كيف يؤثر تغير المناخ على التنوع البيولوجي؟
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
يشير التنوع الأحيائي أو التنوع البيولوجي إلى أصناف الحياة على الأرض بجميع أشكالها، من الجينات والبكتيريا إلى النظم البيئية بأكملها مثل الغابات أو الشعاب المرجانية.
والتنوع البيولوجي الذي نراه اليوم هو نتيجة 4.5 مليارات سنة من التطور، لكنه يتأثر بشكل متزايد بالأنشطة البشرية التي أدت إلى تغير المناخ.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على البيئة؟list 2 of 4ما بصمتنا الكربونية وكيف نخفف من أثرها؟list 3 of 4بصمة كربونية عالية لهاتفك الذكي.. ماذا تفعل؟list 4 of 4تطوير صنف جديد من الأرز يساهم بمكافحة تغير المناخend of list
ويشكل التنوع البيولوجي شبكة الحياة التي نعتمد عليها في أمور عديدة كالغذاء والماء والطب والمناخ المستقر والنمو الاقتصادي، وغيرها.
ووفقا للأمم المتحدة يعتمد أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي على الطبيعة وتنوعها، كما يعتمد أكثر من مليار شخص على الطبيعة والغابات لكسب لقمة عيشهم.
ومع التطور الصناعي وزيادة نسبة الانبعاثات تبدو الطبيعة في أزمة، إذ إن نحو مليون نوع مهدد بالانقراض والعديد منها ستختفي في غضون عقود.
كما ستتحول النظم البيئية التي لا يمكن الاستغناء عنها -مثل أجزاء من غابات الأمازون المطيرة- من مصارف الكربون إلى مصادر الكربون بسبب إزالة الغابات والمحيطات التي تمتص أكثر من نصف انبعاثات الكربون.
وتشير الدراسات إلى اختفاء نحو 85% من الأراضي الرطبة، مثل المستنقعات المالحة ومستنقعات نبات "المانغروف" التي تتميز بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
إعلانويبقى السبب الرئيسي لفقدان التنوع البيولوجي هو استخدام البشر للأرض في المقام الأول لإنتاج الغذاء بشكل مفرط. وقد غيّر النشاط البشري بالفعل أكثر من 70% من جميع الأراضي الخالية من الجليد.
وعندما يتم تحويل الأراضي الغابية من أجل الزراعة، قد تفقد أنواع من الحيوانات والنباتات مواطنها وموائلها وتواجه خطر الانقراض.
ويلعب تغير المناخ دورا متزايد الأهمية في تدهور التنوع البيولوجي، إذ أدى إلى تغيير النظم البيئية البحرية والبرية والمياه العذبة في جميع أنحاء العالم. كما تسبب في فقدان الأنواع المحلية وزيادة الأمراض والموت الجماعي للنباتات والحيوانات.
تقتل المحيطات الأكثر دفئا الشعاب المرجانية، كما يهدد ارتفاع مستويات سطح البحر الشواطئ التي تحتاجها السلاحف البحرية للتكاثر. وباتت فصول الصيف أطول، والشتاء أقصر، وهي تحولات موسمية تعرض للخطر عددا لا يحصى من أنواع الحيوانات والنباتات من خلال تعطيل الإمدادات الغذائية ومواسم التزاوج ومتغيرات أخرى.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الدببة القطبية التي يعد المناخ القطبي موئلها الطبيعي قد تشهد نفوقا مفاجئا، مع انهيار أجزاء كبيرة من النظم البيئية في موجات مع ارتفاع درجة حرارة العالم.
ويقول العلماء إن ظاهرة فقدان التنوع البيولوجي بدأت بالفعل في الشعاب المرجانية، وقد تشمل الغابات الاستوائية بحلول أربعينيات القرن21. كما يزيد ارتفاع درجات الحرارة من خطر فقدان النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية بشكل لا رجعة فيه.
وعلى سبيل المثال تقلصت الشعاب المرجانية الحية إلى النصف تقريبا في الـ150 عاما الماضية، ويهدد المزيد من الاحترار بتدمير جميع الشعاب المرجانية المتبقية تقريبا.
إعلانوسيكون تأثير ارتفاع الحرارة على التنوع الأحيائي كما يلي:
قد تؤدي زيادة الحرارة بواقع 1.5% إلى فقدان 4% من الثدييات حوالي نصف مواطنها الطبيعية. قد تؤدي زيادة الحرارة بما يزيد على 1.5% إلى تدمير ما بين 70% إلى 90% من الشعاب المرجانية. ستؤدي زيادة الحرارة بواقع 2% إلى أو اكثر إلى فقدان أكثر من 99% من الشعاب المرجانية.ويشير علماء الطيور إلى أن الاحتباس الحراري يؤثر على العديد من أنواع الطيور، حيث يتغير وقت تعشيشها وتكاثرها وهجرتها، وحتى المكان الذي تستطيع فيه العيش والازدهار. ويرى علماء النبات علامات مماثلة لتأثيرات تغير المناخ على المحاصيل والغابات والنباتات الأخرى.
وعلى الرغم من هذه التوقعات القاتمة، فإن تغير المناخ ليس حاليا المحرك الأكبر لفقدان التنوع البيولوجي على الأرض، فالعامل الأكبر هو إعادة تشكيل التضاريس نفسها، حيث أنشأ الناس المزارع والبلدات والمدن والطرق والمناجم على ما كان ذات يوم موطنا لعدد لا يحصى من الأنواع، في البحر.
فعلى سبيل المثال، لا تدعم النظم البيئية مثل أراضي الخث (الأراضي الرطبة ذات التربة التي تتكون من بقايا النباتات غير المتحللة) والغابات خيارات واسعة من أسباب الحياة فحسب، بل هي تسحب أيضا ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزنه في النباتات وفي الأرض، ويضر تدميرها بالتنوع البيولوجي ويعقد مكافحة تغير المناخ.
وبشكل عام تعد عمليات فقدان الموائل، والصيد الجائر، وتغير المناخ مترابطة في التأثير على التنوع البيولوجي، وهي من صنع البشر.
ويمكن التغلب عليها من خلال إدارة رشيدة للموارد تشمل:
حماية الغابات وإدارتها واستعادة ما فقد منها، فعلى الرغم من الخسائر الهائلة والمستمرة، لا تزال الغابات تغطي أكثر من 30% من مساحة كوكب الأرض. الحفاظ على أراضي الخث واستعادتها وإبقاؤها رطبة حتى لا يتأكسد الكربون ويطفو في الغلاف الجوي، حيث تخزن تلك الأراضي ضعف كمية الكربون الموجودة في جميع الغابات، رغم أنها تغطي حوالي 3% فقط من اليابسة. ويمكن لموائل المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار "المانغروف" أيضًا عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما يمكن للغابات على اليابسة، ما يجعل "المانغروف" ذات قيمة عالية في مكافحة تغير المناخ. الحفاظ على المساحات الطبيعية واستعادتها، سواء على اليابسة أو في الماء، وهو أمر ضروري للحد من انبعاثات الكربون والتكيف مع مناخ متغير بالفعل. يمكن تحقيق حوالي ثلث التخفيضات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المطلوبة في العقد المقبل من خلال تحسين قدرة الطبيعة على امتصاص الانبعاثات. إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الشعاب المرجانیة التنوع البیولوجی النظم البیئیة تغیر المناخ أکثر من
إقرأ أيضاً:
وزيرا الاتصالات والتضامن يشهدان توقيع بروتوكول تمكين الشباب من ذوي التنوع العصبي عبر تدريب تقني متخصص
شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وشركة دى إكس سى تكنولوجى (DXC) العالمية لخدمات تكنولوجيا المعلومات والاستشارات، لإطلاق برنامج ITIDA-DXC Dandelion فى مصر، الذى يستهدف تأهيل ذوي الاضطرابات العصبية المتنوعة (Neurodiverse)، من طلاب السنة الدراسية الأخيرة والخريجين، من خلال توفير فرص التدريب فى عدد من التخصصات التكنولوجية والمساعدة فى التوظيف وتهيئتهم للاندماج داخل بيئة العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقع الاتفاقية كلًا من المهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) والمهندسة نيفين جلال رئيس مجلس إدارة شركة DXC تكنولوجى فى مصر، وذلك بحضور المهندس هشام فايد مدير شركة "دى أكس سى" DXC لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وعدد من قيادات وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتضامن الاجتماعي، وممثلي الشركة العالمية.
ويهدف البرنامج إلى تدريب وتأهيل أكثر من 60 شابا وفتاة من ذوي الاضطرابات العصبية المتنوعة وتحديدا من ذوي طيف التوحد، وفرط الحركة، وعسر القراءة والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، وذلك لمدة عامين من تاريخ بدء التدريب، من خلال برامج تطوير المهارات الشخصية والبرامج التدريبية فى مختلف التخصصات التكنولوجية ومنها مجالات الذكاء الاصطناعى، واختبار البرمجيات، وتحليل البيانات، وعمليات مراقبة البنية التحتية، وكذلك توفير الدعم المهني من خلال فرق استشارية متخصصة فى الدمج، بما يعزز من قدرتهم على الاندماج فى بيئة العمل بصورة احترافية.
ومن المقرر الإطلاق الرسمي للبرنامج فى شهر مارس، على أن يبدأ التدريب الفعلي قبل منتصف العام المقبل.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إطلاق البرنامج فى مصر بالشراكة بين "إيتيدا" وشركة "دى إكس سى" العالمية يأتى فى إطار حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تنفيذ استراتيجيتها لبناء مصر الرقمية والتى يعد من أبرز مستهدفاتها بناء القدرات الرقمية لمختلف شرائح المجتمع، وتمكين المواطنين من الحصول على فرص عمل نوعية فى الاقتصاد الرقمى، وتبنى الآليات التى تضمن مشاركة جميع المواطنين بصورة فعالة فى مسيرة التحول الرقمى فى مصر، مشيرا إلى أن نجاح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يرتكز على توظيف التكنولوجيا لخدمة المجتمع وتحقيق أثر تنموى.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى البعد التنموي للبرنامج بما يتيحه من فرص لتأهيل وتمكين الأشخاص من ذوي الاضطرابات العصبية المتنوعة ومساعدتهم فى الحصول على فرص عمل فى عدد من تخصصات تكنولوجيا المعلومات، واستثمار طاقاتهم ومهاراتهم الفريدة لتحقيق التميز فى مجالات عملهم.
وأشاد الدكتور عمرو طلعت بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والتى ساهمت بخبراتها لضمان تحقيق أفضل النتائج فى تنفيذ البرنامج، مشيرا إلى أن تنفيذ البرنامج فى مصر يمثل خطوة جديدة تدعم توجه الدولة نحو بناء مجتمع رقمى شامل، وإتاحة فرص عادلة لجميع فئات المجتمع، بما يعزز تنافسية الكفاءات المصرية بسوق العمل.
وأضاف وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن البرنامح يستهدف توفير التدريب فى تخصصات تكنولوجية متقدمة مما يسهم فى بناء قاعدة من الكوادر البشرية المؤهلة للمستقبل، والتى تدعم رؤية الوزارة فى تمكين كل المواطنين من الإسهام بفاعلية فى بناء مصر الرقمية.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي أن الوزارة تؤمن بأن الابتكار هو الطريق الأوسع نحو الدمج الكامل والاستقلالية، وأن الاقتصاد الرقمي يفتح مسارات جديدة للشباب ليصبحوا قوة إنتاجية فاعلة وصنّاع فرص، لا متلقين لها، مضيفة أن تمكين هذه الفئة فى سوق العمل لم يعد خيارًا، بل ضرورة اقتصادية واجتماعية، مؤكدة أن العمل يمثل حقًا أصيلًا ووسيلة للاندماج، ويخلق الاستقلال المالي، ويعزز المشاركة المجتمعية، ويحقق استفادة حقيقية للدولة من طاقات وقدرات أبنائها.
وأشارت الدكتورة مايا مرسي إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي شرفت بتقديم الدعم الفني للمقترح الخاص بإطلاق برنامج DXC Dandelion داخل مصر، لضمان جاهزية المشاركين وجودة التنفيذ، وذلك فى ضوء الخبرات المتراكمة للوزارة فى مجالات التأهيل، التشخيص، والدعم النفسي الاجتماعي، مشيدة بالتكامل المؤسسى بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التضامن الاجتماعي، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس رؤية الدولة فى بناء نظام وطني داعم للتشغيل الدامج.
وأوضحت فى هذا الإطار أهمية منصة “تأهيل” الوطنية باعتبارها بوابة موحدة للتدريب والتوظيف الدامج، وبنية تحتية أساسية لدمج برامج مثل DXC Dandelion ضمن المسارات المهنية الرسمية، بما يضمن الاستدامة وتوسيع نطاق الاستفادة.
وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي أن برنامج DXC Dandelion يُعد نموذجًا عالميًا رائدًا فى تمكين الشباب ذوي التنوع العصبي بالقطاع التكنولوجي، خاصة من خلال التدريب التقني والمهني المتخصص، والإشراف الميداني من مدربي العمل (Job Coaches)، والدعم النفسي والاجتماعي للمتدربين وأسرهم.
الجدير بالذكر أن برنامج DXC Dandelion يعد من أبرز البرامج العالمية فى مجال دعم وتمكين ذوي الاضطرابات العصبية المتنوعة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وتعد مصر أول دولة فى الشرق الأوسط وأفريقيا يتم إطلاق فيها هذا البرنامج.
من جانبه، قال المهندس أحمد الظاهر الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا): "سعداء بالتعاون مع شركة DXC لإطلاق برنامج ITIDA- DXC Dandelion فى مصر، والذى يأتي فى إطار دور الهيئة الداعم لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتنمية المهارات الرقمية، ولا سيما تعزيز المبادرات ذات الأثر الاجتماعي الحقيقي، ومن خلال هذا البرنامج، نعمل على فتح فرص متكافئة، وتوسيع قاعدة المهارات المحترفة فى الاقتصاد الرقمى، وبناء كوادر مؤهلة تلبى احتياجات السوق، بما يعزز مكانة مصر كمركز عالمى لصناعة التعهيد والخدمات العابرة للحدود."
وكان برنامج DXC Dandelion قد انطلق لأول مرة فى أستراليا عام 2014، وحقق نجاحات فى عدة دول، من بينها المملكة المتحدة، وإيطاليا، وبولندا، وبلغاريا، والفلبين.
وساهم البرنامج فى دعم أكثر من 350 شخصًا حول العالم فى الحصول على فرص عمل، كما حصد البرنامج أكثر من 25 جائزة دولية تقديرًا لابتكاره وتأثيره المجتمعى.
وقالت المهندسة نيفين جلال رئيس مجلس إدارة شركة DXC تكنولوجى فى مصر: "يتمتع الأفراد من ذوى الاضطرابات العصبية المتنوعة بقدرات فريدة مثل الانتباه للتفاصيل، والقدرة على التفكير التحليلى والإبداعى، وهى مهارات مطلوبة بشدة فى وظائف اختبار البرمجيات، وتحليل البيانات.
ومن خلال برنامج ITIDA-DXC Dandelion، نعمل على توفير بيئة عمل إيجابية، وتقديم التدريب والدعم الملائم، ونمكّن الأفراد ذوى الاضطرابات العصبية المتنوعة من توظيف قدراتهم بالشكل الأمثل، وفى الوقت نفسه نسهم فى سد فجوات المهارات فى قطاع تكنولوجيا المعلومات".
يجدر الإشارة إلى أن شركة DXC تكنولوجى تعد من الشركات المدرجة على قائمة فورتشن 500، وتدير مركزًا إقليميًا لخدمات التعهيد من مصر يخدم أكثر من 20 عميلاً فى الشرق الأوسط والمملكة المتحدة وأوروبا، ويضم أكثر من 600 متخصص، مع خطة للتوسع ليصل عدد العاملين إلى 1000 موظفًا بحلول عام 2027.