مفتي الجمهورية: الشريعة إلهية ثابتة .. والفقه اجتهاد بشري متغير
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- على أهمية إدراك الفرق بين الشريعة والفقه، معتبرًا أن الخلط بينهما من أخطر ما يواجه الفكر الإسلامي المعاصر، وأن هذا الخلط قد يؤدي إلى انحرافات فكرية ومنهجية، تتراوح بين الجمود والتطرف من جهة، والانفلات والتسيب من جهة أخرى.
أوضح مفتي الجمهورية، في حديثه الرمضاني، أن الشريعة هي المنهج الإلهي الذي أنزله الله لتنظيم حياة البشر، وتشمل العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق، والتشريعات العامة التي تحقق مقاصد الدين الكبرى. وهي أحكام إلهية ثابتة مستمدة من الكتاب والسنة، لا تحتمل الاجتهاد أو التغيير، مثل وجوب الصلاة، وتحريم القتل بغير حق، وسائر الأحكام القطعية.
أما الفقه، كما بيَّن المفتي، فهو علم يُعنى باستنباط الأحكام الشرعية العملية من الأدلة التفصيلية، ويعتمد على الاجتهاد البشري المنضبط بأصول علمية راسخة، مما يؤدي إلى تنوُّع في الآراء الفقهية واختلاف بين المذاهب، وهو اختلاف محمود، يعكس مرونة الفقه وقدرته على التفاعل مع متغيرات الزمان والمكان.
وأشار المفتي إلى أن الفقه ليس منفصلًا عن الشريعة، بل هو فهم لها ومحاولة لتنزيلها على الواقع، موضحًا أن الشريعة معصومة لأنها من عند الله، أما الفقه فهو اجتهاد بشري غير معصوم، يخضع للتطوير والتجديد بما يحقق المقاصد الشرعية ويخدم مصالح الناس.
الجمود والتقليد الأعمىوحذَّر مفتي الجمهورية من نتائج غياب التمييز بين المفهومين، ومنها الجمود والتقليد الأعمى، والتسيب باسم التجديد، والتشدد ورفض الاجتهاد، مما يؤدي إلى تعطيل الفكر الإسلامي، ويُنتج خطابًا دينيًّا مشوَّهًا إما جامدًا أو متسيبًا، وكلاهما لا يعبر عن حقيقة الإسلام.
وأكد أن الحاجة ملحَّة اليوم إلى تجديد الفقه في إطار الشريعة الغرَّاء، وهو ما دعا إليه العلماء قديمًا وحديثًا، مستشهدًا بقول الإمام الشاطبي: "الشريعة مبناها على تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فما كان يحقق مصلحة الأمة فهو من الدين، ولو لم يرد فيه نص بعينه."
وختم المفتي حديثه بالدعوة إلى التمسك بثوابت الشريعة، ودعم الفقه المستنير القادر على مواجهة مستجدات العصر، سائلًا الله تعالى أن يرزق الأمة نور البصيرة والفقه في الدين، وأن يهيئ لها من العلماء والمصلحين من يجدد أمر دينها ويحقق مقاصده في واقعها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور نظير عياد الشريعة الفقه الفكر الإسلامي الأحكام الشرعية المزيد مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
برلمانية: القيادة السياسية تمضي بخطى ثابتة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإقليمية
أكدت الدكتورة رشا إسحق، أمين سر لجنة التضامن الاجتماعي وحقوق الإنسان بمجلس الشيوخ، أن المرحلة الحالية التي تمر بها مصر والمنطقة العربية تتطلب أعلى درجات الوعي والمسؤولية من جميع فئات الشعب، مشددة على أن الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية أصبح واجبا وطنيا لا يحتمل التراخي أو التردد.
وأوضحت إسحق في تصريحات صحفية لها، أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمضي بخطى ثابتة في مواجهة التحديات المتراكبة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني أو الإقليمي، وهو ما يستلزم تعزيز روح التكاتف المجتمعي، وتوحيد الصف الوطني في مواجهة حملات التشويه والإرباك التي تسعى للنيل من استقرار الوطن.
وأشارت إلى أن مصر، رغم ما تواجهه من ضغوط، لا تزال قادرة على الحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية، بفضل قيادتها الواعية ومؤسساتها الوطنية الصلبة، وهو ما يجب أن يدفع الجميع إلى تجاوز الخلافات والعمل تحت راية واحدة لحماية المكتسبات وتحقيق مزيد من التنمية والازدهار.
شددت على ضرورة تعزيز التكاتف الوطني والاصطفاف خلف القيادة السياسية في هذه المرحلة الدقيقة، التي تتطلب أعلى درجات الوعي الشعبي والقدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما ييروج له من شائعات أو محاولات تشويه متعمدة، مؤكدة أن القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقود مصرنا الحبيبة بثبات في مسار التنمية والدفاع عن المبادئ الإنسانية والحقوق العادلة للشعوب.