسيا في إعادة بناء نفوذها في سوريا، يتوقع أن تكون المفاوضات بين البلدين بداية لمرحلة جديدة من العلاقات، حيث قد تجد دمشق في موسكو حليفا قادرا على مواجهة التحديات الإقليمية.

وتمثل المصالحة السياسية بين موسكو ودمشق تحولا لافتا في مواقف روسيا، التي لعبت دورا حاسما في الحفاظ على النظام السوري خلال الحرب مع الفصائل المسلحة منذ أكثر من عقد.

 

وقد سمحت القواعد العسكرية الروسية على سواحل سوريا لموسكو بتعزيز وجودها العسكري في البحر المتوسط وشمال إفريقيا، بينما كانت تدير ضربات ضد الفصائل المسلحة، بمن فيها هيئة تحرير الشام، التي أسقطت نظلم بشار الأسد وأجبرت الرئيس المعزول على المغادرة إلى موسكو.

دعم مالي روسي

ومن أبرز مؤشرات تعزيز العلاقات بين روسيا وسوريا، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تقديم موسكو نحو 23 مليون دولار للعملة السورية إلى البنك المركزي في دمشق الشهر الماضي، وهي خطوة أثارت قلق بعض الدول الغربية التي تتجنب دعم الاقتصاد السوري بسبب المخاوف من العقوبات.

وقالت الزميلة في معهد واشنطن آنا بورتشيفسكايا، إن "ميزة روسيا في التعامل مع سوريا تكمن في أنها غير مقيدة بأي اعتبارات أخلاقية، مما يتيح لها تنفيذ قراراتها بحرية من دون الحاجة إلى إجماع".

واعتبرت أن "السؤال الأكبر هو كيفية تعامل الغرب مع الوضع في سوريا لتقليل تبعيتها لروسيا".

مفاوضات روسية سورية

يتمثل الهدف الرئيسي لروسيا من مفاوضاتها مع سوريا في الحفاظ على قواعدها العسكرية هناك، وهي خطوة تعزز من نفوذها الاستراتيجي بينما تواجه تحديات في أوكرانيا.

وقد تناولت المفاوضات الروسية السورية العديد من المواضيع، من بينها مليارات الدولارات من الاستثمارات في حقول الغاز والموانئ، مع طرح إمكانية اعتذار من موسكو عن دورها في قصف المدنيين أثناء حملات دعم نظام الأسد.

من جهة أخرى، رفضت موسكو مناقشة تسليم الأسد، وهو طلب طرحتته الحكومة السورية في الفترة الانتقالية.

وفي وقت كان به المسؤولون الأميركيون يترددون في تقديم خطة واضحة للمستقبل السوري، قال الدبلوماسي الأميركي السابق دافيد شنكر، إن "قلة تفاعل واشنطن في سوريا يجعل من الصعب عليها معارضة عودة روسيا إلى الساحة".

دعم الاقتصاد

لم يقتصر الروس والسوريون على مناقشة القضايا العسكرية فقط، بل امتدت المحادثات لتشمل تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين.

وقد بدأت المفاوضات بين روسيا وسوريا في يناير الماضي، بعد وصول نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومبعوثها الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، حيث ناقشا مستقبل القواعد العسكرية الروسية في حميميم وطرطوس، إلى جانب فرص الاستثمار في حقول الغاز والموانئ السورية.

وبالتزامن مع ذلك، سعت دمشق لتوسيع دائرة تحالفاتها بعيدا عن تركيا، التي كان لها دور في دعم هيئة تحرير الشام.

في المقابل، أبدت سوريا استعدادا للتفاوض مع روسيا في محاولة لتعويض الخسائر التي تكبدتها جراء الحروب الروسية ضد المدنيين السوريين، خصوصا في مجالات إعادة البناء والاستثمارات.

وقد تضمنت المفاوضات أيضا مطالبات بتعويضات عن الأموال التي حولها النظام السابق إلى روسيا، ومن بينها 250 مليون دولار أرسلها البنك المركزي السوري إلى موسكو عامي 2018 و2019.

وكانت روسيا تشارك في مشاريع استثمارية ضخمة في سوريا قبل اندلاع الحرب، بما في ذلك مشروعات النفط والغاز.

وبعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري في الفترة الانتقالية أحمد الشرع، سافر وزير الخارجية السوري إلى موسكو لمناقشة إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في عهد الأسد، بما في ذلك المشاريع التي تم تعليقها مثل بناء ميناء طرطوس وتطوير امتيازات الغاز الطبيعي في سوريا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات روسيا النظام السوري القواعد العسكرية الروسية الاقتصاد السوري أوكرانيا الحكومة السورية روسيا مشاريع استثمارية روسيا سوريا وروسيا سوريا فلاديمير بوتين أحمد الشرع روسيا النظام السوري القواعد العسكرية الروسية الاقتصاد السوري أوكرانيا الحكومة السورية روسيا مشاريع استثمارية أخبار سوريا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

“الصناعات العسكرية” توقع اتفاقيات مع شركات تركية لتعزيز توطين صناعة الأنظمة الأرضية

 البلاد (إسطنبول) برعاية مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد بن حسين البيّاري، وحضور محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبدالعزيز العوهلي، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية بجمهورية تركيا البروفيسور خلوق غورغون، وقعت شركة SAMI -الشريك الوطني الرائد لقطاع الدفاع والأمن إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة- اتفاقيات تعاون مع ثلاث شركات تركية رائدة في قطاع الصناعات الدفاعية.
وتهدف هذه الاتفاقيات، التي وقعها نائب الرئيس التنفيذي للأنظمة الأرضية في شركة SAMI المهندس محمد بن سعود الحديب إلى توطين صناعة الأنظمة الأرضية بالمملكة، حيث تركز الاتفاقية الأولى مع شركة Nurol Makina على نقل التقنية والتصنيع للعربات العسكرية التي تصنعها الشركة التركية، في حين ركزت الاتفاقية الثانية مع شركة FNSS للصناعات الدفاعية على نقل تقنية وتصنيع العربات القتالية المدرعة وأبراج الأسلحة التي تتخصص الشركة التركية في صناعتها, فيما تهدف الاتفاقية الثالثة مع شركة ASELSAN إلى نقل التقنية وتوطين التصنيع لأنظمة الأبراج القتالية في المملكة العربية السعودية، والإسهام في توطين هذه الأنظمة الحيوية ضمن مشاريع العربات القتالية.
ومن المقرر أن تكون عمليات نقل التقنية والتصنيع لجميع هذه الاتفاقيات من خلال مجمع “سامي صناعي للأنظمة الأرضية” والمجدول أن تبدأ عمليات التشغيل في الربع الرابع من هذا العام، على أن تنجز هذه المنشأة وفقًا لأعلى المعايير العالمية لتصنيع الأنظمة الأرضية، وسيكون هذا المرفق مركزًا للتميز في صناعة العربات المدرعة رباعية وسداسية الدفع والدفع الثماني، بالإضافة إلى الأبراج المسلحة، ويعمل المجمع وفقًا لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، مستفيدًا من تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات، لتنفيذ عمليات متقدمة غير مأهولة تُدار بواسطة أنظمة ذكية دون تدخل بشري مباشر، تعزز الكفاءة والجودة التشغيلية.
ويتولى قطاع الأنظمة الأرضية في الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) العمل على تحقيق أهداف الإستراتيجية للشركة عبر الإسهام الفاعل في توطين الصناعات الدفاعية في المملكة من خلال بناء قدرات صناعية متقدمة وتقديم خدمات ومنتجات ذات جودة عالية طوال حياة المنتج وفقًا لمتطلبات الجهات المستفيدة.

مقالات مشابهة

  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • أكدت أن مفاوضات التسوية لم تكن يوماً أولوية للغرب.. موسكو تشترط وقف تدفق الأسلحة لوقف الحرب
  • أندية روشن تسعى لضم باربوسا
  • فرنسا: ملتزمون بوحدة سوريا ونشجع المفاوضات بين قسد ودمشق
  • روسيا تطور قاذفات لهب صغيرة للروبوتات العسكرية
  • ملف السويداء بيد الأمريكيين.. المرصد السوري لحقوق الإنسان يكشف عن 7 بنود لاتفاق بين تل أبيب ودمشق
  • مصادر تكشف تفاصيل الانفجارات القوية التي هزّت قاعدة العند العسكرية جنوب اليمن
  • الكرملين: موسكو تسعى لإقامة مناطق عازلة أوكرانيا وروسيا تتبادلان هجمات بمُسيرات بعد جولة محادثات
  • “الصناعات العسكرية” توقع اتفاقيات مع شركات تركية لتعزيز توطين صناعة الأنظمة الأرضية
  • وصول جنود روس محررين من الأسر الأوكراني إلى موسكو